Saturday, June 26, 2010

استنكر البيانات الداعية الى طرد مسيحيي شرق صيدا
سينودس الروم الكاثوليك التأم في عين تراز
وناشد الدولة وأجهزتها "وأد الفتنة المتنقلة"

اختتم سينودس الروم الكاثوليك الذي انعقد في المقرّ البطريركي الصيفي في عين تراز (عاليه) امس أعماله التي استمرت أسبوعاً، برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث
لحام وبمشاركة أساقفة من جميع أنحاء العالم. وتلا المطران ميخائيل أبرص البيان الختامي وجاء فيه:
"افتتح البطريرك غرغوريوس الثالث السينودس أمام وفد من الصحافيين بكلمة رحّب فيها بالسادة الاساقفة والرؤساء العامين. وذكر في مستهل حديثه المثلث الرحمة المطران
أنطوان حايك، مطران بانياس (قيصرية فيليبّس) ومرجعيون سابقًا الذي انتقل إلى رحمته تعالى يوم السبت، الأول من أيّار 2010، طالبًا له الرحمة الإلهية. ثم تناول
موضوعات مهمة كان اولها دعوة المؤمنين، ابناء كنيستنا، إلى التمسك بإيمانهم والتزام واجباتهم الدينيّة وتحمّل الصعوبات والمضايقات التي تطول المجتمع المسيحي
في هذه الايام. (...)وتحدّث بكلمة موجزة عن السينودس المرتقب بعنوان الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: "شركة وشهادة" الذي دعا إليه البابا بينيديكتوس السادس
عشر لعقده في الفاتيكان خلال تشرين الأول 2010. وقد وجّه غبطته رسالة إلى رؤساء الدول العربيّة شارحًا لهم معنى هذا السينودس وأهدافه وأهميّته بالنسبة الى الحضور
المسيحيّ والعيش المشترك وتطوّر قيم الإيمان وحقوق الإنسان، وحرّيّة الدين والمعتقد وقيمة المرأة وحماية الأسرة، التي هي قيم مشتركة بيننا مسيحيين ومسلمين.

تسلم غبطة البطريرك برقيّة من قداسة البابا تمنّى فيها النجاح لأعمال السينودس للتجدّد دائما في رسالة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، على أبواب سينودس الاساقفة
لاجل الشرق الاوسط لكي يكون شهادة شركة بين المسيحيين وعامل استقرار للسلام والاخوة لشعوب هذه المنطقة. وقد سبق أن ارسل الآباء رسالة إلى قداسته يطلبون بركته
على أعمال السينودس. وفي الخلوة التي افتتح بها السينودس قدّم غبطته للآباء المفاصل الأساسيّة عن رسالته لعام الكاهن. وأخبر الآباء:
أ‌- أميركا اللاتينية (آب - أيلول 2010): سيقوم غبطته بزيارة راعوية لأبناء أبرشيّاتنا الملكيّة في كل من الدول الآتية: البرازيل، وفنزويلا والارجنتين، حيث
سيشارك بالمؤتمر الرابع لمطارنة الإنتشار.
ب‌- ستحتفل البطريركيّة باليوبيل المئوي الثاني للمقر البطريركي في عين تراز سنة 2011.
ت‌- سيُدشّن غبطته المركز العالمي لحوار الحضارات "اللقاء" في الربوة (لبنان) في ربيع السنة المقبلة وسيقام فيه المؤتمر الأوّل لاحقا ويتناول، شخصيّة المثلّث
الرحمة المطران الياس الزغبي، داعية الوحدة المسيحيّة الكبير ومؤلفاته.
واستمع الآباء إلى حديث للمطران عصام درويش بعنوان استقامة الكاهن. ودرس الآباء كيفيّة استعداد كنيستنا للمشاركة في السينودس الخاص بالشرق الأوسط: "شركة وشهادة"،
وما هي الموضوعات التي سيعالجها كلّ واحد منهم في أثناء انعقاد السينودس. وتدارسوا موضوع المحاكم الكنسيّة. ورأوا مناسبًا إشراك العلمانيّين ذوي الكفاية والخلقيّة
العالية في العمل القضائيّ في المحاكم الكنسيّة. وأوصَوا بالإسراع في إصدار الأحكام وعدم إطالة المحاكمات. وأقرّوا إنشاء هيئة لأجل حماية الاسرة (...). وهم
ينتظرون برجاء إعلان الأب بشارة أبو مراد المخلصي مكرّمًا. واستمعوا إلى تقرير عن إكليريكيّة القدّيسة حنّة في الربوة. وانتخب سيادة المطران جوزف العبسي النائب
البطريركي العام في دمشق عضوًا في اللجنة السينودسيّة المشرفة على الإكليريكيّة مكان سيادة المطران جورج كويتر الذي استقال من اللجنة. واستمعوا إلى تقرير عن
الصندوق الطائفي. ودعا الآباء إلى تنميته لتتسع رقعة خدماته. وكُلِّفت اللجنة القانونيّة السينودسيّة إعداد نظام خاص لهذا الصندوق، لكي يتمكّن من دعم مشاريع
الابرشيات والمؤسسات في كنيستنا.
وقدّمت السيدة نيفين الحاج شاهين بيانا عن المجلّة البطريركيّة Le Lien التّي تديرها بجدارة اذ إنّها تشكل نافذة لكنيستنا تطلّ منها على العالم الغربيّ وعلى
أبنائنا في بلاد الانتشار. واستنكر الآباء المضايقات العنيفة حتى القتل التي تمارسها فئات متطرّفة ضدّ مسيحيّي العراق وهم سكّان البلاد الأصليّون ومواطنون صالحون،
طالما عاشوا بسلام مع إخوانهم غير المسيحّين. وطالبوا العالم بمساعدة مسيحيّي العراق،أساقفة وكهنة ومؤمنين وطلاب جامعات، وحماية وجودهم في بلدهم، وإحلال السلام
في هذا البلد المقدّس، لكي يكمل مواطنوه مسيحيّين ومسلمين عيشهم المشترك عبر الاجيال. ولم يفت الآباء تداعيات الوضع في فلسطين، وبخاصّة في غزّة والقدس. واستنكروا
الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيليّة على قطاع غزّة وتجعل أهله يعيشون في عوز إلى كثير من الحاجات الأساسيّة في حياتهم. ودعوا المنظّمات العالميّة إلى تكثيف
ضغوطها لإيصال المساعدات إلى داخل القطاع. وشدّدوا على أهميّة استعادة حقوق الفلسطينيين وإحلال السلام في الشرق الأوسط، لأنّه مفتاح السلام في العالم. كما ناشدوا
جميع الحكومات والدول الفاعلة والقويّة فرض حلٍّ سريع لهذه الأزمة الخطيرة. ودعوا الفلسطينيين إلى الوحدة الوطنيّة التي تضمن تحقيق أهدافهم في إقامة وطن فلسطيني
كريم. وطالب آباء السينودس المسؤولين في الدولة اللبنانيّة، وخصوصاً القيادات الأمنيّة المختصّة وهي ساهرة وفاعلة، بأن تزيد سهرًا وعناية لوأد الفتنة المتنقّلة.
وكان آخرها المناشير الداعية إلى طرد مسيحيّي شرق صيدا. كما ناشدوا الدولة العمل الجاد على محاربة الأوبئة التي تجتاح شبيبتنا كالمخدّرات والفلتان الأخلاقيّ
وغيرها، فيعود لبنان واحة سلام ويتحقّق المثل القائل: "نيّال مين إلو مرقد عنزة في جبل لبنان".

مطارنة جدد
وانتخب الآباء رعاة لبعض الأبرشيّات رُفعت أسماؤهم إلى الكرسيّ الرومانيّ. وتحدّد تاريخ السينودس للعام المقبل من 20 حزيران الى 25 منه.
وعلى الأثر قال البطريرك لحام ردا على سؤال يتصل بدعوته المسيحيين الى الانخراط في الجيش اللبناني: "لدينا معلومات ونلمس تقاعس المسيحيين عن دورهم في الجيش
والادارات العامة، وهم لا يشاركون في الادارة والجيش كما يجب، لهذا رفعنا شعار "مسيحيون خارج الادارة مسيحيون خارج الوطن"، علينا ألا نتقاعس في المشاركة في
كل المرافق كما الجيش الذي كان دائما عنوان لحمة اللبنانيين، وعلينا ككنيسة ان نلفت رعايانا الى أهمية توزيع الادوار والمشاركة المحلية كي نبقى هنا ركنا للعيش
المشترك الذي اراده الله بين المسيحيين والمسلمين".
وعن أسباب تخوف الكنيسة على الوجود المسيحي في الشرق، قال:" أننا في الشرق دعاة سلام ووحدة، لكننا نرى بتحليلنا أن التطورات السلبية في العالم العربي اتت نتيجة
افرازات الصراع الاسرائيلي- العربي، الذي هو سبب كل ازماتنا، وهو يخلق هذا الخوف الكبير الذي يدفع ابناءنا الى الهجرة، ووظيفة اسرائيل المدعومة من الدول النووية
هي زرع الفتنة والفرقة بين الابناء بهدف السيطرة على الدول العربية وهذا ما يؤثر على الثقة بين الشرق والغرب وعلى الثقة بيننا نحن ابناء الشرق من مسلمين ومسحيين،
ومن هنا نقول للمسلمين والمسيحيين علينا ان نحارب اسرائيل بالثقة في ما بيننا ونقول للمسيحيين ضماننا ان نبقى معا في هذا الشرق ضد كل التحديات".
وعن دور الكنيسة في دعم القضية الفلسطينية، رفض لحام اي مزايدة على الكنيسة في دورها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه "خدم شخصيا في كنيسة
القدس لمدة 26 عاماً، والمطارنة زريعي راعي الكنيسة في القدس، وشكور راعي الكنيسة في الجليل، والمطران بكر الموجود معنا ورحال من بعلبك، وداعية السلام سيدنا
المطران سليم غزال، والمطران بطرس المعلم مطارنة فلسطين كلهم خدموا هناك ودعموا القضية الفلسطينية، ولا ننسى المطران إيلاريون كبّوجي الذي أسر من على متن "سفينة
الحرية" ونفي الى روما وما زال اسمه "مطران القدس في المنفى"، والمطران غريغوريوس الحجار شهيد القضية الفلسطينية. للكنيسة دور تاريخي في الدعوة والنضال من اجل
القضية الفلسطينية واظن ان المسيحيين اكثر من اي جهة اخرى كانوا مخلصين ودائما في الخط نفسه في سبيل دعم هذه القضية المقدسة".

عاليه - من رمزي مشرّفيّة
جريدة النهار

No comments:

Post a Comment