Tuesday, August 24, 2010

تعيينات المستقبل: حصّة الأسد للصقور
من المستقبليين من يشير إلى أنّ أحمد الحريري استبعد بعض الوجوه الشبابية (أرشيف)خرجت إلى العلن أمس أسماء مساعدي الأمين العام ومنسقي المناطق والقطاعات في تيار المستقبل، بعدما تأجلت شهراً كاملاً. فوجد المستقبليون في عمل مكتبهم السياسي انتصاراً جديداً، رغم التأخير الحاصل. لكن لم يراجع التيار بعد أي قرار أو موقف اتّخذه
نادر فوز
مرّ شهر على انعقاد المؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل، وقاربت نتائج هذا المؤتمر ومقرراته التنظيمية مرحلة الإنجاز الكامل. وإن جاز التعبير، يمكن القول إن كثيرين من الحريريين يبالغون في الإعراب عن سرورهم لإتمام هذه الخطوات التنظيمية بوصفها إنجازاً. وهو إنجاز يتوعّدون بكونه يضع الحجر الأساس لورشة العمل الداخلية الملزمة بعد سلسلة من الإخفاقات والتراجعات.
التأم أمس المكتب السياسي في التيار، في اجتماع ثان منذ انتخابه قبل شهر، وأصدر قرارات تعيين الأمناء العامين المساعدين والمنسقين العامين في المنسقيات العامة ومنسقيات المناطق والقطاعات. وتشير لائحة هذه الأسماء المعيّنة إلى أنّه لا تحسّن أو مراجعة في عمل التيار، وهناك «ترفيع تنظيمي» لعدد من المسؤولين عن بعض الإخفاقات المستقبلية. ويلاحظ أيضاً أن المكتب السياسي كلّف سمير ضومط مهمات الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية، لتضاف إلى جعبة ضومط، نائب رئيس التيار وعضو المكتب السياسي. وكافأ المكتب السياسي أمس مجموعة من الوجوه، منها أيمن جزيني الذي بات المنسق العام للإعلام، ونصير الأسعد المنسق العام للتثقيف وإعداد الكوادر، وخالد شهاب الذي عُيّن منسّقاً عاماً للانتخابات، ووليد السبع أعين أميناً عاماً مساعداً للشؤون المالية والإدارية.
يبدو أن آل الحريري والمكتب السياسي اتّخذوا خيارات قد تكون خطيرة. إذ لا يمكن جزيني، المرابط في مقالاته الورقية والإلكترونية للهجوم على حزب الله وسوريا، أن يجاري ما يتحدث عنه الرئيس الحريري عن الاستقرار والتفاهم والحوار مع الحزب والقيادة السورية.
وإذا كان المسؤول الإعلامي الجديد، اليساري السابق، لا ينفك عن الإساءة العلنية والواضحة والمستمرة لسوريا والحزب، فمن المؤكد أن المسؤول المعيّن للتثقيف غير قادر على السير في خط الهدنة. وقد يضيف نصير الأسعد، في جلساته الإعدادية للكوادر، خطوطاً حمراء يراها الرئيس الحريري قضايا عادية يمكن تعديلها أو حتى التنازل عنها.
وكان الأسعد قد ناقش الحريري طويلاً عندما طالب الأخير كوادره بتجنّب الإساءة إلى سوريا. واقترح يومها على رئيسه تنظيم خطابين، الأول عامّ للبنانيين، والثاني مخصص للمستقبليين يمكن التعبير فيه عن الموقف الحقيقي للقيادة.
أما خالد شهاب، الخارج من التجربة البلدية المملة والفاشلة، فيأتي منسقاً للانتخابات. هو الذي لم ينجح منسقاً لبيروت إلا بإنزال 17% من البيروتيين إلى صناديق الاقتراع. فيما وليد السبع أعين هو الرجل المؤتمن من آل الحريري على الوضع المالي للبيت. وهو اليوم ينتقل من مهمة كاتم الأسرار المصرفية إلى مهمة تنظيم أموال التيار، وهو خير دليل على أنّ تيار المستقبل بقي بعد المؤتمر التأسيسي حزب العائلة.
اللاشيء ــ اللاتغيير
هذه النماذج التنظيمية القليلة تؤكد أنه نتج من المؤتمر التأسيسي المستقبلي شيء واحد: اللاشيء. أي استمرار الحالة التنظيمية في التوجه السياسي نفسه «الحاقد» وغير الواعي لما يجري إعداده من تسويات وهدنات.
يوافق سياسي بيروتي عتيق كان مقرّباً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن المستقبل يلازم مكانه تنظيمياً. ويشير هذا الرجل المطّلع على ما يجري في التيار إلى أنّ المؤتمر لم يحمل معه النقاشات اللازمة للمرحلة السابقة التي يرى أنها تمتدّ من حرب تموز 2006ـــــ لا قبلها ـــــ وحتى اليوم. فكل من سأل الحريري خلال يومي المؤتمر، لم يطرح سوى تجاوز الرئيس لممثليه وتهميشه لهم قبل اتخاذه قرارات سياسية صعبة، وأولها زيارة سوريا والحوار مع حزب الله.
وتغييب هذه النقاشات، التي لم تجد لها مكاناً ولا خاطراً في المؤتمر، يعني أمراً واحداً بحسب المتحدث البيروتي: لا يريد أحد في المستقبل الاعتراف بأن أخطاءً حصلت، والاستمرار في سياسية أداء دور الضحية.
ولم يكتف آل الحريري باستبعاد منطق المراجعة، بل عمد الثنائي سعد وأحمد إلى المحافظة على مسؤولي المستقبل بين أعوام 2005 و2009، ثم كُرموا في 2010. فعيّن عددٌ منهم في المكتب السياسي، ورفّعت مناصب آخرين. يضيف الرجل البيروتي: «لم يعترف أحد بأنه أخطأ، وبذلك يكون سعد الحريري هو من أخطأ طوال الفترة السابقة».
الخلاصة الأهم، هي أنّ المؤتمر لم ينجح في تغيير شيء، لا داخل التيار ولا خارجه.
يشعل الرجل سيجارته، يتفقّد بعض الأوراق بين يديه، ثم يعود للحديث عما جناه المستقبل يومي 24 و25 تموز الماضي. يقول: «في الشكل كان المؤتمر فولكلورياً، وبات المستقبل يشبه النظام الملكي في جمهورية الفوضى السياسية». يسأل: «ماذا يعني أن تكون عائلة الحريري تسيطر على كل مفاصل التيار؟»، مشيراً إلى أنّ الأهم من ذلك هو أن الشخصيات الحريرية الممسكة اليوم بالتنظيم والسياسة «لا تمتلك الخبرة والتجربة لإدارة تيار أو بلد». يرفض المقرب من الرئيس الشهيد قول إنه جرى تطعيم جيل الشباب بالجيل الذي يمتلك الخبرة ومعرفة تقدير الأمور وتنظيم الحسابات اللازمة، منتقداً استمرار توسيع صلاحيات بعض «منظّفي الجوخ» في محيط قريطم أو قصر الرئيس سعد الحريري في وسط بيروت.
وعن الشباب والتجديد والتطعيم، يتابع: «جُمِّل الطاقم ببعض الأسماء، منها الوزيرة ريا الحسن، لكن هل يمكن أحداً أن يفسر وجودها في المكتب السياسي؟». يطول حديثه عن هذا القرار المفاجئ الذي ليس له تبرير وتفسير، مضيفاً: «ثمة طاقات في التيار، لكن ما نعجز عن فهمه هو التطوّر السريع لموظفة درجة ثانية في فريق الوزير الشهيد باسل فليحان، إلى وزيرة، ومن ثم إلى عضوية مكتب سياسي».
يضاف إلى ذلك أنّ ثمة من المستقبليين من يشير إلى أنّ الأمين العام، أحمد الحريري، استبعد بعض الوجوه الشبابية التي كان متوقّعاً صعود نجمها في العمل التنظيمي، ويردّون ذلك إلى الخوف الحريري من أي وجه شاب قد يبرز في القيادة التنظيمية التي يمسكها أحمد بيد حديدية.
التيار والمسيحيون
بعد 25 تموز الماضي، تغنّى المستقبليون بالتنوّع الطائفي داخل تنظيمهم. رددوا أعداد ممثلي الطوائف في المكتب السياسي وفي الأمانة العامة وفي نيابة الرئاسة، مشيرين إلى أنّ أكثر من ثلث المسؤولين في المستقبل ليسوا من الطائفة السُّنية. المعجبون بأداء قيادة المستقبل المنفتحة طائفياً، قد يصدمون لدى سماع نقد من كان إلى جانب الرئيس رفيق الحريري في مطلع حياته السياسية ونهايتها. إذ إنّ هؤلاء الذين رافقوا الحريري الأب في الطلعات والنزلات لأكثر من عقد، يقولون إن الحريري الابن لم يستطع تكرار ما فعله والده مع المسيحيين. الشهيد دخل الطوائف المسيحية عبر رؤسائها ومؤسساتها، واهتم وحافظ على وجود وتمثيل الشخصيات المسيحية التي تمثّل المؤسسات المسيحية. أما الرئيس الحالي، فالتزم خيارات حلفائه المسيحيين، القوات اللبنانية والكتائب، وألغى وجود المسيحيين الآخرين، محتفظاً فقط ببعض الأسماء البيروتية الرابضة تحت جناح التيار. وبالتالي يكون سعد الحريري قد قضى على دور المسيحيين المستقلين، فيما تفلت بعض الشخصيات المسيحية، التي ساعد الحريري الأب على إطلاقها ونجاحها، من شباك المستقبل لتكرس نفسها شيئاً فشيئاً كحيثيات جدية مستقلة في بيروت والمناطق.
يرشح عن كل هذا النقض سؤال عما إذا كان المستقبليون قد نجحوا في ما وعدوا به أنفسهم وجمهورهم، وخصوصاً مأسسة التيار بعيداً من العائليّة والمذهبيّة.
________________________________________

مهمّات وأسماء
عقد المكتب السياسي لتيار المستقبل اجتماعاً أمس واتخذ قرارات التعيينات التنظيمية. ونتيجة «النقاشات»، كُلّف نائب الرئيس سمير ضومط مهمات الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية. وعُيِّن الأمناء العامون المساعدون: وليد السبع أعين (الشؤون المالية والإدارية)، صالح فرّوخ (شؤون الفاعليات التمثيلية)، بسام عبد الملك (شؤون العلاقات العامة)، مختار حيدر أميناً للسر في المكتب التنفيذي ومكتب الأمانة العامة.
وعيّن المكتب السياسي أيضاً المنسقين العامين، فاختار أيمن جزيني للإعلام، نصير الأسعد للتثقيف وإعداد الكوادر، وخالد شهاب لتنسيق الانتخابات. وفي القطاعات، عُيِّن كل من بشرى عيتاني في المهن الحرة، نزيه خياط في التربية، ميرنا منيمنة في الاغتراب، نجيب أبو مرعي في النقابات، وسام شبلي في الشباب، عفيفة السيد في المرأة، وليد شحادة في الأعمال والاقتصاد وحسام زبيبو في الرياضة.
وأُعلن محمود الجمل منسقاً عاماً لبيروت، مصطفى علّوش لطرابلس، هيثم الصمد للضنية، بسام رملاوي للمنية، ربيع الأيوبي للكورة، سامر حدارة للقيطع (عكار)، عصام عبد القادر للجومة (عكار)، خالد طه للدريب (عكار)، محمد كجك لجبل لبنان الجنوبي، جورج بكاسيني لجبيل والبترون، ناصر حمود لصيدا والجنوب، محمد قدورة للبقاع الغربي وراشيا، أيوب قزعون للبقاع الأوسط وحسين صلح لبعلبك.
واتّخذ المكتب قرار إنشاء ثلاث منسقيّات جديدة هي: عرسال ــ الهرمل والعرقوب ــ حاصبيا وزغرتا، وفوّض إلى الرئيس تعيين المنسّقين العامّين فيها.

عدد الثلاثاء ٢٤ آب ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment