Saturday, April 24, 2010

وفي مشغرة مفاوضات مضنية للتزكية
البقاع ــ أسامة القادري
أيّ زائر لبلدة مشغرة يمكنه أن يلاحظ «نكهة» مختلفة للانتخابات البلدية فيها، تختلف عن باقي القرى البقاعية، لما لهذه البلدة من تاريخ نضالي وسياسي، إضافة إلى التعددية السياسية والطائفية التي تميّزها.
التوافق هو المعركة التي تسعى الأحزاب إلى تحقيقها، من أجل ضمان تمثيلها ضمن المقاعد الـ18 التي يتألف منها المجلس البلدي. والأحزاب المرشحة هي: حزب الله، حركة أمل، الحزب السوري القومي الاجتماعي، التيار الوطني الحر، التي تجري مفاوضات مع الحزب الشيوعي واليساريين المستقلين من أجل تأليف لائحة واحدة.
وإذا حصل هذا التوافق، فسيكون من الصعب على أحزاب القوات اللبنانية، الكتائب والوطنيين الأحرار، السير في خيار المعركة، على الرغم من أنها تمثّل نسبة لا بأس بها في البلدة. وهذا ما جعلها تصرف النظر عن البلدية، وتخوض معركة المختارين بمرشّحَيْن عن مقعدين من أصل ستة.
لكن هذا لا ينفي احتمال تأليف لائحة ثانية، إذ تشير أوساط متابعة للشأن الانتخابي البلدي إلى أن حسم الأمر، سواء أكان باتجاه التوافق أم الانطلاق إلى معركة انتخابية ديموقراطية، سيتضّح مطلع الأسبوع المقبل، قبل إقفال باب الترشيحات. الأمر مرهون بطرفين أساسيين، هما الحزب الشيوعي وحزب الله، اللذان لم يحسما بعد صيغة التوافق.
وتشرح أوساط مطّلعة على عملية المفاوضات بين الطرفين أن نقطة الخلاف الأساسية تتعلق برغبة الشيوعي في تغيير بنود التوافق التي شهدها الاستحقاق الفائت، لجهة اختيار رئيس البلدية ونائبه. فقد كان التوافق القديم قد أتى بالرئيس الحالي للبلدية جورج الدبس لكونه محايداً، وكان نائب الرئيس من حزب الله. هذه الصيغة لم تعد مقبولة من الشيوعي الذي يعترض على الدبس لكون عمله خارج البلدة، ما يحتّم عليه الغياب بطريقة لافتة، وإحالة العمل على نائبه. وقد قدّم الشيوعي اقتراحاً تكون فيه الرئاسة مناصفة بين المسيحيين والشيعة، بحيث تكون السنوات الثلاث الأولى للدبس، والمرحلة الثانية للحزب الشيوعي، ويبقى مقعد نائب الرئيس مناطاً بمرشح حزب الله طيلة مدة الولاية. أما إذا اختار حزب الله منصب الرئيس لمدة ثلاث سنوات، يكون مقعد نائب الرئيس للحزب الشيوعي لمدة ست سنوات. إلّا أن حزب الله رفض المناصفة، محدّداً خياره «الرئيس جورج الدبس ونائبه لحزب الله»، مقدّماً، في المقابل، عرضاً على الشيوعي: ثلاثة مقاعد مقابل التخلّي عن مطلب نائب الرئيس. ورفض حزب الله عرضاً ثانياً يقضي بتمثيل عضو واحد عن كلّ حزب وتيار، على أن تسمّي العائلات بقية المقاعد.
هذه المراوحة في المواقف تجعل خيار تأليف لائحتين مرجّحاً. وفي هذا الإطار، تشير مصادر مقرّبة من الحزب الشيوعي إلى أن الأخير لن يكون مبادراً إلى ضرب صيغة التوافق، «سنبقى نقدم التسهيلات من دون أن نُهمّش. تجربتنا كأعضاء داخل المجلس البلدي لم تكن فاعلة، ما دام الرئيس ونائبه هما صاحبا القرار».
وعن احتمالات خوض المعركة، لفتت المصادر إلى أن الشيوعيين بطرحهم المناصفة في رئاسة المجلس، يرفعون من رصيدهم شعبياً في الشارعين المسيحي والإسلامي، «لأن الجميع يعلم أن الشيوعي لا يطرح هذا من باب طائفي بل بهدف إنمائي».
من جهة أخرى، تتكثف الاتصالات القيادية بين حزب الله وحركة أمل، في سعي جدّي للتوصل إلى مجلس بلدي بالتزكية في مشغرة، من دون انتخابات، ما دام الكلّ يتحدّث عن التوافق. لكن الصورة لن تنجلي قبل إقفال باب الترشيحات منتصف ليل الأربعاء المقبل.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment