Monday, April 19, 2010

تحالف سكاف ــ عون: سوء فهم
عفيف دياب
//ــــتضج زحلة في هذه الأيام الربيعية بما يجري في كواليس بعض القوى الأساسية في المدينة والغرف المغلقة من حديث عن أهمية إبعاد التيار الوطني الحر عن المشاركة في الانتخابات البلدية ترشحاً، وصولاً إلى تعمد تجاهل حضوره السياسي والشعبي ودوره الأساسي في معركة بلدية المدينة التي لا يمكن هذه القوى أن تحصد المقاعد الـ21 كاملة في حال إصرارها على تجاهل الحضور العوني في الاستحاق. ويقول متابعون إن الوزير السابق إلياس سكاف قد أنجز معظم ترتيبات خوض معركة البلدية «دون استمزاج رأي حلفائه في التيار الوطني الحر، وأخذ قراراً بتسمية المهندس جوزف دياب المعلوف رئيساً قبل الاتفاق مع التيار، وهو بصدد إنجاز استكمال أسماء بقية أعضاء اللائحة بعيداً عن حليفه العوني».
ويبدي هؤلاء قلقهم من «التفرد» السكافي في بلورة اللائحة، و«قد يؤدي هذا إلى إلحاق أفدح الضرر بمعركة انتخابية لا يمكن الفوز بها دون الوطني الحر الذي بدأ يشعر مناصروه بتململ من تصرفات سكاف، مع تراجع في معنويات خوضهم الانتخابات البلدية دون مقابل حتى اللحظة». ويكشف المتابعون أن اتصالات الساعات الأخيرة «لم تُفضِ إلى نتيجة تذكر، وسكاف لم يتقدم خطوة واحدة حتى اللحظة نحو حليفه العوني». ويقول متابع إن سكاف «لم يبرر حتى اللحظة سر عدم مشاورته التيار العوني في اللائحة التي سيخوضان بها الانتخابات البلدية والاختيارية، ما قد يفتح الباب أمام التيار نحو خيارات أخرى قد لا تكون في مصلحة اللائحة التي يؤلفها سكاف». ويدعو المراقب سكاف إلى «الإسراع في لملمة هذا الإشكال مع الوطني الحر قبل فوات الأوان»، كاشفاً أن «تبريرات» رئيس الكتلة الشعبية «غير منطقية، ولا يمكن أي عاقل أن يستوعبها أو حتى يوافق عليها. فهو لا يمكن أن يقول إنه يريد لائحة عائلات من دون حزبيين، وعليه أن يوضح للرأي العام الزحلي الهوية السياسية لأعضاء لائحته، فكيف له أن يرفض الانتماء الحزبي إلى أي مرشح وهو يتولى رئاسة حزب؟». يضيف: «لا يمكن سكاف أن يطلب من التيار الوطني الحر تجيير قدرته الانتخابية والشعبية والإعلامية لمصلحة لائحة ينتمي كل أعضائها إلى تيار الكتلة الشعبية، وليس للتيار العوني ممثل واحد فيها».
يتابع أن «رفع همّة التيار العوني في زحلة يتلازم مع حصة وازنة في اللائحة المنوي تأليفها. حصة وازنة يمكن قادة التيار أن يقنعوا جمهورهم بها ويلزموهم بالتصويت لكامل أعضاء اللائحة». ولا يخفي هذا المتابع أن «يكون من الخيارات العونية الأخرى تأليف نواة لائحة أو لائحة مكتملة مع أطراف زحليين آخرين»، كاشفاً أن التيار الوطني الحر في زحلة «مصر على التحالف مع تيار إلياس سكاف. وهذا موقف عبّر عنه الجنرال ميشال عون في أكثر من مناسبة، لكن هذا الموقف الداعم لا يمكن ترجمته من دون مقابل. فسكاف الذي يريد التحالف بأي ثمن مع النائب نقولا فتوش لا يمكن أن يقنع الأخير بالانضمام الى تحالفه دون مقابل، ولا أعتقد أن التيار العوني سيكون عقبة في نسج هذا التحالف، لا بل هو من الداعين إليه، لكن ليس على حسابهم».
هذا «الامتعاض» من أداء الوزير سكاف، يرفض قادة في التيار الوطني الحر التعليق عليه. ويؤكد مقربون من التيار في زحلة أن «تحالفنا مع سكاف محسوم، ولا يمكن أحداً أن يقضي عليه. ومن يسعَ إلى ضرب هذا التحالف فهو مراهق في السياسة ولا يعرف سر تحالفنا السياسي. فنحن لا نغدر بحلفائنا الذين التزموا معنا ووقفوا إلى جانبنا في أشد المحن والصعاب». لكن هل هذا التشديد العوني على التحالف مع سكاف في الانتخابات البلدية يعفي التيار من نيل حصة وازنة في اللائحة البلدية؟ يجيب مصدر مقرب من الوطني الحر في زحلة بالقول: «اللائحة لم تعلن بعد، ونحن نتواصل مع الصديق سكاف، ولا نخفي أن هناك بعض النقاط بحاجة إلى توضيحات، لكن في النهاية نحن في تحالف مع الكتلة الشعبية». ثبات التحالف العوني ـــــ السكافي في زحلة يؤكده أيضاً مقربون من الوزير سكاف. ويقول أحدهم إن إعلان سكاف اسم مرشحه لرئاسة اللائحة «ليس انتقاصاً من موقع حليفنا الوطني الحر. ولكن هناك بعض الحسابات العائلية الزحلية التي يتفهّمها التيار العوني ولا يمكن أن تكون عنوان خلاف. فهي تفاصيل صغيرة ستذلل قريباً، والتواصل مستمر مع شباب التيار في زحلة». مؤكداً أن «زحلة تفضل لائحة عائلات أكثر مما هي لائحة أحزاب، لكن يمكن أن تتمثل العائلات بمرشحين حزبيين أو مقربين من الأحزاب».
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment