Wednesday, June 23, 2010

عون زار سوريا: لا يزايدنّ علينا أحد بشأن الفلسطينيّين
لا يزال موضوع إعطاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعضاً من حقوقهم المدنيّة مثار سجالٍ داخلي، كانت أبرز تطوراته أمس مواقف للرئيس أمين الجميّل والنائب ميشال عون اللذين دعوَا إلى تحميل العرب والعالم المسؤوليّة
في زيارة فضّل عدم الإعلان عنها قبل حصولها، زار الجنرال ميشال عون ظهر أمس الرئيس السوري بشار الأسد في حضور وزير الطاقة جبران باسيل، وبحث معه «التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات السورية ـــــ اللبنانية والجهود المبذولة للارتقاء بها إلى أفضل مستوى من خلال تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وكان تأكيدٌ على أهمية استمرار التنسيق والتشاور حيال القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين»، على ما أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا».
وأضاف بيان الوكالة أنه جرى ايضاً عرض آخر التطوّرات «على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة في ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها».
وبعد عودته من دمشق، ترأس عون اجتماعاً لتكتل التغيير والإصلاح، قال بعده إنه بحث في «قانون تملك الأجانب، فهناك بعض المفاهيم التي نسيها اللبنانيون لأنهم يشيدون كثيراً بهويتهم، ولكنهم لا يعرفون أننا نحمل اسم أرضنا في هويتنا. الأرض ليست سلعة تجارية. الشعب الذي يتعاطى مع أرضه كسلعة تجارية سيعود الى زمن البدو، خيمة وشعب، ويمشون في الصحراء، بدل أن يكون شعباً مستقراً في بلد مبني ومعمر وينتسبون له».
وأضاف أنه طُرح في الأسبوع الماضي «بشكل مفاجئ» على النواب الذين كانوا حاضرين موضوع «يتعلق بالفلسطينيين، تملكاً وضماناً اجتماعياً وعملاً». وتساءل عون: لماذا أصبح الفلسطينيون لاجئين؟، «على مجلس النواب كله أن يتخذ هذا القرار ويطالب العالم به. الفلسطينيون أصبحوا لاجئين لأن الأمم المتحدة اتخذت قراراً جزأت فيه فلسطين وغطّت الحرب في فلسطين، هي وإنكلترا، وقامت بتطهير شعبي عرقي للعرب، وأصبحوا لاجئين. ولبنان بفضل القرب الحدودي، وهو متجاور مع فلسطين، تلقى عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين، ولكن الولايات المتحدة مسؤولة عن الفلسطينيين، وكذلك كندا وروسيا. أريد تسمية الكبار، ولا أريد النظر الى الإكوادور ولا تسمية موناكو، بل أميركا وكندا وأوستراليا».
وطالب عون بحق العمل والتجوّل للفلسطينيين في أي دولة، في كل الدول التي صوّتت على قرار تقسيم فلسطين، مضيفاً: «لبنان لا يمكن أن يتحمّلهم مادياً. فلا يزايدنّ علينا أحد أو يقم بحرب معنوية. بعض الإعلام يتحدث عن العنصرية، فهل يفهم هؤلاء ما معنى العنصرية؟».
واستذكر عون السبعينيات مشيراً إلى «أنهم استضعفونا مرة في السبعينيات فكانت كارثة على الفلسطينيين ولبنان. فلا يزايدوا ويقولوا إن المسألة مأسوية، نحن نعرف أنها مأسوية. طالبوا أوروبا. يأتون إلينا ليخبرونا عن الحقوق الإنسانية ويعطونا دروساً بها، وهم من هجر الفلسطينيين، وهم من يعطي القنابل الذكية التي تقتل الناس وتحمي المغتصب. يتحدثون عن الحقوق المدنية. ولكن، من يرد أن يتضامن مع الفلسطينيين في حقوقهم المدنية فليتضامن معهم في حق العودة». ودعا العرب «إن كان عندهم الجرأة فليقطعوا علاقتهم مع أميركا ويوقفوا عنها النفط ولتكمل حربها علينا».
