Saturday, April 24, 2010

قـــرى شـــرق زحلـــة: حـــروب العـــائلات
زحلة ــ نقولا أبورجيلي
يتبدّل مشهد التحالفات وتأليف اللوائح في قرى شرق زحلة بين ليلة وضحاها. المعركة في كفرزبد، أكبر بلدات المنطقة، «على المنخار»، كما يصفها متابعون، بعدما انحصرت بين لائحتين، واحدة يترأسها رئيس البلدية الحالي قاسم شكر، وتضم مرشحين من عائلته وآخرين متنوّعين مذهبياً وعائليّاً، تواجهها لائحة تجمع مرشحين من مختلف العائلات أيضاً. فالمعركة في كفرزبد مصبوغة بالطابع العائلي، بعد الانقسام الذي طاول صفوف التيّارين السياسيّين الرئيسين فيها، المستقبل والتيار الوطني الحرّ.
الصورة في عين كفرزبد لا تزال ضبابية، إذ لم تلُح في الأفق بعد أية بوادر لتأليف نواة لوائح، نظراً إلى كثرة عدد المرشحين من أبناء الطائفة الشيعية. فالتنافس ينحصر بين 4 منهم، وجميعهم من آل الساحلي، وهم: سامي ونزيه ومحمد وعلى حسين (نائب الرئيس حالياً). علماً أن النائب نوّار الساحلي، بحسب مصادر، ينشط على غير صعيد لبلورة اتجاه توافقي عائلي وحزبي في البلدة. مع الإشارة إلى أن العرف في عين كفرزبد هو تبادل منصب رئيس البلدية بين الطائفتين الشيعية والمسيحية كل ست سنوات، وذلك ينطبق أيضاً على مقعدي المختار. وربما هذا ما يفسّر التزاحم «الشيعي»، فالرئيس في الدورة الحاليّة مسيحي.
حماسة أبناء العائلة الواحدة تنسحب أيضاً على بلدة قوسايا، حيث الحضور التاريخي للحزبين القومي والشيوعي. الانقسام فيها طاول عائلة الكعدي، الأكبر من حيث العدد. المرشح طوني كعدي، وهو الرئيس الحالي للبلديّة، يؤكّد أنه يسعى إلى تأليف لائحة تمثّل جميع العائلات تضمّ المرشح لمنصب المختار ضاهر عبدو (المختار الحالي). تقابلها لائحة ثانية يترأسها قريبه خليل سمعان الكعدي، وتضم طانيوس عبدو لمقعد المختار.
للمرة الأولى منذ عام 1963، ستشهد بلدة دير الغزال معركة انتخابية، فقبل وفاة رئيس البلدية السابق حبيب الدبس الذي تولّى هذا المنصب لمدى 44 سنة حتّى 2007، كانت نتائج الانتخابات تأتي لمصلحة الدبس وجميع المرشحين في لائحته بما يشبه التزكيّة. إلا أن الصورة تبدّلت اليوم، رئيس البلدية الحالي جورج أبو فيصل يعمل لترؤس لائحة مكتملة، في مواجهة لائحة مدعومة من آل الدبس، الأكبر عدداً. في وقت يسعى فيه البعض إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
في بلدة رعيت التي أُطلقت عليها تسمية «موسكو» في منتصف ستينيات القرن الماضي، نظراً إلى انتماء عدد كبير من أبنائها إلى الحزب الشيوعي، انقسم الرفاق في ما بينهم. رئيس البلدية الحالي ملحم صليبا (قيادي في الشيوعي)، يطمح إلى الاستمرار في منصبه من خلال ترؤس لائحة تضم مرشحين من العائلات، يتردّد أنها مدعومة من قوى 14 آذار، في مواجهة لائحة ائتلافية تضم الدكتور جوزف فريجي (شيوعي) وضاهر قازان، وتحظى بتأييد معظم أنصار التيار الوطني الحرّ، لم تتوضّح معالمها بعد.
في المقلب الآخر، في بلدة تربل، حيث الحضور الفعّال للتيارات السياسية المسيحية، ثمّة حالة ترقّب، فالصوت المرجّح فيها يعود إلى الناخبين من عشيرة عرب الحروك (نحو 1075 ناخباً من أصل 1600)، الذين قرروا ترشيح ابن عشيرتهم، غازي الشريف، لأحد مقعدي المختار، ويبدو جلياً أن تريّث الطامحين إلى ترؤس اللوائح مردّه إلى محاولة كل منهم استمالة أصوات العشيرة المذكورة. وبعدما كانت الخريطة تشير إلى تنافس 3 لوائح، واحدة يعمل على تأليفها رئيس البلدية الحالي جورج الخوري، وأخرى محرّكها الطبيب طوني نصار، وثالثة مع غابي فرج، برزت أمس معلومات عن تحرّك لدمج اللائحتين الأخيرتين.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment