Saturday, March 27, 2010

باراك يحذّر من تكرار عملية غزة والكنائس تحتجّ على القيود الإسرائيلية
الاحد 28 آذار 2010
انسحبت امس الآليات العسكرية والدبابات الاسرائيلية التي كانت توغلت مئات الامتار في قطاع غزة في اعقاب اشتباك حدودي هو الاسوأ منذ 14 شهرا ادى الى مقتل ضابط
وجندي إسرائيليين وفلسطيني واحد. ودمر الجنود قبل انسحابهم منزلا وجرفوا عشرات الدونمات الزراعية في محيط بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس.
وبعد ساعات على الاشتباك المسلح الذي قتل فيه العسكريان الاسرائيليان مساء الجمعة في اراضي البلدة، دمرت جرافة عسكرية منزلا لعائلة "ابو عنزة" المكون من طبقتين،
كما دمرت جزئيا منزلا مجاورا ومزرعة للدواجن، وجرفت عشرات الدونمات المزروعة خصوصا بأشجار الزيتون والخضروات والقمح.
وتبنت هذه العملية كل من حركتي المقاومة الاسلامية "حماس" و"الجهاد الاسلامي".
وسقط في الجانب الفلسطيني هيثم عرفات (23 سنة)، وهو عضو في الجناح العسكري لـ"الجهاد الاسلامي"، واصيب سبعة آخرون، بقذيفة دبابة اسرائيلية.
وشارك المئات في تشييع عرفات، وردد المشيعون الذين رفعوا رايات حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" هتافات تدعو الى الثأر. وكتب على جدران بيت العزاء الذي اقيم
قرب منزل العائلة في بلدة عبسان: "تحية لمنفذي عملية استدراج الاغبياء في خان يونس الاباء".
وقال القيادي في "الجهاد" نافذ عزام إن "اعتراف اسرائيل بخسائرها وان الضربة موجعة يؤكد ان المقاومة الفلسطينية حققت انجازا ونجاحا للشعب الفلسطيني الذي يرى
مقدساته تنتهك وتدمر والحصار يشتد".
وعلق وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك على الحادث قائلا: "اعتدنا أن نرى جماعات (فلسطينية) منشقة تطلق النار وحماس تحاول أن تهدئ الامور. ربما تكون ترخي
قبضتها لاي سبب من الاسباب". وأضاف: "وإذا ثبت أن هذا الامر صحيح فستكون هناك عواقب بالنسبة لحماس... لا يهمنا إعادة المنطقة إلى ما كانت عليه في الماضي".
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون قلقه في شأن الاشتباك.

الكنائس المسيحية
واعرب ممثلون عن الكنائس المسيحية في الاراضي المقدسة عن استيائهم ورفضهم للاجراءات الاسرائيلية التي تضع القيود على ابناء الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه
وتمنعهم من ممارسة حريتهم الدينية. وتحدث هؤلاء في مؤتمر صحافي في فندق "الامبسادور" في مدينة القدس عما يواجهه المؤمنون في اسبوع الآلام. وقال مطران الارمن
اريس شيرفاريان "ان الاسرائيليين يتذرعون بالامن ليمنعوا وصول ابناء الكنائس والحجاج الى كنيسة القيامة خلال فترة الاعياد (الفصح)". واضاف: "اننا نرفض المضايقات
التي تنتج من الحواجز التي تنصبها الشرطة الاسرائيلية"، موضحا انه "في كل عام يتم حرمان عدد كبير من المؤمنين الوصول الى كنيسة القيامة للصلاة لاداء شعائرهم
الدينية والدخول الى الكنيسة من الشرطة الاسرائيلية".
وتضع الشرطة الاسرائيلية في اسبوع الآلام المتاريس على مداخل المدينة وعلى الطرق المؤدية الى كنيسة القيامة وعند مداخلها. وتمنع السلطات الاسرائيلية الفلسطينيين
في الضفة الغربية، مسيحيين ومسلمين، من الوصول الى القدس لاداء الشعائر الدينية الا بتصريح مسبق.
وقال الاب الدكتور بيتر مدروس من بطريركية اللاتين: "يشهد التاريخ باننا لم نلق مضايقات في اعيادنا منذ ازل التاريخ، لكن الكيان العبري يمعن في فرض مضايقات
وعقبات امام المؤمنين للوصول الى كنيسة القيامة، بمن فيهم المسيحيون المقدسيون". وشدد على "رفضه الحصول على تصاريح للمؤمنين للقدوم الى كنيسة القيامة التي تكون
مرهونة بمزاج الجندي الاسرائيلي على الحاجز"، مضيفا: "لسنا بحاجة الى تصريح للدخول الى كنائسنا ومقدساتنا ووطننا".
من جهته، قال الناطق باسم بطريركية الروم الارثوذكس الاب عيسى مصلح: "حاولت البطريركية بحسب البروتوكولات المعمول بها منذ سنوات ان تتوصل الى حلول مع الشرطة
الاسرائيلية بحيث لا تقيد حرية تحرك المصلين ووصولهم"، لكن "وياللاسف لم نتمكن من تحقيق ما كنا نصبوا اليه". واكد "حرص البطريركية على الدفاع عن حقوق الجميع
في الوصول الى اماكن عبادتهم بحرية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة المقدسة ومحاولات السلطات فيها نزع مكونات هويتها الدينية وتغليب بعضها على
الآخر".
اما القس زاهي ناصر من الكنيسة الاسقفية، فأشار الى "ممارسات الاحتلال على الارض من حرمان للحريات والحقوق المكفولة دوليا"، وشبه جدار الفصل بـ"جدار برلين الذي
يفصل بين الاخ واخيه".
الى ذلك، قال رئيس التجمع الوطني المسيحي ديمتري دلياني: "سنسير اوتوبيسات الى مدينة القدس خصوصا يوم سبت النور حتى نمنع طغيان الاحتلال على الاحتفالات الدينية
في هذا العيد واليوم المبارك، ولن يثنينا قمع الاحتلال من القيام بواجبنا الديني والثقافي والوطني". واتهم "الحكومة الاسرائيلية بالعنصرية ضد كل ما هو غير يهودي".
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
جريدة النهار

No comments:

Post a Comment