Wednesday, April 14, 2010

الحرب على زراعة الأفيون
تنفذ القوى الأمنية في البقاع حملة للكشف عن أراض مزروعة بالأفيون. لم تعلن حتى الآن «النتائج النهائية» للحملة، ولكن ثمة تأكيد لتقلص المساحات التي تستخدم للزراعات الممنوعة، والقوى الأمنية تطالب المزارعين بتلف «الخشخاش»
البقاع ــ نقولا أبو رجيلي
يتابع مكتب مكافحة المخدرات في البقاع إطلاق أكبر الدوريات في منطقة البقاع الشمالي للكشف عن الأراضي المحتمل زراعتها بنبتة الأفيون (أو ما يُعرف أيضاً بالخشخاش). مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» إن العملية بدأت قبل نحو 15 يوماً، وقد تستمر أيضاً لمدة أسبوع، موضحاً أن المساحات المزروعة بهذه النبتة، والتي اكتُشفت، تقدّر بحوالى 100 دونم، وهي موزّعة على مناطق متعددة في قضاءي بعلبك والهرمل. أضاف المسؤول أن ارتفاع النبتة حالياً يتراوح بين 5 و10 سنتمترات. وقد أكد أيضاً أنه ستُتلف المساحات المكتشفة فور الانتهاء من عملية الكشف وتحديد الأراضي المزروعة بالأفيون.
في مرحلة أولى، سيُطلب من أصحاب هذه الأراضي المزروعة بالممنوعات المبادرة الى إزالة هذه النباتات «قبل أن تلجأ الدولة إلى ذلك».
يشار الى ان زراعة الافيون تعدّ زراعة حديثة العهد، إلى حدّ ما، في سهل البقاع، حيث انتشرت باطّراد منذ اواخر عقد السبعينيات، إذ بلغت المساحات المزروعة بالافيون بين عامي 1991 و1993 حوالى 3500 هكتار، ثم سرعان ما بدأ نجم هذه الزراعة بالتراجع إثر بدء إتلاف المزروعات الممنوعة عموماً في البقاع الشمالي.
يقول متابعون ان المساحات المزروعة بالممنوعات بدأت بالتراجع التدريجي، وهي تراجعت كثيراً عما كان يسجل بين 1991 و2000، إذ نجحت الاجهزة الأمنية في ضبط هذا الامر رغم عدم توفير الحكومات المتعاقبة زراعات بديلة. ويوضحون ان زراعة الحشيشة تعدّ الأكثر رواجاً بين الزراعات الممنوعة، ولكنهم يوضحون من جهة ثانية أن المساحات المزروعة بها تقلّصت «بل هي في تراجع
مستمر».
وقد أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن جهازه الأمني الرسمي أجرى دراسة على مدى السنوات الماضية، أظهرت مدى تراجع المساحات المزروعة بالأفيون، لافتاً الى أن زراعة الحشيشة تبقى هي الأكثر رواجاً، و«لكن أقل بكثير من المعهود». ويقول المسؤول الأمني إن زراعة الافيون «تراجعت كثيراً. ففي عام 2006 كان 22 هكتاراً من الأراضي مزروعة بالخشخاش، بينما في عام 2007 سجل 8 هكتارات فقط، ونحن في صدد الانتهاء من المسح خلال الايام المقبلة».
نبات الخشخاش هو المصدر الذي يؤخذ منه الأفيون. عندما تنضج هذه النبتة، يبلغ ارتفاعها اكثر من 30 سنتم، تنتج زهرة ذات أربع بتلات قد تكون بيضاء أو قرمزية أو حمراء أو بنفسجية أو أرجوانية، ولكن الأكثر شيوعاً في مناطق البقاع هي الزهرة البيضاء.
لنبتة الأفيون أو الخشخاش «رأس» أو «كبسولة» ذات استدارة غير منتظمة، تبدو بيضاوية الشكل من القمة حتى القاع، ويبلغ حجمها عند النضج حجم حبة
الجوز.
يبدأ موسم حصد هذه النبتة المخدرة في أواخر فصل الصيف. فبعد مرور ثلاثة أشهر على زراعتها أو غرسها، تنضج النبتة المكونة من سيقان خضراء تعلوها زهور الخشخاش. أما الافيون الناتج من النبتة، فهو ما يعرف بالعصير المتخثر لثمرة الخشخاش التي يخرج منها إفراز له شكل الحليب، وعند تعرضه للهواء يصبح أكثر تماسكاً ويتحول لونه الى البني الداكن، ومن ثم يجمع في أوعية خاصة حيث يتحول عندئذ شكله الى شكل العسل الاسود، وفيما بعد يزداد جفافه ويصبح لونه داكناً أو أكثر قتامة.
________________________________________

المطالبة المتكررة بزراعات بديلة
يلفت المتابع للتقارير الأمنية الصادرة في الفترة الأخيرة إلى أن «الخبر» الأول الذي يتصدّرها هو خبر الكشف على أراضٍ للتأكد من أنها لم تُزرع بالحشيشة أو الأفيون أو ما إلى ذلك من مزروعات ممنوعة يمكن أن تنتج أنواعاً مختلفة من المخدرات.
ففي الـ27 من الشهر الماضي مثلاً، كشفت قوة من مكتب مكافحة المخدرات الإقليمي في البقاع على أراضٍ ضمن نطاق فصيلتي دير الأحمر والهرمل، ولم تعثر على مزروعات ممنوعة.
من جهة ثانية، لا يزال بعض المزارعين البقاعيين يرددون مطلباً قديماً متمثلاً بسؤال الدولة أن تقوم بتوفير الزراعات البديلة، ولكن هذا المطلب الذي صار يطرح باطّراد منذ أكثر من عقد لا يجد آذاناً صاغية. وإذا كان معظم المزارعين قد استسلموا «للأمر الواقع»، فإن ثمة من لا يزال يعاند لأنه لا يجد عملاً ولا وظيفة.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment