Friday, April 16, 2010

«التحالف الشيعي» للفوز بأكثر من 90% من بلديات بعلبك

عبد الرحيم شلحة

بعلبك :
أخيراً، صدّق المواطن البعلبكي أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستجري في موعدها، بعدما داهمه الوقت بحيث لم يتح له بعد مراجعة تجربة بلدياته ومكامن نجاحها
وفشلها ورسم تصوره للمرحلة المقبلة.
إلا أن الاعلان الحازم للتحالف بين «حزب الله» و«حركة أمل» جعل الأمر متروكا بين أيدي هاتين القوتين، في معظم بلديات قضاء بعلبك حيث يشكل الثقل الشيعي فيها
أكثر من 75 في المئة من مجمل الناخبين. هذا الواقع الانتخابي دفع بنائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، إلى إعلان إطلاق الماكينة الانتخابية للحزب
في بعلبك والفوز المسبق للوائح تحالف أمل ـ حزب الله في البلدات المشتركة، بنسبة 92 إلى 96 في المئة بالاستناد إلى نتائج الانتخابات النيابية التي حصلت العام
الماضي.
حتى اليوم لم تتضح صيغة تحالف الثنائي الشيعي، أو دور الأحزاب الصديقة والحليفة التي يبدي طرفا التحالف نية حفظ دور لممثليها في البلديات، حيث أمكن، وحيث هم.

والتفاصيل في الانتخابات البلدية مسألة معقدة وصعبة، ويمكن للشيطان أن يحضر بقوة فيها، وبقدرته على تخريب بعض الاتفاقات، خصوصاً في بعض البلدات التي تلعب فيها
العائلية دوراً قوياً.
فإذا كانت الصورة في القرى والبلدات الشيعية محكومة بالثنائي الشيعي، ما عدا القليل منها حيث يمكن أن تحتدم المعارك الانتخابية، على غرار بلدة بريتال التي خرجت
عن سيطرة «حزب الله» خلال الدورتين السابقتين وانتخبت مجلساً بلدياً مواليا للشيخ صبحي الطفيلي... يبقى السؤال: ما هي القوى المحركة في البلدات المختلطة والمسيحية
والسنية؟
مما لا شك فيه أن القوى المؤثرة في الشارع السني هي لـ«تيار المستقبل»، إلا أن التوجه الذي تسرّب عن قيادات «التيار» يشير إلى أنه لن يقدم على ترشيح محازبيه،
وسيترك الأمر للعائلات كي تقرر مرشحيها، كما أنه لن يدخل طرفاً في الصراع منطلقاً من قناعة مفادها: إذا كان الجميع معي فلماذا أدخل كطرف فأعادي قسماً من جمهوري؟

وإذا ثبت هذا التوجه، فستشهد بلدة عرسال تنافساً حاداً تؤدي فيه أحزاب المعارضة دوراً قد يمكنها من الفوز ببعض أعضاء المجلس البلدي إذا ما أحسنت صياغة تحالفاتها
مع أطراف عائلية ذات وزن. كما ستشهد بلدة الفاكهة الجديدة (سنّة وكاثوليك) معركة حادة بين أنصار «المستقبل» وبعض قوى 14 آذار، بمواجهة قوى المعارضة المستندة
إلى دور»التيار الوطني الحر» و«المؤتمر الشعبي اللبناني» وقوة النائب العميد وليد سكرية وشقيقه الدكتور اسماعيل سكرية، إذ استطاع هذا التحالف أن يفوز في الانتخابات
البلدية الماضية.
أما في بلدة شعت، حيث يبلغ عدد السنّة حوالى ثلث عدد الناخبين (3600 شيعي ـ 1458 سنياً) فقد تقع معركة انتخابية، بعدما قرر عدد من أركان العائلات الشيعية خوض
المعركة بمواجهة لائحة تحالف «حزب الله ـ أمل» مستندين إلى قوة الناخب السنّي الذي سيجير أصواته لهم.
لكن بيضة القبان في الانتخابات عنوانها مدينة بعلبك، حيث يبلغ عدد الناخبين 27 ألفاً و900 ناخب موزعين على الشكل التالي: شيعة 17346 ـ سنّة 8917 ـ مسيحيون 1638.
وبعدما حسم الثنائي الشيعي تحالفه، أصبح أمر بلدية بعلبك معقوداً لهذا التحالف الذي ستكون مشكلته محكومة بأسماء المرشحين ولمن ستؤول إليه الرئاسة ونيابتها،
إذ إن العرف يعطي الرئاسة للشيعة ونيابتها للسنّة، كما أن العرف يعطي هذين المنصبين للعائلات الكبرى، في حين يحاول البعض تغيير هذه المعادلة باعتبار البلدية
إنماء وتحتاج الى أشخاص كفوئين بغض النظر عن حجم عائلاتهم . وحتى اليوم لم ترشح أي صيغة حول توزيع الأعضاء بين الثنائي الشيعي، أو حول حصة الأحزاب (البعث، القومي،
القوى الناصرية، التيار الوطني الحر، جمعية المشاريع، والجماعة الإسلامية إذا ما قررت التحالف مع هذه القوى).
وتشير مراجع متابعة إلى أن الثنائي الشيعي سيعمد إلى تمثيل الأحزاب عبر المقاعد المخصصة للسنّة والمسيحيين، وبذلك يتخلص من همّ التمثيل السنّي الذي شكّل له
معضلة خلال كل الدورات الانتخابية السابقة، أكانت بلدية أم نيابية.
وفي المقابل يستعد الرئيس السابق لبلدية بعلبك، المحامي غالب ياغي، لخوض الانتخابات عبر عدد من الرموز العائلية انضوى معظمها في جمعية «هيئة أبناء بعلبك»، مستنداً
في موقفه إلى تسجيل حالة اعتراضية، ومراهناً على حالات الخلاف بين الثنائي الشيعي وبعض العائلات الشيعية التي تطمح إلى موقع رئاسة البلدية، إضافة إلى تسجيله
ملاحظات سلبية على أداء المجلس البلدي خلال السنوات الست الماضية، ومحملاً «حزب الله» تبعات هذا الأداء، ومعتمداً على أصوات السنّة.
وسجلت «جمعية الدراسات والتدريب» حركة ناشطة في مجال العمل الانتخابي، إذ أعلنت شعار: البلدية إنماء وليست سياسة أو زعامة. وتجري الجمعية مشاورات مع فاعليات
المدينة والقوى الحزبية، بغية الوصول إلى تشكيل لائحة منسجمة عنوانها إنماء المدينة.
ويحاول نائب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، المحامي دريد ياغي، إيجاد صيغة توافقية بين جميع الأطراف تجنب مدينة بعلبك كأس الانتخابات المرّة، عبر تقدمه بورقة
عمل إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، عنوانها ائتلاف جميع القوى بمجلس بلدي للجميع، ينهض بالمدينة من كبوة الحرمان ويتمتع بدعم كل القوى السياسية
على قاعدة أن بعلبك تستأهل التضحية. إلا أن الجواب على هذه الخطوة لم يتضح بعد.
أما في القرى المسيحية، فمن يقرر مسار العملية الانتخابية هما «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، إلى جانب دور العائلات. إذ ستشهد معارك انتخابية كل
من بلدات القاع، رأس بعلبك، شليفا، دير الأحمر، برقا، عيناتا، بشوات، مجدلون، طليا، الطيبة، سرعين التحتا، دورس، حوش بردى، وبتدعي.
وفي الحصيلة النهائية لعدد الناخبين في قضاء بعلبك، يتضح أن هناك 220 ألفاً و916 ناخباً، يتوزعون على 85 بلدة وقرية ومزرعة، منهم 62 بلدية و23 بلدة ليس فيها
بلديات، وسيقترعون لـ792 عضواً بلدياً و234 مختاراً .
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment