Thursday, July 22, 2010

جنبلاط للأمين العام لحزب الله: أنا معك .. وباقٍ في موقعي الوطني والقومي
نصر الله يكشف اليوم معطيات جديدة حول المحكمة

وقائع من «السجال المنضبط» في مجلس الوزراء ... وشكوى إلى مجلس الأمن بشأن التجسس

تتجه الأنظار اليوم نحو المؤتمر الصحافي «الطارئ» الذي يعقده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثامنة والنصف مساء اليوم، والذي من المتوقع ان يكشف
فيه عن معطيات جديدة بخصوص المحكمة الدولية وشبكات التجسس.
وفي حين فتح الموعد المستجد الشهية على فرضيات متنوعة، علمت «السفير» أن نصر الله سيطلق مواقف نوعية، بنبرة واضحة، استكمالاً لما بدأه يوم الجمعة الماضي، وأنه
قد يفجر مفاجأة من العيار الثقيل.
وكان نصر الله قد استقبل، ليل أمس الأول، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، يرافقه الوزيران غازي العريضي وأكرم شهيب، بحضور مسؤول وحدة الارتباط
والتنسيق وفيق صفا.
وعلمت «السفير» أن جنبلاط كان قد طلب موعداً للقاء نصر الله منذ حوالى أسبوعين بعدما شعر بأن الضغوط والحملات على حزب الله تزداد. وخلال الاجتماع الليلي، توجه
جنبلاط الى نصر الله بالقول: أنا معك يا سماحة السيد.. وأنا باق في موقعي الوطني والقومي، أمارس قناعاتي ودوري.
وتناول النقاش المخاطر الكبيرة التي تحدق بالبلد، وأهمها تداعيات القرار الظني المتوقع، حيث قال نصر الله: بصراحة، خوفي من الفتنة كبير جداً.. ونحن في حزب الله
نبذل جهداً استثنائياً للجمها ودرء خطرها.
وشدد جنبلاط على وجوب إخراج ملف المحكمة من دائرة التجاذب والتسييس اللذين يضران بها.
وكشف نصر الله أمام جنبلاط عن أن شخصية سياسية كبيرة أبلغته بأنها تخشى من رد فعل عنيف للأصولية السنية في حال وجه القرار الظني الاتهام الى حزب الله، موضحاً
انه استشعر بوجود تهديد ضمني خلف كلام تلك الشخصية.
وتوقف الرجلان عند خطورة الدور الذي تؤديه بعض القوى الداخلية لاستثارة الفتنة وضخ عناصر التوتير والتعبئة في الشارع.
جنبلاط لمسؤول أمني: أوقفوا دعم جعجع
وقال جنبلاط لـ«السفير» إن اللقاء مع نصر الله كان ممتازاً وتم التطرق خلاله الى كل الملفات المطروحة، مشيراً الى تطابق في القراءة السياسية لمعطيات المرحلة
الراهنة، محلياً وإقليمياً ودولياً، ولكيفية مواجهة انعكاساتها المحتملة على الوضع الداخلي.
وأوضح أن البحث تناول دلالات تكاثر شبكات التجسس ومخاطرها، وأحداث الجنوب في ضوء التحركات الملتبسة الأخيرة «لليونيفيل»، وأبعاد تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي
أشكينازي، وتطورات ملف المحكمة الدولية، حيث اتفقنا سوية على وجوب عدم تسييسها وضرورة حصرها في الأطر القانونية السليمة.
ولفت جنبلاط الانتباه الى أن السيد نصر الله هو من أحرص الناس على معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة، خارج إطار التسييس المفتعل والهجمة الحاصلة.
وعلمت «السفير» أن جنبلاط تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من مسؤول أمني كبير، أراد أن يستمزج رأيه في ما يجري، فما كان من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إلا أن طلب
منه، وبنبرة حادة، وقف دعم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يؤدي دوراً خطيراً على صعيد إثارة الفتنة السنية الشيعية، مستفيداً من
التغطية التي يؤمنها له تيار سياسي بارز.
مجلس الوزراء: سجال منضبط
في هذا الوقت، فرض المناخ السياسي المتشنج جدول أعماله على طاولة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي بذل جهداً كبيراً لضبط إيقاع الجلسة
بالتعاون مع الرئيس سعد الحريري الذي دعا الى الحوار والهدوء وأشاد بالدور السوري الإيجابي في لبنان. وأقر المجلس بالإجماع رفع شكوى على إسرائيل الى مجلس الأمن
احتجاجاً على انتهاكها لسيادة لبنان وأمنه من خلال شبكات التجسس.
وأشارت مصادر وزارية الى أن النقاشات بين أطراف الحكومة كانت هادئة برغم التزام الوزراء بمواقف مرجعياتهم حيال القضايا الخلافية التي أثيرت مؤخراً.
وتكلم في بداية الجلسة الوزير بطرس حرب، مركزاً على وجوب عدم الاستمرار في جو التشنج والاتهامات، لأننا في حكومة وحدة وطنية وإلا فلا لزوم لها. وأضاف: إن خلافنا
يخدم إسرائيل التي لن تخوض حرباً ضدنا إلا إذا كنا سننقسم على ذاتنا، وهذه اللهجة القاسية التي تستعمل في التخاطب بيننا لا تحل مشكلة.
وتطرق حرب الى ما يثار حول المحكمة الدولية، وانتقد العماد ميشال عون بالاسم على ما قاله حول «القضاة حاملي الافكار المسبقة ووجود فريق داخلي يمكن ان يلاقي
