Sunday, December 26, 2010

انفجار في حي حطين يستهدف «الكفاح المسلح»
مقتل السحمراني: هل ذهب ضحية خلافات داخلية؟

محمد صالح

صيدا :
هل يشكل مصرع احد ابرز رموز التطرف الاسلامي السلفي في مخيم عين الحلوة ـ الطوارئ، مسؤول «جند الشام» غاندي السحمراني «ابو رامز»، وبالشكل الذي تم فيه، بداية
النهاية لهذا المشروع؟
تشير مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة الى ان مصرع السحمراني (45 عاماً لبناني من منطقة طرابلس ومتزوج من صيداوية ولديه اربعة اولاد)، يؤكد بان مثل تلك المجموعات
التي اتخذت من مخيم الطوارئ وامتداده الطبيعي في مخيم عين الحلوة منذ اكثر من عقدين، ملجأ آمناً لها قد وصلت الى طريق مسدود ولم تجد في المخيم وتحديداً عين
الحلوة البيئة الحاضنة لها او لمشروعها..
وتضيف المصادر ان مصرع السحمراني وهو من مؤسسي «جند الشام»، لم يخلق اية ردة فعل او توتر، وتشبه المصادر برودة ردة فعل المخيم بردة الفعل على مصرع امير حركة
«فتح الاسلام» عبد الرحمن عوض (ابن المخيم) الذي قتله الجيش اللبناني قبل اشهر في شتورة وبردة الفعل على مصرع شحادة جوهر وهو من مؤسسي هذا التنظيم قبل أكثر
من سنتين في المخيم.
ثمة من يربط مصرع السحمراني بما يتردد من شائعات بعد مقتله عن تداول اسمه في قضايا امنية وقعت في لبنان وقد صدرت بحقه العديد من الأحكام، وهو يلاحق بملفات عدة
لدى المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت. وتربط مصادر اخرى مصرعه بما يحصل ضمن هذه المجموعات من خلافات وصراعات داخلية على واقع تداعيات وخلفيات لها علاقة بمستقبل
المشروع نفسه في لبنان وبالتمويل وغيره، وهذه الصراعات تأتي مترافقة مع المعلومات التي تحدثت عن مغادرة مجموعات من الاسلاميين المتطرفين مخيم عين الحلوة بينهم
مغاربة وسعوديين وفلسطينيين واردنيين الى اوروبا.
فيما تعتبر مصادر متابعة ان مصرع السحمراني قد يكون جاء على خلفيات اشكالات سابقة او ثأرية او ضمن السياق الطبيعي لمسار احداث امنية شهدها المخيم في فترات سابقة
وكان لـه دور فيها.
والسحمراني احد ابرز المطلوبين للسلطات اللبنانية في مخيم عين الحلوة، وتردد انه غاب عن الانظار قبل يومين من العــثور عليه مقتولاً في سوق خضار المخيم في مرأب
للسيارات وكان موثق اليدين والقدمين ومصاباً بآلة حادة على رأسه، وحضرت الى المكان عناصر من الكفاح المسلح الفلسطيني ومن القوة الأمنية المشتركة وتم نقل الجثة
الى مستشفى الهمشري في طلعة المية ومية شرقي صيدا.
وعاين النائب العام الاستئنافي في الجنوب سميح الحاج، الجثة واعطى تعلــيماته لإجراء الفحوص اللازمة على الجثة واخضاعها الى فحص «دي ان أي» على ان تسلم الى
عائلته وترك لها الخيار لتحديد المكان الذي سيدفن فيه إن كان في صيدا او طرابلس.
واكد تقرير الطبيب الشرعي ان وفاة السحمراني جاءت شنقاً بعد ان اوثقت يداه وقدماه وضرب بآلة حادة على رأسه. ورجحت مصادر امنية أن يكون السحمراني قتل في مكان
آخر غير الذي عثر فيه عليه، وأن يكون نقل الى ذلك المكان لتمويه ظروف وموقع مقتله.
من جهتها، اكدت لجنة المتابعة الفلسطينية ان الوضع في المخيم هادئ ومستقر بجهود جميع القوى الممثلة في اللجنة، داعية السلطات الامنية والقضائية اللبنانية للقيام
بالتحقيقات اللازمة في هذه الحادثة.
يذكر ان السحمراني كان في عداد الذين فروا من طرابلس حيث لجأ الى مخيم عين الحلوة بعد الأحداث التي شهدتها المدينة بين الجيش السوري و«حركة التوحيد الإسلامي»
العام 1987، وفي العام 2000 وعلى اثر وقوع أحداث الضنية، شكل مع الفارين من الضنية وبعض من انشقوا عن «عصبة الأنصار» تنظيم «جند الشام». كما كان له دور في الاشتباكات
التي وقعت مع الجيش اللبناني في منطقة الطوارئ التعمير في عين الحلوة اثناء معركة نهر البارد العام 2007. وهو مطلوب للقضاء اللبناني ايضاً بزرع عبوات في امكنة
مختلفة من لبنان وكان على خلاف دائم مع حركة «فتح».
إنفجار حطين
انفجرت فجر امس الاول، في مخيم عين الحلوة، عبوة ناسفة في حي حطين تبين انها استهدفت محلاً تجارياً يملكه الرائد في «الكفاح المسلح الفلسطيني» رسمي نصر الله.

ولم تنف او تؤكد المصادر الفلسطينية الربط بين الانفجار وبين مصرع السحمراني، مؤكدة بان ذلك متروك للتحقيق من قبل لجنة المتابعة الفلسطينية.. الا ان المصادر
جزمت بعدم مضي المخيم الى حالة من الفوضى الامنية او انفجار مقابل انفجار والسبب يعود الى توصل الجميع في المخيم من قوى وفصائل فلسطينية وطنية واسلامية، الى
عبثية اي مشروع امني خاص في المخيم او ارتباط وتجيير اية قوة فلسطينية او فصيل لمصلحة اي طرف آخر لبناني او اقليمي او غيره.
وتشير المصادر الى ان حركة «فتح» لا تزال تشكل الثقل الاكبر في المخيم، وبات منير المقدح يشكل حالة عسكرية وشعبية يحسب لها حساب في عين الحلوة، وهو أعلن اكثر
من مرة بأنه يشكل جزءاً من حالة المقاومة في لبنان وفي فلسطين.
اما بالنسبة لقائد الكفاح المسلح محمود عبد الحميد عيسى المعروف باسم «اللينو»، فهو الممسك اليوم بعصب المخيم ويشكل القوة الضاربة للحركة.
مصرع «أبو رامز» لا يفاجئ عارفيه
.. والقبة تحتفظ بهدوئها

عمر ابراهيم

طرابلس :
لم يترك النبأ المفاجئ عن مقتل القيادي في تنظيم «جند الشام» غاندي السحمراني ذاك الوقع المدوي بين أفراد عائلته وعارفيه من أبناء جيله الذين لم يفاجأوا بالخبر،
تحديداً أولئك الأشخاص القلة ممن كانوا على علم وثيق ودراية كافية بظروف حياته وطريقة تفكيره والمخاطر المحدقة به، وإن كانت السيناريوهات التي رسموها في مخيلتهم
لنهايته جاءت مختلفة كلياً عن المصير الذي لقيه بعدما ظهر عبر وسائل الإعلام جثة مكبلة في صندوق سيارة مركونة في «كاراج»، وهو الذي كان أفلت من محاولات اعتقال
عديدة ونجا من محاولات اغتيال عدة.
في حي ابن سيناء في القبة، التي بدت هادئة، حيث يقع منزل عائلة غاندي، قلة من الناس عرفت او سمعت عن السحمراني، باستثناء بعض من بقي من الأصدقاء أو الأقارب
الذين تهافتوا إلى منزل العائلة والحي للتأكد من صحة الخبر ومعرفة تفاصيل إضافية عن مقتله، وهم يتحدثون عن غاندي المشاكس وصاحب «القلب الحاضر» الذي لا يخشى
الموت، ويشهدون عبر روايات يقصونها على مشوار حياة غاندي المحفوف بالمخاطر والحافل بملفات أمنية كثيرة لازمته منذ أن كان شاباً يافعاً في طرابلس التي نزح إليها
من مسقط رأسه بلدة الدورة في عكار مع عائلته بحثاً عن الرزق، قبل أن ينخرط بداية الثمانينيات في المجموعات المسلحة التي كانت تقاتل الجيش السوري، لينتقل بعد
ذلك إلى صفوف «حركة التوحيد الإسلامي»، ويصبح بعد تورطه في عمليات أمنية من احد ابرز المطلوبين للمخابرات السورية في حينها.
على وقع اتصال هاتفي استيقظت عائلة غاندي التي يقيم معظم أفرادها في القبة، يبلغهم فيه نجله احمد القاطن في مخيم عين الحلوة، خبر «استشهاد» والده، فهرع البعض
منهم لترتيب نفسه والتوجه إلى المخيم لمتابعة إجراءات استلام الجثة ومواساة أسرته المؤلفة من زوجته وثلاثة أولاد (شابان وفتاة)، في حين آثر من بقي منهم في طرابلس
عدم الغوص في ظروف اغتياله والاكتفاء بالقول إن غاندي كان معرضاً للقتل منذ زمن بعيد وتحديداً في الفترة الأخيرة حيث اضطر للاختفاء داخل المخيم وعدم الظهور
بشكل علني، وهذا ما يؤكده مقربون من غاندي أوضحوا انه ابلغهم قبل أشهر ان حياته بخطر، وان اتصالات تجري معه من قبل مرجعية سياسية في صيدا لحثه على تسليم نفسه
والمجموعة المسلحة التي بقيت تحت أمرته للقضاء اللبناني.
غادر غاندي (ابو احمد) مدينة طرابلس بين عامي 1984 ـ 1985 في أعقاب انتهاء سيطرة التوحيد على المدينة، وذلك بعد نجاته بأعجوبة من محاولة اغتيال كادت تودي بحياته
نظراً لخطورة إصابته الناتجة عن عدة شظايا من قذيفة «أر.ب.ج» أطلقت عليه وانفجرت بالقرب منه، وبقي بعدها متوارياً عن الأنظار حتى العام 1987 بعد دخوله إلى مخيم
عين الحلوة، الذي مكث فيه طوال تلك الفترة وخطط للخروج منه مراراً ونجح قبل فترة زمنية في الوصول إلى قبرص عن طريق البحر في طريقه إلى الدانمارك قبل أن يعود
أدراجه إلى المخيم بعد أن فضح أمره.
ويؤكد عارفو غاندي الذي ينتمي إلى عائلة مؤلفة من تسعة شبان وفتاتين، انه لم يكن خلال إقامته في طرابلس ملتزماً دينياً وكان يعمل مع أشقائه في تركيب وتصليح
كهرباء المنازل، وفي فترة الثمانينيات قاتل إلى جانب المجموعات المسلحة في منطقته ضد «الحزب العربي الديموقراطي» في جبل محسن والجيش السوري، وتردد اسمه كشريك
ومتورط رئيسي في العديد من العمليات الأمنية، تزوج من صيدا وانتقلت عائلته للإقامة مع والدته التي توفيت منذ أعوام في القبة، قبل ان تعود العائلة وتستقر معه
في المخيم.
وتؤكد عائلة غاندي أنها سوف تقيم مجلس عزاء له في طرابلس بعد ان يتم تشييعه في عين الحلوة.
اسفير 27 كانون الاول 2010


لمحة عن نشأة جند الشام:


تقرير: cnn
27 آب 2007




-- تعتبر الاتجاهات المتشددة في المخيمات الفلسطينية بلبنان ظاهرة جديدة وطارئة، خاصة وأن معظم تلك التيارات التابعة لمنظمة التحرير تتسم بكونها علمانية أو يسارية.

غير أن مجموعة من الاعتبارات السياسية والاقتصادية التي تعيشها تلك المخيمات حولتها إلى حاضنة للكثير من الأفكار المحافظة التي لاقت رواجاً في العديد من المجتمعات العربية.

وترافق الحديث عن وجود التنظيمات الأصولية في لبنان بشكل عام، والمخيمات بشكل خاص، مع ما قاله الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في إحدى تسجيلاته المصورة بعد نشر قوات دولية في جنوبي لبنان عن ضرورة ضرب تلك القوات، واصفا لبنان بأنه تحول إلى ساحة جهاد.

وتوجهت الأنظار آنذاك نحو المخيمات الفلسطينية لاعتبارها مناطق استوطنت فيها مجموعات متشددة منذ مطلع التسعينيات، وهي فعلياً خارج سيطرة الدولة اللبنانية.

فبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، يبلغ عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان 16 مخيماً، هي عين الحلوة ونهر البارد والرشيدية وبرج البراجنة، والبرج الشمالي والبداوي وويفل "الجليل" و"المية ومية" والبص ومار الياس وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر والنبطية والدكوانة وجسر الباشا، علماً أنه تم تدمير المخيمات الأربعة الأخيرة أثناء الحرب اللبنانية (1975-1990).

ويبلغ عدد اللاجئين في تلك المخيمات، حتى العام 2005، قرابة 404 ألف شخص، بينهم 213 ألف فقط مسجلين، وبالتالي فنسبة الفلسطينيين تصل إلى نحو 12 في المائة من إجمالي سكان لبنان، علماً أن البعض يعتقد أن العدد الحقيقي للفلسطينيين هو أكبر من الأرقام التي تظهرها الأونروا.

وبموجب الأنظمة اللبنانية، يمنع على الفلسطينيين ممارسة قرابة 70 مهنة، كما يمنع عليهم امتلاك العقارات والمنازل، ويحظر أيضاً، اعتباراً من العام 2004 إدخال مواد البناء إلى المخيمات، وذلك بحجة "منع التوطين"، غير أن ذلك حول المخيمات إلى بؤر للبؤس والفقر، وعزز النزعات المتشددة فيه.

ورغم أن الطبيعة الفلسطينية غير مؤهلة لاكتساب النزعة المذهبية، مع وجود أكثرية سنية ساحقة تتقبل وجود أقليات مسيحية ودرزية، غير أن المخيمات الموجودة في لبنان سرعان ما دخلت ميدان الاعتبارات المذهبية اللبنانية الداخلية، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال الحرب الأهلية عندما تعرضت المخيمات في المناطق الشيعية والمسيحية لهجمات شرسة.

ويتوزع الفلسطينيون سياسياً بين قطبين بارزين، هما: منظمة التحرير، وتضم جميع فصائل المنظمة التقليدية وتحالف القوى الفلسطينية الذي يضم حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة، وفتح المجلس الثوري والصاعقة، وهي تنظيمات يعمل معظم قادتها انطلاقاً من دمشق.

وهكذا، سنحاول تسليط الأضواء على أبرز التنظيمات المتشددة داخل المخيمات الفلسطينية، وبعد استعراض التفاصيل المتعلقة بفتح الإسلام، وعصبة الأنصار كأحد أبرز تلك التنظيمات، ستخصص الحلقة الثالثت من السلسلة لتنظيم جند الشام المتواجد في مخيم عين الحلوة، والذي موسكو على قائمة التنظيمات التي تعتبرها روسيا إرهابية.

جند الشام

يبقى تنظيم جند الشام أحد ألغاز الخريطة السياسية والأصولية اللبنانية. فالعدد المعروف لعناصر التنظيم محدود للغاية، ويتراوح بين 40 إلى 80 عنصرا، يتمركزون في منطقة "التعمير" المحاذية لمخيم عين الحلوة، والتي يسكنها خليط لبناني- فلسطيني.

وتفتقد هذه المنطقة إلى السيطرة الأمنية المباشرة، إذ تعتبرها حركة فتح خارج مخيم عين الحلوة، فيما يعتبرها الجيش اللبناني امتداد عمراني يشكل مدخلاً للمخيم.
وزاد في غموض هذه الجماعة عزلتها عن سائر نسيج المخيم، حيث أن معظم عناصرها من غير الفلسطينيين.

ففي حين يعتبر البعض أن الجماعة جزء من مجموعات "جند الشام"، التي قام أبو مصعب الزرقاوي بتدريبها في هيرات الأفغانية، يصر آخرون على أن الجماعة المتواجدة في لبنان تضم مطلوبين فروا إلى المخيم بعد مواجهات منطقة "الضنية" ليلة بداية عام 2000 بين الجيش اللبناني وبعض المتشددين.

ويذكر أن تنظيمات تحمل أسماء مشابهة سبق وأعلنت عن عمليات متفرقة، منها التفجير الانتحاري الذي استهدف أحد المسارح في العاصمة القطرية، الدوحة، في 22 مارس/ آذار عام 2005، والذي تبنته جماعة أطلقت على نفسها اسم "جند الشام."

فيما سبق وخاضت أجهزة الأمن السورية مواجهات عديدة مع جماعة قيل أنها تطلق على نفسها اسم "جند الشام للدعوة والجهاد"، كان أبرزها مواجهات حي دف الشوك في يونيو/حزيران عام 2005، إلى جانب الإعلان الغامض للمدعو أحمد أبو عدس عن مسؤوليته في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005، تحت لواء جماعة غير معروفة، تدعى "النصرة والجهاد في بلاد الشام."


طفلة تجمع أغلفة الرصاص في أزقة عين الحلوة

وقد قام المدعو "أبو يوسف شرقية" بإعلان تشكيل جند الشام، وتولي "إمارته" في مايو/أيار 2004، و"شرقية" كان أحد عناصر فتح - المجلس الثوري، جناح صبري البنا، المقرب من العراق، وقد جاء قبل سنوات إلى عين الحلوة من مخيم النهر البارد، الذي غادره إثر خلافات مع تنظيمه.

وضم التنظيم عند نشأته مجموعة من المتشددين اللبنانيين الذين فروا إلى المخيم بعد مواجهات الضنية، إلى جانب عناصر من عصبة النور التي فقدت زعيمها، وعناصر من عصبة الأنصار، غادروها احتجاجاً على تسليم "أبو عبيدة،" وأصبح الفلسطيني "أسامة الشهابي" الناطق باسم الجماعة ومرشدها الروحي.

وقد ترافقت عملية تأسيس التنظيم مع مجموعة من الإشكالات الأمنية، خاصة مع حركة فتح، التي اتهمتها بزرع عبوات داخل المخيم وإصدار بيانات تتبنى ذلك.

كما زادت مصاعب الجماعة مع ظهور بيان في 19 يوليو/تموز 2004، يحمل اسمها، ويتبنى عملية اغتيال القيادي في حزب الله غالب عوالي، وهو أمر نفته الجماعة بشدة، واعتبرت أن الخلاف النظري مع حزب الله بسبب رفضه "ذبح الرهائن الأمريكيين في العراق" لا يبرر لها اغتيال عناصره.

وفي مطلع العام 2005 تلقت الجماعة ضربة تنظيمية مع خروج الشهابي وشرقية، وإعلانهما حل أي ارتباط لهما بالجماعة، ليختفي الجناح "الفكري" فيها، مقابل بروز الجناح العسكري، متمثلاً بالفلسطيني عماد سليمان، واللبناني غاندي السحمراني، أحد أبرز مطلوبي قضية الضنية.

المنطلقات والأهداف

تتشارك الجماعة وسواها من التيارات السلفية الجهادية، من حيث تأويل وتفسير المفاهيم الفقهية. كما سبق لها توزيع مجموعة من البيانات تضمنت انتقادات لحركة حماس، وللشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، كما انتقدت الشيعة لأسباب فقهية، ولم توفر إيران أو حزب الله وأمينه العام، إلى جانب وصفها المسيحيين بـ "الصليبيين."

ويؤكد التنظيم في أدبياته على ضرورة التصدي "للهجمة" التي تستهدف العالم الإسلامي وتحرير أرضه، وقد سبق وأضافته موسكو إلى قائمة التنظيمات التي تتهمها بـ "الإرهاب."


أسلحة ثقيلة بين أيدي المسلحين في مخيمات لبنان

ودخل التنظيم على خط الأزمة السياسية الداخلية في لبنان، حيث وجه إنذاراً عام 2005 "بذبح كل من يتعامل مع الإرادة الغربية،" كما هدّد "السلطة الحاكمة" ومن يدعمها والأكثرية النيابية، وجميع من وصفهم بـ "المتواطئين مع الإرادة الغربية الأميركية والفرنسية والمشاريع الإسرائيلية!"

كما سبق وأرسلت الجماعة بيانات إلى دار الإفتاء الجعفري في صور تهدد باغتيال تسع شخصيات شيعية في لبنان، منها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ورئيس كتلة نواب حزب الله في البرلمان محمد رعد ومسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق.

السجل الأمني

ظلت المواجهات بين التنظيم وحركة فتح محدودة نسبياً بسبب انتشار التنظيم خارج مناطق نفوذ الحركة من جهة، وبفضل الدور الذي تلعبه عصبة الأنصار بشكل متواصل على صعيد ضمان عدم تصعيد الموقف معها.

وبرز في القيادة الأمنية للجماعة اللبناني غاندي السحمراني، الملقب "أبو رامز،" وهو مطلوب للسلطات اللبنانية بتهم الإرهاب والقتل وتهريب وحيازة الأسلحة والمتفجرات.
ويعتقد أن جند الشام مسؤولة عن مجموعة من التفجيرات التي طالت أماكن بيع مشروبات روحية وملاهي، وكان أخر تلك الأحداث عندما تم توقيف أحد عناصرها في مارس/آذار الماضي وهو يزرع إحدى تلك العبوات في محل بضاحية عبرا المسيحية، شرقي صيدا.

ويعتبر البعض أن الدور الرئيسي للجماعة خلال الفترة الماضية كان يتركز على تدريب المقاتلين المتشددين وإرسالهم إلى العراق، وهو ما أكدته تقارير إخبارية تابعت مقتل أحد قادة التنظيم "محمد علي ناصيف" على يد الشرطة السورية، في مارس/آذار 2006.

وبرز لهذه الجهة أيضاً دور اللبناني شهاب قدور، "أبوهريرة،" أحد قادة التنظيم الذين فروا من الضنية. وقد اختفى قدور عن الأنظار، ليظهر لاحقاً كقيادي في حركة فتح الإسلام بمخيم نهر البارد.

وتؤكد بعض التقارير أن جند الشام ترتبط بعلاقات وثيقة مع فتح الإسلام، من حيث تبادل الخبرات العسكرية والمقاتلين.

وعلى امتداد تاريخ الجماعة، تعددت صداماتها مع الجيش اللبناني، الذي كان يحاول دائماً دخول منطقة التعمير، حيث سقط العديد من القتلى من الجهتين خلال السنوات الثلاث الماضية.

كما أشارت صحيفة "لوفيغارو" في السابع من ديسمبر/كانون الأول2005 أن أصوليون جزائرين رحَّلتهم السلطات السورية إلى كشفوا عن اتصالات تمت على أكثر من مستوى بين تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي أصبح يعمل لاحقاً تحت لواء تنظيم القاعدة وبين تنظيم "جند الشام"الذي ينشط في لبنان وسوريا لتنفيذ سلسلة اعتداءات في أوروبا.


غاندي السحمراني، القائد العسكري البارز في جند الشام

وبالتزامن مع معارك نهر البارد، قامت الحركة في 18 يونيو/حزيران 2007 بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني القريبة منها في مخيم عين الحلوة، في مسعى لفتح جبهة ثانية، بهدف تخفيف الضغط على حركة فتح الإسلام. (المزيد)

وهدد الجيش اللبناني باقتحام المنطقة بعد سقوط قتلى في صفوفه، غير أن القيادات الفلسطينية تدخلت لتنهي المعارك، من خلال تشكيل قوة فصل تساهم فيها "عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة" وعدد من فصائل منظمة التحرير.

وبعد ذلك خرج الناطق الرسمي باسم عصبة الأنصار "أبو شريف" ليعلن أن الجماعة قررت "حل نفسها" وأن 23 من عناصرها انضموا إلى عصبة الأنصار فيما وضع الباقون سلاحهم تحت إمرة الفصائل الإسلامية في المخيم، على ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط في الثاني من يوليو/تموز 2007.

واستقبلت أجهزة الأمن اللبنانية الإعلان بريبة شديدة، عززها إعلان اغتيال ضرار الرفاعي، في 16 يوليو/تموز 2007 وهو أحد عناصر الجماعة المتهمين بتدبير اغتيال عنصرين من فتح.

وفي التاسع من يوليو/ تموز 2007 كشفت صحيفة "إل باييس" الإسبانية أن الاستخبارات الإسبانية تشتبه بثلاث مجموعات إسلامية متطرفة مرتبطة بالقاعدة، قد تكون نفذت الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي أدى إلى مقتل ستة من الجنود الإسبان ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان، في 24 يونيو/ حزيران الماضي. (تفاصيل)

وأضافت الصحيفة أن المركز الوطني للاستخبارات سلم تقارير إلى الحكومة الإسبانية تشير إلى ثلاث منظمات "جهادية مرتبطة بالقاعدة" وهي فتح الإسلام وجند الشام وعصبة الأنصار، بهدف تخفيف الضغط عن مخيم نهر البارد عبر إرغام الجيش اللبناني على نقل قواته إلى الجنوب.

أبرز الشخصيات

أبو يوسف شرقية: المؤسس العلني للتنظيم وزعيمه الأول، أعلن تشكيل الجماعة في مايو/أيار 2004، وهو أحد العناصر التي غادرت تنظيم فتح - المجلس الثوري، جناح صبري البنا، المقرب من العراق، أعلن في عام 2005 مغادرته التنظيم بعد حادث اغتيال القيادي في حزب الله غالب عوالي.

أسامة الشهابي: كان المساعد الأبرز لزعيم تنظيم عصبة النور، عبدالله للشريدي، وقد غادر معه عصبة الأنصار، اتهم أيضاً بالضلوع في عملية اغتيال العميد كايد وإخفاء بديع حمادة، انتسب بعد مقتل الشريدي إلى جند الشام لفترة، حيث اعتبر "مرشدها الروحي" قبل أن يغادرها لأسباب مجهولة.

صدر بحقه في مطلع يوليو/تموز الماضي حكم بالسجن 15 عاماً في الأردن من محكمة أمن الدولة بجرم "التخطيط للقيام بأعمال إرهابية، واستهداف أمريكيين" في قضية "سرايا خطاب،" وهو مطلوب من السلطات اللبنانية بتهم عدة من بينها المشاركة في التخطيط لتفجير مطعم "ماكدونالدز" في الدورة في أبريل/نيسان 2003.

غاندي السحمراني: لبناني الجنسية، يلقب "أبو رامز الطرابلسي، يعتبر القائد المعروف للجناح العسكري من التنظيم، وهو مطلوب من السلطات اللبنانية بموجب مذكرات توقيف عدة بتهم الارهاب والقتل وتهريب وحيازة الاسلحة والمتفجرات.

وسبق للسحمراني أن شارك في مواجهات "الضنية" عام 2000 بين الجيش اللبناني ومجموعة من المتشددين، حيث كان الرجل الثاني في المجموعة بعد قائدها أحمد ميقاتي، وفرّ بعد ذلك إلى مخيم عين الحلوة، يعتقد أن علاقات قوية تربطه بالقيادي البارز في فتح الإسلام أبو هريرة.

عماد ياسين: أحد أبرز المسؤولين العسكريين في التنظيم، معروف بعدة ألقاب منها "أبو الوفا."

أبو هريرة: وهو لبناني، يدعى شهاب قدور، ويقال إنه يحتل حالياً منصب نائب القائد بعد مقتل أبو مدين. ويقود أبوهريرة المقاتلين اللبنانيين في صفوف التنظيم، خاصة وأنه من منطقة الشمال، وقد ظهر في التسجيل التلفزيوني الذي أعده شاكر العبسي واقفاً خلفه وبيده بندقية آلية. وسبق لقدور أن شارك أيضاً في أحداث الضنية، ولجأ إلى تنظيم جند الشام في مخيم عين الحلوة.

من هم جند الشام( تمز 2006)
يعتقد خبراء بأن تنظيم «جند الشام» أسسه سوريون وفلسطينيون وأردنيون في أفغانستان في التسعينات، وانه مرتبط بتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» بزعامة «أبو مصعب
الزرقاوي».
وظهر اسم «تنظيم جند الشام للجهاد والتوحيد» في سورية، للمرة الأولى، في بداية حزيران (يونيو) الماضي، عندما أعلنت السلطات الرسمية تفكيك «خلية» تابعة له في
منطقة دف الشوك قرب دمشق. كما اعلن وقتذاك ضبط «منشورات جهادية وكتب تدل الى الشكل الهرمي للتنظيم وعلاقة أجهزته العسكرية والسياسية والدعائية وعلاقة امرائه
في كل من السعودية والاردن والعراق».

وكان تنظيم يحمل اسم «جند الشام» تبنى العملية الانتحارية التي نفذت في مسرح مدرسة بريطانية في الدوحة في بداية آذار (مارس) الماضي. وأعلن في العام الماضي تشكيل
تنظيم يحمل اسم «جند الشام» في مخيم عين الحلوة في لبنان. كما ان بياناً وزع باسم «جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام» تبنى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق
رفيق الحريري في شباط (فبراير) الماضي.

تنظيم جند الشام

كان ذلك التاريخ ـ نهاية التسعينيات ـ الولادة الحقيقية لتنظيم جند الشام، حين قدم أحمد الخلايلة ـ أبو مصعب الزرقاوي، وبرفقته خالد العاروري ـ معتقل حاليا
في إيران ـ وعبد الهادي دغلس ـ قتل في بداية الإحتلال الأمريكي للعراق ـ قادمين من سجون الأردن إلي أفغانستان مهاجرين إلي ديار الإسلام ـ حكم طالبان لأفغانستان
في نظرهم.
وتقوم فكرة (جند الشام) علي أحاديث نبوية يضعها تنظيم القاعدة ضمن أجندته واستراتيجيته،
إشتبكات بين القوات السورية وجند الشام:
دمشق - اعلن مصدر رسمي في وزارة الداخلية السورية السبت ان خمسة من عناصر "مجموعة ارهابية" تابعة لتنظيم "جند الشام" قتلوا مساء الجمعة في اشتباك مع قوات الامن
السورية التي قامت بمداهمة مخبأ لهم في قرية في محافظة حماة.

وقال المصدر في تصريحات بثتها وكالة الانباء السورية (سانا) ان "قوات مكافحة الارهاب قامت مساء الجمعة بمداهمة مخبأ لمجموعة ارهابية تابعة لتنظيم جند الشام
في محافظة حماة".

واوضح ان "اشتباكا جرى واسفر عن مقتل عناصر المجموعة الارهابية وعددهم خمسة".

No comments:

Post a Comment