Saturday, December 25, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الأحد 26 كانون الأوّل/ديسمبر 2010
تهنئة العذراء

في الكنيسة المارونيّة اليوم :تهنئة العذراء

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
الإرشاد الرسولي عن الفرح المسيحي: "إفرحوا بالربّ" (Gaudete in Domino)
"تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ"


منذ عشرين قرنًا، ما زال الفرح المسيحي يتدفّق في الكنيسة وخاصّةً في قلوب القدّيسين... وفي المقام الأوّل، تأتي العذراء مريم، الممتلئة نعمة، أمّ المخلِّص. لأنّها رحّبت بالإعلان الإلهي، وكانت أمة الربّ، وعروس الروح القدس ووالدة الإبن الأزلي، لقد جعلت فرحها يشعّ أمام قريبتها أليصبات، وعبّرت عن إيمانها قائلة: "تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي... فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال".

فقد أدركت مريم، ما لم يدركه أيّ مخلوق، أنّ الله يصنع أمورًا عظيمة: اسمه قدّوس، ويُظهر رحمته، ويرفع الوضعاء ويبقى أمينًا لوعوده. عاشت مريم حياةً لا تختلف في الظاهر عن الحياة العاديّة، غير أنّها "كانَت تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور (التي كانت تحدث مع الطفل يسوع) وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها" (لو2: 19). كما وأنّ الآلام لم توفّرها: فنجدها على أقدام الصليب، تشارك المخلِّص البريء آلامه، فاستحقّت لقب أمّ الأوجاع. على أنّها منفتحة أيضًا على فرح القيامة انفتاحًا لا حدود له. فقد انتقلت، بدورها، جسدًا وروحًا إلى مجد السماء. هي أولّ المُخلَّصين، وقد حُبِل بها بلا دنس منذ تكوينها في أحشاء أمِّها، وهي مسكن لا مثيل له للروح القدس والمسكن الأطهر لفادي البشر، هي في الوقت ذاته، ابنة الله الحبيبة وأمّ الكون في المسيح. إنّها الرمز الأكمل للكنيسة الأرضيّة والممجّدة.

No comments:

Post a Comment