Friday, April 16, 2010

معـرض «بطاركـة الشـرق تاريـخ وحضـور»
فـي الطريـق إلى «حاضرة إعلاميـة مسيحيـة»

غراسيا بيطار

«من غرفة الى غرفتين الى أكبر وأكبر الى أن وصلنا الى مشروع العمر». يحلو لكل العاملين في تلفزيون تيلي لوميير ونورسات والقيمين عليهما الحديث عن «الآن» انطلاقا
من «أمس» في دلالة الى «رقي الرسالة الإعلامية التي نتسلح بها وقوامها المحبة والإيمان والصبر وطول الأناة». وأما «مشروع العمر» فهو «الحاضرة الإعلامية للشرق»،
المدينة الإعلامية المسيحية الأولى في الشرق تحت شعار «لأجلك أيها الشرق» والتي تنطلق من صورة «الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية» والتي يتحلق حول مذبحها رجال
الدين من الكنيسة الشرقية جمعاء، لكي تكون على خطى المسيح في الإعلام «فتكون المدينة دافعا لتوحدنا واجتماعنا بالله كي نكون رواد وحدة ورسل سلام ومحبة وإنما
حجر الزاوية هو المسيح».
وضع الحجر الأساس للحاضرة الإعلامية منذ العام 2008 لكن «مشروع العمر» تقرأه جلياً في عيون الموظفين والزملاء في التلفزيون. فالحركة لا تهدأ والزميلة جوزفين
الغول «تبشر» فريق العمل «ألا نوم في هذه الأيام وقد نضطر الى وصل الليل بالنهار». فسلسلة فعاليات ستنظم ليعود ريعها الى بناء الحاضرة وآخرها «معرض بطاركة الشرق،
تاريخ وحضور» غداً السبت في البيال.
تأريخ لخمسة عشر بطريركاً في صور ونبذات عن حياتهم وشهادات بخطوط أيديهم عن رأيهم برسالة تيلي لوميار ونورسات. وتتوسط المعرض «عريضة» تواقيع البطاركة ونصها
التالي: «نحن بطاركة الشرق نبارك الحجر الأساس لمبنى تيلي لوميار ونورسات «الحاضرة الإعلامية للشرق» ونشهد مع التلفزيون وله من أجل مسيحية راسخة في هذا الشرق
منفتحة على الآخر ورسوله الى جميع الأمم». «إنها مسيرة الجنون التي تعصف بنا مرة جديدة» يقول المدير العام لتيلي لوميار جالك الكلاسي. «فعند إنشاء التلفزيون
قيل لنا إنكم مجانين ولكن ولدت التيلي لوميار في التسعينيات لتكون ردا على تقاتل الإخوة حينها وعام 2003 ولدت النور سات بإلهام من الروح القدس ومن بعدها نور
الشباب ونور الشرق وما يتبعها من وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية نؤمن بأنها الجواب الأعنف والعصف الأقوى في وجه تيار كاد يقضي على حضور أو وجود مسيحيي
هذا الشرق وكاد ينتزع من يتقهقرون في المغتربات من أحضان وطنهم ويقتلعهم من جذورهم فيحرمهم الأصالة». وفي استكمال للمسيرة، ولدت الحاضرة الإعلامية للشرق لكي
نقول، يتابع كلاسي، إن وجودنا ليس منة من أحد فهو في الأصل والأصالة ولن يكون عابراً فمسيحنا اختار هذا الشرق ليشرق منه الى العالم أجمع فلنشرق حضارة السلام
والمحبة من جديد».
تنطق تيلي لوميار ونورسات باللغة العربية ولكن استراتيجيتهما تتوسع لتطال كل اللغات القديمة والحديثة التي ينطق بها ويفهمها مسيحيو الشرق وهي بنوع خاص العربية
والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والسريانية واليونانية وغيرها. وفي هذه الخانة يصب هدف المدنية الإعلامية لناحية «ترسيخ الحضور المسيحي وتجذيره
في هذا الشرق على تنوعه وغناه وربط مسيحيي الانتشار بأوطانهم الأم. وفي معرض السبت الذي لا يغفل محطتين للبركة البابوية بحبرها الأعظم بنديكتوس السادس عشر وسفيرها
في لبنان غابرييل كاتشيا، ستحضر اللغات في سلسلة البطاركة الخمسة عشر وهم: بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة مار نصر الله بطرس صفير، بطريرك إنطاكية وسائر
المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك إنطاكية والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بابا الإسكندرية والكرازة
المرقسية للأقباط الأرثوذكس شنودة الثالث، بطريرك بابل على الكلدان عمانوئيل الثالث دلّي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس إغناطيوس زكا الأول
عيواص، بطريرك الأٌقباط الكاثوليك أنطونيوس نجيب، بطريرك الكنيسة الأشورية مار دنخا الرابع، بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك
اللاتين على القدس فؤاد الطوّال، بطريرك السريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف يونان، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان، بطريرك كنيسة
المشرق القديمة مار أدّي الثاني، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس وسائر فلسطين كيريوس تيوفيليوس الثالث وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس تيودوريوس
الثاني.
وضعت البطريركية الماروينة قطعة أرض مساحتها 25600 متر مربع في تصرف تيلي لوميار عبر أبرشية جونيه ووقف مار ضوميط فتقا. وعلى تلك الهضبة المطلة على شاطئ جبيل،
مدينة الحرف، وضع الحجر الأساس لـ«الحاضرة الإعلامية» ضمن مشروع من المتوقع أن يضم مباني تصل مساحتها الى 27116 مترا مربعا. ويتألف المشروع من ثلاثة أبنية وفق
خرائط المهندسين: الأول كنيسة تتوسط المشروع وهي كنيسة الوحدة لكل الطوائف المسيحية، الثاني مبنى المكاتب الخارجية وهو عبارة عن حوالى 155 مكتبا مجهزا بأحدث
التقنيات ومتواصلا مع الوسائل الإعلامية الموجودة في المشروع على أن توضع هذه المكاتب في خدمة البطريركيات والأبرشيات والرعايا والمؤسسات الإنسانية ولكل من
يريد الاشتراك الإعلامي المباشر مع مشروع الحاضرة الإعلامية والاستفادة من خدماتها. أما المبنى الثالث فهو الأكبر كونه الرئيس ويضم: المكاتب الإدارية، الأستديوهات
(8)، مسرحا داخليا يتسع لسبعمئة شخص، صالة محاضرات (3)، ست صالات متعددة الوظائف، معهدا موسيقيا، معهدا للبحث اللاهوتي، مكتبا ومركز توثيق، مركزا للرياضة الروحية،
محترفات حرفية، جناح للمعلوماتية، ثلاثة مشاغل للديكورات، أماكن للصيانة، كافيتيريا ومطعما، مرأبا كبيرا داخليا وآخر خارجيا، مستودعات وجناح إقامة عدد 45 وحدة
كل منها مؤلفة من غرفتين وخدماتهما ومسرح كبير خارجي وحدائق ومتنزهات.
تتوزع الوسائل الإعلامية داخل البناء الرئيس كالتالي: محطة تيلي لوميار الأرضية وهي الأم والأساس، الفضائيات الثلاث نورسات الحالية، نور الشباب الجديدة ونور
الشرق، ثلاث محطات إذاعية، جريدة ومجلة وinternet ip tv مع إمكان مشاهدة برامج من أرشيف التلفزيون، مكتبة عامة لمليون كتاب من كل أنحاء العالم، متحف تراثي مسيحي
مشرقي، مركز مجهز لتعليم الموسيقى، مركز لتعليم إعلاميين متخصصين وتدريبهم، مركز للدراسات والأبحاث والإحصاء، مركز للإشراف اللاهوتي والعقائدي والأدبي على الفضائيات
والمجلة والجريدة ومركز للرياضات الروحية للموظفين والأصدقاء والمساهمين والجماعات من داخل لبنان.
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment