Saturday, July 24, 2010

المخرج المقداد قتيلاً: متى تُكشف هوية القاتل؟
والدة محمود المقداد (مروان بو حيدر)عُثر على المصوّر والمخرج محمود المقداد مذبوحاً داخل شقّته في الجعيتاوي ــ الأشرفية. وُجدت الجثّة مكمومة الفم وموثوقة اليدين والرجلين، وكانت مصابة بعدة طعنات في الصدر والعنق وبقربها رسالة تشرح أسباب الجريمة، لكن تبيّن أنها للتضليل
رضوان مرتضى
قُتل المخرج محمود المقداد (29 عاماً) داخل شقته في محلة الجعيتاوي فجر أمس. حضر أحد رفاقه زائراً، فوجده غارقاً في دمائه فوق السرير. اقترب منه فتبيّن له أن صديقه مصاب بطعنات متعددة وقد فارق الحياة. كانت الجثّة مكمومة الفم وموثوقة اليدين والرجلين، فسارع الرفيق المذكور الى إبلاغ القوى الأمنية التي حضرت على الفور وفتحت تحقيقاً في الحادث، بعدما عُزل المكان. كذلك حضر عناصر من الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي كيفورك قيومجيان لمعرفة ملابسات الجريمة وتحديد أسبابها. فور إعلان الجريمة، بدأت معلومات كثيرة تتوارد عن علاقة القتيل بحادثة مقتل الطيّار على الأوزاعي، بالإضافة إلى ذكر البعض وجود علاقة تربط بين جريمة قتل محمود والجريمة التي حصلت منذ أسابيع حين عُثر على جثّة مصابة بطعنة في الخاصرة في محلة ضبية، تبين في ما بعد أنها على خلفية تجارة مخدرات، لكن هذه الأقاويل ما لبثت أن تبددت.
وقع الجريمة كان قاسياً على عائلة القتيل، فقد نُقل والد محمود إلى المستشفى نتيجة إصابته بجلطة في القلب فور سماعه بنبأ مقتل ابنه. أما الوالدة فلم تصدّق للوهلة الأولى أن ابنها الذي كانت تلاعبه قبل أيام قد أصبح جثّة هامدة ينتظرها القبر. تنفي الوالدة المفجوعة أن يكون لابنها أعداء أو خلافات سابقة. تصمت قليلاً لتتذكر اللحظات الأخيرة التي قضتها معه، تقول إنه حضر يوم السبت الماضي إلى المنزل ليحتفل بعيد مولد شقيقه الذي يخضع لغسل كليتيه باستمرار. تذكر أنه أحضر قالب حلوى للمناسبة، سهر في المنزل قبل أن يغادر. وفي الإطار نفسه، يذكر جيران العائلة أن «محمود كان شاباً حسن السمعة ولم يؤذِ أحداً في حياته». كذلك ذكر أحد أقارب القتيل لـ«الأخبار» أنه حاول الدخول إلى الشقة حيث وقعت الجريمة، لكن القوى الأمنية منعته. يذكر أنه بالإضافة إلى الشقيق للمريض، للقتيل محمود شقيقان يعيشان في بلجيكا، لكن محمود هو العائل الرئيسي للعائلة.
رغم أن عائلة القتيل هي صاحبة المصاب الصابرة بانتظار كشف هوية قاتل ابنها، استغرب أفرادها عدم حصول أي تواصل للقوى الأمنية معهم، فهم يستقون أخبار جريمة قتل ابنهم من وسائل الإعلام والصحفيين.
استغرب أفراد عائلة القتيل عدم حصول أي تواصل للقوى الأمنية معهم
حال العائلة لا يختلف كثيراً عن حال زملاء القتيل من حيث هول المصيبة؛ فقد ذكرت إحدى الزميلات العاملات في تلفزيون المستقبل لـ«الأخبار» أن خبر مقتل محمود أحدث صدمة لها؛ فبنظرها «كان محمود من أكثر الشبّان حساسية وإنسانية». وأشارت الزميلة إلى أن محمود كان يرافقها أحياناً لتنفيذ بعض التحقيقات، لافتة إلى أنه كان يبكي تأثّراً عند تصويره العجزة والأطفال المحتاجين. تحدّثت الزميلة المذكورة عن عصامية محمود الذي كان يعمل كثيراً وبتواصل باعتباره مسؤولاً عن إعالة عائلته.
ليس أمراً جديداً أن تقع جريمة قتل بشعة في لبنان، لكن الجديد في الأمر الرسالة التي عُثر عليها قرب الجثّة. فرغم أن وزير العدل نفى وجود رسالة كهذه تتعلّق بمسألة أمنية مطروحة، ذكر مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أنه كان مكتوباً في الرسالة أن «هذا هو المصير الذي ينتظر العملاء»، لكنه أكّد أنها كانت لحرف التحقيق عن مساره وتضليل المحقّقين.
وقعت جريمة القتل، فبدأت القوى الأمنية تحقيقاتها الأولية لكشف ملابساتها، وعلمت «الأخبار» أن الخيوط الأولى تشير إلى الطابع الشخصي للجريمة. في هذا السياق، كشف وزير العدل إبراهيم نجّار، خلال اجتماع لجنة تحديث القوانين، عن وجود محام يستجوب بصفة شاهد في جريمة قتل المخرج محمود المقداد، مشيراً إلى «أنه يبدو للوهلة الأولى أنها جريمة أخلاقية أكثر من كونها سياسية». ولفت الوزير إلى أن القضية أحيلت على قاضي التحقيق بعدما أجرت النيابة العامة في بيروت تحقيقاتها.
في ما يتعلّق بملابسات الجريمة، علمت «الأخبار» أن القتيل محمود المقداد كان يقطن في الشقة برفقة محام يجري استجوابه. في هذا السياق، رجّح مسؤول أمني أن تكون دوافع الجريمة شخصية ـــــ عاطفية، نافياً أي أسباب سياسية. وأشار المسؤول المذكور إلى أن جريمة القتل مشابهة لجريمة القتل التي وقعت في منطقة الشيّاح. وقد ذكر أحد المواقع الإخبارية أن هناك أغراضاً فقدت من المنزل، من بينها مفتاح سيّارة القتيل.
يذكر أن محمود يعمل مخرجاً في تلفزيون المستقبل، رغم أنه درس المحاماة. وقد بدأ أخيراً مسيرته الفنية في إخراج عدد من الكليبات لعدد من الفنّانين، كالفنانة مي سليم والفنان بشّار الغزاوي وغيرهما. وتجدر الإشارة إلى أن محمود كان يقطن مع عارض الأزياء سامر الياس الذي قضى بدوره منذ فترة جراء تناوله جرعات زائدة من حبوب الهرمونات التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام لتضخيم عضلاتهم.
________________________________________

خبر الجريمة في الوسائل الإعلامية
تناقلت الوسائل الإعلامية صباح أمس خبراً عن جريمة قتل المحامي محمود المقداد داخل شقته الكائنة مقابل المستشفى اللبناني في محلة الجعيتاوي في الأشرفية. لكن الساعات التي تلت تناقل الخبر بيّنت أن القتيل يعمل مصوّراً ومخرجاً في أخبار الصباح في تلفزيون المستقبل، فضلاً عن معلومات أخرى تحدّثت عن عمل المقداد في محطة تلفزيونية أخرى على نحو متقطّع. من جهة أخرى، لوحظ أن موقع القوات اللبنانية نشر مضمون الرسالة التي عُثر عليها قرب الجثّة، مشيراً إلى أنها تتضمّن تهديداً للعملاء. ولفت الخبر الذي نُشر إلى أنها ممهورة باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (!)، لكن إدارة الموقع ما لبثت أن أزالت الخبر بعد دقائق من نشره على صفحة الموقع.
________________________________________

لقطة
رغم التطمينات التي يطلقها المسؤولون الأمنيون بشأن انخفاض معدّل الجريمة عما كانت عليه في السابق نتيجة الجهود التي تبذلها القوى الأمنية، يتخوّف كثيرون من الوضع الأمني الذي تعيشه البلاد. إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تذكر وسائل الإعلام خبر حصول سرقة في منطقة ما، أو تهديد بالسلاح في منطقة أخرى. كل هذه الحوادث تبث حالاً من الرعب في أوساط المواطنين الذين يعيشون حالة حيطة وحذر دائمة. ورغم أن القوى الأمنية لا توفّر جهداً في ملاحقة المجرمين، يتساءل مواطنون عن إمكان ردع المجرمين ووقف الجريمة قبل وقوعها. فهل يصبح ذلك ممكناً؟
يُذكر أنه قبل ثلاثة أيام، سقط قتيل في محلة الأوزاعي، ولم تتمكن القوى الأمنية من توقيف أي مشتبه فيه.

عدد الجمعة ٢٣ تموز ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment