Tuesday, June 22, 2010

مؤتمر «المخاطر وإدارتها»: بيروت تشهد نشاطا زلزالياً
المطلـوب أبنيـة مقاومـة.. وهيئـة لإدارة الكوارث!

زينب ياغي

أظهرت الأبحاث العلمية التي عُرضت في المؤتمر الخاص «بالمخاطر وإدارتها» أن المنطقة الممتدة من العاصمة بيروت، باتجاه الجنوب، تشهد غزارة في النشاط الزلزالي،
ولكن بدرجات متدنية لا يشعر بها السكان، وهي تتراوح بين درجة ودرجتين وثلاث درجات، وثلاث درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر، بينما المنطقة الشمالية هادئة.

كما يشهد لبنان 45 حركة زلزالية شهرياً في مختلف المناطق، ولا يعلن عنها «المجلس الوطني للبحوث العلمية»، لأن السكان أيضاً لا يشعرون بها، فيُعلن فقط عن الهزات
التي يشعرون بها، والدرجات التي تبلغها.
وقد عقد المؤتمر أمس في السرايا الحكومية، بتنظيم من اللجنة اللبنانية - الفرنسية لبرنامج «سيدر»، وأداره رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة،
وكان موجهاً خصوصا إلى الباحثين، وطلاب الجامعات.
وعرض عدد من الخبراء الفرنسيين واللبنانيين خلال المؤتمر، المخاطر الكبرى التي يمكن أن تهدد لبنان، وفي مقدمها المخاطر الزلزالية، نظرا لوجود شبكة من الفوالق
هي فالق اليمونة والفوالق المتفرعة منه، وتمتد على السفحين الشرقي والغربي لجبال لبنان، وتتصل بالشبكة السورية وفالقها الرئيسي في سرغايا. كما بينت الأبحاث
التي أجراها المجلس الوطني، وجود فوالق تنطلق من طرابلس، وتمتد في عرض البحر أمام الشاطئ اللبناني، وتعود لتدخل البر جنوب مدينة صيدا. وتشهد تلك الفوالق نشاطا
زلزاليا، أظهرته الهزات التي شهدتها منطقة جبيل في البحر في العام 2006، ثم الهزات التي شهدتها منطقة قعقعية الجسر وصريفا في ما يسمى فالق صور في العام 2008،
ولا تزال تردداته مستمرة.
واستنادا إلى الدراسات التي عُرضت، يقول الدكتور حمزة إن حركة الزلازل شبه يومية، لا تعود بانتظام، لكنها تعود، موضحاً أن حركة الزلازل لا تشبه حركة البراكين
التي يمكن أن تنفس تدريجيا. والدليل هو الهزات التي شهدتها منطقة قعقعية الجسر وصريفا، وبدأت بقوة ثلاث درجات، ثم ثلاث درجات ونصف الدرجة، ثم أربع درجات، ثم
خمس درجات.
وأوضح الخبراء خلال جلسات المؤتمر أن الفوالق الكبرى يمكن أن تتحرك كل ألف سنة، ويمكن أن تتحرك كل ألف وسبعمئة وخمسين سنة، مع هامش خطأ من مئة إلى مئتي سنة.

ودعوا في الجلسات الخاصة بإدارة المخاطر التي عقدت بعد الظهر، إلى إنشاء أبنية مقاومة للزلازل في لبنان، وتنمية ثقافة التعامل مع المخاطر الزلزالية، فيما قدم
حمزة اقتراحا لمناقشة موضوع إنشاء مؤسسة وطنية لإدارة الكوارث، ووضع سيناريوهات للتعامل مع الكوارث تختلف من مدينة إلى مدينة، ومن منطقة إلى منطقة.
وعرضت في المؤتمر أبحاث لكل من عضو أكاديمية العلوم من معهد فيزياء الكرة الفرنسي بول تابونيير، ومدير المدرسة الوطنية الفرنسية للجسور والعربات فيليب كورتييه،
ومدير مركز الأبحاث الجيوفيزيائي في لبنان الكسندر سرسق. كما شارك فيه المدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة، وحضره ممثلون عن قوى الأمن الداخلي.
وكان يفترض أن يترأس وزير الداخلية زياد بارود الجلسات الخاصة بإدارة المخاطر الناتجة من الكوارث، إلا أنه تغيب بسبب انشغاله.
وتحدث في الافتتاح وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة باسم رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي شرح أن الوزارة تشجع في القانون الجديد للتعليم العالي الخاص،
مؤسسات التعليم العالي في لبنان على إعطاء مكانة مميزة للأبحاث. كما حددت شروطا صارمة في دراسة مواد الدكتوراه، وأكد على أهمية اختيار موضوع إدارة المخاطر لبلد
مثل لبنان.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة «سيدر» السناتور الفرنسي أدريان غوتيرون أن برنامج التعاون اللبناني - الفرنسي ساهم في تطوير التعاون بين أكثر من 30 جامعة فرنسية
وبين الجامعة اللبنانية، ومول أكثر من 150 مشروعا بحثيا، وساند 80 طالب دكتوراه وباحثين في مجال الدراسات العليا.
وأعلن أن الاحتفال بالعيد الخامس عشر للبرنامج سيتم في بيروت في العام 2011، وسيشكل مناسبة للاطلاع على مكانة لبنان في المساحة العلمية المتوسطية، وفقا لما
تم اقتراحه في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.
ورأى القائم بالأعمال الفرنسي ديدييه شابير، نيابة عن السفير الفرنسي الموجود برفقة البطريرك صفير في باريس، أن الكوارث الطبيعية تزداد في العالم في السنوات
الأخيرة، ونتائجها خطرة على البلدان النامية. ووجد أن سبل الوقاية تمر من خلال تمارين الوقاية من الكوارث، وتخطيط الأراضي وتنظيمها، ووضع قواعد للتخطيط المدني.

زينب ياغي
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment