Monday, June 28, 2010

لبنان ارض القداسة


... مع إعلان اسطفان نعمة طوباوياً في طريقه الى القداسة يتأكد أن لبنان هو وطن القديسين والطوباويين، فمن شربل الى رفقا، مروراً بالحرديني وكبوشي، وصولاً الى الطوباوي اسطفان نعمة. وفي المقابل، ففي لبنان برز علماء مسلمون وضالعون بعلم الفقه، ما يضع هذا الوطن الصغير في سلم الدول التي تحميها العناية الإلهية على الرغم من الويلات التي مرت به.

... مع إعلان اسطفان نعمة طوباوياً في طريقه الى القداسة يتأكد أن لبنان هو وطن القديسين والطوباويين، فمن شربل الى رفقا، مروراً بالحرديني وكبوشي، وصولاً الى الطوباوي اسطفان نعمة.

وفي المقابل، ففي لبنان برز علماء مسلمون وضالعون بعلم الفقه، ما يضع هذا الوطن الصغير في سلم الدول التي تحميها العناية الإلهية على الرغم من الويلات التي مرت به.

... نعم، إن لبنان أرض القداسة، وكما هو منارة للفكر والتجدد والعلم في دنيا العرب، فهو كذلك أرض التعايش والمحبة، وهو وطن صيغة حوار الديانات والثقافات، وهذه فرادة غير موجودة في كل أصقاع الارض.

... لقد مرت بلبنان حروب مدمرة كانت بأكثريتها نتيجة عوامل خارجية، وتم دفع لبنان الى أزمات في عمليات التجاذب الإقليمي والدولي، ولكن هذا الوطن بقي متمسكاً بدوره الحضاري في المنطقة، وليس في التاريخين القديم والحديث بلد في هذا العالم عصفت به الحروب المدمرة والازمات وبقي على صلابته وإصراره على ممارسة دوره الطليعي، وعلى التمسك بالتعايش الاسلامي - المسيحي.

.. ولعل كل العالم يذكر أن مدينة كبرى في أعظم دولة في هذا العالم مثل نيويورك انقطعت فيها الكهرباء لمدة ست ساعات نتيجة عطل فني، فوقعت فيها عشرات الجرائم، وحدثت مئات ويقال آلاف عمليات السلب والنهب، ولم تستطع شرطتها المجهزة بآلاف العناصر، ولديها إمكانات أمنية هي الاكثر تطوراً في العالم، من ضبط الفوضى، حتى عادت الكهرباء وقد هرب لصوصها وقتلتها واختبأوا في جحورهم خوفاً من الانكشاف.

... لبنان عصفت به حرب تواصلت على مدى سنوات طوال، من عام 1975 وحتى التسعينيات من القرن الماضي، أي الى توقيع اتفاق الطائف، وتخلل ذلك حروب اسرائيلية وصلت إحداها عام 1982 الى احتلال العاصمة بيروت، ولكن مع ذلك فقد استطاع اللبنانيون الحفاظ على التعايش والمناصفة، وأزالوا كل آثار الحروب، وانطلقوا مجدداً في بناء بلدهم بعدما نجحوا في إعادة البناء والإعمار.

.. هذا هو لبنان، الذي على الرغم من كل ذلك برز فيه قديسون وطوباويون وعلماء ومفكرون واقتصاديون كبار والخ، وها هم اللبنانيون الذين عانوا من مشكلة الكهرباء، إضافة الى مشاكل اخرى خدماتية ومعيشية، استمروا في التطلع نحو غد أفضل، وعملوا وما زالوا على بناء صروح حضارية في بلدهم، وأيضاً، مغتربون حققوا المعجزات وجمعوا ثروات كبرى وشاركوا في بناء البلاد التي هاجروا إليها.

... إن هذا الوطن بقداسة أبنائه وبتحصين مؤسساته الدينية وبمعادلة التعايش بين الطوائف والمذاهب لا يمكن إلا أن يكون قوياً بعزيمة أبنائه، ما يجعلنا نؤكد وباعتزاز أن بلدنا هو أرض القداسة. جريدة الشرق

No comments:

Post a Comment