Saturday, July 31, 2010

الحريري يتواصل مع «حزب الله»... تمريراً لزيارة عبد الله

غاصب المختار

أدرك الرئيس سعد الحريري ولو متأخراً خطر ما يُحضّر للبنان والمنطقة، من خلال اتهام أفراد في «حزب الله» باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فطلب التواصل مع
«حزب الله»، لمناقشة مسألة التسريبات حول القرار الظني المرتقب، ولعل هناك من أسرّ الى الحريري بوجوب المعالجة الداخلية للأزمة، بعدما دخلت القوى الاقليمية
المعنية بالوضع اللبناني على خط المعالجة الاوسع، نظرا لما يمكن أن يرتبه اتهام «حزب الله» في مثل هذه الجريمة من نتائج أكبر من ان يتحملها لبنان والدول الراعية
للاستقرار فيه.
وفي المعلومات أن الرئيس ميشال سليمان عندما استقبل الاسبوع الماضي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، استمع منه بالتفصيل الى موقف «حزب الله» من هذه
الحملة المستجدة على المقاومة وأهدافها المحلية والبعيدة، وهو موقف لم يعد مخفيا وقد عبّر عنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أكثر من مرة مؤخرا، وهو
سيمضي في التعبيرعنه بشكل أكثر تفصيلا في مرحلة لاحقة.
وقد اتصل سليمان بالـحريري وأبلــغه بموقف الحزب مما يجري وضرورة إيجاد المخارج للأزمة، وكان جواب الحريري أن مثل هذه المسألة كان يجب أن يبحثها «حزب الله»
معه شخصيا عبر التواصل المباشر، وهذا الأمر عبر عنه ايضا الحريري في لقائه الاخير مع النائب سليمان فرنجية.
وتضيف المعلومات، أن النائب وليد جنبلاط وبعد اجتماعه الأخير مع السيد حسن نصر الله شدد على أهمية التواصل بين قيادة «حزب الله» ورئيس الحكومة، وهو الأمر نفسه
الذي عاد وكرره أمام رئيس الحكومة مباشرة، أو من خلال موفدين، وكان جواب الحريري في إحدى المرات أنه لن يطلب موعدا من «السيد» وأن موقع رئاسة الحكومة له هيبته!

وتشير المعلومات إلى أن رئيس الجمهورية نصح قيادة «حزب الله» باستمرار التواصل والحوار مع رئاسة الحكومة. وقدم نصيحة مماثلة للحريري.
في ظل هذا المناخ من النصائح الآتية من أكثر من طرف، وعشية زيارة العاهل السعودي الى بيروت، حصل اللقاء بين الحريري والمعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج
حسين الخليل، على مدى أكثر من ساعة، بناء على طلب الاول، وتخلله عتاب متبادل وتوافق على استمرار الحوار ووجوب انتظار نتائج الزيارات العربية الى بيروت.
وذكرت مصادر مطلعة أن اللقاء بين الحريري والخليل كان ايجابيا من حيث إعلان رئيس الحكومة تفهمه لمخاوف «حزب الله» من «طبخة القرار الظني»، وأبدى استعداداً كبيرا
لحفظ استقرار البلد، لا سيما أنه سبق أن أعلن انه سيرفض أي قرار ظني أياً كان غير مقرون بأدلة واضحة ودقيقة، خاصة بعدما شرح الخليل ان «الحبكة التي بُني عليها
القرار الظني قائمة على موضوع الاتصالات، والتي ثبت بعد اكتشاف العملاء في شبكة الهاتف الخلوي «ألفا» إمكان اختراقها والتلاعب بها».
وتعتقد أوساط متابعة أن المشاروات السورية ـ السعودية استعادت زخمها، بالتواصل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تشاور في الآونة الأخيرة أكثر من مرة مع
نظيره السوري، فيما كان الأمير عبد العزيز بن عبد الله ينسق على خط الرياض ـ دمشق، وتحديدا ما يتصل بموضوع لبنان، واتفقت الاطراف الثلاثة على زيارة الملك عبد
الله الى بيروت لساعات قليلة لتبريد الاجواء وتثبيت الاستقرار السياسي والأمني، على أن تتزامن مع زيارة الرئيس بشار الاسد ايضا، خاصة أن «حزب الله» رفض بلسان
أمينه العام أي تسوية أو تفاوض يُبقي التهمة ولو على ما سمي «عناصر غير منضبطة» من الحزب. ولم تستبعد بعض المصادر حصول لقاء بين القيادتين السعودية والسورية
والسيد نصر الله للبحث في هذه الازمة، إذا تمت فعلا زيارة الرئيس الاسد مع الملك عبد الله اليوم.
وعلى خط موازٍ، تعتبر أوساط رسمية متابعة أن أياً من الدول العربية والاقليمية المعنية بالوضع اللبناني ومنها ايران وتركيا، لا تستطيع أن تحتمل تغييراً كبيرا
في «الستاتيكو» القائم حاليا في المنطقة، حيث لكل دولة حساباتها ومصالحها واتصالاتها، لأن التغيير قد يفرض عليها مترتبات سياسية وإجرائية هي غير مستعدة لها
حاليا، كما أن قرارا مثل القرار الظني الذي يتم التسويق له بحق عناصر من «حزب الله» من شأنه أن يخلق تداعيات كبيرة على المنطقة كلها لا على «حزب الله» فقط،
ما دفع الى إعادة درس الحسابات السياسية، خاصة أن أي خطوة سلبية في لبنان تتعلق بالمقاومة لن تقتصر نتائجها على لبنان بل سيكون لها تأثيرات إقليمية بســبب موازين
القوى المترابطة والمتصارعة فيها.
وذكرت أوساط قيادية في «حزب الله» أن الحزب ينتظر تظهير هذه الاجواء الايجابية في زيارة الملك عبد الله، من أجل أن يبنى على الشيء مقتضاه، فإن طويت الصفحة كان
ذلك خيرا للبلد، واذا لم تنتج الزيارة حلولا جذرية، فسيواصل السيد نصر الله هجومه السياسي «لتأكيد تسييس المحكمة بالادلة والبراهين القاطعة»، لأن أية محاولة
لتأجيل القرار الظني تعني تأجيل المشكل وزيادة التوتر والاحتقان السياسي والاعلامي، وبالتالي سيجد الطرف الظرف المناسب له أو لقوى إقليمية من أجل إعادة تزخيم
الملف أو كسر القواعد مستقبلا.
غاصب المختار
السفير

No comments:

Post a Comment