Saturday, August 21, 2010

500 مليون دولار لباكستان وفيضانات جديدة تهدّدها

منكوبون يتزاحمون للحصول على مواد غذائية من جمعية خيرية محلية في قرية كرمداد قرشي بمقاطعة ديرا غازي خان في اقليم البنجاب امس. (رويترز)
فرّ سكان مناطق جديدة في جنوب باكستان هرباً من الفيضانات التي يزداد ارتفاع منسوبها في جبهة جديدة لكارثة أثارت تساؤلات في شأن استقرار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وتكافح السلطات لتعزيز حاجز لصد موجات المد المتنامية على مشارف مدينة شاه داد كوت باقليم السند، والذي تقول منظمات اغاثة انه ما زال هشا للغاية في مواجهة الفيضانات التي تجتاح باكستان منذ ثلاثة اسابيع.
وشاركت شاحنات ثقيلة وجرارات وعربات تجرها الحمير في نقل الناس، في تكرار لمشاهد يرونها طوال هذه الكارثة التي شردت أكثر من أربعة ملايين نسمة.
وينتشر الفيضان في انحاء حزام زراعة الارز في شمال السند في منطقة تلو الاخرى متجاوزاً السدود. وشق الناس قنوات عبر الحواجز والطرق على أمل تشتيت المياه بعيداً عن منازلهم.
وتوقع مسؤولون أن تهطل الأمطار على أجزاء من إقليم البنجاب وإقليم السند وإقليم خيبر بختون خوا في غضون الساعات الاربع والعشرين المقبلة.

المساعدات
ودفعت الاسرة الدولية حتى الآن مساعدات عاجلة تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار لباكستان المدمرة بالفيضانات، لكن هذا الجهد الاولي يبقى متواضعا بالمقارنة مع احتياجات ملايين المنكوبين والنفقات المقدرة لاعادة الاعمار.
ونصف هذا المبلغ مر عن طريق الامم المتحدة لتلبية نداءات بجمع 460 مليون دولار لصندوق الطوارئ الذي اطلق في 11 آب . اما الباقي فجاء من المساعدات الثنائية، وخصوصاً من السعودية التي دفعت اكثر من مئة مليون دولار، ومنظمات غير حكومية ومؤسسات وشركات خاصة.
وتتصدر الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا لائحة الدول التي ساهمت في جمع مبلغ 490,7 مليون دولار، بحسب مكتب الامم المتحدة المخول تقديم حصيلة يومية لوعود المساعدات الانسانية.
ويتخطى هذا المبلغ، الذي يضاف الى وعود بقيمة 325 مليون دولار، رقم الـ 460 مليون دولار الذي طلبت الامم المتحدة تأمينه في 11 اب .
وقال المصدر نفسه ان المبالغ التي دفعت فعلاً للخطة العاجلة للامم المتحدة تبلغ حاليا اكثر بقليل من 263 مليون دولار اي نحو 57 في المئة مما طلبت المنظمة الدولية. واضاف انه الى جانب الـ 500ـ مليون دولار التي دفعت بلغت قيمة الوعود بتقديم اموال تلبية لنداء الامم المتحدة نحو 325 مليون دولار.
ودعا مسؤولون عدة في الامم المتحدة في الايام الاخيرة المانحين الى عدم الاكتفاء بالوعود و"تحويلها الى شيكات" في اسرع وقت ممكن.
صندوق النقد
واعتبر صندوق النقد الدولي ان حجم الكارثة التي حلت بباكستان جراء الفيضانات يستدعي مراجعة برامج المساعدة والميزانية وعواقبها الاقتصادية على البلاد.
ومن المقرر عقد اجتماع الاسبوع المقبل بين صندوق النقد وباكستان التي يتوقع ان تطلب منه تخفيف شروط قرض بقيمة 10 مليارات دولار حصلت عليه في 2008.
وقال مدير منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى لدى صندوق النقد الدولي مسعود احمد ان "حجم الكارثة يتطلب مراجعة الميزانية وتوقعات البرامج الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي من خلال برنامج تمويل". واضاف: "في هذا السياق، نتطلع الى لقاء المسؤولين الباكستانيين في واشنطن الاسبوع المقبل لتقويم التبعات الاقتصادية للفيضانات والتدابير التي اتخذت لمواجهة هذه التبعات، ومناقشة الطرق التي يمكن من خلالها لصندوق النقد الدولي ان يساعد افغانستان في هذا الوقت العصيب".
وكتب مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان "صندوق النقد الدولي يقف الى جانب باكستان في هذا الوقت العصيب وسيقوم بدوره لمساعدة البلد".
ونقلت صحيفة "الفايننشال تايمس" عن مسؤولين باكستانيين ان وزير المال الباكستاني عبد الحفيظ الشيخ سيطلب من صندوق النقد الدولي اعادة جدولة الدين الحالي او خطة تمويل جديدة. وقال مسؤول للصحيفة: "اما ان يخفف الصندوق شروط البرنامج الحالي او يناقش برنامجاً جديداً وفق معايير تناسب المستجدات. البرنامج الحالي ليست لديه مقومات البقاء".
وحتى قبل الفيضانات كان يشاع ان باكستان ستطلب قرضا جديدا من صندوق النقد.
و ص ف، رويترز

No comments:

Post a Comment