بدوره، طالب الرئيس أمين الجميّل، في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب، «بعدم المزايدة في موضوع العلاقة مع الفلسطينيين»، معتبراً أن طرح القانون المتعلّق بإعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنية، «هبط بطريقة فوقية ومن دون أي تشاور، وحوّل الى معجّل مكرّر وطلب من مجلس النواب التصديق عليه في جلسة ومن خلال ضربة مطرقة، أمر غير مقبول، فهذا موضوع ميثاقي له علاقة بالدستور وما ورد فيه في خصوص منع التوطين. وما يحصل هو نوع من التوطين المقنع عبر إعطاء كل هذه الامتيازات، وهذه خطوة متقدمة جداً على طريق التوطين. وكما وقفنا في السبعينيات في وجه مشروع الوطن البديل وانتصرنا للبنان وللقضية الفلسطينية التي ليس من مصلحتها التوطين، فموقفنا واضح في إطار وقوفنا في وجه أي قانون يؤدي الى التوطين».
ورأى الجميّل «أن جامعة الدول العربية والأونروا مسؤولتان عن مساعدة الفلسطينيين، وعلى الاولى درس وضع فلسطينيي الشتات في العالم العربي وإجراء دراسة معمقة له، فحرام أن يتحمّل لبنان وحده مسؤولية هذه المأساة».
وأكّد الجميّل أن الحياد الذي «ندعو إليه ليس موجهاً ضد أحد ولا ينطلق من اعتبارات سياسية وطائفية ومذهبية، بل من منطلقات موضوعية... فالانحياز كان يؤدي دوماً بلبنان الى الحروب والصراعات، يتم بعدها تبني الحياد الذي يولد الاستقرار». ورفض مقولة أن الحياد رديف للضعف.
بدوره، استغرب مسعود الأشقر «الحديث عن إعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين في الظرف الراهن».
الموسوي: طلب ساركوزي تحييد القوات الفرنسية فضيحة الفضائح
الجميّل: إعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنية خطوة متقدّمة جداً على طريق التوطين
في سياق آخر، رأى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي أن طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحييد القوات الفرنسية، هو فضيحة الفضائح وهذا يعني «أن المجتمع الدولي يسلم لإسرائيل بحقها في الاعتداء على أرضنا متى شاءت، وثانياً هذا يعني أن القوات الدولية العاملة في الجنوب موجودة من أجل «التمريك»، وهي ليست موجودة من أجل منع إسرائيل من الاعتداء، وهذا فاجأنا». وأضاف إن «هذا كلام خطير يصدر عن رئيس دولة كبرى أوروبية مشاركة في اليونيفيل».
وتساءل الموسوي عما يعنيه أن «يخرج أحد زعماء العالم الغربي ليقول إذا أرادت إسرائيل مهاجمة لبنان فلتحيّد قواتنا، هذا يعني أن هذه القوات ليست موجودة لحماية لبنان تجاه أي اعتداء اسرائيلي، وإذا لم تكن هذه القوات موجودة لغرض حماية لبنان فما هو دورها وما هو الهدف من وجود خمسة عشر ألف جندي أجنبي على الاراضي اللبنانية وما هي وظيفتهم؟ وما هي المسؤولية الملقاة على عاتق هؤلاء؟».
وقال الموسوي إذا كانت هذه القوات موجودة لسبب آخر غير حماية اللبنانيين، فمعنى ذلك أن «نعيد النظر في كل هذا الوجود وأن نعيد النظر في وظيفة هذه القوات ومهمتها ومسؤوليتها ولماذا وُجدت على الاراضي اللبنانية؟ فهل وجدت لتمنع اللبنانيين من حقهم في المقاومة ومن حقهم في تعزيز قوتهم وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم ضد أي عدوان إسرائيلي وهل وجدت هذه القوات لتتجسّس على اللبنانيين؟ فما وظيفتها إن لم تكن حماية لبنان والشعب اللبناني؟». وأكد أنه «لا يمكن أن نراهن على المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين وينظر بعين واحدة».

عدد الاربعاء ٢٣ حزيران ٢٠١٠
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment