Saturday, July 31, 2010

القمتان الثلاثية والثنائية: تعويم اتفاق الدوحة والالتزام بعدم اللجوء الى العنف النتائج قريبا وطليعتها بلقاء الحريري - نصرالله عبدالله والاسد وصلا معا وغادرا منفردين وأمير قطر يمضي 3 أيام لبنانية والرئيس السوري: "القمة ممتازة"

02/02/2009 12:58:00 م

كتبت تيريز القسيس صعب: حضن القصر الرئاسي في بعبدا ولأول مرة في تاريخه امس قمتين متتاليتين، اولاهما ثلاثية والثانية ثنائية. "قمة الحدث" الثلاثية التي جمعت الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، الرئيس السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان، بحثت في مختلف القضايا في مقدمها ما تشهده الساحة الداخلية من تطورات سياسية، إضافة الى آفاق عملية السلام والاتصالات الجارية في هذا المجال بعد موافقة لجنة المبادرة العربية للسلام الشروع في محادثات عربية - اسرائيلية مباشرة.

كتبت تيريز القسيس صعب:


حضن القصر الرئاسي في بعبدا ولأول مرة في تاريخه امس قمتين متتاليتين، اولاهما ثلاثية والثانية ثنائية.

"قمة الحدث" الثلاثية التي جمعت الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، الرئيس السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان، بحثت في مختلف القضايا في مقدمها ما تشهده الساحة الداخلية من تطورات سياسية، إضافة الى آفاق عملية السلام والاتصالات الجارية في هذا المجال بعد موافقة لجنة المبادرة العربية للسلام الشروع في محادثات عربية - اسرائيلية مباشرة.

والقمة الثنائية الثانية ضمت الرئيس سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التي لم تبتعد عن الاولى في أهدافها، وان تجاوزتها في المدة الزمنية والجانب "الشعبي" فيها، وبرنامج تحرك الامير القطري.

واللافت في هذا الحدث لم يكن اللقاء الاول الموسع الذي جمع عبدالله، الاسد وسليمان مع رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري والوفدين المرافقين السوري والسعودي، انما ما شهدته غرف القصر الرئاسي بعد مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس سليمان على شرف الضيفين العربيين، من لقاءات اما ثنائية أو ثلاثية أو تلك الجانبية.

وعبّرت مصادر سياسية عن ارتياحها الكبير للأجواء التي سادت تلك الاجتماعات والتي من شأنها تنفيس الاحتقان السياسي الداخلي لما له من تأثيرات سلبية على الاوضاع الاقليمية والدولية.

ومن أهم تلك الاجتماعات القمة الثلاثية السعودية - اللبنانية - السورية قبل مأدبة الغداء، والتي دامت نحو نصف ساعة حيث خرج الملك عبدالله لتتحوّل الى قمة ثنائية لبنانية - سورية مدتها ربع ساعة.

كما لفت الاجتماع المطوّل الذي عقد بين الرئيس الاسد ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الغداء، ثم الاجتماع الذي عقد بين وزير خارجية سورية وليد المعلم والمستشارة السياسية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد.

ونقلت مصادر عربية ديبلوماسية عن خادم الحرمين قوله إنه جاء والرئيس السوري الى لبنان تأكيداً على أهمية العلاقات العربية - العربية ما ينعكس ايجاباً على لبنان، وشدد على دعم لبنان والحكومة الحريرية لمواجهة كل ما يحاك ضد لبنان.

والمصادر ذاتها أكدت ان نتائج القمة ستتبلور خلال وقت غير بعيد قد لا يتجاوز أسابيع معدودة، وقد تكون اولى طلائعه "لقاء مثمراً" بين رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري وأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله.

وعلى الرغم من الحضور الكثيف للنواب على مختلف انتماءاتهم والشخصيات السياسية والمديرين العامين في حفل الغداء، كان لافتاً مقاطعة وغياب نواب ووزير الكتائب سليم الصايغ في قصر بعبدا، كما لفت ايضاً غياب المصافحات بين المدعوين والزائرين.

لكن في المقابل، فإن النائب ستريدا جعجع التي حضرت مأدبة الغداء لم تخف عتبها على "الخطأ الشكلي" المتمثل بدعوة "رئيسنا سمير جعجع"، وقد خصت في تصريح لها "الضيف الكبير الملك عبدالله" من دون غيره بالمدح والثناء.

كما ان اللافت ايضاً انه ولدى مغادرة الملك عبدالله القصر الرئاسي رافقه الرئيس سليمان حتى مدخل الباب، وكان وجود ستريدا جعجع الى جانب الحريري مع الملك عبدالله لافتاً بحيث دارت دردشة بينهما قبل أن يغادر الملك القصر.

اما الرئيس الاسد الذي بقي في القصر بعد انتهاء مأدبة الغداء، فوصف القمة لدى مغادرته والوفد المرافق القصر الجمهوري بأنها "ممتازة... ممتازة"...

وفيما غابت قضية المحكمة الدولية عن البيان الختامي للقمة، فقد أشارت مصادر ديبلوماسية عربية الى ان الزعيمين السوري والسعودي نوّها بمساعي رئيس الجمهورية في المبادرة والخطوة التي قام بها منذ أيام في تقريب وجهات نظر مختلف الاطراف والاستماع إليها في محاولة لتفكيك الالغام السياسية الداخلية.

وأضافت ان الخلوة الثلاثية أعادت تأكيد وتثبيت الدور الذي يقوم به الرئيس ميشال سليمان في إبقاء الحوار الوطني الداخلي ضمن إطار السياسة المحورية والداعمة للدولة.

وأشارت الى ان القمة الثلاثية تناولت مختلف التطورات المحلية الداخلية، وما أثير في الفترة الماضية عن تصعيد الكلام السياسي الداخلي وتداعيات ذلك على الساحة الخارجية لا سيما وان المنطقة اليوم على قاب قوسين من مغامرات خطرة، وان التهديدات التي تحدق بها عامل رئيس وأساسي لتثبيت وحدة الصف وقيام دولة قوية وحاضنة لأبنائها.

ولفتت المصادر الى ان مرحلة الخطر حول الفتنة تم تجاوزها، وان الاتجاه اليوم هو نحو التسوية الكبرى على قاعدة تستمر العدالة وتستمر الوحدة الوطنية.

ورأت ان الخطاب التصعيدي اليوم قد انتهى بعد هذه القمة، وان الاتجاه اليوم هو للتهدئة يليها ترتيب البيت الداخلي تحت مظلة الامانة العربية بمعنى الحفاظ على العدالة والسلم الاهلي من دون منظومة الامن.

يبقى ان المعلومات الرسمية التي عممت عن قصر بعبدا وضعت مباحثات القمة في "سُبُل تعزيز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي في لبنان وتحسين فرص النمو"، وأكد القادة "على استمرار نهج التهدئة بدعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ الطائف ومواصلة عمل هيئة الحوار الوطني والالتزام بعدم اللجوء الى العنف وتغليب المصلحة الوطنية والاحتكام الى حكومة الوحدة الوطنية... واستمرار دمشق والرياض دعم لبنان ورئيسه...
الشرق

No comments:

Post a Comment