Saturday, April 24, 2010

جزين: معركة «كسر العظم» واللهفة على «بيضة القبّان»
كامل جابر
مثّل العشاء الانتخابي الذي ضم النائب زياد أسود وممثلي القوات اللبنانية، قبل يومين، في مدينة جزين، هاجساً لدى الفريق «الآخر» من أن يكون التيار الوطني الحرّ قد توصل فعلاً إلى صيغة تحالف انتخابي مع القوات في المدينة، ما يجعل المعركة صعبة جداً.
«إنها معركة كسر عظم» يردّد مناصرو التيار الوطني الذي يسعى إلى الفوز ببلدية جزين، بعدما بقيت مدة تسع سنوات متتالية في «قبضة» النائب السابق سمير عازار. ولتحقيق شروط النجاح والفوز في هذه المعركة، يتلهف الطرفان للتحالف مع القوى الأخرى، التي هي تجمّع قوى 14 آذار ورموزها النائب السابق إدمون رزق، وكميل سرحال، وفوزي الأسمر، والكتائب التي خاض مناصروها معركة الانتخابات البلدية مرتين في مواجهة لائحة عازار، ولم يوفّقوا.
«جلسنا إلى مائدة عشاء مع ممثلي القوات في أحد مطاعم جزين، وأمام الجميع، واتفقنا على سلسلة لقاءات، في جزين وفي بيروت، تمهّد لتحالفنا معهم في الانتخابات البلدية، مثلما نسعى إلى التحالف مع قوى أخرى في المدينة، إذ لا اعتراض لنا على أحد، ولا إشكال لدينا في التحالف مع هذه القوى»، يقول أسود.
في المقابل، يسعى عازار، الذي يخوض معركته برئيس بلدية جزين الحالي المحامي سعيد أبو عقل، إلى تحالفات مماثلة. وتتحدث أوساطه عن تجانس ما مع الكتائب، ومواصلة السعي إلى التحالف مع قوى أخرى، «لا أحد يضع خطوطاً حمراء على أحد، والموضوع مفتوح على الاحتمالات والتحالفات»، يقول مصدر عازاري، ويضيف: «القوى الأخرى تمثّل فعلاً بيضة القبان، لأننا نحن والتيار الوطني الحر نتساوى في عدد الأصوات، وكل واحد منا، شاء أو أبى، يحتاج إلى أصوات القوى الأخرى المتمثلة بالقوات والكتائب وغيرهما، بعدما أعلن سيمون كرم تحالفه الواضح مع التيار».
تستبعد الأوساط الجزّينية أن يتوصل الطرفان إلى تحالف انتخابي وتوافق على لائحة تزكية، فالكلام على توجه لتأليف لائحة انتخابية توافقية «دحضه موقف عازار، حينما اشترط للدخول إلى صيغة التحالف والتوافق، أن يعتذر نواب التيار الوطني، علانية، عن الأخطاء التي ارتكبوها بحق مناصري عازار، ومنهم رئيس البلدية أبو عقل ورئيس مجلس إدارة مستشفى جزين الحكومي الطبيب بشارة الحجّار وغيرهما ممن تقدم النائب أسود بشكاوى ضدهم لدى السلطات الأمنية والقضائية»، بحسب تأكيد مصدر في تيار عازار.
وتؤكد الأوساط أن ظروف المعركة الانتخابية البلدية وأجواءها تختلف عن الأجواء التي أحاطت بالانتخابات النيابية العام الفائت. ففي الانتخابات النيابية، كان للتحالفات واتساع النطاق الانتخابي ليشمل القضاء برمته، دور أساسي في فرض شروط اللعبة، لكن ينتفي هذه المرة في الانتخابات التي تدور في أحياء المدينة، عامل التحالف الشيعي، فلا التيار الوطني الحرّ المتحالف مع حزب الله بحاجة إليه، وكذلك النائب السابق عازار المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل، وإن كان البعض يعوّل، على تدخل شيعي، إما من حزب الله وإما من حركة أمل تجاه التحالف مع القوات، التي كانت إلى الأمس القريب، عاملاً مرفوضاً لدى الطرفين.
وترى أوساط متابعة في جزين أن المعركة على الانتخابات البلدية ستؤسس للمعركة النيابية المقبلة! فردّ الفعل الذي أحدثه سقوط النائب عازار أمام التيار الوطني لم تتردد أصداؤه في المدينة فحسب، بل فسّره البعض بأنه كان يستهدف كف يد الرئيس بري عن اختيارات مسيحيي جزين، إذ يريد عازار من خلال الانتخابات البلدية أن يستعيد موقعه في المدينة. وترجح الأوساط أن يوجّه التيار العوني بتحالفاته الجديدة الضربة «القاضية» لعازار.
في مواجهة مرشح النائب السابق عازار في جزين، رئيس البلدية سعيد أبو عقل، يُتداوَل بأسماء عدّة على لائحة التيار الوطني وتحالفاته، منهم وليد الحلو القريب من التيار الوطني وطبيب الأسنان جوزف (يوسف) سرحال والمهندس خليل حرفوش والمرشح السابق عن المقعد الماروني في جزين روني عون.
ويرى متابعون في المدينة أن قوة أصوات التيار الوطني تصل إلى حدود 1600 صوت انتخابي، يوازيها عدد مماثل لدى عازار، فيما تتوزع الأصوات الأخرى بتفاوت على القوى القريبة من 14 آذار، فتمثّل القوات نحو 350 صوتاً، ومثلهم مؤيّدو إدمون رزق، إلى نسب أقل تتوزع بين الكتائب وسرحال والأسمر وكرم، لكنها لا تمثّل قوة انتخابية تمهّد لبروز فريق ثالث. وإذا عُقد التحالف الفعلي بين التيار الوطني والقوات، فإن سمير عازار سيكون بحاجة ماسّة إلى التحالف مع رزق، لتكون المعركة بجدارة «معركة كسر عظم».
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment