Saturday, April 24, 2010

برج البراجنة: انتهت المعركة البلديّة... والاختياريّة مزدحمة
نادر فوز
تمتدّ الجلسات وتتكرّر كل ليلة في نادي البرج. يحضر أبناء المنطقة إلى قاعة النادي، مزوّدين بنراجيلهم ويتحلّقون في دائرة واسعة لمناقشة الشأن البلدي المستجدّ. رغم أنّ مباريات كرة القدم الأوروبية تدور في القاعة، فإنّها لا تلقى الحماسة اللازمة، طالما أنّ النقاش لم يحسم بعد بشأن هويّة رئيس البلدية العتيدة. ورغم أنّ البلدة تخضع للاتفاق السياسي بين الحزب وحركة أمل، بقيت مسألة الرئيس عالقة حتى مساء أمس، إذ حُسم الموضوع لمصلحة جمال رحال في احتفال أُقيم في «صالة الديوان» في شارع عثمان في حيّ السنديان، حضره النائبان علي عمار وبلال فرحات.
ورغم كون رحال يحمل إجازتين في إدارة الأعمال وهندسة الكومبيوتر من إحدى جامعات نيويورك الأميركية، فقد سُجّلت بعض الاعتراضات عليه من جانب زملاء له على اللائحة. ورأى كثيرون من المتابعين في هذه الملاحظات منطلقات طبقية، على اعتبار أنّ رحال ليس بالرجل الميسور، بل يعيش «على قد حاله». فهو لا يشقّ أحياء البرج بسيارات رباعية الدفع كما يفعل غيره من المرشحين على اللائحة نفسها، فيما الانتقادات وجّهت إليه لركوبه الدراجة النارية والقبعة الزرقاء التي لا تفارق رأسه في أيام العمل.
ويشير عارفون بشؤون برج البراجنة إلى نظافة كفّ رحال وقربه من الناس، معيدين الاعتراضات إلى نقص «الفخفخة» والوجاهة في نمط عيش الرئيس العتيد.
وقد تقاسم حزب الله وحركة أمل مقاعد البلدية، فاحتفظ الحزب بـ12 مقعداً مقابل 6 للحركة. وسمّت «أمل» معظم مرشحيها من خارج التنظيم الحزبي، ما لاقى استحساناً من المواطنين، الذين رأوا أنّ في هذا الخيار اهتماماً بالعمل البلدي كأمر تنموي قبل أن يكون سياسيّاً.
وفي الجهة الأخرى من برج البراجنة، ترتفع الأصوات المعترضة على إلغاء الانتخابات الفعلية في البلدة ومصادرة قرار الناخبين. ولو أنّ هذا الاعتراض في الشكل غير منطقي لكون القوى تتحالف مع من تراه مناسباً، إلّا أنه صحيح وواقعي في المضمون لكون العائلات والشخصيات المنفردة تعجز عن منافسة حزب الله وحركة أمل على الصعيد البلدي. وفي إطار هذه المواجهة في برج الراجنة، كوّنت نواة لائحة تضمّ ليلى الحركة وغسان ناصر وفضل فرحات، طابعها يساري على اعتبار أنّ الأخيرين شيوعيّان ملتزمان. إلّا أنّ ليلى الحركة ترفض هذه التسمية، مؤكّدةً أنّ تحالفها مع الشيوعيّين كان نتيجة مجموعة من نقاط الالتقاء في ما بينهما. وتشير إلى أنّ ترشّحها هو أوّلاً لتمثيل المرأة في البرج، معترضةً على تغييب النساء عن المجلس الحالي والمقبل، على عكس ما يجري الإعداد له في بلديات محيطة. وتؤكّد الحركة على وجود مؤيّدين لهذا الموقف يتقاطعون مع المرشحين الثلاثة، إضافةً إلى مجموعة من البرجاويّين المستائين من مصادرة قرارهم.
وإذا كانت الانتخابات البلدية محسومة بنسبة 99.9% في البرج، فإنّ المعركة الاختيارية تغلي في الأحياء البرجاوية الثلاثة، المنشية والسنديان والسيّاد. ففي برج البراجنة تسعة مخاتير يتوزّعون على الشكل الآتي: في حي المنشية، يتنافس ثمانية مرشحين على ثلاثة مقاعد وأبرزهم المختار الحالي أكرم رحال، ويسعون إلى الفوز بأصوات نحو 4500 ناخب. فيما في السنديان يجري الصراع بين خمسة مرشحين على مقعدين بوجود 3600 ناخب، والأبرز بين المرشحين المختار خليل فرحات، الذي يظهر قوتّه عبر «الجلسات» اليومية أمام مكتبه، التي يحضرها كثيرون من أبناء المنطقة والمرشحين لعضوية البلدية. أما في حيّ السيّاد، الأكبر تمثيلاً، والذي يضم نحو 6000 ناخب، فزحمة المرشحين هي الأكبر، وتبلغ عشرة يتنافسون على أربعة مقاعد.
اللافت في المعركة الاختيارية في برج البراجنة، أنّ حزب الله ذو قوّة تبلغ 3500 ناخب، لم يتقدّم بعد بأيّ موقف داعم لأيّ من المرشحين على المخترة. فيما يرى بعض المتابعين أن هذا الامتناع يترجم خوف الأحزاب من مواجهة العائلات، على اعتبار أنّ لهذه العائلات وزنها وقدرتها على قلب المعركة الاختيارية.
هذه النقاشات تدور في أرجاء برج البراجنة، في النادي والحسينية والبلدية ومكاتب المخاتير، لتنتهي بعد أسبوع، وتعود بذلك النكات و«الزكزكة» و«التمريقات» لتسود على جلسات أهل البرج.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment