Friday, April 16, 2010

الانتخـابــات البلـديــة والاختيـاريــة 2010
كسروان: السياسة حاضرة في جونية و«الزوقين» وغزير وحراجل وكفرذبيان

غراسيا بيطار

الجولة على خريطة كسروان البلدية، ساحلا وجبلا وفتوحا تعكس صورة القضاء ومزاج ناخبيه المشوش بين الاحزاب والتيارات السياسية والعائلات والمناطق والحسابات الشخصية.
الانتخابات البلدية على قاب قوسين ولا يمكن حتى الآن الحديث عن إنجاز واتفاق نهائي في أي من القرى والبلدات. قد يكون أحد الاسباب تشتت الولاءات وغياب التوافق
السياسي حيث يزداد الكلام عن توافق في العلن ويتراجع في السر مع تسريب أسماء من هنا والرد عليها بأسماء من هناك. اللاعبون في كسروان كثر. فإضافة الى الأحزاب
السياسية الناشطة كالتيار الوطني الحر والكتائب والقوات تبرز شخصيات كسروانية سياسية منها النواب السابقون منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وفارس بويز إضافة
الى شخصيات ذات حضور إنمائي كرئيس الاتحاد نهاد نوفل والصناعي الشاب نعمت افرام.
وسواء في السياسة أو في الإنماء، العين على رئاسة الاتحاد كون كل قرى كسروان تشترك في انتخابه وله اليد الطولى في دعم البلديات لا سيما الصغيرة منها.
المجلس البلدي في جونيه في حاجة الى إنعاش ملح بقدر حاجته، على ما يرى متابعون، الى تحقيق التوافق المنشود. فعاصمة القضاء أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التوافق
في لائحة تفوز بشبه تزكية وتضم «تحالف إفرام والتيار وفريد هيكل ومنصور البون» وإما معركة مفتوحة على كل الاحتمالات.
كان الرهان على تمكن افرام من توحيد الجهود وإنجاح التوافق عبر ترشيح أحد أعمامه. لكن يبدو ان صعوبات مستجدة حالت دون ذلك فعادت الاسماء تطرح من جهة وتطرح في
مقابلها أسماء اخرى.
في الانتخابات النيابية الأخيرة لم تعط جونيه الكثير لنوابها البرتقاليين وعلى الأرض البلدية يبدو إفرام قوة وازنة. وبناء عليه ان مساعي التوافق تتركز على الجمع
المتعثر جدا حتى اللحظة بين كل من إفرام ومنصور البون والتيار الوطني الحر والقوات والكتائب وفريد الخازن. فحتى بين العوامل الحزبية روابط عائلية. إذ ان فريد
هيكل هو «عديل» نعمة إفرام وإحدى شقيقات الأخير هي عقيلة عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب وليد خوري. وإذا صح هذا السيناريو فإن كل حظوظ رئيس البلدية الحالي
جوان حبيش ومن معه من أعضاء البلدية ممن لم يستقيلوا والذين يعتزمون الترشح تصبح غير واردة. يحرص آل إفرام على تحييد أنفسهم عن أي «لون سياسي»، ومعنيون يتوقفون
عند «تجربة البلدية الحالية التي فيها من كل الألوان ولكنها تفتقر الى المؤهلات ما قادها الى الفشل». ليس هناك شيء محسوم في جونيه والصورة قد تتبلور مطلع الأسبوع
المقبل.
من الساحل الى الجبل. والعين على البلدتين الأكبر حراجل وكفرذبيان. فالاتجاه في حراجل البرتقالية الهوى الى تأليف ثلاث لوائح. رئيس البلدية الحالي أنطون زغيب
يعتزم الترشح ولكن عمره الذي تجاوز السبعين يثير امتعاض الطامحين الى خدمة البلدة من الشباب. وبناء عليه هناك لائحة «قديمة» وأخرى عونية وثالثة قواتية وإن كانت
القوات أقلية في البلدة. علما أن المساعي جارية لجمع التيار والقوات في لائحة واحدة خصوصا أن للأطراف الثلاثة مأزق استكمال اللوائح. أما في كفرذبيان فالضبابية
ما زالت تسيطر على المشهد ليس هناك شيء محسوم بعد، علما أن الطابع العائلي يبقى صاحب الكلمة الفصل كما هي الحال في فاريا التي يغلب على خطها اللون القواتي فتشعر
الأقلية العونية بعدم الحماسة للدخول في ائتلاف أو توافق. وفي معظم بلدات الجبل لا معارك اختيارية حيث تسيطر «القسمة» بين العائلات.
يحكى عن «الفتوح» أن «عقدة نقص» مزمنة تتملكه تجاه كسروان. فالفتوح تشكل حوالى 40 في المئة من أصوات القضاء لكنها ليست القضاء، حتى أن طموحها مهما كبر لا يمكنه
أن يتجاوز نيابة رئاسة اتحاد بلديات كسروان الفتوح. وقد مرت عهود عدة على تسلم نهاد نوفل رئاسة الاتحاد وإبراهيم حداد، رئيس بلدية غزير، نيابة الرئاسة. جيلبيرت
زوين هي النائبة الفتوحية الوحيدة من أصل نواب القضاء الخمسة وهذا ما يزكي عقدة النقص تلك لدى الفتوحيين. وتشكل غزير عاصمة الفتوح أكبر قلم اقتراع في القضاء
ومن القرى الكسروانية التي أظهرت وفاء لعون في الانتخابات البلدية. ويبدو الاتجاه الى عدم التدخل الحزبي السافر في «شؤون البلدة الداخلية» وتركها ذات طابع عائلي
أكثر ما ينبئ بإبقاء المشهد على حاله مع رئيس البلدية إبراهيم حداد. في عرمون الاتجاه الى التزكية بإعادة انتخاب الرئيس الحالي روجيه عازار على عكس غدير حيث
من المفترض أن يفصل الصوت الأرمني في البلدة بين لائحيتن متنافستين على أساس عائلي. في طبرجا لم يتبلور المشهد بعد في ظل خلافات بين العائلات وفي الصفرا الاتجاه
الى لائحة توافقية. أما أم المعارك ففي البوار حيث المواجهة بين التيار والكتائب وقدامى القوات من جهة والقوات وعائلة أبو مصلح المنقسمة بين الفريقين من جهة
أخرى في ظل خلاف على الرئاسة لم يتبلور بعد. في العقيبة الخلاف داخل عائلة الدكاش الأكبر في البلدة بينما تتجه الرئاسة في الكفور الى أنطوان أبي صعب وأكثر من
نصف أعضاء البلدية للتيار والتوافق حسم على ساسين دكاش مكان المختار الحالي من آل أبي صعب. المساعي تتواصل في جورة الترمس للإبقاء على الرئيس الحالي من آل قرقماز
وفي الغينة مواجهة بين مرشحين من قدامى القوات وقواتيين. والى البلدة ذات الغالبية الشيعية زيتون التي يسود الاتجاه نحو تجسيد «عيش مشترك واحد» مع إعطاء الرئاسة
لآل خير الله وتذهب الاختيارية للشيعة. ليبقى الوضع غامضا في يحشوش في ظل صراع العائلات.
باغتت الانتخابات البلدية في موعدها وشكلها الجميع من العائلات الى الأحزاب. العائلات تقول لنواب القضاء: «أعطيناكم النيابة فاتركوا لنا البلدية». القوات تدرس
القضاء بلدة بلدة والكتائب تحرص على توسيع حضورها، والتيار الوطني الحر، ممثل القضاء المسيحي الأكبر في الندوة البرلمانية، لا يبدو واعيا بشكل كاف في كل القرى
والبلدات الكسروانية لاحترام خصوصية العائلات فيتجنب سياسة الإلغاء إذا أراد التصويب على رئاسة الاتحاد. فأي دخول برتقالي لجنّة بلديات كسروان ولرئاسة اتحادها
لن يكون «مجدا» يستند إليه كمجده النيابي المتواضع ما دامت في النهاية تنطلق من الصفر.
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment