Wednesday, June 30, 2010

رشق بالحجارة وقطع طرق على "اليونيفيل"
"حزب الله" يعتبر المناورات خارج القرار 1701
وسط انهماك داخلي بملفات مفتوحة مثل ملفي حقوق الفلسطينيين والتنقيب عن النفط، طرأ تطور مفاجىء أمس كانت مسرحه مناطق القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" في الجنوب، وتمثّل في حركة اعتراض نفذها شبان في منطقتين ضد مناورات كانت تقوم بها هذه القوة وهدفها "ابقاء جهوز عال من اجل مساعدة الجيش اللبناني بفاعلية في ضمان أمن سكان جنوب لبنان وسلامته"، على ما صرح به الناطق باسم "اليونيفيل" فيراج سينغ.
واعاد مراقبون الى الاذهان حوادث مشابهة حصلت قبل اقل من سنة في احدى المنطقتين اللتين شهدتا حركة الاعتراض أمس وتحديدا في 18 تموز 2009 عندما تعرضت قوات الكتيبتين الفرنسية والايطالية للرشق بالحجارة بعد محاولات استقصاء لانفجار مخزن ذخيرة في 14 منه في بلدة خربة سلم.
وفيما امتنعت الاجهزة الرسمية المعنية عن التعليق على الحادث، افادت الوكالة الوطنية للاعلام ان الاهالي اعتبروا "ان قوات اليونيفيل تجري تدريبات ومناورات عسكرية في المنطقة من دون التنسيق مع الجيش، رافضين اجراءها في منطقتهم، معتبرين ان هذه الارض هي ارض الشعب والجيش والمقاومة، وعلى قوات اليونيفيل ان تنسق مع الجيش".
"حزب الله"
وليلا نقلت مراسلة "النهار" في مرجعيون رونيت ضاهر عن النائب علي فياض عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التعليق الآتي:
"فوجىء الاهالي بانتشار عسكري كثيف غير مسبوق لقوات الطوارىء الدولية في القرى وداخل الاحياء وبطريقة لا تخلو من الاستفزاز والضجيج، خصوصا ان موسم الاصطياف في بدايته والقرى بدأت تضج بالمغتربين العائدين. وبدا ملحوظا وعلى نحو غير معهود ان هذا الانتشار لقوات الطوارىء الدولية لم يكن مصحوبا كما هي العادة مع دوريات الجيش اللبناني وفقا لما يفرضه القرار 1701، مما اثار ريبة الاهالي وامتعاضهم حيث بدت الاحياء الداخلية للقرى وكأنها تشهد حال طوارىء او انها في وضع اتهامي ما، في حين كان الاهالي يأملون ان تتحرك القوات الدولية لردع الاسرائيليين الذين اختطفوا راعيا لبنانيا قبل يومين واوسعوه ضربا على مرأى من قوات الطوارئ الدولية التي لم تحرك ساكنا، لا بخصوص هذا العمل العدائي ولا بخصوص كل الاعمال العدائية والانتهاكات الاسرائيلية الاخرى التي تتكرر على نحو يومي، ولا تلقى الا ردود الفعل الشكلية من القوات الدولية. فاذا بها تلجأ الى تكثيف حشودها وحركة آلياتها داخل القرى خارج قواعد القرار 1701 مما أوحى وكأن مهمتها تستهدف المدنيين اللبنانيين وليس الاعمال العدائية الاسرائيلية. علينا ان نتذكر ان الاهالي الذين عبروا عن امتعاضهم بحركة عفوية انما كانوا دائما حريصين على علاقات ايجابية مع القوات الدولية على قاعدة ان دورها وفق القرار 1701 هو مساعدة لبنان على حماية سيادته وبسط سلطته من خلال التصدي لاسرائيل في اعمالها العدائية وانتهاكاتها المتفاقمة".
"اليونيفيل"
وأكد مصدر عسكري في قيادة "اليونيفيل" لـ"النهار" ان هذه القيادة على صلة وثيقة بالجيش وهي لا تقوم بأي تحرك او تمرين من دون اعلام الجيش والتنسيق المباشر معه.
وشرحت مصادر ديبلوماسية مواكبة لعمل "اليونيفيل" لـ"النهار" طبيعة المناورات التي بدأتها قوات الأمم المتحدة مساء الاثنين والتي تنتهي اليوم، فقالت انها تتم عند كل تبديل لكتائب "اليونيفيل" وهي جرت سابقاً وذلك ليكتشف قادة الكتائب الجديدة سرعة تحركها ومدى جهوزيتها على الأرض. وهي تجري أحياناً في مناطق وعرة وأحياناً في مناطق مأهولة وتستخدم خلالها ذخيرة حية أو ذخيرة مموهة.
وفيما امتنعت هذه المصادر عن شرح أبعاد الحوادث، لفت مراقبون الى انها اتت عشية صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عن تنفيذ القرار 1701.
وأضافوا ان المشهد الدولي الذي ينتمي اليه جنود الكتيبتين الفرنسية والاسبانية الذين استهدفتهم هذه الحوادث قد يطرح تساؤلات عن وجود رابط ما حرّك حركة الاعتراض أمس.
الحوادث
وكانت ثلاث آليات عسكرية تابعة للكتيبة الفرنسية قد تضرر زجاجها في حادثين منفصلين عند مفترق بئر السلاسل حيث تجمع 50 شاباً وهاجموا الآليات بالعصي والحجارة. وأفيد عن اصابة فرنسي بجروح طفيفة. وعلمت مراسلة "النهار" في بنت جبيل ان القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال البرتو أسارتا تفقد عصراً في منطقة تبنين الكتائب التي تجري المناورات في القطاعين الغربي والأوسط وتابع المشاكل التي حصلت مع الدوريتين من الكتيبة الفرنسية.
وفي بلدة عديسة، تجمع ابناء من المنطقة في ساحة البلدة وقطعوا الطريق بين الثامنة صباحاً والثانية عشرة ظهراً مانعين أي مرور للدوريتين. ونقلت مراسلة "النهار" في مرجعيون عن السفير الاسباني خوان كارلوس غافو الذي صودفت زيارته للمنطقة قوله إن ما جرى "حادث عرضي ومستقل رغم انه قد تكرر". وشدد على التعاون بين "اليونيفيل" والجيش والسلطات المحلية لانه "افضل طريق للتفاهم".
وبعد تدخل الجيش وقوى الأمن الداخلي، أعيد فتح الطرق في منطقتي الحوادث وعادت الأمور الى طبيعتها.
مجلس الوزراء
وينعقد مجلس الوزراء عصر اليوم في جلسة عادية في السرايا برئاسة الرئيس سعد الحريري. وصرّح وزير التربية حسن منيمنة لقناة "أخبار المستقبل" مساء أمس بأنه سيطرح موضوع أساتذة التعليم الثانوي مجدداً "أنا قدمت مشروعين الى مجلس الوزراء الذي هو سيد نفسه وسيتخذ القرار بثلاث أو أربع درجات".
النفط
ومساء أمس رأس الرئيس الحريري اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون الموارد النفطية. وهذا الاجتماع هو الثالث من نوعه. وأوضح وزير الطاقة جبران باسيل "ان النقاش كان جدياً وايجابياً للغاية". وقال إن هناك "بعض التفاصيل التي ما زلنا مصرين عليها (...) وهي تتعلق تحديداً بالصندوق (السيادي) والهيئة (الناظمة)"، مشيراً الى ان الاجتماع الرابع للجنة سينعقد الاسبوع المقبل.
وعلم ان لا خلاف على الهيئة، فالأفكار المطروحة حولها تحظى بالتوافق. أما بالنسبة الى الصندوق، فبقي باسيل يدافع وحيداً عن فكرته التي ضمنها المشروع وهي ان "تحفظ العائدات في صندوق سيادي كضمان للاقتصاد والاجيال المقبلة على ان يكون بادارة مجلس يرأسه رئيس الجمهورية". كما علم ان هيئة التشريع والاستشارات قدمت مطالعة تفيد انه "لا يمكن تصوّر مجرد تصوّر ان يرأس رئيس الجمهورية صندوقاُ كهذا".
فعلق باسيل لـ"النهار" قائلاً: "لا يمكن تصور مجرد تصور ان يصبح الرأي القانوني في البلد رأياً سياسياً الى هذا الحد وان يكون القضاء مطية في يد السياسي مما يجعل هذا الرأي سياسياً ومبرمجاً ومدفوعاً اليه ومعروفاً من هو وراءه".
جريدة النهار

No comments:

Post a Comment