Tuesday, July 27, 2010

استهداف حزب الله تمهيداً للمبادرة العربيّة
أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، نسخة جديدة من التهديدات ضد لبنان، ملوّحاً باستهداف المؤسسات الحكومية رداً على أيّ تصعيد من جانب حزب الله، في وقت وضعت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية زيارة العاهل السعودي، الملك عبد الله، إلى لبنان في إطار صفقة تسعى الرياض من خلالها إلى «ضعضعة محور الشر»، في مقابل دفع إسرائيل لقبول مبادرة السلام العربية.
وحذّر باراك في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، عشية زيارة بدأها أمس إلى الولايات المتحدة، من أنّ إسرائيل ستوجّه ضربة مباشرة إلى الحكومة اللبنانية، التي قال إنها تسمح لحزب الله بإعادة التسلح، في حال اندلاع أعمال عنف مجدّداً على الحدود الشمالية لإسرائيل. وقال باراك إن إسرائيل ستضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية بصورة مباشرة إذا أطلق حزب الله صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية الشمالية. وأوضح رؤيته وكيفية التعامل مع تهديدات الحزب «إذا أطلق حزب الله صاروخاً على تل أبيب فنحن لن نلهث وراء كل «إرهابي» من حزب الله، أو كل مطلق صواريخ، ولكن سنرى أنّ ضرب أيّ هدف ينتمي إلى الدولة اللبنانية، وليس حزب الله فقط، أمر مشروع».
ومن المقرر أن يجتمع باراك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ومسؤولين فى الاستخبارات المختلفة. يذكر أنّ زيارات باراك إلى واشنطن أصبحت دورية بمعدل زيارة كل شهر. كما سيقوم يوم الخميس المقبل بزيارة نيويورك، حيث سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وأوردت «واشنطن بوست» أنّ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يرى أن إسرائيل تستعد لشن حرب على لبنان، ويشكو من استمرار تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
من جهة أخرى، رسمت صحيفة يديعوت أحرونوت ملامح ما أشارت إلى أنه صفقة تجري بلورتها بين محور الاعتدال العربي والحكومة الإسرائيلية، تحت مظلة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، وفحواها تقويض «محور الشر»، من خلال اتهام حزب الله باغتيال الحريري، مقابل موافقة إسرائيل على المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل.
وتطرّقت مراسلة الشؤون العربية في الصحيفة، سمدار بيري، إلى المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والمتعلقة بالقرار الاتهامي المرتقب صدوره عن لجنة التحقيق الدولية، وإلى قدوم الملك السعودي، الذي وصفته بأنه «سيد الحكم اللبناني»، فرأت أن الملك «عبد الله العجوز ما كان ليكلّف نفسه العناء لو لم يكن مقتنعاً بأنّ هناك ما يمكن الحديث فيه مع أحد ما»، أضافت: «الحلف الحديث العهد بين حكام سوريا ولبنان هو طاقة كامنة جيدة لضعضعة محور الشر، والسعودية لن توفّر جهداً في الإفساد على آيات الله».
وحدّدت بيري الخطوط العريضة للصفقة التي تجري بلورتها على حساب حزب الله و«محور الشر»، فلمّحت إلى أنّ اتهام حزب الله باغتيال الحريري يمثّل «إشارة ملكية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: نحن سنفرض نظاماً جديداً لدى الأشرار، شريطة أن ترد إسرائيل أخيراً على مبادرة السلام العربية».
أضافت بيري إنه «مريح لإسرائيل دوماً أن يقوم أحد آخر بالعمل القذر نيابةً عنها، ولكن إذا تمسّكت كل الأطراف بالخطة التي تُطبخ الآن، ونجحت سوريا في التحلّل من العناق الإيراني، فسيحين أيضاً دورنا. ملك السعودية يسافر إلى دمشق لإعطاء سند لبشار الأسد، الذي ملّه آيات الله. إذا ما نجحا في وضع حزب الله على بؤرة الاستهداف دون أن يحرق لبنان، فستُشَقّ الطريق لاستئناف المفاوضات مع دمشق».

عدد الثلاثاء ٢٧ تموز ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment