Friday, November 26, 2010

تفاهمات إسرائيليّة ــ أميركيّة لما بعد اتّهام حزب اللّه
يحيى دبوق
كشفت صحيفة معاريف أمس، عن وجود تفاهمات أميركية ـــــ إسرائيلية لمواجهة تداعيات صدور القرار الاتهامي بحق حزب الله، وما يجب فعله وعدم فعله، إذا قرر الحزب التحرك وتصعيد الأوضاع الأمنية، وسط حديث إسرائيلي متجدد عن تورط الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وذكر مراسل معاريف في واشنطن، شموئيل روزنر، أن «القرار الاتهامي في قضية اغتيال الحريري سيصدر خلال أيام أو أسابيع، ويحاولون في الإدارة الأميركية منع أي تدهور للوضع الأمني في أعقاب صدوره»، مشيراً إلى أن «واشنطن تبذل في الموضوع اللبناني أكثر مما تبذله في الموضوع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، وسيُفاجأ من يطّلع على جدول أعمال المسؤولين الأميركيين في ملف الشرق الأوسط، بحجم الجهود الأميركية حيال لبنان، سواء مع السعوديين أو مع المسؤولين الإسرائيليين، الذين زاروا واشنطن أخيراً».
ونقل روزنر عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على تفاصيل المباحثات الإسرائيلية ـــــ الأميركية حيال لبنان، أن «بين واشنطن وتل أبيب تفاهمات على ما ستفعله أو لا تفعله إسرائيل، في حال حصول تصعيد في لبنان»، مشيراً إلى أن «الأميركيين أرادوا أن يُلجموا إسرائيل كي لا تسبب تدهوراً غير ضروري في الأوضاع الأمنية. لكن من جهة أخرى، أرادوا أن يستخدموها سوطاً ضد من يريد زرع الشغب في لبنان».
أضاف روزنر، المعروف بعلاقاته الواسعة مع المسؤولين الأميركيين، أن «واشنطن لمّحت إلى أن إسرائيل قد تهاجم (لبنان)، وهذا هو التهديد الأكثر فاعلية في حوزتها حيال هذه الساحة، بناءً على الفرضية القائلة إن الأميركيين لن يرسلوا حاملات الطائرات لمعالجة مشكلة حزب الله في لبنان».
أميركا تجد صعوبة في معالجة الأزمة المتوقّعة للبنان لأنّ الكرة في ملعب حزب الله
وأشار روزنر إلى أن «الولايات المتحدة تجد صعوبة في معالجة الأزمة المتوقعة للبنان؛ لأن الكرة في ملعب حزب الله، الذي سبق أن لمّح إلى أنه لن يقبل باتهامه، وفي الوقت نفسه، لا يعلمون إلى أي مدى سيصل الحزب في تحركه (المضاد)، فهل يكتفي بعرض قوته، أم يحاول إسقاط الحكومة؟ هل يكتفي بتوجيه إصبع الاتهام إلى إسرائيل، أم يوجه صواريخه إليها؟». وشدد على أن «الأميركيين قادرون على تصوّر سيناريوات، وعلى أن يحذروا حزب الله، وأن يجروا حوارات، لكنهم سيضطرون في نهاية الأمر إلى تأجيل ردود أفعالهم على الأحداث، إلى التوقيت الذي يحدده حزب الله».
أضافت الصحيفة أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري «فيلتمان، أدخل يديه عميقاً في المستنقع اللبناني، وأمل أن ينشئ ائتلافاً يستطيع أن يقف في وجه حزب الله، بعد صدور القرار الاتهامي ضده. بل إن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما التزم شخصياً حيال لبنان، ما يدل على وجود نية لديه لفعل شيء ما. لكن في موازاة ذلك، لم يتعهد بأن يحافظ على لبنان حراً، بل وعد فقط بفعل ما يمكنه، ما يعني أن كل ما يريد فعله سيأتي ضمن القيود الموجودة لديه، عندما يضطر إلى اتخاذ قراره».
وللاستدلال على القيود الأميركية المانعة من التحرك والتأثير الفاعل في لبنان، نقلت الصحيفة عن فيلتمان أنه قال: «المعروف لكل من يعمل في لبنان، أن الوضع في هذا البلد لا يسمح لمن يعمل من داخله أو من خارجه، أن يكون في موقع المسيطر على كل ما يحصل فيه»، ما يعني ـــــ بحسب تأكيد الصحيفة ـــــ أنه «إذا تحطم لبنان، بكل بساطة، فإن أميركا لن تكون بالضرورة قادرة على إنقاذه أو راغبة في المحاولة، فهذا ما لمّح إليه فيلتمان، وما لمّح إليه أوباما أيضاً. وهذا ما يعرفه الإيرانيون والأتراك وقادة حزب الله وأعضاء الحكومة اللبنانية». وختمت الصحيفة بالتشديد على أن «التدخل الأميركي لا يبدو في أعينهم (اللبنانيين) عاملاً حاسماً في الصراع القائم، بل إن خطوات الجيران الأكثر قرباً، ومن ضمنهم إسرائيل، أكثر أهمية بكثير».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة هآرتس أمس، نقلاً عن محافل استخبارية غربية، أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو أحد المتورطين الرئيسيين في اغتيال الرئيس الحريري»، مضيفة أن «استنتاج المحافل الاستخبارية الغربية، التي تربطها علاقة بالتحقيق الدولي، تشير إلى أن الاتهام سيصدر بحق قادة في حزب الله في الشهر المقبل، وأن التحقيق سيبرئ سوريا من التهمة بنحو غير عادل، لأن الاغتيال جاء نتيجة مبادرة مشتركة من سوريا وحزب الله».
ونقل معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، المعروف بقربه من المؤسسة الأمنية في تل أبيب، أن «المحافل الاستخبارية الغربية لا يساورها شك في أن الأسد متورط بالاغتيال، لأن الحريري بادر إلى خطوة كانت من شأنها طرد السوريين من لبنان، بل رشح نفسه لرئاسة الحكومة اللبنانية، وجنّد الدعم الأميركي والفرنسي والسعودي لتعزيز المحور المعتدل في لبنان، وبالتالي توافرت لدى الأسد كل الأسباب لإبعاده».
وذكرت هآرتس أن «الأمم المتحدة أنشأت فريقاً دولياً برئاسة المحقق الألماني ديتليف ميليس، للتحقيق في عملية الاغتيال بعد مقتل الحريري في شباط 2005، وهذا الفريق الذي تلقى مساعدات من أجهزة استخبارات غربية لجمع الأدلة، توصل إلى استنتاج بأن سوريا هي التي قامت بعملية الاغتيال، لكنه اعتمد أساساً على تحليل للدوافع» من دون أدلة.

عدد السبت ٢٧ تشرين الثاني ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment