Tuesday, December 21, 2010

لقاء موسع العام المقبل يعكس الانقسام اللبناني في واشنطن
إدارة أوباما تلتقي المجموعات اللبنانية: المحكمة الدولية كلمة المفتاح

جو معكرون

واشنطن :
في كل لقاء تجريه الإدارة الأميركية حول لبنان هذه الأيام تسمع كلمة المحكمة الدولية بين فكرة وأخرى، المواقف ذاتها تتكرر ولا تحمل أي جديد بمضمونها، لكن ما
يتغير هو سلوك المجموعات اللبنانية الأميركية الذي يعكس الانقسام اللبناني في واشنطن.
القصة بدأت حين قرر رئيس المعهد العربي الاميركي جيمس زغبي دعوة مسؤولين من الادارة الاميركية لاجتماع حول الوضع اللبناني في مقر المعهد على مسافة أمتار من
البيت الابيض، واكتفى بدعوة «فريق العمل الاميركي لاجل لبنان»، من دون إبلاغ المجموعات اللبنانية الاميركية الاخرى وممثلي الاحزاب اللبنانية في واشنطن. رغم
الشكاوى التي حرصت هذه المجموعات على ايصالها الى الادارة الاميركية، حصل الاجتماع على مدى ساعتين ونصف، يوم الجمعة الماضي، وشارك فيه مدير شؤون الشرق الاوسط
في مجلس الامن القومي دان شابيرو ونائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جاكوب والاس، بحضور كل من المدير التنفيذي لـ«فريق العمل الاميركي لاجل لبنان»
جورج كودي والنائب الاميركي السابق توبي موفيت واستاذ القانون الدولي في جامعة جورجتاون داود خيرالله.
يقول زغبي لـ«السفير» بأنه دعا للاجتماع لانه قلق من ردة الفعل في لبنان بعد صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان غايته الأولى استكشاف
ردة فعل الادارة الاميركية عند صدور القرار والثانية التوصل الى اجماع بين المجموعات اللبنانية الاميركية المشاركة حول القضية، في خطوة تسعى الى مقاربة المسألة
«بدل انتظار ان تضرب العاصفة». ويعرب زغبي عن دعمه لمحاكمة «شفافة وعادلة» قائلا «لا نعرف ماذا ستفعل المحكمة، ما يحصل الان كله اشاعات، لندع المحكمة تقوم بعملها،
ليس مناسبا القيام بتهديدات ونشر الاشاعات، يجب التهدئة وانتظار المسار القضائي».
ويصف الاجتماع بأنه كان «صريحا ومثمرا» وانه شعر بأن الإدارة الأميركية «ستفعل ما بوسعها لدعم لبنان والقيادة اللبنانية» لكن يعتمد الامر على كيفية «تجاوب الحكومة
اللبنانية» عند صدور القرار الاتهامي. وذكر انه يشعر بان الادارة الاميركية «لن تدفع القيادات اللبنانية الى فعل ما لا يشعرون انه يمكنهم فعله بل ستدعمهم فيما
يعتقدون انه الافضل».
وحث البيان الصادر عن اللقاء «إدارة اوباما على مواصلة دعم حكومة الوحدة الوطنية في لبنان وإعطاء اهتمام خاص لضرورة حماية البلد من تصعيد العنف».
التباين الذي حصل بين المجموعات اللبنانية في واشنطن بعد الاعلان عن الاجتماع لا يعكس بالضرورة اختلافا في الموقف فقط، بل فيه نزاع حول احتكار التمثيل اللبناني
في واشنطن خلال الحوار مع الادارة الاميركية.
جيمس زغبي، بما يمثل في حركة المجتمع المدني العربي الاميركي التقليدية والناشطة منذ عقود، ينظر الى المجموعات اللبنانية بانها حزبية ووصفها «بالفصائل والمجموعات
المنفية» في اطار حديثه عن النقاش الموسع مع الادارة المتوقع حصوله بداية العام المقبل. اما المجموعات اللبنانية الاخرى، التي بدأ نشاطها يتكثف مع بروز تحالف
«14 آذار» وسعيه لتوثيق العلاقة مع واشنطن فتعتبر ان زغبي «لا يمثل الموقف اللبناني المطلوب ايصاله للادارة».
وقد بدأت الادارة الاميركية منذ عام 2006 باجراء هذه اللقاءات الموسعة بين الحين والاخر، وتشارك فيها مؤسسة «نهضة لبنان» ومؤسسة الوزير محمد الصفدي في واشنطن
وممثلين عن رئيس الحكومة سعد الحريري وعن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وآخر هذه الاجتماعات كانت على سبيل المثال بعد مواجهات قرية
العديسة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في شهر آب الماضي وما تبعه من تجميد للمساعدات العسكرية الاميركية الى الجيش، وتجري هذه الاجتماعات عادة في مبنى وزارة
الخارجية او في البيت الابيض. والتباين في اسلوب العمل يحصل حتى بين المجموعات التي تمثل «14 آذار»، بسبب المحاولات الفردية لاحتكار التمثيل والتمويل، لا سيما
مع عقد هذه المجموعات علاقات دورية مع القيادات الديموقراطية والجمهورية في الكونغرس.
اما رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن جو جبيلي، فأكد لـ«السفير» حصول اللقاء الموسع مع الادارة الاميركية بداية العام المقبل، وان الادارة تواصلت مع
المجموعات اللبنانية في واشنطن بعد الاعلان عن اجتماع زغبي، لكنه يشير الى انه لا يعرف اذا كان لقاء المعهد العربي الاميركي «سرّع او ادّى» الى حصول هذا اللقاء
الموسع، ولا ينفي انزعاج المجموعات التي تم استثنائها من اللقاء. ويذكر جبيلي، الذي يمثل «القوات اللبنانية» في واشنطن، ان هذه الاجتماعات تحصل دوريا وراء ابواب
مغلقة بحيث يشعر المسؤولون الاميركيون بالارتياح في التعبير عن افكارهم و«يجري النقاش حول السياسات» ويستمعون الى آراء هذه المجموعات و«من الممكن ان تتأثر السياسة
الاميركية ببعض هذه المواقف».
السفير

No comments:

Post a Comment