Tuesday, December 28, 2010

الجمارك الأردنية تضبط أسلحة وعتادا داخل مركبة قادمة من سورية
كلنا شركاء
28/ 12/ 2010

ضبط موظفو الجمارك الأردنية في مركز جمرك جابر اليوم الثلاثاء بنادق وعتادا في إحدى المركبات القادمة من سورية، على ما علم من مصادر رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن المركبة كانت قادمة من "إحدى الدول المجاورة"، في تحاش لذكر اسم سورية.
يقع مركز حدود جابر (90 كيلو مترا شمال عمان) مقابل مركز حدود نصيب السوري (120 كيلو مترا جنوب دمشق).

توزعت المضبوطات، بحسب بيان صحافي لدائرة الجمارك، على 25 بندقية خرطوش (12 ملم) نوع Pump action و 5ر8 كيلو غرام عتاد.

وأشار البيان إلى انه تم تنظيم ضبط تسليم بالمحتويات المهربة وتم التحفظ على السائق والمركبة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
ويرى خبراء قانون أن هذه العملية قد تتصل بمنافع تجارية، إذ يستغل المهربون فارق الأسعار بين السوق السورية والأردنية.
يتمتع الأردن حاليا بعلاقات وثيقة مع دمشق، حسبما يؤكد زعيما البلدين اللذان تسلما الحكم في عمان ودمشق قبل عشر سنوات.
على أن عمان اشتكت مرارا في السابق من تساهل السلطات السورية مع محاولات تنظيمات أصولية، فلسطينية أو لبنانية لاختراق الأمن الأردني عبر تهريب أسلحة ومتفجرات.

Comments
أضف جديد
بحث
EU Parliament Committed to Protecting Middle Eastern Christians
STRASBOURG, France -- During its last plenary session, the European Parliament officially welcomed a high ranked delegation of Christian leaders from Iraq and Lebanon composed of their Excellencies Archbishop Matti Matoka (Baghdad-Iraq), Basile Georges Casmoussa (Mosul-Iraq), Mgr Shlemoun Warduni (Babylon-Iraq), by Pr. Melhem Riachy (Kaslik University, Lebanon) and M. Maroun Karam (President fo the Maronite League in Belgium). "It is clear that there are some fundamentalist elements seeking to create sectarian division within the Iraqi society where Christianity has been an integral part of the fabric of Middle-Eastern society for two millennia. We monitor the situation closely, I will continue to highlight the issue, at every possible opportunity, of the situation of Christians in Iraq and the broader Middle East region," said Jerzy Buzek, President of the European Parliament. This was echoed by On. Mario Mauro, "As the European Parliament's Rapporteur on the upcoming first EU-Iraq cooperation agreement (a possible hundred-millions euros agreement), I will insist on the inclusion in this text of the principles of fundamental rights and democracy. This agreement cannot be reduced solely to economic issues, but should be an instrument for the EU to contribute to bringing peace back to the country." Moreover, the head of the EU -- Iraq delegation, Struan Stevenson stressed, during a 75 minute meeting with the delegation, the need to carefully monitor the use of the hundreds of programmes aimed at Iraq reconstruction and peace building, and fostering a sustainable development and economic integration according to these principles. Following the resolution on Iraq after attacks against Christian communities within the country, French MEP Constance le Grip began various initiatives which were unanimously adopted by the plenary on the 25 November 2010. "We desire to be kept informed on a regular basis of any kind of pressure, threat or attack against Christians in the middle east. We are determined to maintain relations with the Christians of the Middle East and to not leave them alone. We are determined to use all means at our disposal so as to regain democracy, human rights and freedom of religion, for everyone including Christians in the Middle East." This statement from Vice-President On. Gianni Pittella (Socialist) and Mario Mauro (Christian Democrat) was supported by more than 131 Members of the European parliament, from all political groups, denominations and EU countries. They signed a solidarity message which has been hand delivered, on the eve of Christmas break, to their Excellencies. In preparation of the upcoming Iraqi visit, a European Parliament preparatory conference on the support of Christians in the Middle East, with all interested parties, including the Council of Europe, will be organised early 2011 in Lebanon.
الكتائب يُبعد آخر معارض لسامي... عيسى نحاس
غسان سعود
يبذل سامي الجميّل جهداً استثنائياً ليلمع له نجم (أرشيف)

منذ سنوات يعجز النائب سامي الجميّل عن تصديق ظاهرة عيسى نحاس. ليس للأخير أمّ كتائبية ولا والد جميّليّ، يرث رئاسة جمهورية ويورث رئاسة حزب، ومع ذلك واظب نجم
نحاس هذا على اللمعان في حزب الكتائب، بينما يبذل سامي جهداً استثنائياً ولا يلمع له نجم.
بدأ نحّاس طريقه الكتائبية شبلاً وأخذ في القفز: رئيس دائرة ثانويين، ثم أمين سر مصلحة طلاب، فرئيس دائرة الجامعة اللبنانية ونائب رئيس مصلحة الطلاب، ثم رئيس
لمصلحة الطلاب بالوكالة ورئيس مصلحة النشاطات الكتائبية. في المقابل، ولد سامي وفي فمه الحزبي ملعقة الذهب الشهيرة: لابن الشيخ تُرفع القبعات الكاكيّة وتُقدّم
التحيات. لا أحد يعاند ابن العنيد. رئيس القاعدة الكتائبية صار رئيس «لبناننا» قبل أن يعود إلى الكتائب منسّقاً للجنة المركزية التي استُحدث كرسيّها ليناسب
فتى العائلة والوطن والله.
في الكتائب ـــــ الحزب الديموقراطي المفترض ـــــ كان يمكن سامي أن يشغل بنفسه تاركاً عيسى لحاله، وخصوصاً أن تجارب من خاضوا التجربة كاملة في هذا الحزب من
إدمون رزق إلى كريم بقرادوني تؤكد أن مجد الصيفي لا يُعطى إلا لمن يحمل جينات بيار الجميّل. لكن سامي لم يستطع التأقلم مع من لا يهرع ليفتح له باب السيارة ويقيم
دون تنسيق معه علاقات مع أطراف سياسية داخلية وخارجية. وأخذ توتّر «ابن الجميّل» من «ابن النحاس» يتفاقم يوماً تلو الآخر: حين كان عيسى كتائبياً وسامي قاعدة
كتائبية، حقق الأول نجاحات في جامعات عدّة وأعاد حزب الكتائب إلى الهيئات الطالبية في معظم كليات الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، رغم الصبغة السورية التي
كانت تلوّن حزب الكتائب الرسمي في تلك المرحلة، بينما عجز الثاني عن توفير الحد الأدنى من الحضور لقاعدته خارج جامعتي الحكمة واليسوعية. عيسى «السوري»، كما
يسمّيه سامي وأصدقاؤه، أحاط نفسه بمجموعة حزبيّة في منطقة فرن الشباك لم يجد سامي «اللبناني»، كما يسمّي سامي نفسه، مثيلاً لها حتى في بكفيا. ورغم ضغط «ابن
الجميّل» بكل الوسائل لقطع أوصال «ابن النحاس» داخل الحزب وخارجه، فشل في ذلك. فالمتهم من قيادة الحزب بالتنسيق مع الاستخبارات السورية بنى لنفسه في كلية الحقوق
في الجامعة اللبنانية نفوذاً أكبر من نفوذ سامي السيادة والحرية والاستقلال. حين التقى الاثنان في الحزب، كان نحاس ضليعاً في القضايا القانونية والإدارية للحزب،
بينما كان سامي يقرأ النظام العام للكتائب للمرة الأولى. ولاحقاً، كان عيسى يستفيد من العلاقات التي وطّدها بحلفاء النظام السوري في مرحلة الوجود السوري ليعزز
نفوذه، بينما كان سامي يجد نفسه محاصراً حتى داخل حزبه المفترض. وهكذا، أسقط سامي خلال سنتين كل من يشكّ في ولائه المطلق له أو روّضهم، سواء أكانوا من «جماعة
كريم» أم «جماعة بيار».
وجود عيسى نحاس في حزب الكتائب مثّل خلال السنتين الماضيتين استفزازاً كبيراً لسامي والموظفين لديه. أخذ هذا «العميل السوري» أو «بقايا البقرادونيّة»، الذي
لا يرى في «الشيخ سامي» مشروعاً استراتيجياً للمسيحيين، يسرّب إلى الصحف بعضاً مما يحصل داخل الحزب اللاشفاف. اخترع معارك وهمية، فرض على سامي تضييع وقته في
قضايا داخلية كان في غنى عنها. والأهم، أخرج بلمعته المهنية، كمحام، من النظام الداخلي لحزب الكتائب مواد حالت دون قبض آل الجميّل على مفاصل الحزب كما يشتهون.
أخيراً، في الأسبوع الماضي، فرح عيسى نحاس باتصال أحد تلفزيونات المعارضة السابقة به لسؤاله عن أوضاع حزب الكتائب. وجد سامي الجميّل مناسبة للانقضاض على من
يرفض إطاعته وينشر مقالات عن حزب الكتائب باعتباره حزباً ولد علمانياً لا فدرالياً. اجتمع المكتب السياسي العظيم، وقرر فصل عيسى نحاس من الحزب. ثم طلب الرئيس
أمين الجميّل من المجتمعين عدم إعلان القرار ريثما يوفر له السند القانوني الذي يحول دون طعن نحاس به. هكذا، أُعدم آخر صوت معارض لسامي في بريّة الكتائب، بات
يمكن الحزب أن ينعم بديموقراطية مطلقة.
الارتباطات الخارجيّة لعيسى نحاس وقبوله التنسيق مع مرجعيات أمنية في دول مجاورة ليحمي ظهره، تحول دون إضافته إلى رموز المبعدين من أحزابهم لرفضهم إطاعة زعماء
تلك الأحزاب. لكنه، بغض النظر عن ارتباطاته، يكشف كذبة الديموقراطية ويؤكد عدم وجود مكان في الأحزاب لمن لا يرى في ابن الرئيس رئيساً وفي ابن الشيخ شيخاً.
تجدر الإشارة إلى أن «الشيخ» بول الجميّل، زميل عيسى نحاس في الإطلالة التلفزيونية الأخيرة، انتقد أكثر منه سامي الجميّل، لكن الرئيس الجميّل رفض في الاجتماع
الأخير للمكتب السياسي إقالته، لأن «قضية بول شأن عائلي».

العدد ١٣٠١ الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠١٠سياسة
الاخبار
علم وخبر

عبوة تتأخّر عامين

فوجئ مسؤولون أمنيون لبنانيون بوفد أمني أوروبي يطلب منهم التأكد من معلومات مفادها أن شحادة جوهر يجهّز عبوة ناسفة لاستهداف اليونيفيل، مع العلم بأن جوهر قُتل
منذ أكثر من سنتين.

موضوعيّة؟

استعداداً لاستضافته رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في برنامج «بموضوعية»، يكثّف الزميل وليد عبود لقاءاته مع المسؤولة الإعلامية في القوات
أنطوانيت جعجع، مع العلم بأن التواصل بين عبود وجعجع شبه يومي منذ تولّي عبود مسؤوليات تحريرية في محطة «أم تي في»، ما أدى إلى إقفال أبواب سياسية عدّة في وجهه
ممن لا يجدونه موضوعياً.

شفاعة عكارية

في خطوة أولى من نوعها، وجّهت هيئة التيار الوطني الحر في بلدة عيّات ـــــ عكار رسالة إلى العماد ميشال عون، طالبة منه أن يجمع لا أن يفرّق، وأكدت عدم رضاها
عن الخلاف الحاصل بينه وبين اللواءين عصام أبو جمرة ونديم لطيف والقاضيين يوسف سعد الله الخوري وسليم عازار، وخصوصاً أن أخصام التيار يحاولون الاستفادة من هذا
الخلاف.

رئيس جهاز أمن... علني

وزع التيار الوطني الحر في مدينة زحلة ومنطقتها بطاقات معايدة لمناسبة الأعياد، حملت توقيع «رئيس جهاز الأمن في التيار الوطني الحر في البقاع الأوسط» العميد
المتقاعد نزيه كميل نجيم. وقد وصلت البطاقات رسمياً إلى شخصيات سياسية من فريق 14 آذار في زحلة والبقاع.

العدد ١٣٠١ الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠١٠سياسة
الاخبار
حين يمتدح البطريرك الرئيس...
جان عزيز

ماذا يعني أن يقول البطريرك صفير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان: «إنكم تبذلون يا صاحب الفخامة، أنتم وصحبكم الكرام، الغالي والرخيص في سبيل بلوغ سفينة الوطن
ميناء الأمان»؟ وما معنى أن يكرّر غبطته إشارته اللافتة إلى «التوجّه الحكيم»، و«التوجيهات الحكيمة» لرئيس الجمهورية؟
طبعاً، لا يمكن اعتبار هذا الكلام فريداً من نوعه في أدبيات السلطة الكنسية، ولا قطعاً هو غير مسبوق في قاموس البطريرك صفير. فقبل سليمان، خصّص صاحب الغبطة
دزينة من العظات والرسائل والبيانات الشهرية لمجلس الأساقفة الموارنة لمديح الرئيس إميل لحود، بدءاً من خريف عام 1998. منها تأكيد البطريرك على سبيل المثال
أن لحود «يريد مع معاونيه أن يقيم دولة القانون والمؤسسات والقضاء المنزّه المستقل، والإدارة السليمة والشفافية في الشؤون المالية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية...»،
قبل أن ينتهي به الأمر إلى شبه قطيعة رسمية مع الرئيس السابق...
وقبل لحود، لم تشذّ لغة البطريرك حيال الرئيس الأسبق الياس الهراوي عن النمط التقريظي نفسه، وإنْ كان قد أقفل أبواب بكركي في وجهه يوم عيد الميلاد من سنة 1996...
ليعود فيتشرّف بنيله جائزة الرئيس الراحل، على قاعدة أنّ حرمة الموت لديه، ربما، أعلى من حرمة الحقيقة...
وتطول لائحة المسؤولين المشمولين ببركات اللغة البطريركية، حتى إنها تتضمّن الرئيس السوري بشار الأسد نفسه، الذي توقفت بكركي طويلاً في آذار 2003 لتقدّر حكمته
وبعد نظره حيال اجتياح واشنطن لبغداد...
غير أن في كلام صاحب الغبطة عن الرئيس ميشال سليمان نكهة أخرى، قد تكون عائدة إلى سببين اثنين، كلاهما قد يكون من النطاق الواعي للعقل، أو من نطاقه اللاواعي.
السبب الأول، هو هذا الانطباع الدائم لدى المراقبين أن كلام صفير عن سليمان يتضمّن في مكان ما بين سطوره غمزةً من قناة ميشال عون. وهي الغمزة نفسها التي لا
يمكن المتابع إلا أن يستشعرها حين يستقبل رئيس الجمهورية، مثلاً، النائب السابق لرئيس الحكومة عصام أبو جمرا، أو حين يعطي الإعلام الحريري هذا الحديث السياسي
حقّه في الحد الأدنى، فينشر صورة سليمان مع أبو جمرا على ستّة أعمدة من صدر الصفحة الأولى للصحيفة الحريرية، بعد غياب عن الصدور طيلة يومين، راكما على كل الصحف
كمّاً هائلاً من الأخبار والصور...
طبعاً، لا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيف هذا السلوك في خانة الكيدية، أو الحرتقة الصبيانية. غير أن كل مواكب لعلاقات الأشخاص المعنيين به، لا بد أن يشتمَّ
منه تلك الغمزة.
غير أن سبباً آخر يظل كامناً أيضاً خلف النكهة الخاصة لكلام البطريرك إلى ميشال سليمان. إنه السبب المرتبط بما قد يكون نظاماً نفسانياً للدفاع عن النفس، أو
آلية سيكولوجية للتنصّل من المسؤولية، ولتجنّب تبعاتها وتحمّل نتائجها.
ومسؤولية السلطة الكنسية في هذا المجال مزدوجة. فعليها مسؤولية المشاركة في الخيار والاختيار، لجهة هوية المسؤول، كما عليها مسؤولية الشراكة في الأعباء والمسؤوليات،
لجهة المواطنين، وأقلّهم مؤمنوها.
فالسلطة الكنسية ـــــ الراهنة على الأقل ـــــ كانت شريكة منذ عقدين ونيّف، أولاً في بلورة مشروع الطائف كحل دستوري، وثانياً في إعطائه مقوّمات التنفيذ. كذلك
فإن السلطة نفسها كانت شريكة ـــــ بالفعل أو بالصمت ـــــ في اختيار عهود الطائف الأربعة، من معوّض حتى سليمان. هكذا يصير الخطاب الكنسي في مديح الرئيس نوعاً
من إبعاد أي مراجعة ذهنية وإشاحة أي قراءة نقدية... وصولاً حتى إنكار أي خطأ أو هفوة أو ما ينتج وجدانياً منهما. هكذا يرتاح سيّد الصرح حين يسمع من صوته كلاماً
يؤكد صواب خياراته. ويرتاح أكثر حين يصير هذا الصوت مقنعاً للناس الذين أعطي رعايتهم.
ومسؤولية السلطة الكنسية في جانبها الثاني هنا هي حيال هؤلاء الناس تحديداً. الناس الذين هم جزء لا يتجزأ من الكنيسة، تماماً كما تقول عقيدتها ويؤكد المجمع
الفاتيكاني الثاني، والناس الذين أعطوا الكنيسة كل ما لدى سلطتها من إمكانيات ومقدّرات، بدليل معنى الكلمة المستخدمة للدلالة على أملاك الكنيسة: الوقف، أي ما
وقفه الناس لكنيستهم، وما أرادوه به ولها أن تصير مؤسسة عامة بأموال خاصة، لا مؤسسة خاصة بأموال عامة. هذه الأوقاف التي عجزت السلطة الكنسية عن تثميرها بحيث
تقي «واقفيها» نزف النزوح والهجرة بدافع البيت أو الجامعة أو العمل...
كل تلك المسؤولية يسقطها خطاب السلطة الكنسية، حين يمدح الرئيس ويلقي بعبء الكثير من أعباء الناس على «الآخرين»، انقلابيين كانوا أو «منشقين» أو مشاريع «محرومين»...
قلوبٌ من ذهب، وصلبانٌ من خشب، هكذا وصف فولناي كنيسة الشرق... قبل قرنين.

العدد ١٣٠١ الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠١٠سياسة
الاخبار
القاعدة في لبنان : قتال عدو عدوي 1
فداء عيتاني
الظواهري طالب تركيا بوقف التعاون مع إسرائيل (أرشيف)

من تهديد المسيحيين في العراق ومصر وبلاد الشام، إلى توعّد الشيعة، ثم إطلاق بيانات تشبه تلك التي نسمعها من أفواه بعض السياسيين المحليين في الأطراف، يصدر تنظيم
القاعدة عبر أجنحته وفروعه بيانات تثير الفضول لقراءة استراتيجية التنظيم في لبنان والمنطقة

فداء عيتاني

في الثالث والعشرين من كانون الأول الجاري، أصدر مركز الفجر للإعلام بياناً عن «كتائب عبد الله عزام»، وهو اسم أحد فروع تنظيم القاعدة في بلاد الشام. في هذا
البيان تتابع الكتائب معركتها الإعلامية ضد حزب الله على نحو أساسي.
تحت عنوان «ولتستبين سبل المجرمين» سبق أن أصدرت «كتائب عبد الله عزام» بيانين في سلسلة تولّى توقيع البيانين الأوّلين صالح بن عبد الله القرعاوي، وهو اسم لأحد
القياديين في القاعدة في بلاد الشام، بينما البيان الثالث بنسخته الإلكترونية لم يحمل هذا التوقيع.
وكان البيان الأول قد صدر في 13 تشرين الأول من العام الحالي، بينما صدر البيان الثاني في 24 من تشرين الثاني الماضي، ويأتي البيان الثالث ليفتح الباب أمام
بحث في استراتيجيا تنظيم القاعدة، والسلفية الجهادية، وشقيقتيها من سلفية دعوية وسلفية وسطى تتأرجح بين الجهادية والدعوية، في لبنان والمنطقة.
اللافت في البيان الثالث، من سلسلة «لتستبين»، تركيزه أساساً على الجيش اللبناني. ففي البيان الأول كان التركيز على الظلم الذي تتعرض له الطائفة السنية من الشيعة،
وفي الثاني أُشير بالاسم إلى مصطفى حمدان، مع إبداء الانزعاج من دوره في إعادة إطلاق تنظيم «المرابطون»، إذ رأى البيان أن حمدان يخدم مصالح الشيعة وحزب الله.
وفي البيان الثالث كان التركيز بنحو كبير على دور الشيعة وحزب الله في استخدام الجيش لغاياته، وظلمه لأهل السنّة، تحديداً عبر نائب قائد استخبارات الجيش العميد
عباس إبراهيم.
فعباس إبراهيم، بحسب الحلقة الثالثة من السلسلة، «كانَ وما زالَ هُوَ مَنْ يقودُ الحربَ على أهلِ السنةِ في لبنانَ، وفي مخيماتِ اللاجئينَ المهَجَّرِينَ، ويحرِّكُ
الجيشَ لذلك، ويتصرفُ في وحداتِهِ، ويَشحنُ عناصرَهُ ضِدَّ أهلِ السنة. وبتحرِيكِه الخفيِّ للجَيشِ للبطشِ بأهلِ السنةِ، يظهرُ الأمرُ على أنَّهُ صراعٌ بينَ
النصارى والسنّة»، علماً بأن التكتيكات الأخيرة للقاعدة كانت قد وجهت وجهها نحو العداء للمسيحيين، سواء في العراق أو في مصر أو في مناطق أخرى كتركيا.
لكن في الحلقتين الثانية والثالثة من سلسلة المخاطبات التي توجهها كتائب عبد الله عزام إلى أهلها (أهل السنّة) في لبنان، يتراوح الخطاب بين اتهام المسيحيين
بالعمل والتآمر على الطائفة السنية المظلومة، وحينها لا بد من مراجعة المجال الزمني الذي صدر فيه البيان الأول في السلسلة والذي كان في مرحلة «أزمة وفاء وكاميليا»
مع الأقباط ومجزرة كنيسة المهد في بغداد، والعداء للشيعة وحزب الله، ونائب قائد استخبارات الجيش اللبناني عباس إبراهيم وقبله مصطفى حمدان (في البيانين الثاني
والثالث) بصفتهما منفذي سياسات حزب الله والشيعة والصفوية في لبنان، والعاملين على مهانة أهل السنّة.

انظر شمالاً

على الرغم من موقف تنظيم القاعدة الدولي، والفرع المحلي، من القوى الوسطية السنية، وتيار المستقبل، إلا ان هذا الموقف يبقى مكبوتاً في الكثير من بيانات التنظيم،
وفي خطابات القائدين الرئيسيين في التنظيم، الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري، بينما المعلن دائماً هو حالة العداء مع القوى الأخرى، وإن كان تيار
المستقبل (العلماني بحسب تنظيم القاعدة) هو أولى بالقتال أو بالتوجه إليه بصفته من الأعداء، وخاصة أنه لا يحكم بما أنزل الله، ولا ينطلق من منطلقات إسلامية،
كذلك فإنه يمثّل الذين يوالون المسلمين من الكفار بحسب القاعدة الشرعية الواردة في القرآن «يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم
غلظة واعلموا أن الله مع المتقين» (سورة التوبة الآية 123)، فإن هذه القاعدة الشرعية لا تطبّق هنا، بل العكس.
فالقتال الواجب هو أولاً للأقرب فالأقرب، وبالتالي فإن مقاتلة الكفار داخل المنزل أولى، وبعدها ينطلق المسلمون لقتال الكفار في محيط المنزل، ومن ثم إلى الأوسع
فالأوسع. إلا أن ما يظهر من البيانات الثلاثة الأخيرة لـ«كتائب عبد الله عزام» هو بالضبط قتال عدوّ عدوّها، بحسب الأولويات، وبالتالي فإن الأولى بالقتال إيران
وسوريا، اللتان تسلّمتا مهمة إخضاع أهل السنّة بعد فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في هذه المهمة. (علماً بأن هناك فتوى للشيخ محمد بن عثيمين تخفف من الآية عبر
إيرادها إلى جانب «لا إكراه في الدين»، وللشيخ عبد العزيز بن باز رأي في المجال، لكن الاتفاق هو على تفسير الأقرب فالأقرب.
في المرحلة التالية، فإن القتال واجب ضد حزب الله، ومن عاونه، لذلك يذكر مصطفى حمدان بالاسم، وكذلك عباس إبراهيم، وفي استهداف لا يمكن أن يخفي أن حزب الله عدوّ
(أو خصم) تيار المستقبل، وفي المرحلة الثالثة من البيانات يصبح التحذير موجهاً إلى باقي الطوائف للامتناع عن معاونة الشيعة في مسعاهم لإحكام السيطرة على أهل
السنّة.
تركيز الحلقات الثلاث من سلسلة «لتستبين» على دور الشيعة في اضطهاد أهل السنّة، وفي التلاؤم إلى حدّ التطابق مع برنامج تيار المستقبل، دفع أحد المراقبين وأبرز
المطّلعين على الملف الجهادي في لبنان إلى القول: «انظر شمالاً»، في إشارة إلى شمال لبنان، حيث تعمل الأجهزة الأمنية اللبنانية بكثافة، بعضها يعمل على تشجيع
بعض الجهاديين والسلفيين والاستفادة منهم، وبعض الأجهزة تعمل على تفكيك قدرات هؤلاء وإحباط أعمالهم، في صراع لم يعد خفيّاً بين جهازين رئيسيين في البلاد، هما
فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، والشعبة الثانية في الجيش.

بلاد الحرمين

في الجزء الأول من لتستبين، كان الشيخ القرعاوي قد أسس لمفهومه في الصراع مع الشيعة من خلال الهزيمة التي ألحقها الجهاديون بأميركا والحملة الصليبية الصهيونية
في العراق وباقي أرجاء المعمورة، واقتطاع المشروع الأميركي لإيران قطعة من الأرض لتعمل (بالتوافق مع الولايات المتحدة) على التحكم فيها واستثمارها سياسياً.
فـ«أميركا المهزومة تريد قبل انسحابها (من العراق) أن تكل أمر محاربة الإسلام إلى غيرها، ليكون خليفة لها في قتال المجاهدين ومحاربة أهل السنة كافة، كي لا ينقلب
نصرهم تمكيناً وينتزعوا الشعوب المسلمة المظلومة من رق الظلم والاستبداد من قبل زمر عميلة متسلطة. لذا، فقد تكفلت إيران الصفوية وأذرعتها لإخوانهم في الظلمِ
والطمعِ في المنطقة، تكفلت بحمل الراية من بعد أميركا، والتصدي للمجاهدين ومن ورائهم أهل السنة جميعاً، والمشروع الصفوي له طموح كبير في بلدان المسلمين، ويظن
مِن نفسه أنه أهل لخلافة الأميركيين في ذلك ـــــ خابوا وخسروا ـــــ فهو متعطش لدماء المسلمين، وطامع في السيطرة على بلادهم. فبعد أن سلَّمت لهم أميركا العراق
ـــــ وهيهات أن تَسلَم لهم ـــــ جاء دور الشام، وإذا سلِمَت لهم ـــــ وهيهات أن تسلم لهم ـــــ فسيمتد نفوذهم إلى دويلات الخليج، ثم هدفهم الرئيسي بلاد الحرمين،
فحربهم على المسلمين في لبنان هي حرب على أهل السنة في جميع بلدان العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه. والشيعة وما تسمى دول الممانعة يزعمون كذباً وزوراً أنهم
هم من وقف في وجه المشروع الصهيوصليبي. وأما على صعيد الأفعال، فكانوا شريكاً حقيقيّاً للحملة الصليبية على بلاد المسلمين».
إذاً هي الرؤية الاستراتيجية التي يعتمد عليها الشيخ صالح القرعاوي ومن خلفه تنظيم القاعدة في منطقة بلاد الشام. وهي رؤية قد لا تتفق كل قيادات القاعدة عليها،
إلا أنها لكونها عن أحد المراكز الإعلامية (مركز الفجر للإعلام)، فهي من أدبيات تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وهي تأخذ صفة الرسمية، ما دام التنظيم الدولي لم
يتخل عن«كتائب عبد الله عزام».
المشكلة مع حزب الله والشيعة في لبنان أنهم جزء من الخطة الإيرانية الصفوية والسورية العلوية لضرب المجاهدين ولمحاصرة المسلمين في المنطقة، وهم يستخدمون باقي
الطوائف في هذه السبيل. وطبعاً فإن حزب الله وحركة أمل والشيعة يمنعون المجاهدين من الوصول إلى العدو الإسرائيلي لمقارعته وضربه.

ضد حزب اللّه

في منظور تنظيم القاعدة، فإن لبنان ليس ساحة جهاد (بعد)، لكنه منطلق يمكن استخدامه لضرب العدو بين حين وآخر. ورغم ذلك، فإن الشعار الدائم لمواجهة حزب الله هو
منعه للمجاهدين من قتال إسرائيل، وحراسته للحدود الدولية بين لبنان والعدو.
قبل هذه المرحلة، كان التنظيم الدولي وكتائب عبد الله عزام (في بياناتها اللبنانية التي حملت أيضاً اسم «سرايا زياد الجراح») قد أعلنا أن الحصون التي رفعت في
وجههما هي من حزب الله، ومن الجيش ومن قوات الطوارئ الدولية، ثم أطلقت صواريخ كاتيوشا، وكاتيوشا كورية الصنع قصيرة المدى، على عدة دفعات، في إطار ما دعته خرق
الحصون (وهي عمليات وقعت بين عامي 2008 و2010)، وأعلنت قدرتها على خرق هذه الحصون للقوى الثلاث التي تحمي حدود إسرائيل.
إلا أن هذا الجانب العملي من الجهاد توقف مؤقتاً على الأقل، وتابع الفرع المحلي في التنظيم الجهادي الدولي في الجهاد عبر البيانات ومواقع الإنترنت، وقدم القراءة
للواقع تحت عنوان فهم المعطيات السياسية، وبالتالي ضرب حزب الله لكونه يدّعي أنه فريق مقاوم، بينما في واقع الأمر هو يعمل على ظلم أهل السنة والمجاهدين.
إلا أن الاستنتاج هذا يبدو متأخراً. طبعاً وجّه تنظيم القاعدة الدولي الكثير من الهجاء لحزب الله في الماضي، لكن الانطلاق من أن إيران وسوريا وحزب الله هي بدائل
العدو الصهيو ـــــ أميركي، الذي انهزم تحت ضربات المجاهدين في العراق وفي أفغانستان، هذا المنطلق ينسخ مرحلة طويلة من الهجوم الذي قام به التنظيم الدولي ضد
حزب الله في لبنان، وضد الشيعة أينما وجدوا.
في التراجع التاريخي، كانت استراتيجية القاعدة (ولا مبالغة في اعتبارها استراتيجيا)، قد قامت على العداء للمسيحيين، الذين يمثّلون شوكة في خاصرة الأمة الإسلامية،
وصولاً إلى شنّ حملة عليهم في العراق، وهي التي افتتحت بمجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد، حيث قتل 44 شخصاً في الكنيسة في 31 تشرين الأول الماضي، وكان ذلك
في ردّ فعل أوّل على حماية (أو اختطاف) الكنيسة القبطية في مصر لوفاء وكاميليا، اللتين أسلمتا وعادتا إلى دينهما لاحقاً.
حينها، أطلق التنظيم من العراق بياناً أشار فيه إلى ضرب النصارى في أراضي الأمة، وخاصة في العراق ومصر وبلاد الشام، أي لبنان طبعاً، إلا أن البيان هذا صدر مع
وقف التنفيذ.
اللافت، أن المرحلة التي أتى فيها البيان والمجزرة والصراع على وفاء وكاميليا، كانت المرحلة التي حاولت فيها إسرائيل اعتبار الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن
رباح في القدس جزءاً من تراث الشعب الإسرائيلي، ورفضت فيها إسرائيل قراراً صادراً عن منظمة اليونيسكو، حيث في اليوم نفسه رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو قرارات اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، والصادرة في 21 من شهر تشرين الأول، التي حملت خمسة قرارات مناهضة لإسرائيل، هي: إبداء القلق من أعمال التنقيب
الإسرائيلية في القدس، اعتبار الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح جزءاً من الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فإن أي عمل إسرائيلي هو انتهاك للقانون الدولي، إبداء
القلق من مواصلة إسرائيل بناء الجدار الفاصل، وإدانة حصار غزة.
بداية الحملة المضادة الإسرائيلية ترافقت مع عملية القاعدة ضد كنيسة سيدة النجاة في بغداد، فعادت عقدة الإسلام المتطرف والإجرامي إلى كل من سمع في تلك اللحظة
بيان بنيامين نتنياهو، وكان من السهل إبداء التعاطف الدولي مع قرارات حكومة إسرائيل القاضية بوضع اليد على الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح. وعادت نغمة
الحرب على الشرق، لأن الشر يأتي من الشرق العربي ـــــ الإسلامي.
بعد أسابيع قليلة، كان «القاعدة» يكاد ينسى الشأن المسيحي. وفي 24 تشرين الثاني كان البيان الثاني للشيخ صالح القرعاوي يصدر، مشيراً بالإصبع إلى أعداء تيار
المستقبل في لبنان، ناعتاً إياهم بنعوت تصف عمالتهم للشيعة.
وفي البيان الثالث الصادر منذ أيام، تتحدث «كتائب عبد الله عزام» بالعقل والمنطق إلى أبناء الطوائف اللبنانية، مطالبة إياهم بعدم ترك أبنائهم يخدمون من حيث
يعلمون أو لا يعلمون مخططات حزب الله والشيعة ومشاريعهم في لبنان.

الضغط على تركيا

في قراءة بيانات تنظيم القاعدة، سواء في بلاد الشام أو تلك التي تبنّت عملية كنيسة سيدة النجاة، يمكن اعتبار أن التنظيم تحول إلى ضرب المسيحيين، وأنه أبعد من
تكتيك مرحلي، وأن التنظيم تحول من العداء للشيعة، الذين قتل منهم في العراق أكثر مما قتل من الأميركيين، إلى ضرب النقطة الأضعف. لكن ما ستحمله الأشهر القليلة
التي تفصل المجزرة عن يومنا هذا يؤكد أن الانتقال من ضرب الشيعة إلى ضرب المسيحيين لم يكن أكثر من عمل تكتيكي محدود استنفدت أغراضه، وعاد الخطاب «القاعدي» إلى
سابقه.
وهي ليست المرة الأولى التي يُستخدَم فيها المسيحيون ضحايا تكتيكيين لتنظيم القاعدة؛ فبعيد المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي على متن السفينة مرمرة في
اليوم الأول من شهر حزيران، وقع أمران يستدعيان التدقيق: الأول هو ضرب تنظيم القاعدة للسفير البابوي وقتله، وهي ربما أسوأ عملية يمكن أن يتخيّلها إنسان خلال
أزمة كبيرة كالمجزرة التي تعرّض لها أسطول الحرية الذي يحاول فك الحصار المضروب على قطاع غزة. والأسطول يضم متضامنين مسلمين ومسيحيين ويساريين.
وكأن العملية وحدها لا تكفي، إذ خرج حينها الظواهري في خطاب متلفز، نشر يوم 15 من شهر آب، ليطالب تركيا بوقف التعاون مع إسرائيل. حينها، كانت تركيا تعيش في
أحلك مراحل العلاقات مع الدولة الإسرائيلية، التي بدأت بالتردّي خلال العملية الإسرائيلية على قطاع غزة في بداية عام 2009 والمعروفة باسم الرصاص المصبوب، وصولاً
إلى أخذ مواقف حادة بعيد مجزرة الباخرة مرمرة.
وطالب الظواهري بوقف التعاون مع إسرائيل، وانتقد بحدة مشاركة القوات التركية في أفغانستان، داعياً الشعب التركي إلى الضغط على حكومته لسحب اعترافها بإسرائيل.
واتهم الظواهري الحكومة والجيش التركيين بمعاداة الإسلام والمسلمين، والمشاركة في الحملة الصليبية على الأمة الإسلامية.
إلا أن العداء الثابت لحزب الله والشيعة في لبنان والعراق لا ينطلق من مجرد منع لمجاهدين، غير موجودين على الأرض حالياً، من الوصول إلى مبتغاهم في ضرب إسرائيل.
ثمة أسس نظرية وعقدية، وفتاوى كثيرة أشهرها ربما فتوى أحد كبار هيئة العلماء في السعودية، الشيخ عبد الله بن جبرين، بعد خمسة أيام من بداية حرب تموز على حزب
الله، حينها حرّم تأييد حزب الله في الحرب.

غداً: المنطلقات النظرية
وأقسام السلفية المتكاملة

الجزء الثالث من «لتستبين» نهاية الحلم الوردي

نشر مركز الفجر للإعلام، القريب من تنظيم القاعدة، بياناً من «كتائب عبد الله عزام»، هو الثالث من سلسلة «لتستبين سبل المجرمين»، تضمن ثلاثة أقسام: الأول هو
«الجيش اللبناني»، والثاني «كلمة إلى طوائف لبنان»، والثالث هو «غوانتانامو لبنان رومية». ومما جاء في البيان:
«بعدَ خروجِ السوريينَ وُكِلَ الأمرُ لحزبِ الله؛ فَمَنْ رضيَ عَنهُ الحزبُ والشيعةُ عموماً يُحمى ويُدعَمُ ويَقْوَى جانبُه، ومَنْ خالَفَ الحزبَ ولمْ يرْضَ
عَنهُ قادةُ الحزب، فإنَّ التهميشَ والإقصاءَ مصيرُه، وإنِ اسْتدعَى الأمرُ قَتْلَه.. فإنهُ يُقتَلُ ليُزاحَ عَنِ الساحةِ.
ولهذا الخنوعِ التامِّ مِنْ أكبرِ رؤوسِ الجيشِ وأهَمِّ عناصِرِهِ لسيطرةِ الشيعة، فإنَّ الشيعةَ في لبنانَ ـــــ متمثلينَ في حركَتَيْ أملَ وحزبِ اللهِ ـــــ
يَستخدمونَ الجيشَ كأنجعِ أداةٍ لِقمعِ أهلِ السنةِ بِدعوَى حمايةِ القانونِ والمحافظةِ على الأمْنِ وحربِ الإرهاب، ولِيُظهِرُوا بذلك للدولِ الغربيةِ إخلاصَهُمْ
في الحربِ على ما يُسَمُّونَهُ الإرهاب، وكانَ مِنَ المناسِبِ أنْ يكونَ لَهُمْ مندوبٌ في الجيشِ، فكانَ قلبُ الشيعةِ في الجيشِ هُوَ العميدُ الشيعيُّ عباسُ
إبراهيم.
هذا الرجلُ هُوَ العقلُ المدبرُ للحربِ على أهلِ السنةِ، وهُوَ حاملُ لوائِها، وَهُوَ مَنْ يَقِفُ وراءَ سفكِ دمائِهِمْ وظلمِهِمْ، والحزبُ وحركةُ أملَ يَحمُونَ
هذا الرجلَ ويوَفِّرُونَ لَهُ الغطاءَ الكافيَ لاستمرارِ نفوذِهِ. إنَّ إبراهيم كانَ وما زالَ هُوَ مَنْ يقودُ الحربَ على أهلِ السنةِ في لبنانَ، وفي مخيماتِ
اللاجئينَ المهَجَّرِينَ ويحرِّكُ الجيشَ لذلك، ويتصرفُ في وحداتِهِ، ويَشحنُ عناصرَهُ ضِدَّ أهلِ السنة، وبتحرِيكِه الخفيِّ للجَيشِ للبطشِ بأهلِ السنةِ؛ يظهرُ
الأمرُ على أنَّهُ صراعٌ بينَ النصارى والسنة؛ فالنصارَى يُمَثِّلُهُمْ ظاهراً الجيش، وأهلُ السنةِ يُستضعَفونَ ويُظلَمونَ على أنَّهُمْ هُمْ مَنْ يُمَثِّلُ
الإرهاب. والحقيقةُ أنَّها معركةُ الشيعةِ مَعَ طوائفِ لُبنان، يَضرِبُونَ الطوائفَ بِبَعْضِها، ويُدِيرُ عباسُ إبراهيمَ المعركةَ بِاسْمِ الجيشِ حتى تُنْهَكَ
الطوائف.
ولْنَرَ ما يَفعلُهُ قائدُ الجيشِ «قهوجي»، وكيفَ يَخرُجُ للإعلامِ ويُرَدِّدُ ما يُرَدِّدُهُ الحزبُ وكذابُ الضاحيةِ مِنْ أنَّ المجاهدينَ السنةَ هُمْ عُمَلاءُ
لليَهودِ، وأنَّ الجيشَ سَيقفُ بالمرصادِ لليهودِ وللمجاهدينَ الذينَ يقولُ عَنْهُمْ إنَّهُمْ عملاءُ وإرهابيون؛ يُريدونَ تَفجيرَ لبنانَ وضربَ استقرِارِهِ
وخَلْقَ الفتنةِ فيه. ونحنُ نقولُ لقائدِ الجيش؛ إنَّ سَعْيَكَ خَلْفَ الحِزْبِ لإرضائِهِ؛ لنْ تنالَ مِنْهُ شيئاً مما تريد، وإنَّ فسادَكَ الماليَّ ـــــ الذي
لا نُريدُ أنْ نضْطَرَّ للكشفِ عَنْ تفاصيلِهِ مُستقْبَلاً ـــــ وسَعْيَكَ وراءَ مصالِحِكَ الشخصيةِ وتقديمَكَ لها على حسابِ مصالحِ أبناءِ طائفَتِك، لنْ ينفعكَ
وسيذْهَبُ كلُّه، وإنَّك بِهذا تجني على طائفتِكَ بل وعَلَى نفسِكَ أيضاً. لا نَرَى مُواجهةَ الجيشِ ابتداءً، ولا نرى العملَ الداخليَّ في لبنانَ، وليسَ لنا
هدفٌ في أولوياتِنا إلا مقاتلةَ اليهودِ المحتلين، والدفاعَ عَنْ أهلِ السنةِ المظلومين، وحفظَ الحقوقِ المهدرة، لكنَّنا لا نرضى بأنْ تُنْتَهَكَ الأعراضُ والأموال،
وتُدهَمَ البيوتُ، وتُهانَ النساءُ، ويُضرَبَ الشيوخُ، ويروَّعَ الأطفالُ؛ بغيرِ ذنب، مِنْ أيِّ جهةٍ.
ولا بدَّ أنْ يأتِيَ يومٌ ينتصرُ فيهِ المظلومُ لنفسِهِ، ويثأرُ مِنْ ظالِمِهِ ولَوْ بأثَرٍ رجْعِيٍّ.. فإذا حَصَلَ ذلك؛ فإنَّ الملومَ فيهِ هُوَ عباسُ إبراهيم
وأمثالُه، فَهُوَ مَنْ يَجُرُّ الأذَى إلى طائِفَتِهِ بأفعالِهِ هذه».
وأكد البيان أن على الطوائف الأخرى ألا تضع نفسها في خدمة الصراع الدائر مع الشيعة عبر الجيش، وأعلن كذلك أن كتائب عبد الله عزام تعمل على إطلاق سراح الأسرى
في سجن رومية.

العدد ١٣٠١ الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠١٠سياسة
أقدميّات الأمن متعثّرة
زار ريفي بارود لمصالحته بقرار من الحريري (أرشيف)

باتت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي نسخة رديئة عن الحكومة. كل قرار فيها يستند إلى حسابات سياسية ومذهبية تدخل في أدق التفاصيل وأصغرها. وعلى هذا المنوال،
يُنسج اليوم مرسوما ترقيات الضباط ومنح بعضهم مكافآت

حسن عليق

تُدهشك المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بجديدها كل يوم. لا شيء فيها يسير كما يجب عليه أن يكون. ربما هي المديرية الأكثر شبهاً بالحكومة، لناحية أن كل قرار
فيها، مهما كان تافهاً، يحتاج إلى تدخل إلهي لإصداره.
محطتها الأخيرة كانت ترقيات الضباط، ومشروع منح أكثر من 40 ضابطاً فيها قدماً استثنائياً للترقية.
الترقيات شأن روتيني يتكرر كل عام. لكنه في الأمن الداخلي مناسبة لإظهار العجز المتعمّق يوماً بعد آخر. هذا العام، صدرت جداول الترقية عن المدير العام اللواء
أشرف ريفي، لا عن مجلس القيادة المعطّل منذ أشهر بسبب تقاعد أكثر من ثلث أعضائه، وعدم تعيين بدلاء لهم، وأدى ذلك إلى انتقال صلاحياته كاملة إلى المدير العام.
وزير الداخلية زياد بارود، المتشكّك في قانونية إحالة جداول الترقية عليه، بعث ما ورده إلى هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، للتحقق من قانونيته. فبارود
يخشى أن يتعرض مرسوم الترقيات بعد صدوره للطعن من أحد المتضررين، وخاصة أن الترقيات لا تشمل في العادة جميع الضباط. لكن حجة بارود لا تقنع عدداً كبيراً من هؤلاء
الذين يخشون تأخّر الاستشارة، وتالياً تأخير صدور المرسوم إلى ما بعد 31 كانون الأول 2010، ما يعني تأخّرها إلى اليوم الأخير من العام المقبل.
وبانتظار حسم هذه القضية، يؤكد بارود أنه لن يعرقل ترقية الضباط، فيما تؤكد مصادر معنية بالملف أن مرسوم الترقيات سيصدر في وقته، إلا إذا بقي أحد الموقّعين
عليه (الوزير المختص، ووزير المال، ورئيسا الحكومة والجمهورية) خارج البلاد. والغائب عن الأراضي اللبنانية حالياً هو رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أكدت مصادر
مقربة منه أنه سيعود بين ساعة وأخرى من نيويورك.
الترقيات التي تثير ضجة داخل المديرية ستمرّ إذاً. لكن ما ليس مؤكداً صدوره هو مرسوم القدم الاستثنائي. ففي هذا المشروع، اقترح اللواء أشرف ريفي منح قدم استثنائي
لأكثر من 40 ضابطاً، أبرزهم العميد روبير جبور، قائد وحدة القوى السيارة، والعقيد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات. واقترح لكل منهما قدماً استثنائياً مدته عام
واحد، فيما رُشّح الضباط الآخرون لنيل قدم استثنائي تراوح مدته بين 3 أشهر و6 أشهر.
الأسباب التي تحول دون ولادة سهلة لمرسوم الترقيات متعددة. وزير الداخلية زياد بارود استفزّه الاقتراح الصادر في الوقت الذي كان يتعرض فيه لحملة سياسية عنيفة
على خلفية إصداره عقوبة بحق المدير العام. فبارود يكرر في مجالسه أنه يريد توضيح العلاقة بينه وبين المديرية الخاضعة لوصايته، لا أن تُترك الأمور على حالها،
ويُكتفى بطلب توقيعه على بعض المراسيم والقرارات، كأنه ليس صاحب القرار بل منفّذه. أضف إلى ذلك، أن ثمة بحثاً في أصل المشروع. فبارود يريد التدقيق في الإنجازات
«الخارقة» المنسوبة إلى الأسماء المقترحة مكافأتها.
ومن ناحية أخرى، فإن تضمين مشروع المكافأة أسماء أكثر من 40 ضابطاً، أثار العديد من الردود السياسية المستنكرة لهذا الأمر، إذ يمكن أي مراقب لأوضاع المديرية
أن يلاحظ أن العدد مبالغ به جداً. فلو افترضنا أن منح الأقدميات حصل بسبب إنجاز بعض الضباط لأعمال «خارقة للعادة» (بحسب ما ينص عليه القانون)، يصبح لزاماً على
المديرية أن تحصر الأمر في شقين: مكافحة التجسس الإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب. والمطّلعون على أوضاع المديرية يؤكدون أن من كانوا خلف تحقيق هذه الإنجازات لا
يزيد عددهم على 16 ضابطاً (عملوا في مجالات التحليل التقني وجمع المعلومات وتحليلها والرصد والتحقيق) إضافة إلى رئيس القطعة التي ينتمون إليها. يُضاف إلى هؤلاء
أحد الضباط الذي أصيب أثناء عملية الدهم في شارع المئتين إصابة قاتلة، لكنه نجا منها. وبالتالي، فإن المعايير التي تتحدّث عن أعمال «خارقة للعادة» لم تُحترم
أثناء اقتراح أسماء المرشحين لنيل الأقدمية.
وبحسب المتابعين للقضية، أضيفت أسماء العديد من الضباط، من دون أن يكونوا قد حققوا أي إنجاز خارج إطار واجباتهم اليومية. وهذه الإضافات كانت السبب الرئيسي في
تأليب الكثير من الضباط، وتالياً السياسيين، وخاصة من فريق المعارضة السابقة، ضد المشروع.
وأدت الاتصالات التي أجريت مع وزير الداخلية إلى إضافة عثرة جديدة أمام مشروع الأقدميات. ويقول مصدر بارز في المعارضة السابقة إنه «لو التُزم بالمعايير الجدية
لانتقاء الضباط، لما كان أحد قد رفع الصوت في وجه المشروع. أما «تكبير الحجر» من دون أسباب موجبة، فلن نوافق عليه».
وبناءً على ذلك، فإن الضباط الجديين الذين عرّضوا حياتهم للخطر طوال السنوات الماضية، وأولئك الذين بذلوا جهوداً مضنية خلال عملهم في ملف مكافحة التجسس الإسرائيلي
(بغض النظر عما يُقال عن الاستثمار السياسي لعملهم)، يبقون من دون أي مكافأة تُذكر، لا لشيء، إلا لأن مجلس قيادة مديريتهم معطّل، وتشكيلات الضباط لم تُنجَز
منذ خمس سنوات، والمدير العام «لا يحكي» مع وزيره، ويحتاجان إلى أصدقاء مشتركين للتواصل في يومياتهما. وآخر «الأصدقاء المشتركين» كان رئيس الحكومة سعد الحريري
الذي أوعز، بعد لقائه الوزير بارود، إلى اللواء ريفي والعقيد وسام الحسن بأن يزورا وزير الداخلية في منزله لمصالحته (جرى ذلك قبل ثلاثة أيام). ولأن العدد الأكبر
من الضباط واضحو الولاءات السياسية ويجاهرون بها، وبعض القطعات تعمل علناً لمصلحة جهات سياسية، والفساد نخر عود المديرية، ورغم ذلك، فإن المؤسسة التي يزيد عمرها
على 140 عاماً، لا ذكر فيها لقرار إجبار ضابط على الانقطاع عن الخدمة (طرد مؤقت أو نهائي) بتهمة الفساد.

العدد ١٣٠١ الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠١٠سياسة
الاخبار

Monday, December 27, 2010

كشف اسم الكيميائي الذي اعدم في سوريا بتهمة التجسس

مراسل المحليات : كلنا شركاء

27/ 12/ 2010

كانت وكالة الانباء الفرنسية قد تحدثت عن اعدام كيميائي سوري بسبب تعاونه مع اسرائيل ضمن قضية المصري طارق عبد الرزاق المتهم بالتجسس لصالح الموساد.

فطرحنا سؤال من هو هذا الكيميائي الذي تحدثت عنه ا ف ب وذلك على خبير امني مواكب لعملية التحقيقات

فكان الجواب هو الدكتور ايمن الهبل ( مدير معهد الكيمياء التابع لمركز الدراسات والبحوث العلمية ) الذي يعمل تحت ادارة مكتب القائد العام للجيش والقوات المسلحة

وهل فعلا اعدم قبل شهر كما ذكرت الوكالة؟ فكان الجواب لا التاريخ خاطئ بفارق زمني كبير جدا ...

افتتاح المتحف الجوفي لكاتدرائية مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس: يضم آثار ست كنائس مطمور أسفلها.. من «الهلنستية» إلى «العثمانية»

أسفلها، تاريخ يليه آخر، يحفظ في متحف (فادي أبو غليوم)

جهينة خالدية

هي واحدة من أقدم الكاتدرائيات في بيروت. وحضنت مناسبات أليمة وسعيدة، عاشتها شخصيات لبنانية على مدى السنوات، ولكن اتضح أمس أن «كاتدرائية مار جاورجيوس للروم

الأرثوذكس» في وسط بيروت، تحتضن المزيد من العناصر التاريخية، إذ تحتضن الكثير من المكتشفات الأثرية تكشفت عنها التنقيبات منذ أكثر من 15 سنة.

أظهرت التنقيبات الهامة أن الكاتدرائية الحالية تقوم على أنقاض ست كنائس مختلفة، من الحقبات الهلنستية والرومانية والبيزنطية والقرون الوسطى والعثمانية. واعتباراً

من أمس، باتت المكتشفات الأثرية المنقولة وغير المنقولة من الحقبات المذكورة، محمية في متحف جوفي افتتح في الكاتدرائية، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم

الأرثوذكس المطران إلياس عودة، وهو «الأول من نوعه في لبنان والشرق»، حسبما تشرح رئيسة لجنة إنشاء المتحف ورئيسة فريق الأثريين الدكتورة ليلى بدر لـ«السفير».

ما يُعرض في المتحف اليوم أتى نتيجة تنقيبات قام بها فريق من الأثريين، برئاسة بدر وبإشراف المديرية العامة للآثار، بين عامي 1994 و1995، على مساحة 316 متراً

مربعاً، تمثل نحو ربع الكاتدرائية الحالية، أنجز بتمويل من مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس، وأعلن عنه في مؤتمر صحافي أمس.

وتشير بدر إلى أنه «قبل ترميم الكاتدرائية، أتاحت هذه التنقيبات الفرصة للبحث عن التسلسل التاريخي وتواصل الكنائس الواحدة تلو الأخرى، وتحديد موقع كنيسة القيامة

البيزنطية المعروفة باسم «أُناستاسيس» بالقرب من مدرسة الحقوق الشهيرة، التي دمرها زلزال العام 551، وفوقها كنيسة من العصور الوسطى (القرنين 12-13) تصدعت بفعل

الهزة الأرضية في العام 1759 ودمرت وأعيد بناؤها في العام 1764، وكنيسة رابعة موسعة بُنيت على شكل صليب في العام 1772. وتعتبر هذه الكنيسة النواة التي أُدخلت

عليها التغييرات والإضافات الهندسية، فكانت الكنيسة الخامسة في العام 1783، وتلتها الكاتدرائية السادسة والأخيرة في العام 1910، وهي التي نعرفها اليوم وأعيد

تأهيلها بعد الحرب الأهلية وتشكل الكاتدرائية في حالتها السابعة».

هنا، يتوقف كاهن الكاتدرائية الأب رومانوس جبران عند ما تعرضت له الكاتدرائية من إصابات مباشرة خلال الحرب، إذ سرقت وأحرقت معظم أيقوناتها، وبدأت أعمال الترميم

بعد الحرب بقرار من المتروبوليت إلياس القيام. ويشير جبران إلى أن «الآثار ليست مجرد أحجار باردة، صامتة، بل هي جزء من تاريخ هذه الكنيسة العريق، والأموات الراقدون

تحتها هم أعضاء في رعيتها الذين انتقلوا قبلنا. والأعمدة والأرضيات المكتشفة ما زالت أعمدة الكنيسة وأرضيتها، دلالة على أن الكنيسة واحدة عبر العصور، وفي كل

عصر يحاول المؤمنون إعداد المكان الأفضل والأجمل للقياهم مع الرب».

ويعتمد المتحف الجوفي الذي مولته «مؤسسة جاك ونايلة سعاده»، نظام الأقبية العالمي «Cryptes». وقد عملت لإنشائه لجنة خاصة برئاسة بدر وعضوية المهندسين ياسمين

معكرون بو عساف ونبيل عازار والفنانة كاتيا نعمان صالحة، شكلها رئيس لجنة ترميم الكاتدرائية ناشر الزميلة «النهار» غسان تويني.

عند مدخله، يظهر مقطع ستراتيغرافي يبين الحقبات التاريخية المتتالية التي مرت فيها الكنيسة (منذ الهلنستية إلى العثمانية)، بالإضافة إلى واجهات زجاجية تضم القطع

الأثرية المكتشفة في الموقع، من خزفيات وقناديل زيت وتماثيل صغيرة وبرونزيات، بما فيها صلبان وميداليات وخوذة منقوشة وجدت على رأس هيكل عظمي داخل مدفن، وقد

عُرضت القطع وفق تسلسلها التاريخي.

تتوالى بعدها المحطات الإثنتي عشرة، التي ترتبط كل منها بحقبة تاريخية معينة، ولكل منها لوحة تحتوي المعلومات باللغتين العربية والإنكليزية وخريطة وصور. وبينها،

المعالم الأثرية من بقايا هلنستية ورومانية، مثل قاعدة عمود هي جزء من طريق «الكاردو» الثانوي وقاعدة حمام، بالإضافة إلى أرضية فسيفساء بيزنطية يُرجح أن تكون

جزءا من أرضية كنيسة القيامة التي تعود إلى القرن الخامس.

وتنير المحطة التالية مقابر عدة مغطاة من القرون الوسطى تعلوها أرضية مبلطة لكنيسة من القرن 12-13. ومن معالم هذه الكنيسة، حنيتان نصف دائريتين، وجداراها الشرقي

والغربي، وأعمدة ظهرت عليها بقايا رسومات جدرانية تدل على أن الكنيسة كانت كلها مطلية بالرسومات، ومنها واحدة تدل على امرأة (ربما قديسة) واقفة بين عمودين.

وهنا، في المحطة التالية، تظهر مدافن الحقبة المملوكية، حيث أبقي على قبر واحد يظهر تحت قوس أساس الكاتدرائية الحالية، لتكون المحطة النهائية مع الحقبة العثمانية،

حيث مدفن عائلي وجد عند بابه شاهد من حجر نقش عليه: «جدد هذا القبر يوسف ابن الله البرباري سنة 1761».

السفير 28 كانون الاول 2010

قهوجي: الجيش بالمرصاد لكل مثير فتنة

سليمان في جنوبي الليطاني اليوم: إشادة بدور المؤسسة العسكرية

سليمان ووفد قيادة الجيش (دالاتي ونهرا)

ووفد قيادة قوى الأمن الداخلي (دالاتي ونهرا)

يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم بزيارة إلى منطقة جنوبي نهر الليطاني، كعادته في نهاية كل عام لمعايدة قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني المنتشرة

في هذه المنطقة وستكون المحطة الأساسية في محلة اللبونة حيث رفع العلم اللبناني في العام 2006 لمناسبة انتشار الجيش اللبناني في هذه المنطقة بعد نحو ثلاثين

سنة من غيابه عنها.

وسيتوجه سليمان بالمعايدة إلى الجيش و«اليونيفيل» بمناسبة حلول الأعياد المجيدة، كما سيتطرق إلى المهام التي نفذها الجيش خلال العام الجاري من حماية العملية

الديموقراطية التي تمثلت في الانتخابات البلدية والاختيارية والطلابية والنقابية، إلى الدفاع عن الوطن في وجه الاعتداءات الاسرائيلية ومواجهة العديسة خير دليل

على ذلك، إلى حفظ الأمن وكشف شبكات التجسس وآخرها منظومتا التجسس الالكترونيتان في صنين والباروك إلى الاستمرار في مكافحة الارهاب إلى منع الفتنة وإنهاء أي

مظهر من مظاهرها تماماً كما حصل في التعاطي مع حادثة برج أبي حيدر، كما سيؤكد على دور الجيش وتعزيز قوته عديداً وعتاداً وفق ما أقر في البيان الوزاري للحكومة

الحالية من خطة لتسليح وتجهيز الجيش.

وسيشدد على التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته، وتفويت الفرصة على أي جهة متضررة من الاستقرار تسعى لتخريب التزام لبنان بالقرارات الدولية المتصلة

بالصراع مع اسرائيل. وسيشدد «على العلاقة الطيبة مع المواطنين الذين قدموا التضحيات فالجيش كما المقاومون هم من رحم هذا الشعب»، كما سيشيد بتعاون الأهالي مع

«اليونيفيل» والجيش مع الإشادة بالوضع الأمني المستقر في هذه المنطقة.

في سياق متصل، اعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «الجيش سيبقى بالمرصاد لكل من يحاول استغلال الظروف بهدف اثارة الفتنة والايقاع بين ابناء شعبنا الواحد»

وجاء كلام قهوجي في خلال زيارته على رأس وفد من قيادة الجيش اللبناني سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، حيث قال مخاطباً سليمان: «ندرك تماما ما تبذلونه

من جهود حثيثة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، بهدف جمع الشمل وترتيب البيت الداخلي وصولا الى توحيد الموقف من القضايا الوطنية الاساسية واعادة الامور

الى مسارها الطبيعي، وهذا ما يرتب على مؤسستنا مسؤوليات إضافية نعمل بكل ما أوتينا من إرادة وقوة على الاضطلاع بها على أكمل وجه، كائنة ما كانت التضحيات، وذلك

من خلال جهوزيتنا الكاملة لمواجهة اي طارئ ويقظتنا المستمرة لإحباط ما يخطط له المتربصون شراً بوحدة الوطن وسلامة أبنائه».

وطمأن قهوجي سليمان «إلى أن مؤسسة الجيش اليوم هي بألف خير وعلى قدر الثقة التي اولاها اياها الشعب اللبناني، وان جنودها يتفانون كعادتهم في تنفيذ المهمات الموكلة

اليهم سواء على صعيد مواجهة العدو الاسرائيلي ومتابعة كشف عملائه واعماله التجسسية، وعلى صعيد متابعة استئصال خلايا الارهاب والقضاء عليها في مهدها، معتبراً

أن «التنسيق قائم على أفضل ما يرام بين الجيش وقوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، وان العلاقة بين افراد هذه القوات والمواطنين الجنوبيين، تزداد رسوخا يوما

بعد يوم، وها هي ثمار تلك العلاقة الطيبة تظهر بشكل جلي من خلال ما تشهده المناطق الحدودية حاليا من استقرار واضح وانماء وعمران». واعلن قهوجي عن ثقته التامة

بان «سليمان لن يدخر جهدا في سبيل تأمين المزيد من العتاد والسلاح».

كما استقبل سليمان وفدا من قيادة قوى الأمن الداخلي برئاسة المدير العام اللواء اشرف ريفي الذي أشار الى ما حققته هذه القوى من خطوات خصوصا على مستوى كشف شبكات

التجسس الإسرائيلي، ولافتا النظر الى «أن هذه القوى تعمل بالتنسيق مع الجيش وفق التوجيهات الكبرى التي رسمها سليمان». كما التقى سليمان بعد ذلك وفد مجلس قيادة

الأمن العام برئاسة المدير العام بالإنابة العميد ريمون خطار ووفدا من مديرية أمن الدولة برئاسة اللواء جورج قرعة وآخر من المديرية العامة للجــمارك برئاسة

المدير العام بالإنابة شــفيق مرعي ثم المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي والمستشارين ورؤساء المكاتب والفروع والعاملين في هذه المديرية. كذلك

قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع غفري وضباط اللواء. وزار بعبدا وزير الداخلية زياد بارود ثم السفير السوري علي عبد الكريم علي.

السفير 28 كانون الاول 2010