Monday, April 19, 2010

جعجع يعلن استراتيجيا القوّات اللبنانيّة
جعجع: في 13 نيسان 1975 انتصر الحق على السيف (أرشيف - بلال جاويش)اعتراضاً على مقاومة حزب الله، استحضر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، «القضية الأم» للقوات و«إرث المقاومة»، ليعلن حزبه المدافع الأول عن الدولة اللبنانية في وجه كل ما يتهددها من الخارج والداخل
في الشكل، التزم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، بالبند الرابع من مقررات الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار الوطني، الذي ينص على حصر النقاش بالاستراتيجيا الدفاعية داخل الهيئة والالتزام بنهج التهدئة السياسية والإعلامية، لكنه في المضمون، هاجم كل استراتيجيا الدولة وانتقد مؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية، وحتى لغتها ومفاهيمها، من دون أن يوفر «بعض الداخل وبعض الخارج»، ووصل إلى حد السماح لنفسه، بتغيير التاريخ وتنصيب قواته: قوة ضاربة باسم الدولة والطائفة وقديسها ورجالها، بمن فيهم الذين استهدفتهم هذه القوة باسم «توحيد البندقية».
فخلال إطلاق «الأعمال التحضيرية للمؤتمر العام الأول لحزب القوات اللبنانية، في حضور عضوين في الحكومة، هما: إبراهيم نجار وسليم وردة، و5 أعضاء في البرلمان، هم: جورج عدوان، فريد حبيب، ستريدا جعجع، إيلي كيروز وأنطوان زهرا، ألقى جعجع خطاباً استهله بنسف صفة «اليوم المشؤوم» عن تاريخ بدء الحرب الأهلية، وبتغيير «أبطال» ذلك اليوم، لأنه في 13 نيسان 1975، حسب رأيه «انتصر الحق على السيف، وانتفض الجرح على الألم، فخرجت القوات (التي تبلورت عام 1979)، مقاومة شعبية عاطفية، من بين رماد وطن وعتمة مصير، لتعبر بالوطن والمجتمع من ضفة المجهول والتبعية، إلى ضفة الاستقلال والكرامة والحرية».
بعد ذلك، وحّد جعجع الشعب اللبناني تحت شعار القوات، أو لخّصه بجمهور القوات، بقوله: «بين 13 نيسان 1975 و16 نيسان 2010... مسيرة شعب زرعتها القوات اللبنانية في ذاكرة وجدانها ووجدان الوطن، سنبلة سنبلة، وشهادة تلو شهادة». ووصف 16 نيسان، يوم إطلاق الأعمال التحضيرية لمؤتمر القوات، بأنه «محطة في مسار تاريخي طويل ينتظم فيه الماضي بالحاضر وفق أسس واضحة وحضارية لملاقاة تحديات المستقبل وآفاقه».
واستعاد البدايات وروحيّتها، لتأكيد استمرارها، عبر تلخيصه القوات بأنها «حكاية تتغير فيها التسميات مع تبدل الأزمنة والعصور، لكن روحيّتها تبقى وتستمر حتى انقضاء الدهور»، و«حركة حددت اتجاهاً ثابتاً لمسارها، وعقلنت عفويتها وتمسكت بعاطفيتها وحافظت على إرثها وعلى الأمانة في عنقها، خدمة لقضيتها الأمّ (؟)، ونصبها قوات لـ: يوحنا مارون، المقدمين ورجال فخر الدين، كميل شمعون (رغم أحداث الصفرا) وبيار الجميل والجبهة اللبنانية، 14 آذار، وثورة الأرز ورأس حربتها».
وأعطى جعجع القوات شرف: المحافظة على إرث المقاومة وتضحيات المناضلين، والاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوجود الحر في هذه البقعة المضطربة من العالم. وأعطاها «مع لبنانيين آخرين، شرف الدفاع عن حرية لبنان وسيادته». ولذلك، رأى أن «المطلوب منها اليوم أن تكون المدافع الأول: عن الدولة اللبنانية في وجه كل ما يتهددها من الخارج والداخل، في ظل مصادرة القرار الاستراتيجي اللبناني من بعض الداخل وبعض الخارج، وعن الدستور والمؤسسات الدستورية في زمن تخلى فيه البعض عن مسؤولياتهم على هذا الصعيد، وعن الحرية والديموقراطية في لبنان، في وقت يحاول فيه البعض العودة إلى زمن الدولة الأمنية، وعن المواطن وحقوقه في الميادين كلها بعدما حوّله البعض إلى وقود للصراعات الإقليمية العبثية».
«حافظت على الأمانة خدمة لقضيّتها الأمّ وهي قوات يوحنا مارون والجبهة اللبنانية و14 آذار»
وبعدما شبّه اللحظة الراهنة، بـ«اللحظات التاريخية التي صنعت مستقبل الأمم والشعوب»، أعلن باسم: البشير، الشهداء والمصابين، دموع الأمهات والأرامل واليتامى، كل من قاوم وضحى واعتقل واستشهد، وباسم التاريخ والحاضر والمستقبل، انطلاق التحضيرات للمؤتمر، التي تتضمن 8 مراحل: توزيع مسودة النظام على مسؤولي القوات في لبنان والخارج لدراستها ووضع الملاحظات عليها (3 أشهر)، تسلّم هذه الملاحظات وتبويبها وإعادة عرضها على لجنة إعداد النظام ثم الهيئة التنفيذية (شهران)، خلوة للهيئة العامة لمناقشة نهائية للمسودة وإقرار النظام بصيغته الأولية (شهر)، فتح باب الانتساب وفق النظام الجديد (3 أشهر)، دراسة طلبات الانتساب وبتّها (3 أشهر)، وضع المسؤولين الحاليين استقالاتهم بتصرف جعجع تمهيداً للانتخابات الأولى في حزب القوات، إجراء الانتخابات وفق النظام الجديد وإعادة تكوين القيادة، وأخيراً المؤتمر العام.
وكانت القوات وقائدها، قد حظيا أمس، بدفاع كبير من عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، الذي رأى أن «هناك حملة استهداف للقوات اللبنانية، لأنها مبدئية في طرحها للأمور الوطنية»، مشيداً ومشدداً على اقتناعات جعجع، بالقول إن «حملة إعلامية من هذا النوع لا تغيّر من اقتناعات» الأخير.
لكن زميله في الكتلة النائب عاصم عراجي، لم يتفق مع القوات، في تقويم التأجيل السوري لزيارة الوفد الإداري لدمشق، إذ عزا السبب إلى أن التمثيل في الوفد هو «أقل مستوى، في نظر السوري»، وقال إن الأمر تقني «أكثر مما هو موضوع خلاف سياسي». ونفى علمه بوجود شروط من القيادة السورية على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق. بينما رأى نائب القوات أنطوان زهرا، أن التأجيل هو «رسالة سياسية، وليس مجرد عملية خطأ تقني علينا أن نبرره»، وقال: «نحن لسنا مع وقف الاتصالات أو عدم القيام بمراجعة الاتفاقيات، بل بالعكس نشجع عليها، لكن نحذّر من عملية الانزلاق نحو تلبية الشروط أكانت محقّة أم غير محقّة، لأن هذا يعيدنا إلى مرحلة ممارسة نفوذ، لا إلى مرحلة إقامة علاقات ودية وطبيعية وأخوية بين الدولتين».
من جهته، قال السفير السوري علي عبد الكريم علي، في حديث إلى «المنار»، إن موقف سوريا من الوفد الذي كان سيزور دمشق للإعداد لزيارة رئيس الحكومة «حمل تعليلاً أكثر مما يحمل»، مشيراً إلى «أن بعض الأمور التقنية التي كان يجب أن تؤمن في شأن مستوى معين للوفد اللبناني والتراتبية، استدركت وأصبحت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح». وترافق ذلك مع ما رددته وسائل إعلامية أمس، من أن الوفد سيكون برئاسة الوزير جان أوغاسبيان ويضم عدداً كبيراً من المديرين العامين، وأنه سيتوجه الاثنين إلى العاصمة السورية.
على صعيد آخر، تمنى علي أن يكون حفل الاستقبال الذي تنظمه السفارة السورية الاثنين المقبل «إطلالة تعبّر عن رؤية سوريا وموقفها الودود مع بلد شقيق وتوأم»، وألا يحمل هذا الحفل «بعداً سياسياً»، موضحاً أنه يقام «جرياً على عادة يتبعها الجميع».
وأمس، قام النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور والوزير غازي العريضي، بزيارته الثانية لسوريا، حيث أمضى يوماً دمشقياً التقى خلاله معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، ثم العماد حكمت الشهابي، الذي لبّى وإياه والعريضي وتيمور، دعوة ناصيف إلى الغداء، وعاد إلى بيروت بعدما عزّى المحامي محمد كبول بوفاة شقيقه.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment