Saturday, April 24, 2010

«البازل» البلدي في الحازميّة: انشقاقات حزبيّة

نادر فوز
يتوافق مرشّحو الاستحقاق البلدي في الحازمية على أمرين: أولاً، أنّ المهلة الزمنية للتحضير للانتخابات لم تكن كافية. وثانياً أنّ اللوائح تضمن
تمثيل التنويعات العائلية والحزبية اللازمة. وخارج هذا التوافق يبدأ الشرخ في الشكل والمضمون بين لائحتي «الحوار والقرار» التي يرأسها الرئيس الحالي للبلدية،
جان أسمر، و«إنقاذ الحازمية» التي يرأسها نائب رئيس البلدية، بيار عكرة، وهو منسّق التيار الوطني الحرّ في البلدة.
من المتوقع أن تعلن لائحة «الإنقاذ» اليوم، أسماء أعضائها وتكشف عن برنامجها الانتخابي، وذلك من منزل رئيس البلدية المؤسس، جورج فغالي، الذي يعني الكثير لأهالي
الحازمية لكونه خاض معارك جمّة لفصل بلدته عن بعبدا منتصف القرن الماضي، مع العلم بأنّ «الإنقاذ» تضمّ نجل المؤسس، المحامي روكز فغالي.
أما الأسمر وحلفاؤه، فقرروا إطلاق لائحتهم غداً في احتفال من المقرر عقده في البلدية.
ورغم إصرار اللائحتين على تمثيلهما الأحزاب، إلا أنّ الملاحظ وجود انقسامات في الأجسام الحزبيّة في البلدة. فالمنسّق السابق للتيار الوطني الحرّ، شربل أبو صافي،
قرّر قبل أشهر التخلي عن مسؤولياته في التيار والانضمام إلى لائحة الأسمر. على تأكيد القيادي في التيار، جيرار جرمانوس، أنّ حزبه يخوض البلديّات من منطق التنمية
لا من منطق السياسة. أما حزب الكتائب فقرّر فصل مسؤوله في الحازمية، توفيق أبو خليل، وتجريده من مهماته بسبب انضمامه إلى لائحة «الإنقاذ»، فجرى تعيين سبع شرّو
بدلاً منه.
أما القوات اللبنانية، فمن المتوقع أن تُصدر اليوم قراراً بدعم لائحة الأسمر، وهو التوجه القواتي العام الذي يتحدّث عنه أحد مسؤوليها في البلدة، طوني أبو جوده،
مؤكداً أنّ حزبه سيدعم لائحة بكاملها من دون تشطيب، وذلك رغم وجود المحامي أنطوان جبور، المقرّب من القوات على اللائحة المنافسة.
هذه العوامل السياسية تختلط بالحسابات العائلية في الحازمية، كما في غيرها من البلدات، منتجةً رقعة «بازل» صعبة التركيب. وفي التوجّهات السياسية للبلدة، أظهرت
الانتخابات النيابية الأخيرة تفوّق قوى 14 آذار على التيار الوطني، إذ نال مرشحو الأكثرية 56% من نسبة المقترعين في الحازمية، مقابل 46% للعونيين.
يتحدث الرئيس الحالي، جان الأسمر، بكل ثقة وارتياح عن خوض الانتخابات، بعدما أعدت ماكينته الدراسات والأرقام اللازمة التي أفرزت نتائج تصبّ في مصلحة لائحته.
ويرى أنّ استحقاق هذا العام سيكون سهلاً على اعتبار أن «المعركة الأشرس كانت في الدورة الماضية، إذ تحالف أقوى المرشحين، وفي مقدمهم طوني باسيل وروجيه ملاط،
ولم يحققوا سوى 4 خروق من أصل 12»، مشيراً إلى أن باسيل وملاط ابتعدا عن اللعبة البلدية هذا العام.
في المقلب الآخر، تشير أجواء «الإنقاذ» إلى ارتياح أيضاً. ويلفت أعضاء هذه اللائحة إلى مجموعة من الأخطاء والملاحظات على أداء الأسمر، محتجّين على تفرّد الرئيس
الحالي بقرار البلدية. ويقولون إنّ الأسمر يحرّك الأعضاء المحسوبين عليه للقيام ببعض «التمريقات»، ما يجعله بعيداً عن الاتهام بالفساد. ويسألون عن بعض الممارسات
في شق الطرقات لحساب بعض مالكي العقارات، وعن تعيين بعض الموظفين والحراس قبل الانتخابات بأشهر.
أما الأسمر فيجيب عن هذه الأسئلة بسؤال آخر: «لماذا استمرّ المعترضون في المجلس الحالي ولم ينسحبوا؟»، مشيراً إلى التقرير الفصلي حول النفقات والإيرادات والمشاريع
التنموية في البلدة.
رغم هذا التعارض في الآراء والمواقف، يجمع المتنافسون على أمر آخر: وحده صندوق الاقتراع يحسم المعركة، ليظهر من الأقوى ويكشف الفساد.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment