Saturday, July 24, 2010

مؤكداً في افتتاح المؤتمر التأسيسي لـ"المستقبل"
الوفاء لـ 14 آذار وصفحة جديدة مع دمشق
الحريري: لا مساومة على المحكمة ولا فتنة مذهبية فكفى تهويلاً
عبدالله والأسد وأمير قطر في بيروت: مظلة عربية للاستقرار اللبناني
ترتسم معالم مشهد جديد داخلياً وعربياً تعكس إرادة في تجنيب لبنان مخاطر الانزلاق الى تدهور أياً تكن الخلفيات، سواء المعلن منها والمتصل بالمحكمة الخاصة بلبنان أو المضمر المتعلق بتداعيات الملف الايراني بفعل العقوبات الدولية المتشددة المفروضة على الجمهورية الاسلامية. وجاء الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس في افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار "المستقبل" والذي يختتم اعماله اليوم، قوياً في الدعوة الى "التهدئة والابتعاد عن الانفعال"، متضمناً مقاربة متوازنة لثلاثة عناوين رئيسية: المحكمة، 14 آذار والعلاقات مع سوريا.
أركان الدوحة
على الصعيد العربي، توافرت معلومات تفيد أن هناك اهتماماً من المرجعية العربية لاتفاق الدوحة الذي أبرم بعد أحداث 7 أيار 2008 في العاصمة القطرية وتأكيداً لـ"توفير مظلة عربية للاستقرار اللبناني" على حد تعبير أوساط متابعة، وذلك من خلال حضور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في وقت واحد الى بيروت السبت المقبل.
مصادر رسمية بارزة أكدت لـ"النهار" ان زيارة الملك عبدالله حاصلة بعد زيارته في 29 الجاري لدمشق في طريق عودته من المغرب. لكنها امتنعت عن التعليق على الانباء التي ترددت حول انتقال العاهل السعودي من دمشق مع الرئيس السوري في طائرة واحدة للقيام بزيارة تستمر ساعات.
ولفتت الى ان هذا الحدث العربي سيواكب بخطوط انفتاح يتولاها الرئيسان سليمان والحريري مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وفي الوقت عينه أبلغ مصدر وزاري "وكالة الصحافة الفرنسية" ان الملك عبدالله سيصل في 30 الجاري الى بيروت بعد زيارة لدمشق في 29 منه، وسيعقد ورئيس الجمهورية ميشال سليمان قمة تختتم بمأدبة يقيمها الرئيس سليمان في قصر بعبدا ويشارك فيها ممثلون عن "المجموعات اللبنانية كافة".
وفي التاريخ نفسه يصل الى بيروت أمير قطر في زيارة تستمر ثلاثة أيام يتفقد خلالها المشاريع التي نفذتها قطر بعد حرب تموز 2006، ويشارك في عيد الجيش في الاول من آب.
الحريري
وفي افتتاح مؤتمر تيار "المستقبل" أكد الرئيس الحريري في خطابه "ان أمر المحكمة الدولية ليس طارئاً ولا هو ابن الساعة، وان قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء باتت قضية وطنية لبنانية وعربية ودولية، وان الاجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة هو مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة وجزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة الاغتيال، وكذلك من قرارات القمم العربية التي قاربت هذه المسألة وأكدت اهمية تحقيق العدالة بشأنها".
اضاف: "هناك من يتصور او يتخوف أو يهول، أو ربما يتمنى أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سبباً في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية. ونحن نقول بكل صدق وأمانة ومسؤولية أن لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات أو حتى التمنيات(...) فكفى تأويلاً وكفى تهويلاً وكفى استنفاراً لعواطف الناس".
وعن الاكثرية قال: "ان تيار المستقبل تصدّر الصفوف في الرابع عشر من آذار واحتل مكانه في حركة سياسية وطنية جعلت من استرداد الدولة واعادة الاعتبار لدورها ومؤسساتها في ادارة المجتمع اللبناني هدفا مركزياً وعنواناً لترسيخ مفاهيم الحرية والسيادة والعدالة بين المواطنين. وسيبقى تيار المستقبل وفياً لهذه الروح ولشركائه جميعاً في 14 آذار مهما تبدلت المواقع وتباينت الآراء وتغيرت الظروف(...)".
وتطرق الى العلاقات مع سوريا فوصف زياراته الاربع لدمشق بأنها "ناجحة" وانها "أدت الى فتح صفحة جديدة مع القيادة السورية ومع سيادة الرئيس بشار الاسد تحديداً. هذه الصفحة المبنية على الصدق والصراحة والاخوة وعلى احترام سيادة واستقلال الدولتين ما كانت ممكنة لولا انني استلهم من شجاعة وتجربة رفيق الحريري والقدرة على اجراء المراجعة للمرحلة السابقة، ولولا الايجابية التي يبادلنا بها الرئيس الاسد والحكومة السورية (...)".
ووصف المراقبون خطاب الحريري بأنه "يعكس موقعه كرجل دولة من دون المهادنة في المواضيع المبدئية مع الحرص على وأد الفتنة". ولفت هؤلاء الى "ان تأثيراً ايجابياً تركه الخطاب على مستوى الرأي العام بفعل تركيزه على التهدئة والحوار والابتعاد عن التشنج".
"حزب الله"
وفيما لم يصدر عن قوى 8 آذار عموماً رد فعل مباشر على خطاب الحريري، اختار "حزب الله" التركيز على ما صدر عن نواب "المستقبل" من دحض لرواية السيد نصرالله حول حوار دار بينه وبين الحريري وجاء فيه ان "القرار الظني سيصدر عن المحكمة في شهر كذا وسيتهم عناصر من "حزب الله"، فاعتبر النائب حسن فضل الله عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان مكتوب ان النفي "غير صحيح على الاطلاق" وان الحريري "يملك معلومات اكيدة عن القرار الظني وحيثياته ومواقيته".
نصرالله - بارود
وفي سياق آخر، استقبل السيد نصرالله أمس وزير الداخلية والبلديات زياد بارود. واعلن ان اللقاء تضمن بحثاً للاوضاع المرتبطة بالتطورات الاخيرة.
موسى
* في القاهرة (ي ب أ) اعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس عن قلقه حيال ما سماها "الاضطرابات السياسية التي بدأت تطفو على الساحة السياسية اللبنانية نتيجة المشاحنات والسجال الإعلامي".
وقال الناطق الرسمي باسم الجامعة ان موسى "حذر من التأثيرات السلبية لهذه الاضطرابات مما يهدد استقرار لبنان وسلامته، كما انها من شانها ان تشجع أعداء لبنان والمتربصين به على المساس بسيادته والإضرار بمصالحه".
وأشار الى ان موسى "يتابع باهتمام المشاورات التي يجريها الرئيس سليمان للتهدئة بين أركان هيئة الحوار الوطني اللبناني، متمنيا له التوفيق في احتواء الموقف بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للبنان، ويرسخ روح التوافق والسلم الأهلي بين جميع أبنائه".
النهار

No comments:

Post a Comment