Saturday, June 26, 2010

«آفاق» إسرائيل التجسسية ولعنة الأرقام الز

حلمي موسى

أطلقت إسرائيل قمرها التجسسي، «أفق 9» من قاعدة بلماخيم واتخذ مساره في الفضاء لينضم إلى مجموعة الأقمار التجسسية التي تستخدمها الدولة العبرية. ومن المفترض
أن يرسل القمر الجديد أولى صوره إلى مركز تشغيله يوم الأحد المقبل بعدما أطلق أمس، أولى اشارات التواصل مع الأرض. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك
أن إطلاق القمر يشكل قفزة تكنولوجية وعملانية لا تقدر عليها سوى دول قليلة في العالم.
وأثار تسمية القمر بـ«أفق 9» تساؤلات كثيرة خصوصا أنه لم يسبق الإعلان عن إطلاق «أفق 8». وفي البداية حاولت جهات رسمية إسرائيلية ادّعاء أن المحاولة الفاشلة
لإطلاق قمر إسرائيلي من الهند في العام الفائت كانت إطلاقاً لـ«أفق 8». ولكن سرعان ما عادت الجهات الرسمية للاعتراف بأن القفز عن الرقم الزوجي 8 كان مقصوداً
لإبعاد النحس بعدما أخفقت محاولات إطلاق القمرين «أفق4» و«أفق 6» في الماضي.
وقد شاركت جميع أذرع الصناعات الأمنية الإسرائيلية، «الصناعات الجوية» و«الصناعات العسكرية» و«رفائيل» و«ألبيت» في انتاج «أفق 9» وإطلاقه. وأطلق القمر الذي
يزن حوالى 300 كيلوغرام على متن صاروخ من طراز «شافيت»، الذي يعتبر النسخة المدنية من صاروخ «يريحو». وقد حمل صاروخ شافيت القمر على ثلاثة مراحل إلى مسافة تبعد
2500 كيلومتر عن إسرائيل ليضعه في مدار يبعد 300 كيلومتر عن الأرض. ومن المقرر أن يدور حول الأرض 15 مرة في اليوم.
ويحوي «أفق 9» بشكل أساسي كاميرا متطورة من إنتاج شركة «ألبيت» وهي معدة للرصد والتجسس. وقدرت التكلفة الأولية لهذه العملية بـ 300 مليون دولار، مما يشير إلى
خصائص هذا القمر وعناصر تميزه. وبحسب كل المعطيات التي تعلنها إسرائيل فإن هذا القمر يكشف عن قيمة تكنولوجية أعلى، صور أدق ومعلومات استخبارية أكثر. وتشير المعطيات
الإسرائيلية إلى أن الهدف الأساس لأقمار التجسس هو كل من إيران وسوريا.
ويدور القمر هذا على ارتفاع 400 كيلومتر عن سطح الأرض وهو ينضم إلى خمسة أقمار إسرائيلية مدنية وعسكرية توفر لإسرائيل معلومات استخبارية على مدار الساعة. وبحسب
ما نشر في إسرائيل فإن إطلاق «أفق 9» يعني وتيرة معلومات استخبارية أسرع، حيث بات بوسع إسرائيل معرفة ما يجري في المكان نفسه مرة كل 90 دقيقة.
ومن الوجهة الرسمية فإن «أفق 9» أطلق قبل عام من موعد نفاد طاقة القمر «أفق 5»، مما يعني أن لإسرائيل اليوم ثلاثة أقمار تجسس من طراز أفق في الفضاء وهي 9 و7
و5. وإلى جانب هذه الأقمار هناك قمر تجسس راداري يسمى 1-SAR وقمران مدنيان للتصوير وهما «إيروس أ« و«إيروس ب«. وكان القمر «أفق 7» قد أطلق قبل ثلاثة أعوام في
حين أن «أفق 5» أطلق قبل ثمانية أعوام. وقد أدخلت على «أفق 9» وأجهزته تعديلات كثيرة مقارنة بـ«افق 7». وقبل «أفق 9» كان قمر «1-SAR « هو الأحدث لإسرائيل في
الفضاء الخارجي وقد أطلق في كانون الثاني 2008، وهو يحوي راداراً بين الأحدث في العالم.
واعتبر باراك أن «نجاح الإطلاق تعبير عن الجرأة، الفكر والقدرة العالية لرجال الصناعات الأمنية ورجال المؤسسة الأمنية في إسرائيل». أما المدير العام لوزارة
الدفاع الجنرال أودي شني فأعلن أن نجاح الإطلاق يشكل نموذجاً للقدرة التكنولوجية الإسرائيلية. وأشار إلى أن «مشروع أفق فتح آفاقاً جديدة للصناعات الأمنية الإسرائيلية».
وحسب كلامه فإن «وضع القمر في مداره، إلى جانب الأقمار التي تحوم في الفضاء، توفر للمؤسسة الأمنية قدرة استخبارية ستسهم كثيراً في تعزيز أمن الدولة».
ويدير مشروع الأقمار الصناعية هذه بشكل مشترك سلاحا الجو والاستخبارات الإسرائيليان. وسبق لقائد سلاح الجو الجنرال عيدو نحوشتان أن عرض مطلع العام الحالي خطة
طموحة لإطلاق أقمار صناعية صغيرة بصواريخ تطلق من الطائرات. وأشار إلى أن ذلك يوفر للاستخبارات الإسرائيلية فرصة مراقبة أسرع وأكثر جودة للأهداف المعادية.
ونقل المراسل العسكري لـ«معاريف» عن مصدر أمني كبير قوله «لقد غدونا ذوي شهرة في العالم في مجال بناء الأقمار الصناعية وإطلاقها إلى الفضاء وتشغيلها... وفي
الأسبوعين الأخيرين فشلت عمليتا إطلاق لأقمار من كوريا الجنوبية والهند، مما يعزز التقدير للصناعات العسكرية الإسرائيلية».
وبحسب خبراء الأمن الإسرائيليين فإن «إدخال القمر لمساره في الفضاء يسمح لأجهزة الاستخبارات في إسرائيل رؤية ما يحدث هناك عدة مرات في اليوم، وعبر عدد من الأقمار
الصناعية نريد أن نحصل على معلومات استخبارية وقت حدوثها، والقفز عن مشاكل الغيوم، الليل، والظروف الجوية الصعبة، وكذلك الحفاظ على درجة وضوح عالية والنجاح
في تغطية مناطق واسعة».
واعتبر رئيس مشروع الفضاء في معهد فيشر، طال عنبر أن «قمراً صناعياً آخر لإسرائيل في الفضاء يضيف لقدراتها في العودة والنظر عدة مرات يومياً على منطقة تثير
اهتمامها وتقلص المدى الزمني بين عملية رصد وأخرى. وهذا تحسن جوهري يضع إسرائيل في مكان جيد في قائمة الدول الأعضاء في نادي الفضاء مثل أميركا، روسيا، الهند،
اليابان، الصين وإيران».
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment