Saturday, June 26, 2010

رئيس العرفان يتمرّد على وليد بيك
النائب وليد جنبلاط في زيارة لأول مخيّم تدريبي لجيش أبناء التوحيد (أرشيف)
مؤسسة العرفان التوحيديّة هي الوحيدة عند الطائفة الدرزيّة التي تُقدّم خدمات تربوية وصحيّة. تُعاني هذه المؤسسة اليوم من ضيق مالي، سببه خلاف بين رئيسها الشيخ علي زين الدين، وداعمها الأول النائب وليد جنبلاط، يقول عدد من المشايخ إن سببه الطموحات السياسيّة لزين الدين
ثائر غندور
مؤسسة العرفان التوحيديّة تعيش حالةً من القلق والغليان. منذ شهرين، لم يقبض موظّفو المؤسسة البالغ عددهم نحو 700 رواتبهم كاملة. فالمؤسّسة تُعاني أزمة ماليّة سببها الرئيسي توقّف المساعدة الماليّة التي كان يدفعها في العادة أصدقاء العرفان، أي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وتبلغ قيمة هذه المساعدة مليون دولار سنوياً.
فالمؤسسة أنشأها في عام 1971 المشايخ: أبو محمد شفيق عبد الباقي، أبو محمد نجيب صالحة وصالح عبد الخالق، بدعم من الشهيد كمال جنبلاط «كمدرسة دينيّة لتعليم أولاد رجال الدين»، كما يقول أحد المشايخ الذين عاصروا تلك المرحلة.
ما هي المشكلة التي دفعت بالعلاقة بين جنبلاط وزين الدين إلى التوتر بهذا الشكل؟
رئيس مؤسسة العرفان يتهم جنبلاط بأنه تخلّى عن حماية الطائفة الدرزيّة
يختصر بعض المشايخ العارفين بتفاصيل العلاقة بين الطرفين المشكلة بعبارة واحدة: الشيخ علي زين الدين يسعى إلى أداء دور سياسي. بكلام آخر، يسعى زين الدين إلى تحويل مؤسسة العرفان من مؤسّسة تربويّة اجتماعيّة إلى مؤسسة سياسيّة. ويُردّد بعض رجال الدين المقرّبين من زين الدين، تبريرات لهذا الأمر: وليد جنبلاط مثّل الواجهة السياسيّة للطائفة الدرزيّة، أمّا علي زين الدين فمثّل الحاضن للشارع الجنبلاطي. ويجزم هؤلاء بأن زين الدين هو من صنع جنبلاط.
يُترجم تردّي العلاقة بين الجانبين اليوم، بعدم التقائهما منذ فترة، وبتجنّب جنبلاط لقاء زين الدين في عدد من المناسبات العامّة، وبدوره، زين الدين، يُوجه في بعض مجالسه انتقاداً حاداً لجنبلاط.
يتحدّث بعض رجال الدين المطلعين على تفاصيل العلاقة والمشكلة، أن زين الدين استطاع من خلال موقعه رئيساً لمؤسسة العرفان التوحيديّة بناء حالة سياسيّة تنامت منذ عام 1982، وكان لها دورٌ عسكري تحت شعار حماية الدروز، «وبدأ يتنامى اقتناعه بأنه قادرٌ على وضع التوجه السياسي للدروز، أو مع من يتفقون ومع من يختلفون»، يقول أحد هؤلاء المشايخ. ويُعطي الرجل مثالاً على ذلك، التحريض الديني الذي مارسه زين الدين في 7 أيّار على حزب الله، ودوره في «نسج الأساطير حول عدد القتلى الذين أوقعتهم جماعته في صفوف حزب الله، من نوع 400 قتيل في الباروك، ومثلهم في الشويفات، وأكثر منهم في تلّة 888، وأنه هو من قام بهذا الأمر».
يُعيد رجال الدين هؤلاء تأكيد أن زين الدين قام بجولات على المغتربين الدروز بهدف جمع الأموال وشراء السلاح، وأنه استطاع جمع مبلغ مرقوم بعد أحداث أيّار. لكن المقرّبين من زين الدين ينفون هذا الأمر، ويؤكّدون أن جلّ ما قام به الرجل هو توزيع الذخيرة على المقاتلين بعدما تقاعس جنبلاط عن دعم الدروز «عندما هوجموا».
بحسب رواية رجال الدين هؤلاء، التي تتقاطع مع كلام يُردّده مقرّبون من زين الدين، فإن رئيس مؤسسة العرفان التوحيديّة يتهم جنبلاط بأنه تخلّى عن حماية الطائفة الدرزيّة، «حتى إنه بات يتصوّر نفسه قادراً على أن يتقاسم النفوذ مع جنبلاط، فهو يرى نفسه الدافع وراء انتصارات وليد جنبلاط، لذلك يحق له أن يتقاسم نتائجها معه». ويؤكّد مقرّبون من زين الدين أن الرجل ليس في وارد أن يعود إلى أداء الدور القديم عينه تحت عباءة جنبلاط، «لأن الناس يحبّونه ولأنه متواضع وقريب من الناس ويُريد مساعدتهم».
ويُكمل رجال الدين روايتهم: راهن زين الدين على خلاف جنبلاط مع حزب الله، وعمل على التجييش له، وبنى أحلاماً انطلاقاً من هذا الواقع، وهي أحلام تُرجمت باستقباله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانيّة سمير جعجع في منزله في الخريبة وتناوله الغداء معه، واصطحابه إلى «رئيس الهيئة الروحيّة الطاهر المجرّد عن أمور الدنيا الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين»، الذي يؤكّد هؤلاء المشايخ أنه لم يكن على علمٍ بالزيارة مسبقاً.
قال أنور الفطايري: إذا انكسر جنبلاط مرّة أمام زين الدين فسينكسر دائماً
وبحسب معلومات رجال دين دروز، فإن زين الدين فوجئ بانتقال جنبلاط إلى الموقع الآخر، وإعادة نسج علاقته مع حزب الله وسوريا، وهو ما حاول رفضه زين الدين في البداية. ثم حاول أن يركب الموجة، فزار السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، والتقى عدداً كبيراً من المقرّبين من سوريا، وطلب منهم فتح قنوات العلاقة مجدداً مع دمشق، لكن تبيّن له أن الأبواب لا تزال موصدة. ويُشير مقرّبون منه إلى أنه يعرف أن جنبلاط هو السبب وراء الامتناع عن استقباله. كذلك حاول استعادة الصلة القديمة مع السفارة الإيرانيّة التي استقبلته، لكنّها لم تفهم بعد كيف أزال اللوحة التي تُشير إلى جهود الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في بناء ثانويّة السمقانيّة (التي بنتها إيران بالكامل)، رغم أن مقرّبين منه يلفتون إلى أن اللوحة أزيلت بعدما صدمتها سيارة!
أمّا لدى حزب الله، فإن الجواب الذي تلقّاه زين الدين هو «أنه يتعاطى مع جميع اللبنانيّين على قاعدة الاقتناع بالمقاومة ودورها وحمايتها، لكنها لا تقوم بدعم لبناني في وجه لبناني آخر، وذلك لأن زين الدين سعى إلى الحصول على دعم مالي في وجه جنبلاط تحت عنوان أنه قادر على جلب الدروز صوب المقاومة، لإبقاء مؤسسة العرفان على قيد الحياة»، كما يقول أحد المشايخ.
وفي رأي هؤلاء، سعى زين الدين لدى حزب الله وسوريا وإيران (التي لم تترتّب علاقتها بجنبلاط بعد)، إلى أن يسوّق نفسه مفاوضاً عن الدروز، «لكن في حسابات الدول لا أحد يستبدل وليد جنبلاط بشخص درزي آخر. فبدأ زين الدين هجوماً على جنبلاط، مردداً كلاماً عن أنه فرّط بكرامة الدروز عندما اعتذر من سوريا وعندما أعطى المقاومة هذا الدعم والزخم».
انطلاقاً من هذا الواقع، يرى مقرّبون من زين الدين أن مفتاح حلّ المشكلة هو صبر زين الدين على جنبلاط، «الذي لا يستطيع أن يأخذ مؤسسة العرفان منه».
جنبلاط في صورة من السبعينيات (أرشيف)في المقابل، يتحدّث رجال الدين القريبون من جنبلاط عن أن ما يريده وليد جنبلاط هو مأسسة العرفان التوحيديّة في سبيل حمايتها وتطويرها كمؤسسة تربويّة تُربي النشء الدرزي «برعاية رجال الدين. وكما كانت فكرة الشهيد كمال جنبلاط عندما حضن تأسيسها لتقوم بدور حماية الجيل الجديد من المخدرات وتطويره، عليها اليوم أن تؤدي هذا الدور». ويُشير هؤلاء إلى وجود خلل كبير في الهيئة العامّة للمؤسسة المؤلّفة من 27 عضواً، بينهم 14 عضواً يعملون في المؤسّسة، وخمسة أشخاص مرتبطين بصلات قرابة مع زين الدين، كشقيق زوجته، أو والد صهره، أو خاله أو ابن خاله.
يُضيف هؤلاء أن زين الدين شطب ثلاثة أسماء من الهيئة العامّة، واحد لأنه صحافي قريب من جنبلاط، وشيخ من المقرّبين من رئيس الهيئة الروحيّة الشيخ محمد جواد ولي الدين، وثالث لأنه اعترض على بعض القرارات.
أما الهيئة الإداريّة فتتألف من خمسة أعضاء، منهم نائب الرئيس الشيخ عزت عبد الخالق، وهو شقيق زوجة زين الدين، وقد عُيّن أخيراً بدلاً من الشيخ سامي أبو المنى، الذي انتقل من موقع نيابة الرئيس إلى موقع جديد هو الأمين العام لمؤسسة العرفان، وهو موقع لا مهمات وظيفيّة محدّدة له حتى الآن، وأما الأربعة الآخرون فمرتبطون بزين الدين منذ زمن طويل، ومنهم من عمل لديه.
تطول لائحة الاتهامات لزين الدين، لتصل إلى السؤال عن مصدر الأموال التي اشترى بها عشر شقق وبنى قصراً، فيما بدأ عمله في مؤسسة العرفان مزارعاً بسيطاً.
جنبلاط ــ زين الدين: توتّر قديم
بعد الانسحاب الإسرائيلي وفّر جنبلاط الغطاء لزين الدين عند السوريين
يقول العارفون بتفاصيل العلاقة بين الرجلين إن الكيمياء مفقودة بين الرجلين منذ دخل زين الدين قصر المختارة في حياة الشهيد كمال جنبلاط. ويلفت هؤلاء إلى أنه في عام 1973 حصل تلاسن بين وليد جنبلاط وزين الدين، كاد يتطوّر إلى تضارب، قال في ختامه زين الدين لجنبلاط: «اطمئن، لن أدخل هذا البيت بعد أن يموت كمال جنبلاط». هدأت الأمور لاحقاً، وأبقى جنبلاط زين الدين في موقعه، وخصوصاً أنه كان في حاجة إلى أقصى حالات التضامن داخل طائفته. لكنّ المواجهة الثانية حصلت في عام 1981، عندما قرّر جنبلاط الارتباط للمرّة الأولى، وقد وقع خياره حينها على جيرفيت جنبلاط، ورفض زين الدين هذا الأمر، وحاول منعه «وردّد عبارته الشهيرة حينها، سأجعل العشب ينبت على درج المختارة إذا تزوّج جيرفيت». لكنّ عدداً من المسؤولين الاشتراكيين، وفي مقدّمتهم أنور الفطايري، عملوا على إعداد استقبال لجنبلاط وزوجته في المطار حضره العديد من رجال الدين، وذلك لأن نظريّة الفطايري حينها كانت تقول: إذا انكسر جنبلاط مرّة أمام زين الدين، فسينكسر دائماً.
وأدّى هذا الأمر إلى حصول انشقاق داخل جيش أبناء التوحيد وداخل مؤسسة العرفان، بحيث فقد زين الدين السيطرة بالقوة على المركز الطبي للعرفان.
اجتياح 1982: بداية أمجاد زين الدين
يتحدّث رجال الدين القريبون من جنبلاط عن أن ما يريده الرجل هو مأسسة العرفان التوحيديّة
استطاع زين الدين استعادة السيطرة على المركز الطبي للعرفان، بعد اجتياح عام 1982، وابتعاد المسؤولين عن الانشقاق عن الشوف لأسباب أمنيّة. وفي تلك المرحلة أيضاً، استطاع الرجل بناء أمجاده، وخصوصاً أن جنبلاط غادر المختارة.
تولّى زين الدين إدارة الأمور في الجبل. بنى شبكة علاقات مع دروز 1948، «زائراً ومستقبلاً» كما يقول أحد الذين عايشوا تلك المرحلة، مؤكّداً أنه زار أحد المزارات الدرزيّة في فلسطين المحتلة. ينفي المقرّبون من زين الدين أن يكون الرجل قد التقى بعسكريين، لكنّهم يؤكّدون أنه تلقى مساعدات من عتاد عسكري إلى مساعدات غذائيّة كانت تأتي من دروز الجولان المحتل تحت اسم «من نساء الجولان، وربما كان هؤلاء قد نسّقوا مع دروز الداخل الفلسطيني».
واستفاد زين الدين بالكامل من جيش أبناء التوحيد (الذي يُتعارف عليه بإسم جيش أبو ابراهيم)، الذي بدأ التدرّب بعد اغتيال كمال جنبلاط، والذي «لم يبخل جنبلاط عليه بالتسليح والمساعدة والدعم»، يقول أحد المسؤولين في جيش أبناء التوحيد.
ثم أعطى وليد جنبلاط دوراً تنموياً لزين الدين، عبر تمويل عمليّات حفر آبار، والقيام ببعض المشاريع التنمويّة.
وبعد الانسحاب الإسرائيلي، وفّر جنبلاط الغطاء لزين الدين عند السوريين، وخصوصاً أن البعض كان يتهمه بإقامات صلات مع إسرائيل. لكن اللافت هو أنه حتى اليوم، عند الحديث مع أي شيخ درزي، فإنه لا ينفي علاقة زين الدين بالإسرائيليين عبر دروز 1948، وكيف أنه كان يسهّل المرور لبعض مسؤولي الحزب الاشتراكي بأوراق صادرة عنه. لكنّ المقرّبين من زين الدين يُصرّون اليوم على رفض هذا الأمر، وينقلون عنه أنه قام بما يجب أن يقوم به لحماية الدروز في عام 1982.
ثم أعطى جنبلاط زين الدين «شيكاً على بياض»، كما يقول أحد رجال الدين، إذ كان يموّل سنوياً العرفان بمبلغ مليون دولار، هو عبارة عن منح تعليميّة، إضافة إلى توفير الغطاء السياسي لمبلغ الملياري ليرة لبنانيّة الذي تحصل المؤسسة عليه من مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية.
التدريبات الأولى لجيش أبناء التوحيد (أرشيف)ولم يكن جنبلاط يسأل عن الناس الذين يحصلون على المنح، بل ترك الأمر بأكمله عند زين الدين، الذي استطاع عبره بناء شبكة علاقات أوصلته إلى القول اليوم في مجالسه: «عندي علاقات مميّزة مع الجميع، من دروز وغير دروز (درزياً يقصد النائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب) وذلك عبر مؤسستي (يقصد مؤسسة العرفان)».
بقي الأمر على مستوى ممتاز من العلاقة، حتى عام 2007، عندما بدأ يبرز الدور السياسي لزين الدين، وتطوّر الأمر في عام 2008 وأحداث أيّار، حيث وصل الأمر بجنبلاط إلى دفع زين الدين عن درج المختارة بعدما قال له: «أنا من يُحدّد الخيار السياسي للدروز»، فردّ زين الدين: «ليس وحدك»، وبدأ بالكلام على تراجع جنبلاط عن حماية الدروز.
اليوم، يسود نقاش في بعض الأوساط الدينيّة الدرزيّة عن ضرورة مواجهة محاولة تدخّل زين الدين في السياسة. ينطلق هؤلاء من اقتناعهم بأن رجال الدين الدروز يتميّزون بأنهم ينأون بأنفسهم عن أمور الدنيا بتفاصيلها، والسياسة بالنسبة إلى هؤلاء جزء من الأمور الدنيويّة. لذلك، فإن دخول زين الدين المعترك السياسي من باب أو من آخر، ومنافسته زعيماً سياسياً درزياً يُمثّلان سابقةً خطيرةً.
ويصرّ هؤلاء على أن دور العرفان يجب أن يبقى محصوراً في الجانب التربوي. ويرون أن دخول رجال الدين في السياسة سيدخلهم في معمعة تكسر من «هيبتهم».
أمّا المقرّبون من زين الدين، فإنهم يتحدثون بوضوح عن أن زين الدين لا يريد دخول المعترك السياسي، بل هو يقوم بخدمة الناس وطائفته، ولا يُمكنه أن يتراجع عن هذا الدور، «وإذا كان الناس يحبونه، فهذه ليست مشكلته، بل هذا نتيجة تواضعه». يُضيف بعض المقرّبين أنه في اليوم الذي يرى فيه زين الدين أن المصلحة العامّة للدروز تقتضي بأن يتراجع عن العمل في الشأن العام، فإنه سيفعل، لكن الواقع حالياً ليس كذلك.
آخر مشروع وساطة عُرض على زين الدين تلقّى صفعة قويّة عندما كان الردّ إيجابياً، لكنّه يحمل طموحاً سياسياً. من هنا، يرى عدد من المراقبين أن الأمور لا يُمكن أن تُحلّ بهذه البساطة.
________________________________________

قصّة زين الدين
عام 1971، حمل ثلاثة رجال دين دروز (الشيخ أبو محمد عبد الباقي، الشيخ أبو محمد صالحة، والشيخ صالح عبد الخالق) إلى الشهيد كمال جنبلاط فكرة إنشاء مدرسة العرفان، وقد بدأت بالتدريس عام 1973 في بلدة بطمة بعدما انشق بعض المشايخ عن مدرسة الإرشاد التي كان يترأسها الشيخ سليم علاء الدين حمادة. وقد وُضع الحجر الأساس لمبنى السمقانيّة عام 1973.
مع تطوّر المؤسسة كان هناك حاجة لمتفرّغ، فسُلّمت رئاستها للشيخ علي زين الدين (الصورة) لكونه الوحيد القادر على التفرّغ لها، لأنه كان يعمل على جرار صغير حينها.
وثق كمال جنبلاط بزين الدين ومَن معه، فبدأ بتكليفهم ببعض المهمّات الاجتماعيّة أيضاً. وبعد اغتيال جنبلاط الأب، وضع زين الدين نفسه بتصرّف جنبلاط الابن، وبدأ بإنشاء جيش أبناء التوحيد بمساعدة من بعض رجال الدين، وحماية فلسطينيّة، وذلك قبل المصالحة بين جنبلاط ودمشق.
اليوم، زين الدين إضافة إلى رئاسته مؤسسة العرفان التوحيديّة، هو المسؤول عن لجنة الأوقاف في الطائفة الدرزيّة، لكن النظام الداخلي لمؤسسة العرفان ينص على أن أملاكها تؤول في حال حلّها إلى أوقاف خلوات البيّاضة (في راشيا)، وهي منفصلة تماماً عن الأوقاف الرسميّة للطائفة الدرزيّة، ولا تخضع للقانون الذي أُقرّ في البرلمان اللبناني لتنظيم شؤون الطائفة الدرزيّة، وهو ما يعتبره البعض تناقضاً عند زين الدين له أسبابه السياسيّة.
ويلفت أحد رجال الدين إلى أن المشكلة الأخرى عند زين الدين، هي أن الهيئة العامّة أغلبها موظفون في المؤسسة، وهو أمرٌ يتناقض برأيه مع علم الإدارة الحديث، لأن من مهمات هذه الهيئة مراقبة عمل الموظفين والحكم بينهم وترقيتهم، فكيف يُمكن لمن هو موظف أن يُراقب نفسه أو زملاءه.
ويلفت إلى أن جنبلاط ربط إعادة دعمه المالي للمؤسّسة بإعادة هيكلة هيئتها العامّة والإداريّة، وهو ما يرفضه زين الدين، وخصوصاً أن الهيئتين متضامنتان بالكامل معه.

عدد السبت ٢٦ حزيران ٢٠١٠
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment