Monday, November 22, 2010

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء


إنجيل القدّيس متّى .30-25:11

في ذلِكَ الوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».


تعليق على الإنجيل:



إنّني أراك يا ربّي يسوع بعَينَيّ الإيمان اللتَين منحتهما لي؛ إنّني أراك وأنت تصرخ وتدعو البشريّة جمعاء قائلاً: "تعالوا إلَيّ وكُونُوا لي تَلاميذ". ما هي الأمثولة إلهي؟... أنت الذي بك كلّ شيء كان... ما هي الأمثولة التي ستعلّمنا إيّاها في مدرستك؟ "إنّني وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب". بهذه العبارة اختُصِرت "جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" (قول2: 3) المختبئة في كنفك: هذه الأمثولة العُظمى التي علينا أن نتعلّمها: أنّك "وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب"...

فليصغوا إليك، وليأتوا إليك، وليتعلّموا منك كيف يكونون ودعاء ومتواضعي القلوب، أولئك الذين يبحثون عن رحمتك وعن حقيقتك وهم يحيَون من أجلك لا من أجل أنفسهم. فليصغِ إلى هذه العبارة ذلك المُتعب والمُثقل الذي يترنّح تحت حمله إلى درجة أنّه لم يعد يجرؤ على رفع عينَيه نحو السّماء، ذلك الخاطئ الذي يقف بعيدًا وهو يقرع صدره (لو18: 13). وليُصغِ قائد المائة الذي لم يكن أهلاً لكي تدخل تحت سقفه (لو7: 6). وليُصغِ زكّا، رئيس العشّارين، حين ردّ أربعة أضعاف تكفيرًا عن خطاياه (لو19: 8). ولتُصغِ تلك المرأة الخاطئة في المدينة التي جعلت تبلّل قدمَيك بالدموع وهي التي كانت بعيدة كلّ البعد عنك (لو7: 37). وليُصغِ النسوة السيّئات السمعة، والعشّارون الذين يسبقون الكتبة والفريسيّين في ملكوت السموات. وليُصغِ المرضى على أنواعهم، الذين اتّهمتَ أنت بأنّك كنت تستضيفهم...

كلّ هؤلاء، حينما ينظرون إليك، يصبحون بسهولة تامّة ودعاء ومتواضعين أمامك، فهم يذكرون حياتهم المليئة بالخطايا ويذكرون رحمتك المملوءة غفرانًا لأنّه "حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة" (روم5: 20).

No comments:

Post a Comment