Thursday, August 26, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الأربعاء 25 آب/أغسطس 2010
الأربعاء الرابع عشر من زمن العنصرة



إنجيل القدّيس لوقا .8-1:16

وقَالَ أَيْضًا لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم.
صقر: الملك السعودي أنقذ البلد و«حزب الله» من «غزة لبنانية»

كشف عضــو كتــلة «المستقبل» النائب عقاب صقر أن الملك عبد الله بن عــبد العزيز، أحــبط مخططا كبيـرا كــان يعد للبنــان بهدف تحويله الى غزة ثانية.
وقال صقر لموقع «المستقبل» الإلكتروني، إن المعلومات تقاطعت مع التحليلات عن وجود مخطط إسرائيلي يهدف الى تحويل لبنان الى غزة ثانية من خلال صب الزيت على نار
القرار الاتهامي ليشعل المحكمة ومعها لبنان، من خلال دفع «حزب الله» في لبنان الى القيام بانقلاب سياسي وعسكري ضد الدولة، ووضع يده على جزء من البلد ما يدفع
العدو الى الإعلان عن لبنان دولة إرهابية وبالتالي استصدار قرارات دولية تهدف الى محاصرته كما هي الحال بالنسبة الى غزة امتدادا الى حصار إيران». أضاف «آنذاك
سيطلب البعض الوصاية، فيصبح لبنان منقسما كما الضفة وغزة، في «الضفة» اللبنانية أطراف تحت وصاية دولية، وفي «غزة» اللبنانية «حزب الله».
وأكد صقر أن «الملك السعودي كان أول المتنبهين الى هذا المخطط فعمد الى تحذير الرئيس السوري بشار الأسد مما يحاك ضد لبنان وسوريا والمنطقة، ونبهه الى أن عشرات
القرارات الشبيهة بالقرار 1559 ستصدر في حال الإقدام على خطوة فيها ما يشير للمجتمع الدولي بأن هناك انقلابا سياسيا أو عسكريا في لبنان».
وأوضح أن سوريا و«حزب الله» أدركا ما يعد للبنان وجاءت زيارة الملك عبد الله والرئيــس الأسد لتنزع فتيل التفجــير وتخلص لبنان من مشكلة كبيــرة، كما نجا «حزب
الله» بنفسه من ورطة كان سيذهب اليها.
السفير
صقر: الملك السعودي أنقذ البلد و«حزب الله» من «غزة لبنانية»

كشف عضــو كتــلة «المستقبل» النائب عقاب صقر أن الملك عبد الله بن عــبد العزيز، أحــبط مخططا كبيـرا كــان يعد للبنــان بهدف تحويله الى غزة ثانية.
وقال صقر لموقع «المستقبل» الإلكتروني، إن المعلومات تقاطعت مع التحليلات عن وجود مخطط إسرائيلي يهدف الى تحويل لبنان الى غزة ثانية من خلال صب الزيت على نار
القرار الاتهامي ليشعل المحكمة ومعها لبنان، من خلال دفع «حزب الله» في لبنان الى القيام بانقلاب سياسي وعسكري ضد الدولة، ووضع يده على جزء من البلد ما يدفع
العدو الى الإعلان عن لبنان دولة إرهابية وبالتالي استصدار قرارات دولية تهدف الى محاصرته كما هي الحال بالنسبة الى غزة امتدادا الى حصار إيران». أضاف «آنذاك
سيطلب البعض الوصاية، فيصبح لبنان منقسما كما الضفة وغزة، في «الضفة» اللبنانية أطراف تحت وصاية دولية، وفي «غزة» اللبنانية «حزب الله».
وأكد صقر أن «الملك السعودي كان أول المتنبهين الى هذا المخطط فعمد الى تحذير الرئيس السوري بشار الأسد مما يحاك ضد لبنان وسوريا والمنطقة، ونبهه الى أن عشرات
القرارات الشبيهة بالقرار 1559 ستصدر في حال الإقدام على خطوة فيها ما يشير للمجتمع الدولي بأن هناك انقلابا سياسيا أو عسكريا في لبنان».
وأوضح أن سوريا و«حزب الله» أدركا ما يعد للبنان وجاءت زيارة الملك عبد الله والرئيــس الأسد لتنزع فتيل التفجــير وتخلص لبنان من مشكلة كبيــرة، كما نجا «حزب
الله» بنفسه من ورطة كان سيذهب اليها.
السفير
أياً تكن تفسيرات حادثة برج أبي حيدر في بيروت، فإن النتائج المترتبة عليها تشير إلى إصابة «حزب الله» بضرر بالغ كأن «اللغز الدامي» أربك حركته، فبدا خائراً
وخائباً من سقوطه في فخ اشتباك «فردي» سرعان ما استدرجه إلى اشتباك سياسي ـ أمني، ضجّت به بيروت ومعها البلد، ووضعه في موقع لا يستطيع الخروج منه من دون كدمات
مؤلمة، عدا عن الخسارة الدموية التي أحرجت «هيبته» العسكرية التي كانت سبباً في انتهاء عملية 7 أيار بـ«المبضع» وبساعات ثلاث، بينما امتد اشتباك «أبي حيدر»
لأكثر من خمس ساعات.

لكن الحزب «المصاب» إصابة كبيرة سياسيا، وقف مشدوهاً أمام مشهد عجز عن فهمه واستدراكه وتخفيف ضرره على أكثر من مستوى، وهو الذي ما زال يبذل جهوداً مضنية للخروج
من تداعيات 7 أيار، من دون إغفال واقعة خسارة الحزب أحد كوادره الذي خاض مواجهات في الجنوب طيلة ثلاثة وثلاثين يوما إبان «حرب تموز»، فضلا عن تضرّر «هيبة» الحزب
العسكرية من دون أن يستطيع تعويضها، مع ما يعنيه ذلك نظريا من تشجيع لقوى أخرى على خوض مواجهات معه.

نعم خسر «حزب الله» سياسياً في توقيت مدروس يكمل مشروع حصاره، وذلك في اللحظة التي كان يتحدث فيها أمينه العام السيد حسن نصر الله عن صعوبة اختراق الحزب وبنية
المقاومة، كذلك خسر الحزب حجة استعمال السلاح في بيروت، بعد أن كان مبرر 7 أيار هو «استعمال السلاح لحماية السلاح»، وهو بدا مرتبكاً في التعامل مع هذه المواجهة
المفروضة عليه... وتقديم تفسير مقنع لانزلاقه الذي جعل صورته تبدو كصورة أي حزب حمل السلاح في بيروت، منذ أربعة عقود من الزمن حتى الآن...

سقط «حزب الله» في الفخ... واذا كان لم يجد تفسيرا لإقدام «الأحباش» على إطلاق النار عليه، فانه وقع أسير عجزه عن ضبط شارعه الذي استخدمه قبل السابع من أيار،
بعد أن شحنه سياسيا، وبطريقة غير مباشرة مذهبيا، فإذا بمجموعات الحزب تنضبط بصورة حديدية، فيما تنزل مجموعات أخرى من اللون المذهبي نفسه، تحت لافتة «معركة الحزب»
ولا تجد من «يمون» عليها في الشارع، وهو أمر يضع مصير هذه المجموعات وطريقة ضبطها محور نقاش جدي اذا كان مطلوبا ألا يتكرر ما حصل.

وإذا صحت فرضية أن حوادث عدة بين الجانبين، سبقت حادثة الثلاثاء، فلماذا لم تجر معالجتها بصورة حقيقية بدلا من التكاذب الذي كان آخر فصوله تلبية الحزب دعوة
«المشاريع» للإفطار في المكان نفسه، قبل ثلاثة أيام، وماذا عن حوادث أخرى مع قوى أخرى، وماذا لو حصل حادث فردي بين «أمل» و«المستقبل» أو بين الحزب و«المستقبل»
الخ...

لقد بذل الحزب جهدا كبيرا لتعويم المعارضة السنية وفي كل مرة، كان يأتي حدث يكون كفيلا بعودة الأمور إلى الوراء.

من الواضح أن مواجهة برج أبي حيدر فتحت ثغرة استطاع خصوم الطرفين في السياسة النفاذ منها لمنحها أبــعاداً سياســية داخلية وخارجية... وصولا إلى طرحهم مجموعة
أسئلة لا يملك الإجابة عليها لا «حزب الله» ولا جمعية «الأحباش»:

ـ هل ما جرى رسالة سياسية سورية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يعتزم زيارة لبنان في شهر أيلول المقبل، بأن دمشق ممر إلزامي للعبور إلى بيروت.

ـ هل أن الخلافات «التكتيكية» بين سوريا وإيران في العراق، خصوصاً بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ورئاستها وتوازناتها، بدأت تترجم نفسها في لبنان في إطار
الصراع السوري الإيراني على «تقاسم» الورقة العراقية؟

يستشهد أصحاب هذين السؤالين بتجدد الرسائل «المقنبلة» عبر صندوق البريد القديم بشقيه: باب التبانة وجبل محسن في طرابلس، بالتزامن مع أحداث برج أبي حيدر، وباعتباره
تزامناً غير بريء ولا مصادفة... علما أن «صندوق البريد الشمالي» يطرح أسئلة سورية سعودية أكثر منها إيرانية سورية.

هل أن أحداث برج أبي حيدر هدفها إعادة الاعتبار لجمعية المشاريع في الشارع السني البيروتي، على قاعدة أنها «صمدت» في مواجهة «حزب الله» بينما لم ينجح «المستقبل»
في مقارعة الحزب و«حماية» بيروت؟

ـ هل أن ثمة اختراقا أمنيا لـ«المشاريع» أمكن من خلاله استدراج «حزب الله» وتوريط الجمعية في مواجهة لا تريدها ولا تفيدها، بينما تؤذي حزب الله كثيرا؟

ـ هل توسع المواجهة منذ الدقائق الأولى وتمددها يؤكد وجود استعدادات مسبقة لها، لتوظيفها في خدمة هدف سياسي يبدو خارج حسابات حزب الله وجمعية المشاريع؟

في المحصّلة، كشفت أحداث برج أبي حيدر أن الساحة اللبنانية جاهزة للإشتعال ولا تحتاج سوى إلى عود كبريت، وأن الانضباط السياسي والأمني تحت سقف ومفاعيل القمة
الثلاثية في بيروت ما زال هشّاً وغير قادر على مواجهة أي خرق أمني فردي، بل إن هذا السقف بات مهدداً بالسقوط الذي يمكن أن يهوي على رؤوس جميع الأطراف ومن بينهم
خصوصاً أولئك الذي «هلّلوا» على مدى الساعات الماضية لتلك المواجهة على قاعدة «اللهم ارمي كيدهم بنحرهم»... لأن «الفخّار إذا كسّر بعضه» ستؤذي شظاياه كل من
حاول أن ينأى بنفسه عن أحداث برج أبي حيدر التي خرجت من شكلها «الفردي» إلى ساحة مليئة بالاحتقان الذي قد ينفجر في أية لحظة.
السفير
لحظة دخول «الأحباش» دوامة «التحقيق الدولي»، خرجوا من دائرة الضوء، وانكفأت «الجمعية الصفراء» عن العمل الاجتماعي والسياسي. الصورة الأكثر التصاقاً بأذهان اللبنانيين
عنهم، تلك التي حمل فيها هؤلاء، «البلطات» خلال تظاهرة شهيرة لهم أمام مسجد الجمعية في منطقة برج أبي حيدر، ليعودوا بالأمس من أزقة بيروت، وتحديداً من تلك المنطقة،
حيث نفوذهم، بالسلاح الأبيض، بعد الاشتباك مع «حزب الله»، الذي يفترض وبحسب «قاموس» الجمعية» أنه من «الحلفاء».

عودتهم السياسية الأخيرة، كانت خلال الانتخابات الاختيارية في بيروت (انسحبوا من البلدية)، التي «لوّنوها» بالأصفر، في خطوة أحيت نشاط «جمعية المشاريع الخيرية
الاجتماعية» في العاصمة. لطالما أخذ عليهم أخصامهم أنهم «صنيعة» المخابرات السورية و«يدها اليمنى»، وإن أكد المسؤولون فيها دائماً أنهم ظلموا لأنهم لم يستفيدوا
من الوجود السوري لا سياسياً ولا وظائفياً وأن سياستهم كانت قائمة على دعم الدولة ومؤسساتها ومن ضمنها الجيش اللبناني، وقد اشتهرت الجمعية بالاحتفال السنوي
الذي كانت تقيمه لمناسبة عيد الجيشين اللبناني والسوري في الأول من آب.

على أثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005، تموضعت الجمعية سياسياً، بعدما أتى تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس على ذكرها، وقال إن «الشيخ أحمد عبد
العال هو وجه معروف في جمعية الأحباش... ثبت أنه شخصية ذات دلالة في ضوء علاقاتها بأوجه عدة من هذا التحقيق، خصوصاً عبر هاتفه النقال الذي تبين أنه اجرى عبره
اتصالات عدة بجميع الشخصيات المهمة في هذا التحقيق».

وتابع النص أن «أحمد عبد العال كان على اتصال دائم بشقيقه محمود عبد العال الناشط أيضاً في جمعية الاحباش». وأشار إلى أن محمود عبد العال «أجرى اتصالا بالهاتف
النقال لرئيس الجمهورية اميل لحود قبل دقائق من الانفجار وتحديداً في الساعة 12,47، وبعد دقيقتين اجرى اتصالاً بالهاتف النقال لريمون عازار (مدير المخابرات
في قيادة الجيش)».

«مشروع الإتهام الدولي»، حدّ من نفوذ الجمعية بين جمهورها بعدما انطوت على ذاتها، وقد سارعت المديرية العامة للاوقاف الاسلامية اللبنانية حينها للإعلان أنها
ستباشر اجراءات قانونية ونظامية لاستعادة عدد من المساجد في بيروت كانت جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية «وضعت يدها عليها بالقوة» خلال فترة النفوذ السوري
في لبنان. ونتيجة لذلك، خرج «الأحباش» من صفوف المعارضة، وانسحب ممثّلوهم في لقاء الأحزاب اللبنانيّة والمنظمات الشبابيّة والطالبيّة، ولم يشاركوا لا في اعتصام
المعارضة في وسط بيروت ولا في أي نشاط معارض آخر... وكل ذلك تحت عنوان التهيب من الاحتقان في الشارع السني ضدهم وضد حلفائهم وخاصة «حزب الله» والسوري، لا بل
استوجب ذلك في مرحلة معنية، تخفيف ايقاع العلاقة مع دمشق ورفض الالتزام بأشياء سياسية كانت تطلب من الجمعية.

وبعد ثلاث سنوات من «القطيعة»، وفي خطوة لافتة للانتباه، حلّ «تيار المستقبل» في خريف العام 2008، ضيفاً على إفطار أقامته «الجمعية»، في مركزها في برج أبي حيدر
من ضمن سلسلة إفطارات أقامتها لكلّ من حركة «أمل» و«حزب الله». وأتت تلبية «المستقبل» بعد مرحلة انقطاع العلاقات بين الطرفين كما مع أطراف أخرى في قوى 8 آذار،
انكفأ خلالها «المشاريعيون» عن النشاط السياسي والاجتماعي والتربوي على الساحة السنية بعد أن كانوا خاضوا الانتخابات النيابية في العام 2005 وحيدين.

«الأحباش» هم الاختصار لجمعية إسلامية تحوّلت الى حزب سياسي في لبنان، أسسها الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي (أتى من الحبشة في إثيوبيا الى لبنان) وبدأ
دعوته في العام 1969. وتنتسب هذه الجماعة إلى الصوفية الرفاعية. ويعتبر «الأحباش» الخصم التقليدي للمجموعات السلفية وخاصة لتنظيم «الجماعة الاسلامية».

ولد الهرري في العام 1910 في مدينة هرر بالحبشة (مدينة هرر هي في الأصل صومالية احتلتها أثيوبيا)، تعلم أصول الدين وحفظ القرآن وهو ابن 7 سنوات وأجازه مشايخه
بالإفتاء في سن 18 سنة، ثم تنقل بين البلاد العربية في طلب العلم وتعليمه ويتحدث أتباعه عن مواقفه الإسلامية التاريخية مثل «تصديه للمد الشيوعي» في بلاده ومحاربة
من ينعتهم الأحباش بـ«الفرق الضالة»، وأقام في مكة المكرمة حيناً من الزمن والتقى كبار علمائها، ودرس في المسجد الأموي في دمشق.

انتقل في أوائل خمسينيات القرن الماضي إلى لبنان وأعاد فيه إحياء «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، التي كانت تمر بفترة ركود طويلة بعد أن قامت في الماضي
ببعض الأعمال الخيرية، وتولى رئاستها على مدار الأعوام الشيخ مصطفى غلاييني والحاج حسين العويني (أحد رؤساء وزراء لبنان السابقين) والشيخ أحمد العجوز الذي تم
التواصل معه لكونه رئيساً للجمعية آنذاك، فأعجبته الفكرة، وقام بتسليم إدارتها إلى طلاب ومريدي الشيخ عبد الله الهرري فصارت إطاراً جامعاً لنشاطهم في المجالات
الدينية والتربوية والاجتماعية وغيرها، وتولى رئاستها الشيخ نزار الحلبي الذي اغتيل في 31 آب 1995.

تولى الشيخ حسام قراقيرة رئاسة الجمعية، بعد الحلبي، وهو ولد في بيروت في العام 1960 في كنف أسرة بيروتية، وتعرّف إلى الهرري سنة 1976 منذ صغره وتربّى على يديه،
وتلقى منه الدروس والمعارف والعلوم، وبعد وفاة مرشد الجمعية العلامة الشيخ عبد الله الهرري في 2 أيلول 2008، بايعه طلابه ومريدوه خليفةً له.

وتمكن «الأحباش» سنة 1992 من الفوز بمقعد في مجلس النواب (عدنان طرابلسي)، في ظل المقاطعة المسيحية الواسعة للانتخابات النيابية، كما أن للجمعية مشاركة في المجالس
البلدية والاختيارية في عدد من مناطق التواجد السنّي، وخاصة في مدينة طرابلس. وللأحباش مؤسسات تربوية وإعلامية وصحيّة وشبابية عدة في لبنان والأردن ومناطق انتشار
الجاليات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

ينتسبون إلى «مذهب الإمام الشافعي في الفقه وأشعرية الاعتقاد أي على مذهب جمهور الأمة المحمدية»، ويحرصون على إحياء المناسبات الإسلامية كافة وقد أسسوا لهذا
الغرض «فريق المشاريع للإنشاد الديني» و«الفرقة اللبنانية للتراث» وهما فرقتا مديح نبوي.
السفير
عمّار وفاكهاني ينزعان السياسة عن حادث أبو حيدر... ومخاوف من تجدده
هل دخل طرف ثالث على خط النار بين «الأحباش» و«حزب الله»؟

عمار نعمة

يثير الاشتباك المفاجئ والدامي، أمس الاول، في برج ابي حيدر بين «جمعية المشاريع» (الأحباش) و«حزب الله»، تساؤلات حول سبب هذا التطور الدراماتيكي للأمور بينهما
وبلوغها ذلك الحد بين تنظيمين يفترض انهما ينتميان الى الخط نفسه... سياسياً!

لم يكن ما حصل الحادث الاول من نوعه وان تميزت الحوادث السابقة بمحدوديتها في المنطقة حيث التداخل الديموغرافي في أوجه، وبينما يشدد الطرفان على «فردية ما حدث»،
يغمز البعض من مسافة ربما باتت تمثل فجوة في العلاقة بين قاعدة «الأحباش»، وليس القيادة، و«الحلفاء» في المعارضة، «بدأت ارهاصاتها بالظهور منذ سنوات، وتحديداً
خلال الاعتصام الذي أقامته المعارضة في وسط بيروت في أواخر العام 2006، مرورا بأحداث ايار 2008، وصولا الى الاحتقان المذهبي المستمر والكامن مع كل تطور جديد
مرشح لهز الاستقرار الهش في البلاد»، حسب المتابعين.

على ان ما حصل امس الاول قد فاجأ كثيرين، حتى ان المتابعين للعلاقة بين الحزب و«الأحباش» لا يخفون دهشتهم مما حصل، برغم ان العلاقة بين التنظيمين ما زالت متينة.
والواقع ان ثمة رغبة واضحة بينهما لـ«لملمة» الموضوع و«تجاوزه» مع التشديد على «فردية الحادث»، لكن من دون توافر أية ضمانة لعدم تكراره في المستقبل وحتى تطوره،
في ظل تساؤلات من قبل المتابعين حول تدخل طرف ثالث على الخط، منذ اللحظات الاولى للاشتباك قرب مسجد «الأحباش»، في برج أبو حيدر. وتؤكد مصادر الجانبين ان ما
حصل بعيد عن السياسة، مثلما تشدد على ان انفلات الامور لا يمكن ربطه بالتوتر المذهبي المستمر، خاصة في بيروت.

بالنسبة الى «حزب الله»، فإن الرغبة بالتهدئة وتجاوز ما حصل تبدو واضحة، اذ ان عضو المجلس السياسي للحزب الشيخ عبد المجيد عمّار، لا يعتبر ان التطور الدراماتيكي
للامور يؤشر الى ثغرة ما في العلاقة مع «المشاريع»، فالتواصل مستمر والعلاقة طبيعية وتجارب العمل النقابي والاختياري كانت ناجحة في ظل التنسيق الممتاز بين الجانبين،
كما ان سرعة تطويق ذيول الحادث تؤشر الى عمق العلاقة بين «حزب الله» و«المشاريع»، حسب عمّار.

ويلفت الحزب الانتباه الى ان أي اشكال في الداخل مع التنظيم الحليف سيضر بالطرفين كما بالمقاومة، وهو الأمر الذي يشدد عليه أيضاً المسؤول الاعلامي لجمعية المشاريع
الشيخ عبد القادر فاكهاني، الذي يؤكد انصباب الجهود على عدم تكرار ما حدث مستقبلا، مع التركيز على اهمية «الوعي» المشترك لدى قواعد الجانبين بأن تطور الأمور
سـلباً سيضر بـ«خط المقاومة».. وبالبلاد.

لكن الاجابة عن السؤال حول سبب تطور الامور وامتدادها، جزئياً، الى مناطق اخرى، تبقى قاصرة عن تفسير ما حصل، وتشير مصادر متابعة للاحداث الى ان الاشتباك، الذي
بدأ على مستوى الأيدي والقبضات، سرعان ما تطور اطلاقا للنار أدى الى سقوط القتيل الاول للحزب، والامر اللافت للانتباه، تمثل في دفق النيران الكبير على المنطقة
المحيطة بالمسجد ومن اكثر من اتجاه. ويقول هؤلاء ان اطلاق الرصاص العشوائي ومن دون التركيز على هدف معين، لم يتوقف حتى أثناء الاجتماع الذي كان يعقد بين ممثلي
الطرفين والجيش في مديرية المخابرات في بيروت. كما ان الامر لم يقتصر على منطقة الاشتباك، بل تعداها الى أحياء اخرى، كما حصل في النويري لكن خاصة في محلة المزرعة
قرب مركز «الديوان»، حيث لوحظ استهداف المكان والطرفين على حد سواء، وهو الأمر الذي تكرر أيضاً في رأس النبع والمحيط وهذه المرة عبر اطلاق النار عشوائيا في
الهواء بهدف التوتير.

على ان الحزب والمشاريع يشددان على دقة المرحلة بهدف التدليل على اهمية مواجهة أي محاولة للنيل من «الاستقرار الهش» داخليا ذلك أن لبنان يواجه استحقاقات بالغة
الأهمية يحتل رأس قائمتها الصدور المرتقب للقرار الظني في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ويقول الشيخ عمّار ان الناس باتت تخشى تكرار ما حدث ودخول اطراف متضررة من أي تقارب داخلي، ومن المصالحات، بهدف إرجاع الامور الى الوراء، وهو معطى يدركه الحزب
كما «الأحباش»، خاصة في ظل وعي الطرفين ان لا امكان للحؤول دون حدوث اشكالات فردية مسلحة على الارض، لكن مع التأكيد ان لا فرصة لمثل تلك التطورات في تعكير السلم
الاهلي، اذ ان «مثل تلك الحوادث لا يمكن التعويل عليها ولا يمكن إلغاؤها» على حد تعبير عمّار.

وبينما يوافق فاكهاني على عدم تحميل الأمور اكثر مما يجب، فإنه يشدد على خطورة المرحلة «وقد اكدنا كثيرا مع الاخوان في الحزب على رفع الغطاء عن كل من يخل بالأمن»،
ولكن ما الحل لتجنب ما هو أسوأ في المستقبل؟ يجيب المسؤول في «المشاريع»: الأمر الأهم هو التشديد على التوعية، اذ ان أي حادث فردي مرشح للتطور كما حصل، ولذلك
علينا الحذر من أطراف تحاول استغلال ما حدث في سبيل مآربها الخاصة.

وكان من الملاحظ ان البلاد تعرضت لكم هائل من الاشاعات والتحليلات في ساعات الاشتباك وما بعده، وبينما راجت اشاعات عن طلب الحزب تسليم مطلق النار من «الأحباش»،
تنفي مصادر الجانبين ذلك، ويقول فاكهاني ان الجيش يقوم بالتحقيق «ولا غطاء فوق رأس أحد، وبالنسبة إلينا فإن إطلاق النيران تم من جهة واحدة علينا، ولكننا لا
نريد الحديث عمّا حصل ونفضل تجاوزه».

ينفي عمّار وفاكهاني صفة «السياسة» عن «الحادث»، مثلما ينزعان الطابع المذهبي عن تطور الأمور، أما «الضمانة» لعدم حدوث الأسوأ في المستقبل، فإنها تبقى محل سؤال
وجهد اللجنة المشتركة بين الجانبين، لكن الاهم الرعاية الاقليمية لعلاقة يبدو انها باتت هشة بين قواعد الطرفين وربما أوسع منهما مذهبيا.
السفير
التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي، وفداً من قيادة العمليات الخاصة في الجيش الاميركي برئاسة الجنرال شارل كليفلاند، وتناول البحث سبل تعزيز قدرات الوحدات الخاصة
في الجيش اللبناني لا سيما في مجال التدريب.
السفير
اشتباك برج أبي حيدر في منظور «المعارضة السنية»:
طرف ثالث على خط التوتر.. وليمض التحقيق للنهاية

غاصب المختار

عند كل «قطوع» كبير أمني أو سياسي يمر به «حزب الله»، تشعر الاحزاب والشخصيات السنية في المعارضة بحرج شديد أمام جمهورها كما أمام الجمهور الآخر، خاصة اذا سقط
ضحايا أو حصلت خسائر مادية كبيرة، كما حصل ليل امس الاول، في منطقة برج ابي حيدر، إلا ان ما يميز قيادات المعارضة السنية هو ثباتها على التحالف مع «حزب الله»
من منطلقات وطنية وقومية أبرز عناوينها المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وللمشروع الاميركي ـ الغربي.

واذا كان اشتباك برج ابي حيدر بين «حزب الله» و«الأحباش» قد حصل بين طرفين حليفين، و«لأسباب فردية تافهة» كما قال الطرفان، إلا انه أثار الكثير من علامات الاستفهام
حول أسباب اتساعه وتعذر ضبطه في المكان والزمان، والنتائج السياسية والشعبية المترتبة عليه، والطرق الكفيلة بمعالجة ذيوله ومنع تكراره، خاصة انه وقع في بيروت
ذات الحساسية العالية تاريخيا للسلاح المتفلت في الشوارع الذي يصيب المواطنين الآمنين في أزقة العاصمة وزواريبها، لا سيما أن الحادث ترك أضرارا مادية كبيرة
في المباني والسيارات والمؤسسات، ما يطرح السؤال تلقائيا حول الجهة التي ستعوض على أصحابها، عدا الخسارة التي لا تعوض بفقدان أو إصابة عزيز وحبيب.

وقد قرأ أطراف في المعارضة السنية ما جرى على انه «ابن ساعته» و«فردي»، لكنهم حذروا من استخدام السلاح في الداخل ومن الانجرار للفتنة ومن دخول «طابور خامس»
على خط التوتير، داعين الى السرعة في المعالجة لمنع تجدد ما حصل.

مراد: الأوركسترا جاهزة

وقال رئيس «حزب الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ«السفير» ان الحادث مؤسف بالطبع، ولكن الانطباع العام انه حادث فردي، ولكن إطالة فترة الاشتباك توحي
بدخول طرف ثالث، خاصة بعد المعلومات عن حصول تجمعات مسلحة لأطراف سياسية اخرى في مناطق بعيدة عن برج ابي حيدر، وعن ان حريق جامع البسطة التابع لـ«الاحباش» حصل
من قبل شخصين دخلا ببرودة أعصاب الى الجامع بعد انتهاء الاشتباك وأضرما النار فيه بالبنزين، ما يدل على أنه مفتعل، لا سيما أن «حزب الله» لا يمكن ان يحرق مسجداً،
وكان هو المتضرر الاكبر بسقوط قتيلين له، وضَبَط النفس، ومن المفروض به ان يتعالى أكثر على الجرح.

وأضاف مراد: لا يمكن أن نتجاهل خطورة هذا الحادث وحساسيته، وحسنا فعل الطرفان بتشكيل لجنة تحقيق لكن المطلوب من أجل منع تكراره، مواصلة التحقيق من قبل الجيش
والمضي به حتى النهاية، ومن ثم تخفيف الأضرار الناتجة منه بقيام الطرفين بإجراءات مشتركة على الارض، خاصة بعدما تبين أن الاوركسترا جاهزة وبدأت بالتحريض على
المقاومة تحت حجة سحب سلاح الميليشيات من بيروت، ومن المنتظر أن تتسع هذه الحملة أكثر.

الصمد: عمل شيطاني

وقال النائب السابق جهاد الصمد لـ«السفير» ان الحادث مؤسف ومستنكر وما كان يجب أن يتطور الى مثل هذا العمل الشيطاني وهو بعيد عن أخلاقيات الطرفين، خاصة اننا
في شهر فضيل، والمطلوب ان يأخذ التحقيق مجراه حتى يصل الى تحديد المسؤول عن الاشتباك ومعاقبته، واللافت للنظر هذا الانتشار المسلح الواسع على الارض مع انه حادث
فردي كما قيل، وكان يجب أن يعالج فورا وبغير الطريقة التي أدت الى اتساعه، ونتمنى ألا تكون له أية ذيول خاصة أننا نواجه استحقاقات كبرى وهناك أطراف داخلية أو
خارجية تريد تمرير مخططات مشبوهة.

ورأى الصمد «انه كان هناك تسرع في الاشتباك، ولكن علمنا أن هناك معالجات ميدانية وسياسية، وأن هناك تحقيقا قضائيا نتمنى أن يصل الى خواتيمه الصحيحة. ونحن نضم
صوتنا الى أصوات الخيرين لمعالجة ذيول ما حدث حتى لا يتكرر، فدم العباد وأرزاقها ليست مستباحة، والمطلوب محاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان وحدة صف المعارضة
ومنع اختراقها من قبل المشبوهين.

فيصل كرامي: نرفض الفتنة

وقال فيصل عمر كرامي باسم قيادة «حزب التحرر العربي» لـ«السفير» أن خطورة ما جرى ان الفتنة وقعت بين أبناء الصف الواحد والخط الواحد، ونحن موقفنا مبدئي ضد الاقتتال
الاخوي. أضاف: هذا الحادث ما كان يجب أن يتسع، ونرجو أن يكون ما حصل درسا للجميع لتلافي الانجرار الى الفتنة. وندعو الى وعي الجميع لخطورة ما يتعرض له لبنان
من مؤامرات ومخططات ومعالجة الامور بحكمة وروية لاستيعاب ما جرى.

جبري: التنبه لما يُحاك

وقال عضو قيادة «جبهة العمل الاسلامي» الامين العام لـ«حركة الامة» الشيخ عبد الناصرجبري لـ«السفير» ان الاشكال الذي حصل كان ذا طابع فردي ولم يكن لأسباب فئوية
أو مذهبية أو سياسية بين الطرفين، ولعله امتد ليتخذ بعداً عائلياً وعشائرياً بعد سقوط أحد الضحايا.

أضاف: نحن ندعو الجميع الى ضبط النفس ومعرفة حرمة الدم وان سفك الدم هو عظيم عند الله، فإن عرفت الناس خطورة حرمة الدم لا تتحرك بالمستوى السلبي.

ونوه جبري بدور الجيش في ضبط الوضع، وقال: على المجتمع ان يكون واعيا حتى لا يسقط في غرائزه المذهبية والعائلية والعشائرية وحتى لا يسقط الوطن كله، ومن واجب
الناس التنبه لما يحاك للامة من مؤامرات أميركية وغربية لإسقاطها، واذا وقع الناس في هذه الفتن فستكون هناك ردات فعل سلبية، ونحن نعلم ان المؤامرة كبيرة وأي
خلل يستغله العدو والاعلام الخارجي، مثل بعض الفضائيات العربية التي حاولت إعطاء الإشكال بعداً سنيا ـ شيعياً.

وعن تأثير ما جرى على سنّة المعارضة قال جبري: المعارضة ككل على درجة من الوعي حتى لا يكون للحادث أثر في صفوفها ولذلك أستطيع القول إن هذا الحادث لن يكون له
الأثر السلبي على المعارضة.
السفير
العراق يسقط مجدداً ضحية الفراغ الأمني والسياسي:
364 قتيلاً وجريحاً في 25 هجوماً على الشرطة والجيش

تعرض العراق أمس، لسلسلة من التفجيرات والهجمات المتزامنة والمنسقة، التي فاق عددها الـ 25 هجوماً، استهدفت مراكز وحواجز الشرطة والجيش العراقي، وشملت مختلف
الانحاء العراقية، حيث بدأت في بغداد وامتدت إلى الكوت وكربلاء في الجنوب لتصل الى الموصل شمالاً، حاصدة 64 قتيلاً، وحوالى 300 جريح، وبدا أنها محاولة جديدة
لإظهار قدرة الجهات المنفذة لهذه الهجمات على توجيه ضربات مؤلمة للعراقيين في لحظة ضعف أمني وفراغ سياسي ناجمة عن عدم قدرة القوى السياسية على تشكيل حكومة جديدة
بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الانتخابات.

وحاولت قوات الاحتلال الاستفادة من التفجيرات لزيادة الضغط على العراقيين للإسراع بتشكيل حكومة. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولين «إننا
نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الهجمات، ونشعر بمزيد من القلق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ما يحتاج إليه العراق، وما يدعو إليه الناس، هو حكومة جديدة حتى يمكنهم
التحرك إلى الأمام». وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن الرئيس باراك اوباما سيلقي الثلاثاء المقبل خطابه حول انتهاء المهمة القتالية للاحتلال
في العراق من البيت الأبيض.

واتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تنظيم القاعدة وحزب البعث بالوقوف وراء التفجيرات والهجمات. وقال، في بيان، «من الضروري للقوات المسلحة وقوات الأمن
أن تكون في أعلى درجات اليقظة والحذر أثناء هذه الفترة الحساسة في تاريخ العراق واتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لحماية المواطنين ومؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب
بقوة وحزم».

ووصف المتحدث باسم قوات الاحتلال الأميركي الجنرال ستيفن لانزا الهجمات بأنها «محاولات يائسة» لتقويض الثقة في قوات الأمن العراقية. وقال «من الواضح أن ما يثير
القلق الآن هو عدد الذين سقطوا وحجم المنطقة التي وقعت فيها الهجمات. أعتقد أن ما يثير القلق هو ما يحاول القاعدة فعله وهو إعادة تنظيم صــفوفه، ليــس في بغداد
وحسب بل في العراق».

وانطلقت سلسلة التفجيرات والهجمات من بغداد، التي قتل فيها 15 شخصا، بينهم ثمانية من عناصر الشرطة، وجرح 58، بينهم 26 من عناصر الشرطة، في هجوم انتحاري بشاحنة
على مركز للشرطة في حي القاهرة شمال العاصمة.

كما قتل 3 أشخاص، وأصيب 14، بانفجار سيارة في منطقة الكاظمية وسط بغداد. وقتل شرطيان في هجوم مسلح استهدف حاجزا في حي العامل، كما أصيب سبعة أشخاص بانفجار عبوتين
في الكرادة وشارع حيفا.

أما في الكوت، فقد أسفر هجوم انتحاري بسيارة استهدفت مركزا للشرطة قرب دائرة جوازات المحافظة عن مقتل 30 شخصا، بينهم 15 شرطيا، وجرح 90. وقال قائد قوة الرد
السريع في شرطة محافظة واسط المقدم عزيز الإمارة إن «الانفجار كان قوياً جداً، بحيث تهدمت أجزاء من المبنى ولازالت لدينا جثث لأفراد الشرطة تحت الأنقاض». وتناثرت
السيارات المحترقة في موقع الهجوم فيما بحث عمال الإنقاذ عن ناجين.

وفي الرمادي، قتل 3 أشخاص، بينهم شرطيان، وأصيب 4، بانفجار سيارة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للشرطة. كما قتل مسلحان في انفجار سيارة كانا يعملان على تفخيخها.


وقتل 11 شخصا، وأصيب 126، في تفجيرات، بعضها انتحاري، واستهدفت غالبية الهجمات مراكز وحواجز للشرطة والجيش في الفلوجة والمقدادية وبهرز وبلدروز قرب بعقوبة والبصرة
وكركوك وكربلاء وسامراء وتكريت والدجيل والموصل وبيجي.

إلى ذلك، قال مستشار «القائمة العراقية» هاني عاشور، في بيان، إن «الولايات المتحدة كشفت نواياها الحقيقية، وتراجعت عن كل مبررات احتلالها للعراق الذي قالت
انه جاء لنشر الديموقراطية وتخليص العراق من الدكتاتورية، لان الولايات المتحدة تضغط الآن باتجاه إفشال المشروع الديموقراطي، والذي ضحى من اجله العراقيون، وتنصيب
من تراه مناسباً لمصالحها، ضاربة عرض الحائط نتائج الانتخابات ومصالح الشعب، بدل ان تترك العراقيين يقودون أنفسهم ويمارسون خياراتهم الديموقراطية، وتحاول الالتفاف
على مصالح الشعب وتنسيق أجندتها مع خصومها على حساب الشعب العراقي».

وقال نائب الرئيس طارق الهاشمي، خلال لقائه السفير الأميركي الجديد لدى العراق جيمس جيفري، في بغداد، إن «التدخلات الخارجية ضارة، وتسهم في تعقيد المشهد السياسي،
خصوصاً عندما يضع البعض خطوطاً حمراء على تولي القائمة الفائزة في الانتخابات رئاسة الحكومة، وهو موقف يساهم في تأخير تشكيل الحكومة»، موضحاً أن «إقامة علاقات
طيبة مع دول الجوار لا ينبغي أن تقود أو تغري الآخرين على التدخل».

من جانبه، قال جيفري إن «الإدارة الأميركية، ورغم حرصها على تشكيل الحكومة في القريب العاجل، فإنها لا تمتلك الحق في التدخل، وهو قرار يصنعه العراقيون بأنفسهم»،
مضيفا إن «إدارة اوباما تعمل على تقديم المساعدة للفرقاء السياسيين لتجاوز الأزمة الراهنة والإسراع في تشكيل الحكومة».

من جهة أخرى، قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح إن الكويت والعراق توصلا إلى اتفاق أولي بشأن تقاسم حقول النفط الحدودية، وللسماح لشركة نفط
عالمية بتطويرها. وأوضح أن الاتفاق يتضمن اختيار شركة نفط عالمية للتنقيب عن النفط في تلك الحقول لمصلحة كلا البلدين.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
السفير
إيران تعلن عن الاستعداد لتسليح الجيش اللبناني بما يريد «إذا طلب»
بيروت تستعيد هدوءها: جمر الأسئلة تحت الرماد
مجلس الوزراء يطلب تخفيف الاحتقان ... وحزب الله يرى أن الحادث كشف «بروفات»

لملمت منطقة برج أبي حيدر أمس جراحها، فيما بقيت الأسئلة التي أثارتها الاشتباكات بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية من دون أجوبة واضحة، في انتظار
انتهاء التحقيق، ما ترك الباب مفتوحا أمام استنتاجات عدة.

وإذا كانت شرارة الإشكال فردية، إلا أن تطوره السريع بشكل دراماتيكي عزّز الاعتقاد باحتمال دخول مندسّين على الخط، عمدوا إلى صب الزيت على النار، وهو أمر لا
يبرر بطبيعة الحال ما جرى، بل كان أولى به أن يدفع الطرفين المعنيين إلى مزيد من الوعي والتنبه إلى مخاطر الاختراق، وهما اللذان يدركان حساسية المرحلة، وخصوصا
أن خطابهما السياسي يواظب على التحذير من الفتنة.

ولأن حزب الله هو القوة الأكثر تنظيما، ولأنه الحزب الأكثر عرضة للاستهداف السياسي والأمني نتيجة التزامه بخيار المقاومة، فقد بدا هو المعني، في الدرجة الأولى،
بعدم الانجرار الى مستنقع صراع الزواريب الذي اختبرته قوى أخرى في السابق وخرجت منه منهكة.

وليس صعبا الاستنتاج أن حزب الله هو المتضرر الأكبر مما حصل، كما بيّنت التداعيات السباسية لمعركة برج أبي حيدر، علما أن أوساطه تؤكد أنه كان الطرف المعتدى
عليه وأن خسارته لمسؤول بارز فيه كانت موجعة، وأنه خلافاً لكل ما يقال فهو أظهر قدراً عالياً من ضبط النفس، حال دون أن تأخذ الأمور أبعادا أخطر.

وقالت أوساط الحزب لـ«السفير» إنه يجب الالتفات إلى أن من قتل في اللحظات الأولى هو المسؤول الميداني الذي يتولى عادة في حالات التوتر لجم الانفعالات وضبط الشارع،
وبالتالي فإن العناصر التي تعمل تحت إمرته صدمت بمقتله المفاجئ وبفقدان مرجعيتها المباشرة، فلجأت إلى رد فعل تلقائي احتاجت السيطرة عليه إلى بعض الوقت.

أما المسؤول الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية عبد القادر فاكهاني فأكد لـ«السفير» أنه تم الاتفاق مع حزب الله على رفع الغطاء عن كل من يخل بالأمن،
ودعا إلى التوعية والحذر من أطراف تحاول استغلال ما حدث في سبيل مآربها الخاصة. وشدد على أن الجيش يقوم بالتحقيق «ولا غطاء فوق رأس أحد، وبالنسبة إلينا فإن
إطلاق النيران تم من جهة واحدة علينا، ولكننا لا نريد الحديث عمّا حصل ونفضل تجاوزه».

ولئن كان حزب الله وجمعية المشاريع صادقين في الرغبة المعلنة في عدم الانجرار إلى اقتتال داخلي عبثي لا طائل منه، إلا أنه ثبت، بتجارب أخرى، أن الفتنة ليست
دائما نتاج قرار سياسي متعمد، بل قد تكون أحيانا وليدة «أسباب فردية» كتلك التي أضرمت النار أمس الأول وكادت تحرق الأخضر واليابس، لا سيما متى كان الشارع بطبيعته
«سريع الاشتعال»، ويمكن أن يتفاعل بسرعة مع المواد الملتهبة.

وكما كان متوقعا، منحت معركة برج أبي حيدر خصوم المقاومة هدية مجانية لاستئناف التصويب المباشر على سلاحها، فيما كان لافتا للانتباه قول رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»
النائب محمد رعد إن «الحادثة كشفت سيناريوهات وبروفات»، مشيراً إلى أن «الله أراد على ما يبدو أن ينبّه الناس جميعا إلى مخاطر الاستدراج والاندفاع».

ورأى أنه من غير المبرر أن «يقضي بعض الشباب في نيران صديقة وأن يكون هناك استخفاف في الضغط على الزناد في موقع غير موقع مواجهة مع إسرائيل».

وبدا أن رعد تعمد إطلاق كلام «حمّال أوجه»، تراوح بين عدم الطمأنة وعدم التهديد، علما أن بعض التفسيرات وضعت ما أدلى به في خانة توجيه رسالة ضمنية، بعدما لاحظ
حزب الله أنه خلال الاشتباكات مع الأحباش، انتشرت عناصر من تيار «المستقبل» بكثافة في الطريق الجديدة وعائشة بكار ومناطق أخرى في العاصمة، ما أوحى بأن لديها
«جهوزية منظمة».

مجلس الوزراء: معالجة تفشي السلاح

واشتباكات برج ابي حيدر حضرت بقوة أمس على طاولة مجلس الوزراء، مستحوذة على ساعتين من البحث، من أصل الساعات الخمس التي استغرقتها الجلسة في السرايا الحكومية
برئاسة الرئيس سعد الحريري.

وعلمت «السفير» أن الحريري شدد على أنه لا يجوز الخلط بين سلاح المقاومة وأي سلاح آخر. إلا أنه سأل «عن مبرر وجود الأسلحة في شوارع بيروت»، معتبرا أن ما حدث
ليس جديدا في نوعه، «لأنه وفي غير منطقة من لبنان ولأسباب مختلفة يظهر السلاح الخفيف والمتوسط بسرعة وتدور اشتباكات عنيفة ترعب الناس». وأكد أن ما حدث «غير
مقبول وعلى القوى الأمنية أن تفرض الأمن بسرعة وحزم في بيروت كما في سائر المناطق»، ورأى أنه «يترتب على كل القوى السياسية مسؤولية في ضبط الشارع ورفع الغطاء
عن المخلين بالأمن».

وتكلم وزيرا حزب الله حسين الحاج حسن ومحمد فنيش، فأكدا أن ما حصل في برج أبي حيدر هو حالة مدانة ومستنكرة علما أن الحادث فردي ولا خلفيات سياسية له. وشددا
على وجوب عدم توظيف ما حصل للاستخدام السياسي وللخلط ما بين سلاح المقاومة وأي سلاح آخر.

وسأل الوزير الكتائبي سليم الصايغ عما يفعله سلاح حزب الله في شوارع بيروت، وكذلك الحال بالنسبة إلى سلاح الأحباش وسلاح مصطفى حمدان، كما قال.

وتكلم كذلك عدد من وزراء 14 آذار منبهين إلى خطورة تفشي السلاح واستعماله، وداعين إلى جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح.

وتجنب وزيرا حزب الله التعليق على هذا الكلام، فيما استغرب وزراء آخرون من بينهم جبران باسيل ويوسف سعادة أن يطرح البعض مدينة بيروت منزوعة السلاح وكأنه من
المسموح حمل السلاح وقتل الناس في مناطق أخرى.

وبعد النقاش، قرر مجلس الوزراء وضع يده على ملف الأحداث الأمنية، وشدد على تحميل القيادات السياسية مسؤولياتها في تخفيف الاحتقان، وكلف الأجهزة العسكرية والأمنية
والقضائية متابعة القيام بدورها كاملا وإلقاء القبض على الفاعلين لأي فريق سياسي انتموا. وشكل المجلس لجنة برئاسة رئيس الحكومة وعضوية وزيري الدفاع والداخلية
«لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين في كل المناطق اللبنانية ولا سيما في بيروت، وإيجاد الحلول الفاعلة لها، على أن ترفع اقتراحاتها إلى مجلس الوزراء
في جلسة قريبة مقبلة».

تسليح الجيش... والاستعداد الإيراني

الى ذلك، تطرق الوزير الحاج حسن في مداخلته إلى مسألة تسليح الجيش، وقال إن «الرئيس ميشال سليمان طرح بعد مواجهة العديسة ضرورة تسليح الجيش، وأمس (الأول) أثار
الأمين العام لحزب الله هذا الموضوع، وأنا أقترح بما ومن أمثل تشكيل لجنة وزارية تجول على الدول العربية الممتلئة مخازنها بالأسلحة لطلب الحصول على كميات منها،
على أن تزور اللجنة أيضا إيران ونحن جاهزون أن نوظف صداقتنا مع إيران لتسهيل الحصول على سلاح منها»، معتبرا أن «حقنا على أصدقائنا وأشقائنا مساعدتنا في تسليح
الجيش».

وبينما تجنب مجلس الوزراء اتخاذ موقف من اقتراح حزب الله، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي عن استعداد إيران التام لتسليح الجيش اللبناني بما يريد
في حال تسلمت طلبا منه بذلك. ونسبت وكالة «أنباء فارس» إلى العميد وحيدي قــــوله إن بلاده على استعداد تام لتجهيز الجيش اللبناني، مشيرا إلى أن «لبنان يعتبر
من الدول الصديقة للشعب الإيراني».

أزمة الكهرباء

وتوقف مجلس الوزراء مطولاً عند أزمتي الكهرباء والمياه والاحتجاجات الشعبية، وأكد الحريري أن حرق الإطارات وإقفال الطرق «ممارسات غير مقبولة»، وطلب من وزير
الطاقة والمياه جبران باسيل تقديم خطة طوارئ فورية توجد حلا لبعض مشكلات الكهرباء والمياه في انتظار إقرار الموازنة في مجلس النواب.

وعُلم أنه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة وعضوية وزيــــري الطاقة جبـــران باسيل والمال ريا الحسن من أجل درس إمكانيـــة اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من
أزمة الكــهرباء.

وتكلم باسيل داعيا الى عدم توقع معالجات جذرية سريعة، وشدد على أن هناك مساواة في التقنين بين كل المناطق باستثناء بيروت التي تحظى بـ21 ساعة، لكنه أشار الى
إمكانية تلاعب بعض الموظفين الذين ربما يعطون هذه المنطقة أو تلك ساعات تغذية أكثر من الأخرى، وهذا الأمر يخضع للتحقيق.

وتوقف عند قيام البعض «بالتحريض بل الاعتداء على مؤسسة كهرباء لبنان ومنشآتها»، وذكّر بأن خطة الكهرباء التي أقرّتها الحكومة تلحظ عدداً من الإجراءات الفورية
التي تخفف من حجم المشكلة لكنها تبقى قاصرة عن حلها. وشدد على أهمية الاستعجال في تصليح الأعطال ووقف التعديات على الشبكة والتي تفاقم هذه الأعطال. وأكد أنه
سيرفع إلى مجلس الوزراء قريباً اقتراحا بإجراءات تسرع في استدراج العروض الخاصة بالمولدات الصغيرة والكبيرة وموضــوع باخرة توليد الطاقة الكهربائية وذلك في
سبيل تأمين كمية إضافية من إنتاج الكهرباء لتوفيرها للمواطن.
السفير
تمنى على بارود استعادة الصندوق البلدي من المالية
عون يتهم القضاء بتغطية شهود الزور:
التحقيق معهم يوصل إلى من اغتال الحريري

اعتبر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون، ان التحقيق مع شهود الزور يوصل الى الدولة الأم أو من اتخذ القرار في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ورفض
في حديث مع الصحافيين بعد اجتماع التكتل في الرابية، الربط بين أزمة الكهرباء وإقرار الموازنة، مشيرا إلى أن «هناك طريقة لصرف أموال خارج إطار الموازنة عبر
فتح اعتمادات ثم تتم تغطيتها عند إقرارها، والموازنة يمكن أن تبقى حتى آخر السنة لتدرس بشكل جيد».
وأعلن أن «وزارة الطاقة حصلت الأزمة فيها بسبب تقصير منذ 1992 أي 18 سنة»، لافتا الانتباه إلى انه «ليس أنا من جلب 4 معامل كهرباء على الغاز والغاز غير متوفر
وليس أنا من وضع معمل على الغاز في بعلبك من دون وسيلة لإيصال الغاز إلى بعلبك، وإذا زادوا الضغط علينا سنتكلم بالفضائح وحتى الآن نحن نترك الأمور تسير حسب
الأصول».
وحول الاحتجاجات على الكهرباء اعتبر انه حصل سوء تفسير، مشيرا إلى أن وفدا من «كتلة الوفاء للمقاومة» أوضح لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل الموضوع، معتبرا
أن الجمهور الذي يتظاهر أحيانا يكون مضللا قليلا، لافتا الانتباه إلى أن الناس كان يجب أن يتظاهروا قبل فترة في صناديق الاقتراع، «واليوم آتية أزمة مياه كبيرة
بسبب استنزاف المياه الجوفية ونطالب بإنشاء السدود لكي نتوقف عن الصرف من المياه الجوفية ونصرف من المياه السطحية التي تذهب هدرا إلى البحر».
كما استغرب عون رفض وزير الداخلية زياد بارود استعادة الصندوق البلدي المسـتقل من وزارة المالية كما ينص القانون، متمنيا عليه ان يقوم بهذه الخطوة.
وعلق عون على ما يجري في «كازينو لبنان»، وقال إن هناك تصرفا كيفيا لرئيس مجلس إدارة الكازينو مع الموظفين، مطالبا مجلس الإدارة بوضع يده على الموضوع وبحثه
بالعمق «وإذا كان هذا يحصل بغية طرد ناس وتعيين ناس مكانهم فكل شخص يجب أن يكون عنده حصانة».
وأعلن انه تم البحث بالتعيينات المخالفة للقانون في الكازينو، كاشفا انه تم تكليف نواب التكتل بتقديم سؤال للحكومة حول الموضوع.
وفي ما يتعلق بملف المحكمة الدولية، اعتبر عون ان القضاء يريد تغطية شهود الزور، متسائلا عن «المشكلة إذا فُتح تحقيق وتبين أنهم أبرياء»، لافتا الانتباه الى
انه «ليس وظيفة وزير العدل أن يتحقق في هذا الموضوع فهناك دعوى مرفوعة ضدهم ويجب أن يستدعوا». واعتبر ان التحقيق مع شهود الزور يوصل الى الدولة الأم أو من اتخذ
القرار في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وفي ما يتعلق بالموازنة، اشار عون الى ان هناك مديرية في وزارة المال للموازنة ومديرية للمحاسبة ومديرية المحاسبة تتابع صرف الأموال وفي نهاية السنة يجب أن
تكون جمعت وتقدم قطع الحساب، لافتا الانتباه الى انه «تبين أنه منذ عدة سنوات لا يوجد قطع حساب يعني أن هذه المديرية تقبض أجرها ولا تعمل مع وزارة المال ويجب
أن يحاسبوا ونعرف ماذا كانوا يفعلون».
على صعيد آخر، التقى عون رئيس حركة «فلسطين حرة» ياسر قشلق، ورئيس حزب «النضال الوطني» فيصل الداود والفنانين وديع الصافي وطوني حنا يرافقهما جورج الصافي ويوسف
غيث.
السفير
توجه للطعن بالتسهيلات للفلسطينيين
«الكتائب»: الإجحاف بحق المسيحيين
في وزارة الخارجية لا يمكن أن يستمر

انتقد المكتب السياسي الكتائبي «وضع وزارة الخارجية غير السليم» الذي «لا يمكن ان يستمر كما هو عليه اليوم. والمسألة لا تقتصر على التعيينات وحدها بل تتعداها
الى وضع الديبلوماسية اللبنانية الغائبة عن الساحة الدولية من خلال الفراغات في الإدارة المركزية والتوجيهات والبعثات». وطالب الحكومة «بمعالجة الخلل وحسم الموضوع
لا سيما لجهة الاجحاف الحاصل بحق المسيحيين». وحذر من اتخاذ الاعتراضات على الوضع المزري الذي وصلت اليه الكهرباء، طابعا سياسيا «مشبوها» مما «ينذر بتطورات
أمنية تحت ستار الظلم الكهربائي والمائي والمعيشي».
وتوقف المكتب السياسي «الكتائبي» عند «ردود الفعل التي تلت إقرار القوانين المتعلقة بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين تسهيلات إنسانية واجتماعية»، وإذ جدد موقفه
المتفهم لمعاناة الفلسطينيين، أبدى أسفه «لإقدام عدد من المسؤولين على تغيير مواقفهم ووعودهم والتزاماتهم التي سبقت الجلسة النيابية، لاسيما رئيس مجلس النواب
(نبيه بري) الذي كان أكد على ضرورة ان يتم توافق وطني بين الأطراف اللبنانية كافة قبل إقرار المشاريع المتعلقة بالفلسطينيين».
وأسف «لتعديلات أدخلت من دون توافق على ورقة 14 آذار، وللطريقة المتسرعة التي جرى فيها التصديق على القوانين وهي تثير الريبة والشك، وتفتح المجال أمام إمكانية
الطعن بطريقة التصويت التي جرت في الجلسة النيابية، كما أن أطرافاً من مختلف الاتجاهات السياسية بدأت تعلن أن ما حصل ليس سوى خطوة من سلسلة مشاريع قوانين لاحقة
تتضمن أمورا أخرى منها، حق التملك. ويخشى الحزب، أن تشكل هذه الخطوة مرحلة متقدمة على طريق هذا التوطين».
السفير
39 ألف شاب وشابة يريدون الاحتماء بالوظيفة العامة بفعل انحسار سوق العمل
هذه هي حقيقـة أرقـام «دورة الـدرك»... وتفسـيراتها الاجتماعيـة

كلير شكر

كانت النيران «الصديقة» التي صوّبها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط باتجاه دورة الدرك، كفيلة باستقطاب الأنظار باتجاه خطوة وزارة الداخلية لتطويع
شبان وشابات في صفوف قوى الأمن الداخلي، وخفاياها... وحقيقة الأرقام المتداولة حولها.

قبل «القصف الجنبلاطي»، كانت التحضيرات للدورة تتمّ بهدوء تام، ولو رافقتها «حملات منظّمة» لتعبئة الشباب وخاصة المسيحيين ودفعهم باتجاه تقديم الطلبات، وهي
نجحت في استقطاب أعداد كبيرة ممن هربوا من شبح البطالة طمعاً في وظيفة آمنة، ولكن لماذا «استهداف» الدورة؟ كيف نجحت في «جذب» الشاب المسيحي بعد انكفائه لسنوات
طويلة عن مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والأمنية منها؟ وما هو سرّ هذه «الهجمة» وتفسيرها؟

إذا ما عدنا إلى «ألف باء» دورة الدرك، يتبيّن أن فكرتها ولدت جرّاء الحاجة لتثبيت 10637 مجنّدا ورتيبا متعاقدين مع قوى الأمن الداخلي، نتيجة انتهاء مدّة تعاقدهم،
حيث أجاز القانون رقم 665 الصادر في 4 شباط 2005، تمديد خدمة هؤلاء لفترة لا تتجاوز الخمس سنوات، مع العلم أن مدّة التعاقد انتهت في 19 أيار 2010.

ويظهر، بحسب جداول هؤلاء، أن 76% منهم ينتمون إلى الطوائف الإسلامية، و33% ينتمون إلى الطوائف المسيحية، ما يعني خللاً في ميزان المناصفة المسيحية - الإسلامية،
في حال تمّ تثبيتهم، ما اضطر السلطة السياسية، ممثلة في مجلس الوزراء، للموافقة على طلب وزارة الداخلية فتح باب التطويع لصالح قوى الأمن الداخلي، تكريساً للتوازن.
ولذا وافق المجلس على تطويع 4000 عنصر إضافي من الذكور والإناث، «على أن يراعى في مجموع المثبتين والمتطوعين الجدد مقتضيات الوفاق الوطني».

ولما كانت الكفّة «طابشة» لصالح الطوائف الإسلامية في صفوف المتعاقدين منذ خمس سنوات حتى الآن، تمّ التوافق داخل مجلس الوزراء على أن يكون 3000 متطوع من الطوائف
المسيحية، مقابل 1000 من الطوائف الإسلامية، ولا يبدو أن ثمة توجهاً لإعادة النظر بهذا التوزيع، أو رفع منسوبه، على خلاف ما أشيع خلال الأيام الأخيرة.

لم يخطر ببال القيمين على الدورة، أن يجذب «الإعلان» أعداداً كبيرة من الشباب اللبناني، وقد صدم الكثيرون بالطلبات التي تكدسّت أمام المديرية العامة لقوى الأمن
الداخلي، إن على المستوى المسيحي، حيث سجّلت أرقام قياسية، لم يسبق أن لحظتها وظيفة الدركي، أو على المستوى الإسلامي، حيث تهافت الشباب على تقديم الطلبات، في
ظاهرة اجتماعية بدت انعكاساً للوضع الاجتماعي - الاقتصادي المترّدي.

كانت الهجمة المسيحية مبررة بالنسبة لبعض المتابعين، لا سيما وأن ثمة جهوداً استثنائية قامت بها «لابورا» بالتعاون مع الكنائس المسيحية والأحزاب، من أجل حضّ
الشباب المسيحي على التقدم إلى هذه الوظيفة.

أما «لابورا» فهي جمعية لبنانية غير حكومية لا تبتغي الربح تأسست في 2 نيسان 2008، مهمتها «الحدّ من هجرة اللبنانيين المسيحيين والإسهام في إيجاد حلول ملائمة
لمشكلة البطالة، وإعادة نوعية وحجم الوجود المسيحي في مؤسسات الدولة وتفعيل الدور المسيحي العلمي والقيمي في هذه المؤسسات»، ويرأسها الأب انطوان خضره.

وتعمل «لابورا» في «خدمة المجتمع المسيحي بكلّ طوائفه» من خلال ثلاثة محاور متكاملة وهي: التوجيه المهني من خلال العمل على استكشاف الوظائف المعروضة في القطاعين
العام والخاص، تدريب المتقدمين للوظائف بما يتناسب مع متطلبّات المباريات لمساعدتهم على النجاح، والعمل على تأمين وظائف في القطاعين العام والخاص.

وقد كثّفت «لابورا» حركتها بالتنسيق مع الأبرشيات، وممثلين للأحزاب المسيحية، لاستقطاب الشباب وإعادتهم إلى حضن الدولة، بعد الإعلان عن حاجة قوى الأمن الداخلي
لمتطوعين. وقد نجحت في مهمتها حيث تسلمت دوائر قوى الأمن الداخلي أكثر من سبعة آلاف طلب لشبان وشابات مسيحيين، فيما تبيّن أن أكثر من 32 ألف شاب من الطوائف
الإسلامية أودعوا طلباتهم المراكز المختصة، وقد بلغ العدد الإجمالي للمتقدّمين، 38969 شابا وشابة من جميع مناطق لبنان.

تلك الأرقام كانت كافية لتصدم الكثيرين، ولتثير الريبة في ذهن البعض، منهم جنبلاط الذي تخوف من تسلل ميليشوي إلى صفوف قوى الأمن الداخلي، لاسيما بين المتطوعين
المسيحيين، مطالباً بإلغاء الدورة، علماً بأن المعلومات تشير إلى أن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وصلته بعض الأرقام المغلوطة عن «تركيبة» المتقدّمين، وهي
التي جعلته يتخذ موقفا سلبيا من خطوة وزارة الداخلية.

ولكن بين طيّات الملف الذي أعدته «لابورا» لدورة الدرك، تظهر «مساهمة» جزئية، للأحزاب المسيحية، التي شاركت في الحملة، من خلال إيفاد 388 شخصاً، بحسب «لابورا»،
ليسوا بالضرورة محازبين، وهم لا يشكلون أكثر من 5% من العدد الإجمالي من المتقدمين المسيحيين، ما يبعد «تهمة» التسييس أو «المحازبة» عن مقدّمي الطلبات، الموزعين
على الشكل الآتي:

ـ «التيار الوطني الحر» 159 طلباً،

ـ «القوات» 100 طلب،

ـ «تيار المردة» 82 طلباً،

ـ الكتائب 32 طلباً والنائب نديم الجميل 15 طلباً.

تخمة الطلبات تعني حسب القراءة الاجتماعية - الاقتصادية، أننا أمام ظاهرة تستحق التدقيق في حيثياتها وأسبابها. إذ أن لجوء نحو 39 ألف شاب وشابة، من مختلف الطوائف،
إلى أحضان وظائف الدرك، انما يعبّر عن انحسار سوق العمل في القطاع الخاص، ما يدفع بالشاب اللبناني إلى الاحتماء بالوظيفة العامة، ومنها في صفوف قوى الأمن الداخلي
التي تعتبر بالنسبة للكثيرين ممن تقدّموا بطلباتهم (نسبة كبيرة منهم من مناطق الأطراف)، ملجأ آمناً نظراً، للضمانات الصحيّة والتعليمية التي تقدّمها، علماً
بأن سلّم الرواتب في الوظائف المطلوبة يبدأ من 835 ألف ليرة لبنانية.

في تقدير الباحث الاجتماعي - الاقتصادي الدكتور أحمد بعلبكي أن ما كشفه فتح باب التطويع في قوى الأمن الداخلي، يفترض الوقوف عند مدلولاته الاجتماعية، لأنه يعكس
ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب بشكل مريب يفترض أن تبادر معه السلطات الرسمية الى درس أسبابه. ولفت النظر إلى أنه إذا كان معدّل البطالة يقدّر بين 10
و12 % في صفوف العاملين (من عمر 15 سنة إلى 65 سنة)، فهذا يعني أن هذه النسبة تخطّت الثلاثة أضعاف في صفوف الشباب، وفقاً لما يمكن قراءته من أرقام المتطوعين.


ويشرح بعلبكي قائلاً، إن الشباب فئتان، تلك التي تحصّل تعليمها الجامعي في الجامعات الخاصة وقد تستكمله في الخارج، والجزء الأكبر منها يفضّل فرص العمل خارج
البلاد، أما الفئة الثانية فهي المتوسطة وما دون، والتي تحصّل تعليماً متوسطاً أو ثانوياً، وهي التي تتكّل على العمل في القطاعات الإنتاجية صناعية أو زراعية
في الداخل اللبناني.

وهذه الأرقام ، بحسب بعلبكي، تبين أن نتائج سياسات فتح الأسواق اللبنانية على منتجات أجنبية أقل كلفة، كانت كارثية، لأنها أخرجت القطاعات اللبنانية من دائرة
المنافسة، وبالتالي قلّصت فرص العمل، ورفعت نسب البطالة، ما دفع بالشاب اللبناني إلى البحث عن فرص جديدة في القطاع العام، أضف إلى الأزمات المالية المتلاحقة
التي اصابت بعض دول الخليج، والتي كانت سبباً إضافياً لانحسار فرص العمل.

ويتبيّن من «العيّنة المسيحية» من المتطوعين أن أكثر من 80% منهم، هم من الذين أنهوا دراستهم المدرسية، فيما الأقلية منهم أكملت السنة الجامعية الأولى، أو السنة
الثانية. كما يتبيّن أن الشريحة الأكبر هي من أبناء مناطق الأطراف، حيث سعت «لابورا» لتكثيف حملاتها في هذه المناطق، كون الوظيفة العامة ستساهم في تثبيت أبناء
الأطراف في قراهم، للحؤول دون نزوحهم نحو المدن، أو الهجرة. وهو واحد من أهداف «لابورا» الجوهرية في الإبقاء على الوجود المسيحي في أرضه.

وإذا كانت الشابات هن «الدخيلات» على هذه الوظيفة، (9990 طلباً لشابات)، فإن اقتحامهن هذا المجال، له اعتباراته الاجتماعية - الاقتصادية، كما يرى الباحث الاجتماعي
أحمد بعلبكي، والتي وضعت الشابة في مصاف الشاب لناحية طلب الوظيفة العامة، والتي أجبرتها على العمل في دول الخليج، وفي صفوف قوى الأمن الداخلي، وهو ما يعني
ثابتة وحيدة، هي ارتفاع نسب البطالة.

... في مطلع الأسبوع، حسم بيان قوى الأمن الداخلي اللغط حول إمكان إلغاء الدورة، علماً بأن المتابعين لهذا الملف يؤكدون أن السلطة التنفيذية «مرغمة» في السير
بها، كونها خيارها الوحيد، على اعتبار أن تثبيت المتعاقدين مشروط بفتح باب التطويع، ولذا لا مجال للهروب من هذا القرار، لتعزيز عديد قوى الأمن الداخلي البالغ
راهناً 22318 بين مثبّتين ومتعاقدين.

وستنتقل «لابورا» من مرحلة «تحميس» الشباب، إلى مرحلة «الإعداد» حيث ستنظّم دورات تدريبية مكثفة لهؤلاء، تشتمل موادها على الرياضيات، اللغة العربية والرياضة
البدنية...

ولمن يريد المزيد أن يتابع ايضا نسبة المتقدمين الى الأمن العام.. وفيها أيضا يمكن التوقف عند الأبعاد الاجتماعية لظاهرة تقدم أكثر من ستة آلاف لحمل رتبة مأمور
أو مفتش في الأمن العام ، بينما المطلوب فقط حوالي الـ 250 !
السفير
عنوان الكتاب هو «حرب لبنان 2006 ومستقبل الفكر العسكري: تحديات أمام الجيش والسياسية الدفاعية»، للمؤلفين ستيفن بيدل وجيفري فريدمان وهو صادر عن «معهد الدراسات
الإستراتيجية في الولايات المتحدة الأميركية»، في أيلول 2008.

يركز بيدل وفريدمان على السلوك العسكري لـ«حزب الله» خلال حرب تموز والذي تحول منذ أربع سنوات إلى قضية نقاش مهمة في وزارة الدفاع الأميركية، حيث يتطرق البعض
الى هذه المسألة من خلال نظرته الى مستقبل الحروب ضد خصم غير حكومي يستخدم وسائل وأساليب غير معتادة، ويرى البعض الآخر في هذه الحرب نموذجا للتعامل مع لاعب
غير حكومي دون الدخول في حرب تقليدية مع الدولة.

ويشدد الخبيران على ضرورة استخلاص العبر من «حرب تموز» وتطبيقها على الإستراتيجية العسكرية الأميركية التقليدية للولايات المتحدة «للتعامل مع أعداء من هذا النوع
في المستقبل».

أجرى بيدل وفريدمان 36 مقابلة مع إسرائيليين من مختلف الرتب شاركوا في المعارك وكانوا في وضع يسمح لهم بمراقبة الأداء الميداني لـ«حزب الله» خلال الحرب.

يحتوي الكتاب على معلومات يومية تفصيلية دقيقة حول مجريات الحرب، بالإضافة إلى عرض الأسلوب القتالي لكل من «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وطريقة تعاطي كل منهما
مع الظروف الميدانية.

ستيفن بيدل محاضر أساسي حول السياسة الدفاعية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، درّس في الكلية العسكرية للجيش الاميركي، إضافة إلى مؤسسة التحاليل العسكرية.
من أبرز مؤلفاته «القوة العسكرية: شرح للانتصار والهزيمة في الحروب الحديثة». قدم عدة شهادات أمام الكونغرس الأميركي عن حرب العراق وأخرى حول مراقبة التسلح
في أوروبا. مثّل الولايات المتحدة في مركز أبحاث يدعى «مجموعة الأبحاث العسكرية في حلف الناتو».

أما جيفري فريدمان فيعمل باحثا في السياسة الدفاعية لدى مجلس العلاقات الخارجية. شغل مناصب عدة في البنك الدولي ومعهد جون اولين للدراسات الإستراتيجية.

يرى بيدل وفريدمان أن هذه الحرب كانت مختلفة جدا عن تلك المرتبطة بحرب العصابات والحرب النظامية التي يعتمدها الجيش النظامي للدولة، واللانظامية التي تلجأ إليها
الجماعات المسلحة. فهي شكلت منعطفا أساسيا للحروب المستقبلية، ونقطة انطلاق لتغيير الكثير من المفاهيم والتكتيكات والأساليب العسكرية المعتمدة في الجبهات القتالية.


كما أنها أثارت جدلا حول الكيفية التي ستخوض فيها الجيوش النظامية مواجهات مسلحة مع تشكيلات عسكرية صغيرة على غرار المقاومة في لبنان، وصولا الى حد القول أن
ليس هناك من خطورة في تحويل الجيش الأميركي باتجاه سلوك حرب العصابات، من أجل حماية الأمن القومي الأميركي.

تنشر «السفير» على أربع حلقات ملخصا لأبرز فصول كتاب يروي «إدارة حزب الله للإستراتيجية ومسرح العمليات في لبنان».

يشرح المؤلفان في الحلقة الأولى، وموضوعها «التنظيم العسكري لمسرح الحرب»، الكيفية التي أدار بها «حزب الله» حرب تموز 2006:

استخدم حزب الله أساليب مختلفة جدا عن تلك الشائعة المرتبطة بحرب العصابات، والإرهاب واللانظامية من عدة جوانب هامة: أولا، بذل كثير من الجهد والاهتمام للإمساك
بالأرض. ثانيا، سعى إلى الإخفاء بواسطة الرسم الدقيق للاماكن بدل ان يتم ذلك من خلال الاختلاط المدني (أي بالسكان). ثالثا، كانت قواته مركزة جدا.

ويضيف الكاتبان يبدو «أن الحزب عبّر عن مسرح علميات مختلف ومميز بهدف استخدام الصواريخ في حملة قصف استراتيجية ضد المراكز الإسرائيلية في الداخل.

لم يقترب حزب الله من الحد التقليدي، فدفاعه البري كان مرنا جدا، اعتمد وبشكل واسع على إطلاق النار المرهق وعلى حقول ألغام مخفية، شدد كثيرا على القدرة على
الإرغام لدفع إسرائيل لوقف هذه العملية.

دافع حزب الله عن مواقعه لوقت طويل جدا، ومن مسافات قريبة جدا أيضا، قام بهجمات مضادة في الغالب، لم يستغل إمكانية الاختلاط المدني بالسكان بالدرجة التي يتوقعها
المرء من قوة تخوض حرب عصابات تقليدية.

يلفت بيدل وفريدمان الانتباه، إلى أن حزب الله نشر على الارض عددا من المقاتلين المدربين لإدراة مسرح الحرب بشكل اقل مما يفعله عدد من جيوش الدول التقليدية
التاريخية. ويشيران إلى ان «القوة الدقيقة للحزب مجهولة، إلا أن بعض التقديرات تختلف من حد أدنى يبلغ حوالى 2000 مقاتل إلى احد أعلى مؤلف من 7000 آلاف.

يفترضان تصورا وسطيا لعدد المقاتلين يبلغ 4500 مقاتل، وبالمقارنة مع مساحة جنوب الليطاني، فان هذا برأيهما يقتضي وجود كثافة وسطية من حوالى 6 مقاتلين في الكيلومتر
المربع الواحد. بالمقابل نشر «ثوار فيتنام» في العام 1964 حوالى 106000 مقاتل على بلد مساحته 170000 كيلومترمربع أي بكثافة تبلغ واحد على عشرة مقارنة مع ما
نشره حزب الله. وفي العام 1940 اكمل الفرنسيون «خط ماجينو» بنشر 75000 جندي على مساحة 1260 كيلومترا مربعا أي بكثافة تبلغ 10 اضعاف مع تلك التي لحزب الله. ونشر
الجيش الاميركي في السعودية في العام 1990 عددا من الجنود بلغت الكثافة فيه حوالى 5،5 في كل كلم مربع، حيث كانت هذه الكثافة مساوية مع حزب الله.

أما الأهم فهو أن الحزب مارس درجة عالية من القيادة والسيطرة الهرمية والمميزة على شبه وحدات تعمل في مناطق أساسية خلال الحرب. فهو قد اتخذ قرارات واضحة لصالح
بعض القطاعات على حساب أخرى، ممسكا على بعض المواقع ومرنا في أخرى. كما انه تميز بقدرته الفائقة على قيامه بهجمات مضادة في بعض المواقع وانسحابه من ثانية.

اتخذ عمله سلسلة قيادية رسمية أساسية من مراكز قيادة معينة ومجهزة جيدا، استخدمت أنظمة اتصالات ومعالجة فورية شملت: كابلات، خطوط أرضية، أجهزة لاسلكية مشفّرة،
أوامر مصدرة وخطوط متغيرة. كما أن هذه القيادة عمدت أحيانا إلى تحريك وحدات النخبة لمسافات لا بأس بها من مناطق الاحتياط الخلفية لتعزيز المعركة الأساسية لشبكة
الاتصالات في القطاع الأوسط.

تميز الأسلوب الدفاعي للحزب في الحرب بالثبات وعدم التحرك، أما تحركات الاحتياط فكانت على مستوى صغير جدا. كانت المهارة القتالية لحزب الله متباينة وغير متساوية
تبعا لظروف ومحددات ومجريات المعركة على ارض الواقع. فبعض التكتيكات نفذها بشكل متميز، فاختيار وتجهيز المواقع القتالية على سبيل المثال كان فعالا بشكل كبير،
نظاميا بنفس الوقت.

نادرا ما كانت الوحدات الإسرائيلية المهاجمة قادرة على تحديد المواقع العسكرية القتالية «لحزب الله» قبل استدراجها من قبل مقاتلي «الحزب» إلى مسافات قريبة جدا
لتصبح في مرمى النار. في دير سريان مثلا اقتربت وحدات المشاة إلى مسافة ترواحت ما بين 50 و100 متر من مقاتلي الحزب من دون ان يتمكنوا من تحديد مواقعهم. وفي
بلدة عيترون لم تتمكن طواقم دبابات «الميركافا» التي مرت مباشرة من تحت نوافذ الأبنية التي كان مقاتلو الحزب يطلقون النار من خلالها عليها، من رؤية المدافعين
أولا.

أما في مدينة بنت جبيل، فان المواقع الدفاعية في المنازل كانت لا تزال غير مرئية ومعلومة لوحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة صعودا مباشرة تجاه الشوارع المجاورة
والملاصقة لهذه الأبنية.

وفي بلدة الطيبة، فتح مقاتلو الحزب النار على الجنود الصهاينة من مسافة 50 مترا من دون أن يتمكنوا من اكتشافهم.

فمواقع حزب الله البديلة والمكمّلة الموجودة ضمن المباني، مكّنت المدافعين المقيمين فيها من البقاء متخفين حتى بعد فترة طويلة من إطلاق النار خصوصا تلك التي
كانت توجد قرب الحدود الإسرائيلية، حيث قام الحزب بحفر الأنفاق ما بين المنازل لتسهيل حركة مقاتليه.

فهذه المواقع تم بناؤها بشكل يراعي الاعتبارات التكتيكية والعسكرية، حيث أن جدران هذه المنازل تميزت بأنها سميكة ومعززة من الجوانب التي كان من المرجح أن يتقدم
منها الإسرائيلي. وبالنسبة للمواقع الأخرى الداخلية (المنازل) قرب الحدود، فكان يوجد فيها أكياس رمل إضافة إلى تعزيزات أخرى مخبأة لتمتين الجدران المطلة على
مناطق الاشتباكات المحتملة.

أما المواقع الخارجية الموجودة في الطبيعة، فقد كانت مجهزة بشكل مدروس جيدا، فهي احتوت على مخابئ من الاسمنت الصلب المحفورة في باطن الأرض، وضمت حجيارات للذخائر
ونقاطا للدخول وللخروج بشكل سري ومخفي، إضافة إلى مرابض ومواقع إطلاق نار مموهة بمهارة وعناية فائقة.

وفيما يتعلق بمواقع الصواريخ المضادة للدبابات خصوصا («كورنيت» و«ساغر») فكان من الصعب جدا تحديد مواقعها، بسبب النطاق الواسع لاشتباكات (ATGM) أي الصورايخ
الموجهة، ونجاح الحزب في إخفاء هذه القاذفات وطواقمها.

وبخصوص الدفاعات النهائية لمناطق إطلاق صواريخ الكاتيوشا من المناطق الزراعية والتي سماها الجيش الإسرائيلي (الاحتياطات الطبيعية)، فكانت خصوصا معقدة ومتشابكة
ومموهة جيدا ومجهزة بعناية. أحيانا تتضمن: أنابيب للقذف ترتفع وتنخفض هيدروليكيا، مستودعات مؤونة معززة بالاسمنت الصلب، أحواض استحمام للحاميات العسكرية، مداخل
ومخارج متعددة، تحصينات خارجية متصلة ببعضها البعض للتحرك السري ضمن المنظومة.

كان عرض حزب الله الناري قويا، متسقا وثابتا. فالاشتباكات كانت تبدأ وبشكل نمطي من قبل حزب الله بإطلاق نار منسق ومركّز من مواقع عدة. فالمدافعون (في المقاومة)
سمحوا وبشكل روتيني للصفوف القيادية العسكرية الإسرائيلية بالمرور، مطلقين النار على العناصر التابعة بمجرد أن تكون التشكيلات الأكبر قد تقدمت إلى مناطق القتال.
فنادرا ما كان يتم التخلي عن مواقع بسبب إطلاق نار من قبل أفراد متوترين قبل الأوان.

نسق حزب الله وبفاعلية، النيران المباشرة دعما لهجماته المضادة من اتجاهات متعددة. اما حواجز مواقع مراقبة الـ (ATGM) أي الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات،كانت
مدمجة بمهارة على امتداد مسافة عدة كيلومترات.

ففي شرق قرية الغندورية تم وضع سلسلة من حقول الألغام في أماكن سيّرت الطوابير الإسرائيلية إلى داخل مناطق اشتباكات مكشوفة للصواريخ («كورنيت») المخفية والموضوعة
شمال نهر الليطاني على بعد 5 كلم، فتلقت الوحدات الإسرائيلية المهاجمة بشكل مشابه ومتزامن النار من صواريخ ATGM وقذائف المورتر (الهاون) التي تميزت بأنها دقيقة
وسريعة الاستجابة بشكل ثابت ومتسق. وخلال التقدم الإسرائيلي في وادي السلوقي كان على العناصر تنظيفه من حقول الألغام في ظل تعرضهم لنيران الصواريخ الموجهة.


(الحلقة الثانية: دفاعات المقاومة كانت ممسوكة جيدا وعناصرها قاتلوا من غرفة إلى غرفة)
السفير
تقديم القرائن ليس اعترافاً بالمحكمة الدولية... ومعظم المعطيات التي استندت إليها موجودة لدى القضاء اللبناني
نصر الله: لدينا أكبر جهاز لمكافحة التجسس... ومحصنون ضد الاختراق

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب قدم القرائن للقضاء اللبناني ولا علاقة له بالتحقيق الدولي. وأشار إلى أنه سيقول أسبابه في الوقت المناسب.
وأكد أنه «جاهز للتعاون مع القضاء اللبناني»، معلناً أن «جزءا كبيراً من المعطيات التي استندت إليها موجود عند القضاء».
وأوضح في كلمة ألقاها خلال إفطار الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية أن «عمل الأخوات هو جزء من إنجازات المقاومة».
وحول إمكان أن يكون «حزب الله» مخترقاً من قبل العملاء، فرّق نصر الله بين البنية التنظيمية للحزب والتيار الشعبي المناصر للحزب، موضحا أن «التيار الشعبي ليست
لديه ملفات عندنا وبالتالي قد يكون هنالك اختراق ما على هذا الصعيد. لكن في الحزب لدينا بنية تنظيمية، وكونه استمر في المقاومة وفي قتال يومي مع الإسرائيلي
والأكثر استهدافا من قبل الإسرائيلي، فهو كان معنيا بأن يخترقنا وكنا معنيين بمنع هذا الاختراق. لذلك منذ 28 سنة لدينا جهاز لمكافحة التجسس وأدعي أنه أكبر جهاز
لمكافحة التجسس، نحن لم نخترق حتى الآن وأنا أبني على معطيات علمية، جسمنا محصن».
وحول شهود الزور، سأل نصر الله «من علم شهود الزور؟ لماذا يريد بعضهم في لبنان أن يخفي هؤلاء كما يخفي الصدّيق في الخارج؟». وأكد أنه «يجب أن يعرف كل اللبنانيين
من الذي ضلل التحقيق وهذا حق وطني وسيبقى الصوت عاليا حتى يحصل اللبنانيون على هذا الحق».
وكان نصر الله قد بدأ كلمته بالاشارة إلى أن «المقاومة استطاعت فعل الكثير للوطن وهي تواجه الكثير من الأخطار»، لافتا الى أنه «بهذا الدعم المعنوي والعاطفي
والميداني الكبير لهذه المقاومة سنتمكن من تجاوز كل المؤامرات مهما كانت كبيرة».
ورأى أنه «في لبنان مسؤوليتنا أن يكون وطننا وشعبنا قويا، وأن نسعى لنمتلك عناصر القوة، ومسؤوليتنا هي التغلب على هذه الصعوبات لا أن نخاف منها ولا أن نستسلم
لها بل أن ننتصر لنطور الوطن ولا أحد يمكنه التهرب من هذه المسؤولية». ولفت الى أن «هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق الا بالإخلاص وبالتخطيط الصحيح وبالاستفادة من
كل الطاقات المادية والبشرية الموجودة، وبالغنى البشري يمكن أن نصنع الكثير من المعجزات».
وذكّر نصر الله بأنه «من الأخطار الخارجية الخطر الإسرائيلي والأطماع الإسرائيلية بأرضنا ومياهنا وخيراتنا، وإذا وجد في لبنان نفط وغاز وما شابهما وإذا كنا
ضغافا فلا يمكننا أن نأخذ حقنا كلبنان، لا سيما أن قدرنا أنه أقيم في بلد مجاور لنا الذي هو فلسطين المحتلة، كيان أسس على العدوان من اليوم الاول وعلى القتل
والإرهاب والمجازر، وعلينا أن نواجه أطماعه».
وأوضح أنه «في لبنان أصبحت لدينا أغنى تجربة نضالية وسياسية وعسكرية، وهذه التجربة التي صنعت في لبنان والتي استطاعت أن توجد توازن ردع مع العدو، تبحث في أكبر
مراكز دراسات استراتيجية في العالم والتي كتبت في عرق ودموع أبنائكم».
أما في موضوع تسليح الجيش، فأشار الى أنه «في لبنان نقول اننا مجمعون على تسليح الجيش بعد مواجهة العديسة، التي لها الكثير من الدلالات. فطرح موضوع تسليح الجيش،
وما جرى في العديسة كشف أن الأميركيين يفترضون أن الأسلحة التي يعطونها للجيش لا تعطى لقتال اسرائيل بل لحسابات داخلية يسمونها مواجهة الإرهاب». وأشار إلى أنه
«بعد حادثة العديسة، بدأ الجدل في الكونغرس وبينه وبين البنتاغون: هل نوقف هذا الدعم أم لا؟ بعض الأعضاء طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة إذا كان سلاح الجيش في العديسة
مقدما من اميركا أم لا؟»، مستطردا «سيصل الأميركيون إلى الاستمرار بتسليح الجيش بالحجة التالية: لمواجهة حزب الله يجب ألا نوقف تسليح الجيش، لأن هذا سيسقط لبنان
بيد حزب الله»، مستدركا «إذاً نحن سبب للخير عند الصديق وعند العدو!».
وتابع «في ملف الغجر هنالك أيضا جهود تبذل لإقناع العدو بالانسحاب من الجزء اللبناني من الغجر، فإسرائيل تعترف بهذا الجزء اللبناني على عكس ما يجري في تلال
كفرشوبا»، موضحا أن «كل الجهود الدولية تصب في محاولة إقناع اسرائيل بالانسحاب من الغجر، لأن هذا يضعف منطق المقاومة. وأنا أقول لهم لن تخرج إسرائيل إلا بسبب
وجود مقاومة في لبنان حتى لو لم نقاتل في مزارع شبعا».
وأشار الى أننا «جميعا نطالب بتسليح الجيش، وأول خيار هو القيام بموازنة لشراء السلاح وهذا الأمر مكلف. وثاني خيار هو التبرعات وهذا ما دعا إليه الرئيس ميشال
سليمان وهذا الأمر جيد، لكن كما قيل، وكما قال الرئيس نفسه ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، كما أضيف، فإن التبرعات الشعبية لا تسلح جيشا».

وفي الخيار الثالث، لفت الى أن «كل الدول العربية تفصح عن حبها للبنان وهنالك دول صديقة لنا أيضاً، فأقترح من هذا المنطلق أن تحدد الحكومة نوع السلاح الذي تحتاج
اليه في تسليح الجيش وتعرض مطلبها على الدول العربية، قائلة: لا نريد أموالا بل نريد السلاح لأنه «رح يصدي عندكن»، نريد البضائع لا الفلوس».
ودعا الحكومة لاتخاذ قرار لطلب مساعدة ايرانية، متعهدا بأن «حزب الله سيعمل بقوة ويستفيد من كل صداقاته كي تقوم ايران بتسليح الجيش اللبناني».
وإذ لفت الى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيأتي إلى لبنان، أعرب عن اعتقاده أن «إيران التي قدمت للبنان على مدى 28 عاماً بلا حدود لن تبخل على الجيش
بأي مساعدة».
وفي سياق منفصل، وفي موضوع العملاء، رأى انه من «الصحيح أن نفترض أن لبنان يخوض حربا أمنية يومية مع العدو، فهنالك أكثر من 100 عميل، والوزارات الرسمية قالت
150 عميلا، ومن الصحيح أن نفترض جدياً أننا نخوض حرباً حقيقية على الصعيد الأمني»، موضحا أن «المتابعة القضائية ضرورية». ودعا إلى «تشكيل محاكم ميدانية». كما
دعا «القضاء اللبناني إلى التصرف بشكل طارئ خارج الطريقة الروتينية، وأن يتصرف بروحية طوارئ لأننا في حرب كما قلت». وشدد على «وجوب البدء بتنفيذ الأحكام الذي
سيؤثر على تعامل العديد من العملاء، حيث ان عددا كبيرا من العملاء بدأ تعامله مع إسرائيل بعد الـ2005 والأبواب ما زالت مفتوحة والتجنيد «ماشي». وفي هذا السياق،
أشار إلى أن «العقاب يحيي المجتمعات، والعميل يسيء إلى نفسه، ويجب تحييد الآباء والأبناء والأمهات عن موضوع تورط العملاء. فالذي يتحمل مسؤولية الخطأ هو العميل
فقط ولا يجوز أن ينظر إلى عائلته أو حزبه السياسي أو مؤسسته التي ينتمى إليها بنظرة سلبية».
وحول إمكان أن يكون «حزب الله» مخترقا من قبل العملاء، فرّق السيد نصر الله بين البنية التنظيمية للحزب والتيار الشعبي المناصر للحزب، موضحا أن «التيار الشعبي
ليست لديه ملفات عندنا وبالتالي قد يكون هنالك اختراق ما على هذا الصعيد. لكن في الحزب لدينا بنية تنظيمية، وكونه استمر في المقاومة وفي قتال يومي مع الإسرائيلي
والأكثر استهدافا من قبل الإسرائيلي، فهو كان معنيا بأن يخترقنا وكنا معنيين بمنع هذا الاختراق. لذلك منذ 28 سنة لدينا جهاز لمكافحة التجسس وأدعي أنه أكبر جهاز
لمكافحة التجسس، نحن لم نخترق حتى الآن وأنا أبني على معطيات علمية، جسمنا محصن، وإصرار بعضهم على أن أحد الأجهزة الأمنية قدم لنا معلومات عن 3 من الإخوة على
أنهم عملاء»، معلنا أنه «سنناقش هذا الموضوع في مؤتمر صحافي في وقت لاحق».
وشدد على أن «المقاومة محصنة. ولو لم تكن محصنة لما كانت انتصرت في حرب تموز، فقد قصفوا كل الأمكنة، لكن بنية المقاومة بقيت سالمة لأن الإسرائيلي لم تكن لديه
أي معطيات».
وفي إطار المحكمة الدولية، رأى السيد نصر الله في مسألة شهود الزور، أن «كل ما قامت به الحكومة هو الطلب من وزير العدل ابراهيم نجار إعداد دراسة قانونية لكيفية
مقاربة هذا الملف»، مشيرا إلى أن «الناطقة باسم المحكمة الدولية أعلنت أمس أنها غير معنية بشهود الزور، وهذا أمر غريب لأنهم ضللوا المحكمة لـ4 سنوات».
واعتبر أن «المحكمة الدولية أصبحت لديها سلطة على القضاء اللبناني؟ هي تقول انه ليس اختصاصها شهود الزور، وتقول انه ليس اختصاص القضاء اللبناني! وإذا كان هذا
الأمر صحيحاً فهذا يشبه شريعة الغاب. مهما تبدل في الأسماء فلن يتغير من حقيقة الأمر شيء، سمهم كما تشاء، هنالك من ضلل التحقيق وهنالك من علمهم وقال لهم اذهبوا
الى التحقيق الدولي وقولوا كذا وكذا... وإلى القضاء اللبناني وقولوا كذا وكذا». وتساءل «من علم شهود الزور؟ لماذا يريد بعضهم في لبنان أن يخفي هؤلاء كما يخفي
الصدّيق في الخارج؟. يجب أن يعرف كل اللبنانيين من الذي ضلل التحقيق وهذا حق وطني وسيبقى الصوت عاليا حتى يحصل اللبنانيون على هذا الحق».
أما عن قرائن المحكمة الدولية، فأوضح أنه «لم أقل انني قدمت أدلة بل قرائن ومعطيات تفتح آفاقا في التحديد. قدمنا القرائن للقضاء اللبناني بناء على طلب رئيس
الحكومة، فتعمم عند كل السياسيين في الفريق الآخر لأن يقولوا: تسليم المعطيات للقضاء اللبناني اعتراف بالمحكمة الدولية، وأنا قدمت القرائن للقضاء اللبناني ولا
علاقة لي بالتحقيق الدولي، أنا غير معني بالمحكمة وسأقول أسبابي في الوقت المناسب، أنا جاهز للتعاون مع القضاء اللبناني، فجزء كبير من المعطيات التي استندت
اليها موجود عند القضاء».
في إطار آخر، وعن موضوع الكهرباء والمياه، رأى أن «المشكلة ليست جديدة ولا يتحمل مسؤوليتها الوزير الحالي ولا الوزير السابق، هنالك مسار وأوضاع واحداث وإدارة،
هنالك مشكلة عنوانها أزمة الكهرباء وزاد الموضوع حدة المسألة المناخية، وأول ما أريد أن أقوله انه قيل ان بعض التحركات في المناطق له خلفية سياسية. وبحسب المعلومات
لا جهات سياسية خلف ما جرى في الشوارع أبداً. قيل أيضاً ان ما يحدث هو بمثابة «بروفا» حين تسقط الحكومة تكون «البروفا» جاهزة، وهذا الكلام لا طعم له، فالكل
يريد الاستمرار في الحكومة، المعارضة اليوم لا تحتاج الى الشارع لتسقط الحكومة في حال أرادت إسقاطها، فيمكنها فعل ذلك في البرلمان، وأيام الحكومة البتراء، اعتصمنا
وقلنا اننا شفافون نقول موقفنا جهارا، لا نختبئ لا خلف احتياج المحتاجين ولا خبز الجائعين ولا انقطاع الكهرباء».
ورأى أنه «مهما كانت كلفة الإجراءات الاستثنائية فهي أقل من كلفة التبعات التي يتحملها البلد بسبب انقطاع الكهرباء. أنضم إلى من يطالب الحكومة بعقد جلسة استثنائية
لمناقشة كيفية تمرير هذا الصيف على خير، نحن قلقون مما يجري أحيانا في الشارع لأننا نخاف من جهات مخابراتية تدفع في بعض المناطق الى صدام بين الناس والجيش أو
قوى الأمن وهذا ما نتضرر منه جميعا وخصوصا المقاومة».
وأشار في هذا الإطار الى أن «نفقة مفاعل بوشهر كلها أقل مما أنفقه لبنان على الكهرباء، فإيران فيها نفط وغاز وموارد طاقة ومع ذلك تقول القيادة في ايران بعد
30 سنة كيف نؤمن طاقة للناس، من خلال الطاقة النووية السلمية. إذا نحن في لبنان وفي ظل أزمة كهرباء، ألسنا معنيين لإيجاد حل؟. من هذا المنطلق، أدعو الحكومة
إلى دراسة خطة لبناء مفاعل نووي للطاقة السلمية». وتساءل «لماذا ليس مسموحا لنا التفكير بالنووي؟».
وختم حديثه بالقول «للحفاظ على لبنان القوي يجب الحفاظ على المعادلة الذهبية لحمايته وهي: الجيش الشعب والمقاومة».
السفير
نصر الله: نحن محصّنون ولا يعنينا التحقيق والمحكمة ... ولا نريد إسقاط الحكومة
اشتباكات برج أبي حيدر: مَن يفسّر «اللغز الدامي»؟
بيـلمار يطلـب اسـتكمال ملـف القرائـن: لـن أصـدر قـراراً إلا اسـتناداً إلى أدلـة قـاطعـة

خطفت الاشتباكات المفاجئة في منطقة برج ابي حيدر مساء أمس الاضواء والاهتمام، نظرا الى عنفها الميداني، وعدد ضحاياها المرتفع، وأجواء التوتر والقلق التي أشاعتها
في البلد، علما بأن طرفيها مصنفان من حيث الخيارات السياسية الاستراتيجية في خانة واحدة!
وبرغم ان الحادث بدأ فرديا، وبرغم ان طرفيه حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش) أكدا ان لا خلفيات سياسية او مذهبية له، إلا ان ذلك لم يعف
من طرح أسئلة ملحة حول الأبعاد الحقيقية لما جرى، وهل ثمة اختراق أمني او مخابراتي تسبب في تفاقم الموقف، ولماذا اخفق الطرفان المعنيان في السيطرة سريعا على
عناصرهما؟ وتبقى الاجوبة مرتبطة بما سيؤول اليه التحقيق المشترك الذي سيقوم به الحزب والجمعية إضافة الى تحقيق الجيش.
وفي كل الحالات، بدا واضحا ان الاحتقان المتجدد في الشارع على خلفية أكثر من ملف مفتوح، شكل بيئة خصبة للاشتباك الليلي الذي واكبته موجة من الشائعات، كادت تؤدي
الى انفلات الامور وخروجها عن السيطرة، لولا مسارعة الجيش وقيادتي حزب الله وجمعية المشاريع الى احتواء الموقف ورفع الغطاء عن أي مخل بالامن.
وإذا كان ثمة خلاصة يمكن ان تستخرج من تجربة الامس، فهي ان الشارع يغلي، وان الارض تهتز تحت أقدام استقرار هش، سريع العطب، بحيث ان خلافا فرديا بين عناصر في
تنظيمين حليفين كاد يشعل حريقا كبيرا في بيروت، فماذا لو اختلفت طبيعة المواجهة وأطرافها؟
وفي حين أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نبيه بري اتصالات واسعة مع الجهات المعنية لتدارك الوضع، أصدرت قيادتا حزب الله وجمعية المشاريع بيانا ليل
أمس بعد اجتماعهما في فرع مخابرات بيروت، أكدتا فيه أن الحادث المؤسف هو فردي ولا خلفيات سياسية أو مذهبية وراءه، وقد تم الاتفاق على محاصرته وانهائه فورا ومنع
أي ظهور مسلح. كما تقرر فتح تحقيق عاجل من قبل قيادة الجيش اللبناني ورفع الغطاء عن كل من يحاول المس بمسيرة الأمن والاستقرار.
وكانت الاشتباكات التي بدأت عند السابعة والنصف ليلاً، قد تركزت حول مسجد أبي حيدر التابع لجمعية «المشاريع الإسلامية»، في ظل انتشار مسلح من قبل أفراد تابعين
لـ«حزب الله» من جهة، ومجموعات مسلحة منضوية في «المشاريع» من جهة ثانية. وما لبث ان توسع اطار المشاركين
في الإشكال واستخدمت أسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة، تخللها إطلاق قذائف من نوع «أر. بي. جي»، كما انتقل التوتر الى أحياء وشوارع مجاورة. واستمرت الاشتباكات المسلحة
في محيط المسجد، حتى الساعة العاشرة والنصف ليلاً، حيث بدأت تخف تدريجا مع دخول دوريات معززة من الجيش اللبناني الى المنطقة، تزامناً مع دخول سيارات الإسعاف
المدني التي سحبت القتلى والجرحى. وساد الهدوء الحذر ابتداء من ساعة متأخرة من الليل.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل كل من مسؤول حزب الله في برج ابي حيدر محمد فواز ومحمد علي جواد، واحمد جمال عميرات المقرب من «جمعية المشاريع»، إضافة الى سقوط عدد
من الجرحى.
نصر الله: الحزب محصن
في هذا الوقت، أنهى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صيامه عن الكلام السياسي في شهر رمضان، وأطلق في كلمة ألقاها خلال إفطار الأنشطة النسائية في
هيئة دعم المقاومة الإسلامية عددا من المواقف المهمة حول العديد من القضايا المطروحة.
وإذ أكد نصر الله انه أصبح لدينا في لبنان أغنى تجربة نضالية وسياسية وعسكرية، قامت على معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي نجحت، ونحن معنيون بأن نحافظ عليها،
تطرق الى موضوع تسليح الجيش، متوقعا ان يقرر الأميركيون الاستمرار بتسليحه بحجة «ان مواجهة حزب الله تستدعي عدم وقف تسليح الجيش، لأن هذا سيسقط لبنان بيد حزب
الله».
وعرض الخيارات المتاحة لتسليح الجيش، قائلا: الخيار الاول هو وضع موازنة لشراء السلاح وهذا الأمر مكلف. والخيار الثاني هو التبرعات وهذا ما دعا إليه الرئيس
ميشال سليمان وهذا الأمر جيد، لكن كما قال الرئيس نفسه ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، فإن التبرعات الشعبية لا تسلح جيشا. وأضاف: هناك
الخيار الثالث، وهو ان «كل الدول العربية تفصح عن حبها للبنان وتوجد دول صديقة لنا أيضاً، فأقترح من هذا المنطلق أن تحدد الحكومة نوع السلاح الذي تحتاج اليه
في تسليح الجيش وتعرض مطلبها على الدول العربية على قاعدة اننا لا نريد أموالا بل نريد السلاح لأن الصدأ سيتآكله لديكم».
ودعا الحكومة الى اتخاذ قرار بطلب مساعدة ايرانية، متعهدا أن يعمل «حزب الله بقوة ويستفيد من كل صداقاته كي تقوم ايران بتسليح الجيش اللبناني»، معربا عن اعتقاده
أن «إيران التي قدمت للبنان على مدى 28 عاماً بلا حدود، لن تبخل على الجيش بأي مساعدة».
وبالنسبة الى ملف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أكد ان «البنية التنظيمية لحزب الله محصنة، وغير قابلة للاختراق، ونحن لم نُخترق حتى الآن، وأنا
أبني على معطيات علمية»، واضاف: الإسرائيلي كان معنيا بأن يخترقنا، وكنا معنيون بمنع هذا الاختراق. لذلك منذ 28 سنة لدينا جهاز لمكافحة التجسس وأدعي أنه أكبر
جهاز لمكافحة التجسس في لبنان».
ورأى انه مهما تبدلت تسمية شهود الزور، فلن يتغير في حقيقة الأمر شيء، وهو ان هنالك من ضلل التحقيق ومن علمهم وقال لهم اذهبوا الى التحقيق الدولي والقضاء اللبناني
وقولوا كذا وكذا.
وأوضح أنه لم يقدم أدلة بل قرائن ومعطيات تفتح آفاقا في التحقيق، «ونحن قدمناها للقضاء اللبناني ولا علاقة لي بالتحقيق الدولي، أنا غير معني بالمحكمة وسأقول
أسبابي في الوقت المناسب، أنا جاهز للتعاون مع القضاء اللبناني، وجزء كبير من المعطيات التي استندت اليها موجود عند القضاء».
وحول أزمة الكهرباء وتداعياتها، شدد على ان لا خلفية سياسية للتحركات في المناطق، نافيا ان يكون ما شهدته بعض الشوارع «بروفة» لاسقاط الحكومة، فالكل يريد الاستمرار
في الحكومة، والمعارضة اليوم لا تحتاج الى الشارع لتسقطها. وفي حال أرادت اسقاطها، يمكنها فعل ذلك في البرلمان.
وأبدى قلقه مما يجري أحيانا في الشارع «لأننا نخاف من جهات مخابراتية تدفع في بعض المناطق الى صدام بين الناس والجيش أو قوى الأمن، وهذا ما نتضرر منه جميعا
وخصوصا المقاومة». ودعا الحكومة الى اجتماع استثنائي للبحث في أزمة الكهرباء، وطالبها بالبحث في وضع خطة لبناء مفاعل نووي للطاقة السلمية من أجل إيجاد حل جذري
لأزمة الكهرباء، لافتا الانتباه الى ان «كلفة مفاعل بوشهر كلها أقل مما أنفقه لبنان على الكهرباء».
بيلمار: ملف الحزب منقوص
على خط مواز، وبعد أيام من استلام مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار الوثائق والقرائن التي قدمها السيد نصر الله من القضاء اللبناني،
اعتبر مكتب بيلمار أمس انها منقوصة، وطلب من السلطات اللبنانية تزويده في أقرب وقت ممكن ما بقي من المواد التي أشار إليها نصر الله خلال المؤتمر الصحافي. وكان
لافتا للانتباه إشارة مكتب بيلمار الى ان «المدعي العام لن يصدر أي قرار إلا إذا اقتنع بأنه يستند إلى أدلة قاطعة، وذلك في ضوء الظروف كافة».
وجاء في البيان الصادر عن مكتب بيلمار أنه «إثر المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله في التاسع من آب/أغسطس 2010، طلب مكتب المدعي العام من السلطات
اللبنانية تزويده بكل المعلومات والقرائن التي يحوزها الأمين العام لحزب الله أو تلك التي يسعه الحصول عليها».
«وقد خص هذا الطلب أشرطة الفيديو التي عرضت في أثناء المؤتمر الصحافي، بالإضافة إلى أي مواد أخرى من شأنها أن تساعد مكتب المدعي العام على كشف الحقيقة.
وردا على طلب مكتب المدعي العام المؤرخ 17 آب/أغسطس 2010، سلم مسؤولون في حزب الله إلى النائب العام التمييزي اللبناني مغلفا يحتوي على ستة أقراص فيديو رقمية،
وأحيلت هذه المواد على مكتب المدعي العام في اليوم ذاته.
وقد شرع مكتب المدعي العام في مراجعة هذه المواد، وتبين إثر التقييم الأولي لأقراص الفيديو الرقمية أن جواب حزب الله منقوص إذ اقتصرت المواد المذكورة على أشرطة
الفيديو التي عرضت في أثناء المؤتمر الصحافي المنعقد في 9 آب/أغسطس 2010، ولم تشمل بقية القرائن التي أشار إليها السيد نصر الله في خلال مؤتمره الصحافي. وستخضع
المعلومات المستلمة لتقييم دقيق، ولا يمكن إتمام هذه العملية إلا بالاستناد إلى ملف كامل. لذا، فقد طلب مكتب المدعي العام من السلطات اللبنانية تزويده في أقرب
وقت ممكن بما بقي من المواد التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله في خلال المؤتمر الصحافي الآنف الذكر».
وختم البيان: «وفي غضون ذلك، يمضي مكتب المدعي العام قدما في تحقيقه بمثابرة ووفقا لأسمى معايير العدالة الدولية، وسيحدد المدعي العام موعد تقديم قرار الاتهام
إلى قاضي الإجراءات التمهيدية لتصديقه، كما سيحدد الأشخاص الصادر بحقهم هذا القرار، غير أنه لن يصدر أي قرار إلا إذا اقتنع بأنه يستند إلى أدلة قاطعة، وذلك
في ضوء الظروف كافة».
الحريري: هجوم منظم
الى ذلك، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري في كلمة ألقاها خلال حفل الافطار السنوي لدار الايتام الاسلامية في «البيال»، أن لبنان «يستطيع أن يواجه أي عواصف ومتغيرات
خارجية، إذا أحسنا إدارة الشأن الداخلي، بالحوار والهدوء والكلمة الطيبة».
وقال: هناك من يصر على استدراج البلاد إلى لعبة التجاذب، وربما الى انهاء مفاعيل القمم العربية التي عقدت في لبنان. هناك شخصيات تتطوع لهذه المهمة، وهناك أقلام
لا تتوقف عن توجيه الرأي العام يومياً، وضخ المعلومات والاخبار والمواقف، التي تصب في خانة الهجوم المنظم على قضية الرئيس الشهيد. أما نحن، من جهتنا، فلن ننساق
إلى هذه اللعبة، ولن نوفر أي جهد أو عمل، في سبيل حماية الاستقرار، والتأكيد على جعل الحوار، الاسلوب الوحيد لمعالجة القضايا، مهما كانت معقّدة.
ورحب باستئناف المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، آملا الا تذهب أدراج الرياح كسابقاتها. وقال ان هذه المفاوضات هي الحلقة الأخيرة وسيكون من الصعب بعدها،
على أي إدارة دولية، أن تجمع أي فلسطيني إلى طاولة واحدة مع الإسرائيليين، وستكون نتيجة فشل هذه المفاوضات، التأسيس لجولة جديدة من الصراع.
وكان رئيس عمدة مؤسسات الرعاية الإجتماعية ـ دار الأيتام الإسلامية فاروق جبر قد ألقى كلمة قال فيها إن هذه المناسبة هي لتكريم أهل الخير في بلد الخير لما قدموه
لمؤسساتنا من دعم مادي ومعنوي، أتاح لها ان تنمو وتزدهر. وأشاد بالرئيس فؤاد السنيورة و«بصموده في السرايا الحكومية خلال الازمة السياسية»، علما بأن السنيورة
لم يكن مشاركا في حفل الافطار.
السفير

Tuesday, August 24, 2010

أكـد علـى أهميـة الحـوار اليـوم لحـل أولويـات المواطنيـن
الحريـري: عبـارات التحريـض والتهديـد لـن توقـف العدالـة

اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري، ان «الكلام لن يلغي الحقيقة، وكثرة الكلام، مهما اشتد ومهما حمل من عبارات التحريض والتهديد، لن تتمكن من وقف مسار العدالة».
واسف لأن «هناك إصرارا من بعض الدوائر والأقلام، على تعطيل الفرص المتاحة للتهدئة ومقاربة الأمور بالحوار والموضوعية»، مشددا على اهمية الحوار لحل أولويات المواطنين
اليوم.
كلام الحريري جاء خلال افطار اقامه في قريطم على شرف عائلات بيروتية، بحضور النائبين عاطف مجدلاني ونهاد المشنوق وسفراء فنزويلا، الهند وتركيا والنائبة السابقة
صولانج الجميل ورئيس هيئة التفتيش المركزي خالد قباني ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر.
وقال: أنتم لم تترددوا لحظة واحدة في الدفاع عن قضية الرئيس الشهيد، برغم الحملات التي تعرضت لها طوال السنوات الخمس الماضية. والحقيقة أن هذه القضية ما زالت
حيّة في وجدان اللبنانيين، وفي وجدان أهل بيروت تحديداً، كما لو أنها بنت البارحة، وليست وليدة جريمة وقعت قبل خمس سنوات. الكلام لن يلغي الحقيقة، وكثرة الكلام،
مهما اشتد ومهما حمل من عبارات التحريض والتهديد، لن تتمكن من وقف مسار العدالة. وبيروت ليست وحدها، الأمينة على هذا المسار، لأنني على ثقة بأن الأكثرية الساحقة
من اللبنانيين، معنية بحماية العدالة والوصول إلى الحقيقة. منذ أسابيع، ونحن ننادي بوجوب التزام التهدئة، والتوقف عن ذر الرماد في العيون، لكن مع الأسف لا حياة
لمن تنادي. هناك إصرار من بعض الدوائر والأقلام، على تعطيل الفرص المتاحة للتهدئة ومقاربة الأمور بالحوار والموضوعية.
أضاف: وأنا سأبقى مصرا على أنه مهما كانت الأصوات مرتفعة ومهما استهدفت الحملات هذا البيت أو الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة أو المحكمة
الدولية، فلن أنجر إلى الدخول في سجالات مع أي شخص كان في هذه الأمور. فإذا كنا مسؤولين، ونحن مسؤولون عن هذا البلد، وإن كان الناس قد نزلوا إلى صناديق الاقتراع
ليصوتوا لنا، فهم فعلوا ذلك فقط كي يضعونا في موقع ما كي ننجز عملا ما، وليس من أجل الصراخ والحديث عبر التلفزيونات وإطلاق الخطابات. أنا أرى أنه آن الأوان
للجميع أن يقوم بالمراجعة، مثلما نحن قمنا بمراجعة في مكان ما. على الجميع أن يفكر في ما إذا كانت سياسة التخوين والتهويل والتهديد في مكان ما قد أجدت نفعا
خلال السنوات الخمس الماضية. أنا أقول كلا، الوقت الوحيد الذي تمكنا فيه من الإنجاز فيه هو حين جلسنا معا وتحاورنا، وحين اجتمعنا في حكومة وحدة وطنية وبدأنا
ننجز أمورا مثل قانون النفط وعدة مشاريع مهمة. حتى بالنسبة لموضوع الحقوق الإنسانية للفلسطينيين، فهو موضوع شائك ويعود إلى 60 سنة، وحين أبعدناه عن السياسة
وقاربناه بشكل موضوعي وعلمي تمكنا من إنجازه، وهذا كان إنجازا كبيرا بالنسبة للبنان.
وتابع: اليوم أمامنا تحديات كبيرة، فهل إذا استمررنا في الصراع السياسي سنستطيع أن نحل مشكلة الكهرباء مثلا؟ أليس موضوع الكهرباء هو أكثر ما يعاني منه المواطن؟
هذا يعني أن الحل يكون أولا بالتحدث معا وليس بحرق الدواليب. هناك عدة قضايا لا بد من مباشرة العمل بها، وهذه الحكومة هي حكومة أولويات الناس، وهذه الأولويات
هي الكهرباء والمياه والطرقات والازدحام والطبابة والزراعة وغيرها، لذلك أدعو إلى التقليل من الكلام والإكثار من العمل كي نحقق النجاح للبنان، أما بقية الأمور
السياسية الشائكة في البلد فتحل بالهدوء.
وكان الحريري استقبل في السرايا الكبيرة وفدا من مجلس بلدية بيروت برئاسة رئيس البلدية بلال حمد، الذي قال: اطلعنا الرئيس الحريري على أجواء بعض المشاريع التي
نعمل عليها الآن على المدى القصير، وبعض الخطط على المدى الطويل، وتشمل البيئة والسير ومواقف السيارات والتخطيط العمراني ومكننة الإدارة، واتفقنا على ان تكون
لنا لقاءات دورية مع «دولته» لوضعه في صورة بعض المشاريع الأساسية التي سننفذها في المدينة. وستكون لنا إطلالة بعد عيد الفطر من خلال مؤتمر صحافي سنعقده ونطلق
خلاله مشروعا او مشروعين كبيرين.
ثم بحث مع النائب سامر سعادة شؤونا إنمائية عائدة لمنطقة الشمال.
واستقبل رئيس بلدية جبيل زياد حواط وشقيقه نبيل ثم سفير تركيا الجديد في لبنان إينان اوزيلديز بحضور المستشار محمد شطح.
وترأس الحريري اجتماعا للجنة التفاوض مع مجموعة افيردا المكلفة بإدارة النفايات الصلبة بحضور وزيرة المال ريا الحسن، وزير البيئة محمد رحال، ممثل وزير الداخلية
العميد الياس الهبر، رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر والمستشارين مازن حنا وادغار شهاب.
السفير
Another Violent Ramadan in the House of Islam
Despite the platitudes by President Obama about Islam being based on peace, the cold reality is very different. After all, peace and Islam do not go hand-in-hand because Islamic Sharia law is not based on equality, on the contrary it is about the supremacy of Muslims over the non-Muslim dhimmis.
Also, the central aspect of Islam is clearly about Mohammed and not God. Muslims follow what Mohammed did and not what God ordained and for non-Muslims this appears that Muslims have a "duality" because God appears to come a poor second to Mohammed.
Yet when you delve into the reality of the real Mohammed then it is clear that modern Islam is based on the sayings of Mohammed, the life of Mohammed, and so forth. Did God ordain that old men can marry young children? Of course not, however, the marriage age of children in Saudi Arabia is based on Mohammed.
The Islamic concept is not about God but what Mohammed did. Therefore, because he married a young child it means that old Muslim males can marry very young children in the land of Mecca and Medina. The same applies to a multitude of sins which Mohammed did and said, and this is why violence, Mohammed, and Islam, are part and parcel of the same thing.
Therefore, violence during Ramadan is natural because Islam is based on the hatred of others and Islam justifies jihad, enslavement, murder of infidels and apostates, and so forth. Given this, the blood keeps running and flowing in accordance with the tenets of Islam and the life of Mohammed.
Mohammed stated to (Koran 9:29) "Fight those who do not believe in Allah, nor in the latter day, nor do they prohibit what Allah and His Messenger have prohibited, nor follow the religion of truth, out of those who have been given the Book, until they pay the tax in acknowledgment of superiority and they are in a state of subjection."
Since Ramadan began in 2010 we have had countless suicide attacks or attacks against innocents in Afghanistan, Egypt, Iraq, Somalia, Pakistan, and other majority Muslim based nations. At the same time the last surviving Jain temple was attacked by Islamic zealots in Kashmir and Sikhs have been told to convert to Islam or face death in Pakistan.
Even during the ongoing flood tragedy in Pakistan you have no let up and no love or compassion amongst the religion of hate. This applies to Ahmadiyya Muslims being bypassed for economic aid at the expense of the dominant Sunni Muslim population.
However, Islam is based on "shaky grounds" because are we to really believe that Angel Gabriel was talking to Mohammed all the time? Also, when Mohammed was visiting all his wives, concubines, and child bride, then what was Angel Gabriel doing?
Therefore, the story of Mohammed in the later years when he obtained power is about his daily sexual drive and visiting all his females, while praying 5 times a day and talking to Angel Gabriel. Also, during jihadist attacks by Mohammed and massacring Jews and Pagans, we are meant to believe that all this was sanctioned by Angel Gabriel, which implies God.
Given this, the Muslim God allowed Mohammed to have more wives than any other Muslim male and the Muslim God allows Mohammed to kill and plunder and then enslave innocents who had been free.
It is sheer madness to anyone with a rational mind, however, this madness is ongoing and the liberal version in the West is very far from the real version. Therefore, just like the madness of Mohammed having sex with so many wives, a child, and several concubines, while still praying to God in between. The same twisted thought pattern continues within Islam in the 21st century, just like it had in the 7th century.
Therefore, modern day Islamic jihadists pray to God and kill, and then pray again to God and somehow they believe that this is holy. However, what was holy about Mohammed and what is holy about Islam?
The liberal West is "prostituting itself" in the name of political correctness, the fear of being deemed religionist, and because of the inherent weaknesses within the democratic system. This in turn enables Islamists to spread their evil message via a dual policy.
On the one hand we have radical Islamists being given a safe haven in America, the UK, India, and other democratic nations, and this can be seen by homegrown terrorists and radical organizations. Yet on the other hand we have the dual aspect based on "stealth jihad," whereby converts or liberal Muslims or Muslims espousing taqiyya and kitman are laying the foundation for the destruction of the host nation.
India is a prime example, after all they faced the "duality" of this Islamic jihad and this jihad is still ongoing in India. The Buddhists and Hindus, and others like the Jains and Sikhs, were shown the sword of Islam and many heads were beheaded in the name of Mohammed and so-called Islamic justice. At the same time the Sufi's were sent to India in order to create confusion and many converts to Islam were also gained this way.
This is one form of the "stealth jihad" but you have so many ways of creating confusion in order to obtain power by deception. Therefore, the words by President Obama about Islam and peace and the ongoing situation about a new mosque being built so close to September 11th is part and parcel of this duality.
Therefore, behind the real Ramadan is death and violence but world leaders and companies will prostitute themselves for oil, business contracts, and other factors. The same applies to mega banks who desire to enter the Islamic banking sector.
Given this, it is yet another bloody Ramadan and the religion of jihad and stealth jihad continues to wage an "open war" and a "hidden war." Of course, the "hidden war" is much more dangerous and because of people like President Obama and political leaders in the UK, the advancement of Islam continues under the banner of "peace."
However, "real Islam" can be seen by "the soul of Ramadan" which still witnesses death, terrorism, forced dhimmitude, and persecution. Even during the so-called holy period of Islam it is the same; death, terror, hatred, jihad, and stealth jihad.
Lee Jay Walker

http://islamicpersecution.wordpress.com
Chaldean Bishop Tells US: Don't Leave Iraq in Chaos
The United States risks failing in its duty to Iraq by withdrawing its troops while the country is still in chaos and terrorists "come and go as they please".
Chaldean Auxiliary Bishop Shlemon Warduni of Baghdad told Vatican Radio: "We desire, we ask, and we scream for peace and security."
US combat troops are scheduled to leave Iraq at the end of the month, formally ending Operation Iraqi Freedom. About 50,000 US troops will remain in Iraq until the end of 2011 to continue training and assisting Iraqi security forces.
Bishop Warduni said war does nothing but destroy everything.
"There are no jobs, there are car bombs, kamikaze attacks and other acts of violence. If foreign troops leave, they have a duty to leave peace and security behind them," he said.
He also expressed concern about the political deadlock between Iraqi leaders who have not been able to form a government since parliamentary elections in March.
"It's very difficult to live somewhere where there is no law and no government," he said, adding that terrorist elements had been taking advantage of the lack of a stable central authority.
Bishop Warduni said that overturning the dictatorial regime of Saddam Hussein in order to put democracy in its place had not worked.
"Democracy needs to be taught, it needs to be planted, not imported," he said. He compared life in Iraq under Saddam as like living "in a huge jail."
"And what happens when a prison is suddenly thrown open?" he asked. It is like a dam that opens without warning and unleashes huge waves of destruction, he said.
The only way for Iraq to begin anew is for all sides to set aside their partisan interests and focus on what is best for Iraq as a whole, he said.
The country needs to create a strong stable government that enforces the law, he said, and Iraqis need the assistance of the whole world "to help snuff out the wars".
Meanwhile, Iraq's new ambassador to the Vatican, Habbeb Mohammed Hadi Ali al-Sadr, said once Iraqi forces were able to guarantee greater security, then normality and the rebuilding of the nation could begin with help, co-operation and investment from western countries. The ambassador spoke at a July 14 press event in Rome.
He said the Iraqi government had been looking for ways to work with the Vatican and had expressed hope for a visit by Pope Benedict XVI to Iraq. One Vatican source, however, told the American Catholic News Service that a papal visit was very unlikely, especially given the precarious security in the region.
Mr Al-Sadr said the government had taken steps to preserve Iraq's Christian heritage and culture. Every year about a dozen men are sent to Rome to further their education as priests, and the country wants to promote religious tourism, specifically a pilgrimage to the birthplace of Abraham in Ur, he said.
The ambassador, who met Pope Benedict on July 2 when he presented his diplomatic credentials in a private audience, said he asked the Pope to urge Christians who have fled the country to return to Iraq.
He said Iraqi Christians have an important role to play in the cultural, technological and economic progress of the country.
"Iraq, in its revival, cannot do it without them," he said.
To help facilitate their return, he said the government was committed to finding them employment, providing land on which to build a home and offering the equivalent to $1,300 in Iraqi currency.
There is no campaign of "religious extermination" against Christians because, if there were, Christians would be the only ones facing attacks, he said.
"The terrorists attack all Iraqis indiscriminately," he said.
Mr Al-Sadr said terrorist elements were coming from outside of Iraq, and they only added Christians to their hit lists because an act of terror against Christians gets more media attention than killing Muslims.
In this way, "without realising it, the mass media and western organisations have supported the terrorists' ploy", he said.
By Carol Glatz

www.catholicherald.co.uk
Counterterrorism, Inside Out
'Without a shot being fired, without even a clear sense of who the attacker is, much of the United States could find itself living in post-Katrina New Orleans, but without hope of a rescue anytime soon." Stewart Baker, the founding policy director at the Department of Homeland Security under Pres. George W. Bush, makes this and other alarming announcements in his new book, Skating on Stilts: Why We Aren't Stopping Tomorrow's Terrorism. He explains why he's so worried, what he learned about the ACLU, and more in an interview with National Review Online's Kathryn Jean Lopez:
LOPEZ: How did you come up with the title? I mean, I know you're into hiking, but have you ever tried skating on stilts?
BAKER: I was trying to convey two things. First, the notion that new technology can make us faster and more effective while also raising both the probability and the consequences of failure. Second, I thought it captured the flavor of working at the top of DHS -- exhilarating, exhausting, and never more than a minute's inattention from disaster.
Have I ever skated on stilts? I go hiking every year with my son, except for last year, when I was trying to get the book done while also relaunching my law practice. I've done a fair amount of rollerblading, but never on stilts. I've left enough skin on the Washington & Old Dominion Trail as it is.
LOPEZ: You write about being at the Pentagon memorial to those who were murdered there on September 11, 2001: "I look for my birth year -- 1947. Eleven dead. More than any other year. That seems fitting. By 2001, we baby boomers had shaped the United States to reflect ourselves. We were what the attackers hated. This is our fight." Do boomers know that? Have they forgotten?
BAKER: That's a great question. In general, I think boomers, or at least their leaders, have been oblivious to how they've changed the world, or how those changes are viewed abroad. Boomers want to get credit for legitimizing sex, drugs, and rock 'n' roll, or at least two out of three; at the same time, their one great claim to moral authority, the triumph over racism, is tied to an enthusiasm for embracing other cultures and an expectation that they'll be embraced in return.
In the Islamic world, that expectation seems incoherent. There, you can stand for modernism, women's rights, sex appeal, and rock music, but that puts you in permanent opposition to traditional Islamic values and their defenders -- at the risk of your life. If the attacks of 9/11 were a reaction to the West's intrusion into the Islamic world, and that's certainly how I'd view them, then the boomers did a lot to cause the reaction.
In the boomers' generational narrative, though, the bad guys are defenders of traditional values who don't like dark-skinned foreigners, while the good guys attack traditional values and defend dark-skinned minorities. So the boomers' response to the attacks has been to prove that they are the good guys by showing how tolerant of Islamic culture and Middle Eastern minorities they can be.
It makes a kind of sense if your generational myth is the Freedom Riders in Mississippi, but I don't think it communicates much more than muddle (or perhaps weakness) to al-Qaeda and its sympathizers.
LOPEZ: Is the "Ground Zero mosque" a homeland-security issue? How does it sit with you?
BAKER: To tell the truth, I'm pretty ambivalent. Of course there's a right to build the mosque there, but the First Amendment doesn't put an end to the debate over what's appropriate. I guess I'm like the vast majority; we honor the rights of the builders of the mosque but we profoundly wish that they'd show more sensitivity than they have so far.
LOPEZ: Nidal Malik Hasan at Fort Hood. Umar Abdulmutallab on Christmas Day. Faisal Shahzad at Times Square. Najibullah Zazi and the New York City subways. We've had our share of attacks and close calls this year. Are we not doing what we need to do to protect the homeland?
BAKER: Stopping lone-wolf attacks is extraordinarily difficult. Plus, now that the meme of Islamic suicide attacks is abroad in the land, it's going to attract some nutcases who might have killed their relatives or coworkers in a different climate. I don't think we should expect to stop every one of those attacks. Our best hope is to keep al-Qaeda and its affiliates from organizing and training a bunch of these people for a much more dangerous effort. So far, we've been lucky, but some of that luck is the result of a concerted effort. We spotted some of the attackers who were foiled in part because we know a lot about who is traveling to places where they might get training, and federal and New York City authorities have been aggressive about infiltration of nascent conspiracies. On the whole, I'd say that this administration has picked up and carried forward many of the policies that worked in the last administration, especially at home. Abroad, there's a growing risk that disengagement will allow al-Qaeda and its allies to find a place of refuge where our drones and troops will no longer go.
LOPEZ: "The American Civil Liberties Union went nuts," you write about one policy, in your book. Could that be written frequently?
BAKER: Yes, unfortunately, the ACLU's business model these days is to go nuts whenever the government responds to new threats by using new technology. The ACLU's tactic is one of weakness; they know that as new technologies become more common, the government's use of those technologies will come to seem ordinary common sense. So they have to start shouting early, before the technology is widely adopted, so it can be cast as strange, scary, and oppressive. My favorite example was when the ACLU denounced as the second coming of 1984 the police's use of handheld computers to search publicly available databases. It seemed silly then. A couple of years later, when we all are getting iPhones and Android phones with search built in, it seems downright quaint. But in other areas, like access to travel data, the ACLU and their foreign allies in the European Union have made it very difficult to run a smart air-security program.
LOPEZ: Were their concerns ever valid or reasonable?
BAKER: Sure, there's a grain of truth in most such concerns. If you'll forgive a digression, I've always been fascinated by the social predictions that accompany new technology, and especially the dystopian predictions. Because those founding fears are transmitted as part of the culture of the early adopters. The air industry, born in an age of war, feared the use of civilian flights for military purposes, and many early measures were designed to prevent such uses. The nuclear industry was born in original sin -- "I am become death" and all that -- so its advocates were always trying to find a way to show how splitting the atom could make mankind safer and better off; they became advocates for nuclear power and disarmament. And the same is true for computers. Born into a bitter and unresolved struggle with totalitarianism, the early industry was alive to the ways in which data processing could enable state control of citizens. That was not a foolish concern, and it's a good idea to be wary of that possibility. And indeed, the elite of the profession, even today, is acculturated as part of their technical education and socialization to resist such uses. But I would argue that the acculturation process has produced an overreaction. It's like an autoimmune disease in which useful responses to antibodies has been so amped up so far that they're causing harm, not good.
LOPEZ: You used to argue for the wall between cops and spies, as you put it. When did you see you were wrong?
BAKER: Not until after 9/11, when I saw how much harm the wall had done. In August 2001, as administered by the FISA court, the wall prevented the FBI from using a large, preexisting task force of criminal investigators to track down the al-Qaeda operatives we knew had entered the country. They could have been found and stopped if more resources had been mustered in those days, but even with the intelligence systems blinking red about an imminent attack, the FISA court and the FBI were more focused on maintaining the wall than on stopping al-Qaeda. That was far too high a price to pay for the modest and mostly theoretical civil-liberties payoff we got from the wall.
LOPEZ: So you're not anti-privacy?
BAKER: Like everybody, I believe in privacy, and I mourn the loss of secrecy and anonymity that modern technology has brought about. But trying to roll those developments back is a fool's errand, and rolling them back just in government is dangerous as well as foolish, since it will keep the government from protecting citizens from serious threats. I think we should protect privacy by using technology rather than fighting it. For example, the first place we should implement comprehensive computer surveillance is in government workers' use of government databases. They should lose workplace privacy first and most thoroughly, since that will allow us to punish government employees who misuse private data. We already do that -- in the 2008 campaign, both Barack Obama and Joe the Plumber were the victims of "file browsing" by hostile or curious government workers, and practically all of the browsers were caught and fired. Some were prosecuted, thanks to our computer-audit capabilities. Adopting those capabilities in a concerted fashion is very good practical protection for privacy.
LOPEZ: How would you rate Janet Napolitano's job performance?
BAKER: On fighting terrorism and building DHS into an effective and unified agency, I think she's done well. She's had an opportunity to back away from many of the initiatives that were launched in the last administration. Instead, she's kept most of them, and embraced a few with great enthusiasm. Perhaps her most effective achievement, for which she doesn't get much credit, has to do with DHS's role inside government. It would have been easy for this administration to treat DHS as the ugly stepsister -- adopted in a form that Democrats didn't like, committed to a mission associated with the last administration, and lacking any Democratic alumni who could speak up for the department in the crucial early turf battles. Instead, from the moment she took the reins, she's made DHS a force inside the administration, establishing that its role in fighting terrorism is a nonpartisan issue. Under a different leader, the outcome could have been very different
LOPEZ: Isn't it next to impossible to do that job well? Isn't the Department of Homeland Security way too big? Not just the bureaucracy, but its mission?
BAKER: It's an operational department, which is rare in the federal government. DOD, Veterans Affairs, and DHS are the three biggest departments precisely because they actually deliver services direct to constituents -- rather than telling states or industry how to deliver services.
That's an immense management challenge. I'm not sure it makes DHS "way too big," since those workers would have to be somewhere. Putting them in DHS has certainly helped focus them on terrorism prevention in a way they weren't before. The best example is border enforcement, which used to be divided between Justice (immigration), Treasury (customs) and Transportation (Coast Guard). Those are all smaller departments where in theory the border enforcers could have gotten more attention and oversight than at DHS. But in fact, each of those departments was dominated by a culture that was focused on something else -- prosecutions, or revenue, say. Only when they came to DHS could they take full responsibility for dealing effectively with border issues, and on using border authorities to keep terrorists out of the country. I think that's a major accomplishment that is directly attributable to the creation of DHS.
Of course, in an operational department with 50,000 employees, someone is always screwing up. Plus, as I said earlier, completely stopping every lone wolf attack is an unrealistic goal. If you hold the secretary responsible for every screw-up of that sort, the job is impossible. But I don't think that's been happening, at least not recently.
LOPEZ: You've written that "one of my cybersecurity nightmares is that foreign nations will use a network attack to bring down our power grid in a time of crisis." Do you just have particularly Bauer-ish nightmares, or is that a real threat?
BAKER: It is. Our computer networks are remarkably insecure, and the use of those networks to support the power grid is still growing. Indeed, the "smart grid" program is spurring that growth. Plus, it's so difficult to attribute such attacks, given the Internet's current architecture, that the temptation to launch an attack and blame it on criminals or "volunteers" would be very strong.
LOPEZ: You predict a "biological" "disaster" that won't likely be prevented, because of all these business and foreign and foreign interests who would push back against necessary measures. Are you being overly dire? Do we have concrete reasons to be worried about "biological malware"?
BAKER: Here's why I think a biologic disaster is coming if we stay on our current trajectory. Biotech's ability to construct viruses from scratch is following something like Moore's Law -- it's twice as cheap and twice as easy to build a virus today than it was a year ago, and it will be four times as cheap and easy next year. Pretty soon, the ability to build smallpox from scratch will move from a few very sophisticated labs to college and even high-school labs. I have a lot of faith in the essential goodness of most people, but I don't see how we proliferate that frightening capability that widely without it falling into the hands of someone who has a grudge against the world. And that doesn't take into account the possibility that someone would make a different but equally dangerous virus out of sloppiness, or because they have invented a vaccine for the new bug but can't sell it unless the disease spreads.
LOPEZ: How does the Visa Waiver Program remain a threat?
BAKER: The Visa Waiver Program allows people from some 35 countries to come to the U.S. without prior vetting. In its original conception, the program assumed that we could trust all the citizens of particular countries not to do anything here that we couldn't live with. Of course, we were worried more about illegal immigration than terrorism, so we ended up trusting most developed countries. The VWP was reformed substantially in the last administration, and I tell the story in the book. Now, no one comes here without going online and getting permission first, and most countries in the program share information about suspected terrorists and criminals inside their borders, so we know whom to scrutinize. All of the countries admitted after 9/11 have done this, and any other candidates will need to meet the standard.
Unfortunately, some of the countries that were admitted before 9/11, like France and some other Western European countries with large Muslim populations, don't share such information. So there's still a lot of risk in the program. We will need to show great resolve, and a willingness to kick a few of the least cooperative countries out of the program, if we want to close these security holes.
LOPEZ: Do we regularly surrender security to diplomacy?
BAKER: Yes.
LOPEZ: With certain countries in particular? Europe seems to be a big problem.
BAKER: I think we tend to view the European Union as an ally, even though most European institutions are strikingly cool, if not hostile, to U.S. interests, even in areas of common concern. I talk in the book about how often European officials tried to thwart reasonable security measures, using bogus legal and privacy arguments. There were three such negotiations between 2003 and 2007. Now the Europeans have launched a fourth attack on U.S. security measures. I can't think of another jurisdiction in the world that would feel free to force the U.S. into four negotiations in seven years over the same topic.
LOPEZ: How can you see that changing?
BAKER: I'd say Europe needs some tough love. European institutions are used to the idea that, come what may, the U.S. will support greater European consolidation. But in fact, the U.S. has much better relations with the nations of Europe than with Brussels, which raises the question whether the U.S. should continue to support further consolidation of authority in Brussels, especially since there's little evidence that European publics (as opposed to European elites) actually want more consolidation.
LOPEZ: How can the Transportation Security Administration be made better?
BAKER: We need to move from a weapons-focused air-security system to one that focuses on finding potential terrorists. I've got a chapter that lays out the way that travel data and good ID can be used to start the shift to a more efficient and more flexible screening system.
LOPEZ: Is there anything you've been pleasantly surprised by from the Obama administration?
BAKER: As I said earlier, DHS has seen a lot of continuity in counterterrorism policy and operations. That didn't have to happen.
LOPEZ: Is there anything that they've reversed that keeps you up at night?
BAKER: This administration has said a lot about cybersecurity, but it has lost a lot of practical momentum. The determination and some of the decisions that had been mustered in 2008 to address cybersecurity risks have been rolled back, delayed, or turned over to the lawyers for more talk. Meanwhile, the risks continue to grow.
LOPEZ: You write that "The new administration has embraced civil liberties rhetoric with enthusiasm. Some of them seem convinced that they have a mandate to roll back any security measure that reduced privacy or inconvenienced the international community. I don't think that will happen with border security, but the new administration's deference to privacy groups and international opinion will make it far harder to do anything about the new threats." Why do you say that about the border? What inspires your confidence?
BAKER: 9/11 provided a riveting and formative experience of our national-security exposure. Indeed, that may have been the only such experience that President Obama lived through -- since he missed the Cuban missile crisis. I'm confident that he understands experientially why we need real security measures aimed at terrorism. And in fact the last 18 months have demonstrated that the Obama administration is largely committed to the counterterror programs of the last administration.
LOPEZ: If whoever truly directs homeland-security policy for this administration can take one lesson from your book, what would you hope it be?
BAKER: When privacy groups attack your program, and they will, don't surrender. The ACLU and its allies in the media always fight a great first round. If you stop the fight then, you'll lose. But if you counterpunch with real data and self-confidence you can win every round after the first.
LOPEZ: Knowing what you know, what makes sleep possible?
BAKER: To paraphrase Churchill, in my experience our politicians, and the electorate, usually do the right thing -- after exhausting all the alternatives. And that's how we'll get the privacy-security balance right as well. I figure my job is to minimize our casualties in getting to that point. Plus, I've been surprised and pleased that a book that is so blunt about the failings of the privacy lobby has received so many favorable reviews from mainstream media such as the L.A. Times and the Wall Street Journal. Maybe that means that journalists, who have a nose for cant, are starting to get wise to the privacy lobby's excesses. If so, the tide may have already turned.
LOPEZ: How can the average American voter make use of your book?
BAKER: I'd offer two lessons:
1. Technology will make it easier for bad people to cause us harm. And government can only do so much. You need to be prepared to help yourself, your family, and your neighbors if bad things do happen. Don't obsess about it; just make sure you have a week's worth of stuff to keep you going in an emergency. Food, water, fuel. And, for reasons I give in the book, a course of antibiotics stored in a cool, dry place.
2. Since everyone believes in privacy and is a little uneasy about where technology and classified security programs could take us, there's a temptation to say, as I once said, that a little more privacy and a few more protections for civil liberties can't hurt. It's also tempting to assume, when your party isn't in power, that shocking government abuses of power are imminent, so any restriction on government authority is probably a good idea.
It's not. As the book shows, over and over, that kind of thing can get people killed. It was a seemingly harmless civil-liberties measure that killed our last best chance to find the hijackers. It also prevented TSA from building a security system that looks for terrorists, not just weapons, and at the same time made privacy victims out of a bunch of kids who had the same name as a terrorist. For five years, because Congress had declared that TSA could not be trusted with airline passengers' birthdates, those kids spent years getting hassled in airports because they couldn't be distinguished in government records from terrorists. And the rest of us were less safe because passengers like the Christmas Day bomber escaped notice.
Both the Republican and the Democratic parties have politicians who pander to that kind of disaffected libertarian sentiment.
As always in a democracy, the best way to put a stop to that is stop voting for them.
By Kathryn Jean Lopez
National Review Online.