الحرب الاسرائيلية على لبنان»، واعتبر حرب ان عون يتهم
بعض المسيحيين إلا أن المسيحيين كلهم بالتأكيد ضد الاعتداء على لبنان او على أي لبناني وضد أي عميل للعدو، رافضاً ما تضمنه الكلام عن البيئة الحاضنة من إيحاءات،
وقـال: نحن مع التزام المحكمة الدولية بطبيعة عملها المهني وسنقف ضد تسييسها وخروجها عن الحقيقة.
ورد وزيـــرا حـــزب الله محمد فنــيش وحسين الحاج حسن على حرب بالإشارة الى ان الحزب لم يتكلم عن طائفـــة او مذهـــب او منطقة، بل عن بيـــئة سياسيـــة محددة
عكستها بعــض التصـــريحات التي صدرت بعد توقيـــف قزي، «ثم ان المــحكمة الدولية هي التي تتهم ذاتهـــا وتدين عملــها بسبب الأخطاء الفادحة التي ترتكبها والتسريبات
المتعـــمدة المنشــورة في «ديـــر شبيغل» و«لوفيغارو» وغيرهما. كـــلنا مع المحـــكمة إلا أننا نـــرفض تسييـــسها. نحن نريد معــرفة الــــقاتل، ولكن ذلـــك
لا يعني انه ممنوع طرح الأسئلة وعلامات الاستفهام المشروعة..»
وأكد الوزيران ان الحزب ليس خائفاً ولا متوتراً، وإنما هو قلق على لبنان واستقراره، «وليكن معلوماً ان حزب الله لا يقبل ان يتهمه أحد». واستغربا إصرار البعض
على إثارة موضوع «اليونيفيل» برغم انه طوي وهي اعترفت أصلاً بأنها أخطأت.. واعتبرا ان الحرص على حكومة الوحدة الوطنية لا يتناسب مع الإصرار على إثارة مسألة
سلاح المقاومة.
وأيد وزراء الكتائب والقوات مداخــلة حرب، مشيرين الى ان الـــناس خائفة نتيجة الأجواء التي سادت بعد خطاب السيد نصر الله.
وهنا قال وزير تيار المردة يوسف سعادة: الناس خائفة ليس من اليوم، بل من وقت طويل. والغريب انه ومنذ توقيف العميل شربل قزي ظهر خطاب أوحى بأن المشكلة ليست في
العميل وإنما في التسريب، وقبل ذلك هناك من لــــجأ الى تكبير المشكلة مع «اليونيـــفيل» والاستثمار عليها. ثم أنا كمسيحي لم اشعر بأن البيئة الحاضـــنة للعملاء
تعني المسيحيين، ويجب التنبه الى ان اتهـــامات كثــيرة توجه الى الحزب، ومن حقه ان يطرح تساؤلات حول خلفية استهدافــه.
ورأى الوزير عدنان السيد حسين ان الامن الوطني خط أحمر، منبهاً الى ان الخطر الاسرائيلي يبقى هو المهدد الاول للكيان اللبناني وللوحدة الوطنية، وبالتالي لا
تجوز العودة الى الخطاب السياسي المتوتر والاتهامات المتبادلة، رافضاً ان يكون الوفاق الوطني عرضة لتقلبات المزاج السياسي.
وأثنى من جـــهة أخرى على التكامـــل الوظيفي الذي تحـــقق بين لبـــنان وســوريا وهذه صيغة متقـــدمة، مشــــدداً علـــى ضرورة رعــاية المصالح المشــتركة
بمعــزل عن المتغيرات السياسية.
وطُرحت مسألة المراسلات بشأن الحصول على معلومات حول شربل قزي قبل توقيفه. وأبلغت اوساط وزارية في 14 آذار «السفير» ان تضارباً ظهر في التواريخ والمستندات بين
وزيري الداخلية زياد بارود والاتصالات شربل نحاس، وقد سأل الوزير جان أوغاسبيان عن سبب هذا الفارق.
ولكن نحاس ابلغ «السفير» ان التنسيق قائم على أفضل وجه بينه وبين بارود، موضحاً انه كوزير للاتصالات يلبي أي طلبات مستعجلة للحصول على «داتا» محددة بمجرد ان
يتصل به وزير الداخلية، اما الطلبات «الروتينية» فتخضع الى آلية تستغرق بعض الوقت. وأكد ان محاولة استغلال تفصيل صغير للاستثمار عليه لن تنجح، «وليقلعوا عن
هذه الأسطوانة».
وأعلن انه شكل لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات في ما خص انقطاع خطــوط الشبكة الهاتفية الثابتـــة بين بيروت والجنوب، وهي تحظى بكامل الصلاحيات، وما تُسمى استقلالية
«أوجيرو» تتوقف عند مصالح الناس متى أصبحت مهددة، وعلى القيـــمين على «أوجيرو» ان يعرفوا انها تحت سقف الوزارة لا خارجه، موضـــحاً ان الكابل البري كان مقطوعاً
منذ أكثر من سنة، فجرى الاتكال على الكابــل البحري الذي ضرب ايضاً، محملاً عبد المنعم يوسف المسؤولية.
وانتقد بارود تسريب تقرير فرع المعلومات الى وسائل الاعلام، وتوجه الى زملائه الوزراء بالقول: لا داعي لألخص مضمون التقرير.. أعتقد انكم قرأتموه في الصحف.
في هذه الأثناء، واصل الرئيس ميشال سليمان لليوم الثاني على التوالي لقاءاته مع القيادات السياسية، سعياً الى إيجاد شبكة أمان داخلية في مواجهة التحديات الداخلية
والخارجية.
والتـقى في هـــذا الاطار كلا من الرئيـــس أمين الجميل ورئيـــس «تيــار المردة» النـائب سليــمان فرنجيه والوزيـــر بطــرس حـرب.
السفير

No comments:

Post a Comment