Sunday, November 21, 2010

استمرار الاعتداءات على «الأجانب»
العثور على جثة هندي لم تُعرف هويته، وبنغلادشية سقطت من نافذة فماتت، وباكستاني حاول الانتحار في مطعم، وسوريون تعرضوا للضرب ولعمليات سلب بانتحال صفة... العيد لم يعد بأحسن حال على العمّال الأجانب في لبنان
مر الخبر بصمت، عامل يحاول الانتحار على مرأى من الناس للمطالبة بالرحيل إلى بلاده، فعند السابعة من مساء الأحد 14 الشهر الجاري، أقدم الباكستاني بيران خ. (47 عاماً) على محاولة ذبح نفسه في مطعم في الأوزاعي، مستخدماً سكين مطبخ، وذلك بسبب عدم تمكّنه من السفر إلى بلاده، نُقل إلى المستشفى وكانت حالته الصحية حرجة. هذه الحادثة مثّلت واحداً من الاعتداءات على عمال عرب وأجانب في الأيام الأخيرة، وذلك رغم أن أعداداً كبيرة من العمال تغادر لبنان في فرصة الأعياد ، لكن يبدو أن بعض من بقوا في لبنان لم يسلموا من عمليات السلب أو حوادث العمل وما إلى ذلك.
أول من أمس، نُقلت جثة رجل في العقد الرابع من العمر إلى مستشفى في الجديدة، يُعتقد أنه هندي، ولم يُعثر على أوراقه الثبوتية، لكن جاء في تقارير أمنية، أن الجثة كانت في المدينة الصناعية، ولم تظهر عليها آثار عنف.
ظهر الأربعاء الماضي سقطت العاملة البنغلادشية كازول إدريس (24 عاماً) من نافذة منزل مشغّلها حسن ش. في الطبقة الثالثة من مبنى في حي الأميركان ـــــ الحدث، وما لبثت أن فارقت الحياة.
نُقل العامل السوري عمار ح. إلى المستشفى في زحلة لإصابته برضوض، وتبيّن أن شخصين مجهولين يستقلّان سيارة سوداء أجبراه على الصعود في سيارتهما بهدف سلبه، ولما لم يعثُرا على المال بحوزته اعتديا عليه بالضرب ثم رمياه من السيارة.
العامل السوري أنور ش. نُقل إلى المستشفى لإصابته بطعنة سكين في كتفه، وتبيّن أن هايل م. اعتدى عليه بالضرب في بلدة الفاعور.
في المنطقة المعروفة بـ«الضم والفرز» (محافظة الشمال) أقدم أربعة أشخاص مجهولين يستقلون دراجتين ناريتين على الدخول في اليوم الأول لعيد الأضحى إلى غرفة الناطور التابعة لأحد المباني، واعتدوا بالضرب على الناطور السوري محمد ع. واستخدموا آلات حادة، فأُصيب بجرح سكين في وجهه. لم يفرّ المعتدون على الفور بل فتّشوا الغرفة.
ليل الاثنين الماضي، دخل خمسة أشخاص يستقلون سيارة جيب إلى ورشة في بسوس، قرب القماطية، وكان ثلاثة منهم يرتدون بزّات عسكرية، شهروا مسدسات بوجه الناطور السوري فايز ع. وسلبوا منه ومن إخوته الذين يقطنون معه مبلغ 900 دولار و35 ألف ليرة وهاتفاً خلوياً، ثم فرّوا إلى جهة مجهولة.
وورد بلاغ إلى قوى الأمن جاء فيه أن العامل البنغلادشي عريف أ. (29 عاماً) غادر مقر عمله في رياق ولم يعد إليه، وكان ثمة تخوف من تعرضه لاعتداء ما.
سقطت عاملة بنغلادشية من نافذة المنزل وفارقت الحياة
على أي حال تعددت عمليات السلب التي وقع ضحيتها عمال سوريون، فقد دخل أربعة أشخاص إلى ورشة في بعبدا، وشهروا سلاحاً في وجه العامل السوري عادل خ. لكنهم لم يسرقوا شيئاً. يوم الثلاثاء الماضي، حضر أربعة أشخاص إلى إحدى الورش، وسرقوا معدات وأسلاكاً كهربائية من الغرفة المستخدمة مستودعاً، ثم فروا إلى جهة مجهولة.
تمثّل هذه الاعتداءات «مشهداً» يتكرر يوميّاً، إذ لا يخلو شهر من خبر وفاة عاملة منزل أجنبية. كما يلفت ناشطون في جمعيات تهتم بحقوق الإنسان، إلى أنهم، من خلال لقاءات يجرونها مع عمال وعاملات، لحظوا في الفترة الأخيرة تزايد الشكاوى من تأخر أرباب العمل في دفع مستحقاتهم. ويلفت هؤلاء إلى أن هذا الأسلوب من وسائل الضغط المعتمدة يهدف إلى إبقاء عاملات المنازل تحت سيطرة مشغّليهن، وإلى إجبارهنّ على العمل 7 أيام في الأسبوع.
أما في ما يتعلق بحوادث سلب عمال سوريين من خلال انتحال صفة أمنية، فإن هذه المشكلة لا تمثّل ظاهرة جديدة، إذ يدرك السالبون أنّ العمال لا يضعون الأموال التي يجنونها في حسابات خاصة بهم في المصارف، بل يحملونها معهم أينما انتقلوا، ريثما تسنح لهم الفرصة لزيارة بلادهم وتسليمها إلى ذويهم. وكان مسؤول أمني قد قال لـ«الأخبار» إن السلب بانتحال صفة أمنية يمثّل مشكلة تتزايد يوماً بعد يوم، ولم تنجح القوى المعنية بمعالجتها حتى اليوم، وأضاف أنّ بعض السالبين يستغلّون صفتهم الأمنية لسلب بعض العمّال.
(الأخبار)
________________________________________

لقطة
تتكرر في التقارير الأمنية، بين الحين والآخر، أخبار عن عمليات خطف ضحاياها عمال سوريون، أو بناتهم القاصرات. يوم الجمعة الماضي، ورد بلاغ إلى قوى الأمن يفيد بأن العامل كمال ح. (31 عاماً) تعرض لعملية خطف، حيث دخل ثلاثة أشخاص مجهولين إلى منزله في محلة حياكة قرب جونيه، وادعوا أنهم من «رجال الاستخبارات»، وكان أحدهم يحمل مسدساً حربياً، فيما حمل الرجلان الآخران العصي، وأقدموا على خطف صفاء زوجة كمال، ثم سرقوا أوراقها الثبوتية وفروا إلى جهة مجهولة.
في المنصورية، لم يسلم العمال اللبنانيون من اعتداءات لصوص، فقد دخل ثلاثة أشخاص مجهولين وملثمين إلى مطعم في المنطقة وسلبوا عمالاً لبنانيين بينهم روني ح. والمصري صابر م. مبلغ ألفي دولار، بعدما شهروا بندقية كلاشنيكوف.
يُذكر أنه قبل نحو 3 أشهر، خُطفت زوجة عامل سوري قرب بعلبك، واعتدى الخاطفون عليها ثم رموها على الطريق العام في قرية في البقاع الأوسط بعد نحو ثلاثة أيام على الحادثة.

عدد الاثنين ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment