Sunday, June 27, 2010

موقوف ألفا يعترف: جنّدتني إسرائيل عام 1996
سليمان وعقيلته في كفيفان أمس (حنّا نعمة ــ رويترز)
لم تترك إسرائيل خلال السنوات الماضية باباً للتجسّس في لبنان إلّا خلعته. آخر من انكشف هو في قطاع الاتصالات، ليس
على صعيد التنصّت حصراً، إذ تعدّته إلى تجنيد أشخاص معنيّين بشبكات الخلوي
يوماً بعد آخر، يظهر مدى الاختراق الإسرائيلي للمجتمع اللبناني، على جميع المستويات وفي جميع القطاعات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية. آخر ما ظهر على هذا الصعيد، كان اختراق قطاع الاتصالات، إذ أكّدت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«الأخبار» أنّ الموظّف في شركة «ألفا» الموقوف لدى مديرية استخبارات الجيش شربل ق. اعترف خلال التحقيق معه بالعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 1996. وكانت المديرية قد أوقفت شربل (من مواليد عام 1954) عصر الخميس الماضي، أثناء عودته إلى منزله من مركز عمله. وبحسب مصادر مطّلعة، فإنّ الموقوف موظّف منذ عام 1994 في الشركة المشغّلة لإحدى شبكتي الخلوي في لبنان، ويرأس وحدة فرعية في قسم هندسة الشبكة. وتؤكّد مصادر مطّلعة على عمل الشركة أنّ بإمكان شربل الاطّلاع على معلومات شديدة الحساسية عن مراكز البث الخلوي وتوزّع المحطات، إضافةً إلى جزء كبير من البيانات. وبحسب أحد التقنيّين العاملين في الشركة، فإن بإمكان الموقوف تعطيل الشبكة كلّياً إن أراد، فضلاً عن تعطيل أيّ محطة إرسال على الأراضي اللبنانية. وتشير معلومات أمنية إلى أنّ المحقّقين يشتبهون في أن يكون الموقوف قد زوّد الإسرائيليّين بكل المعلومات التي يحصل عليها من خلال عمله، إضافةً إلى تنفيذ أعمال كلّفه بها مشغّلوه، بينها طلبات أمنية فائقة الحساسية مرتبطة بوظيفته. وقد دخل عدد من محقّقي مديرية استخبارات الجيش يوم الجمعة الفائت إلى مركز شركة ألفا في منطقة فرن الشباك، حيث قضوا أكثر من ثماني ساعات للتدقيق في ملفاته الشخصية والكومبيوتر الذي يستخدمه، إضافةً إلى الاطّلاع على سجلّه الوظيفي لناحية تحديد الأيام التي كان فيها شربل حاضراً في مكان عمله، أو تلك التي حصل خلالها على إجازات. ولفتت مصادر أمنية إلى أن الفترة الطويلة التي قضاها الموقوف في مكان عمله تشير إلى أنه يعرف كل أسرار الشركة وخفاياها التقنية. وتستمر التحقيقات بطريقة «دقيقة ومعمّقة» مع الموقوف بناءً على إشارة القضاء.
وقد أكّد وزير الاتصالات شربل نحاس في حديث الى وكالة الصحافة الفرنسية خبر توقيف الموظّف المذكور، لافتاً إلى أنّ الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً في احتمال تعامله مع إسرائيل.
وفي سياق متّصل، اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس المواطن اللبناني عماد حسن عطوي (37 عاماً، من بلدة شبعا) بينما كان يرعى ماشيته في «مزرعة السدانة» الحدودية داخل الأراضي اللبنانية، واقتادته إلى داخل أحد المواقع العسكرية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وحضرت قوة من الجيش اللبناني وأخرى من اليونيفيل واتخذتا إجراءات في المنطقة. وأكّد الناطق باسم اليونيفيل، نيراج سينك، نبأ الاختطاف قائلاً «إن الجيش الإسرائيلي اعتقل مواطناً لبنانياً في محيط منطقة شبعا». وأعلن «أنّ القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا، على اتصال مع الأطراف بهدف حل الموضوع». بدوره، وصف عضو كتلة التحرير النائب قاسم هاشم العمل بـ«القرصنة التي تؤكّد أنّ العدو الإسرائيلي لا ينصاع للقرارات الدولية».
وعلى صعيد التحضيرات لانطلاق سفينتين تحملان مساعدات إلى قطاع غزة من لبنان، نفى أحد منظّمي سفينة «ناجي العلي» أن تكون السفينة ستحمل أيّ نائب إيراني على متنها، خلافاً لما كانت قد أعلنته وسائل إعلام خلال اليومين الماضيين، نقلاً عن نائب إيراني.
اختطفت إسرائيل أمس المواطن اللبناني عماد حسن عطوي بينما كان يرعى ماشيته
واستمرت قضية السفينتين موضع جدل في لبنان، لناحية انتقاد الخطوة من جانب فريق 14 آذار، الذي خرج بعض نوابه، كعضو تكتل لبنان أولاً، النائب رياض رحال، لوصف الخطوة بـ«البهورة»، مطالباً بالحلول الدبلوماسية «عن طريق الحوار».
وعلى المنوال ذاته، أكّد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مايكل راتني ضرورة استخدام ما سمّاه «الوسائل الشرعية» لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي تصريح لـ«الأخبار» رداً على سؤال عن الموقف الأميركي تجاه التهديدات الإسرائيلية بالتعرّض للسفن اللبنانية التي ستبحر إلى غزة قريباً، قال راتني: «هناك آلية مسؤولة، وإرسال المساعدات بهذه الطريقة ليس هو الحل»، مضيفاً إنّ «موقف الولايات المتحدة هو التركيز على أن تُرسَل المساعدات إلى غزة عبر قناة شرعية، عن طريق المعابر البرية».
والدليل... وشوم فارسيّة!
وفي شأن لبناني ـــــ أميركي آخر، ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أنّ النائبة الجمهورية عن ولاية كارولاينا الشمالية سو ميريك وجّهت رسالة إلى وزيرة الأمن القومي جانيت تابوليتانو ادّعت فيها أنّ «حزب الله يقترب إلى داخل الولايات المتحدة بمساعدة عصابات المخدّرات المكسيكية». وبنت ميريك رسالتها على الوشوم التي يضعها «بعض أفراد العصابات في سجون جنوب غرب الولايات المتحدة على أجسادهم»، وهي الوشوم المكتوبة باللغة الفارسية، ما قد يشير إلى «تأثير فارسي يمكن تتبّعه إلى إيران وجيشها بالوكالة، حزب الله»، على حد قول المشرّعة الأميركية. وقالت ميريك إنّ «حزب الله المعروف بقدرته على حفر الأنفاق قد يكون يحصل على عوائد من تجارة المخدّرات، مقابل حفر الأنفاق على الحدود لمساعدة العصابات في عمليات التهريب»! وادّعت أنّ من وصفته بـ«مسؤول رفيع المستوى في الجيش المكسيكي» كان قد قال «إنه يعتقد أنّ حزب الله يدرّب عصابات المخدرات على صنع القنابل»، محذّرة من أن يقود ذلك «إلى تفجير سيارات مفخّخة كالتي تحصل في إسرائيل تستهدف الموظفين على الحدود المكسيكية الأميركية أو وحدات حرس الحدود».

عدد الاثنين ٢٨ حزيران ٢٠١٠
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment