Tuesday, January 25, 2011

الحريري للصفدي عشـية الاستشارات: سـأحـاربـك بكـل الوسـائـل المتـاحـة!
الصفدي بعد تسميته ميقاتي (عباس سلمان)
خضر طالب
سجّل الوزير محمد الصفدي في سجلّه موقفاً جريئاً ذا خمسة أبعاد: عدم التأثّر بالضغوط التي مورست عليه سياسياً وفي الشارع، التزامه بتحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي
أياً تكن الظروف، فك ارتباطه بحليفه النائب قاسم عبد العزيز بسبب قرار الأخير التصويت للرئيس سعد الحريري، تأكيد استقلالية قراره عن تيار «المستقبل» وقوى «14
آذار»، وعدم الانجراف خلف الحسابات الشخصية برغم المنافسة المسبقة بينه وبين الرئيس ميقاتي على الترشيح.
يمسك «المخملي» محمد الصفدي بجمرة القرار الذي اتخذه وهو يدرك أن «مغامرته» لا تحتمل التأويل، لكن الرجل الذي عُرف بصفات الهدوء والتهذيب والأخلاق الرفيعة،
بدا رجل موقف من الطراز الرفيع، وقدّم حسابات استعادة موقع طرابلس ولو عبر «حليفه الجديد» على حسابات شخصية كان يمكن أن تحمل له منفعة أكبر وتنأى به عن التهجّم
الذي طاله يوم أمس.
لكن الصفدي الذي أنشأ صرحاً ضخماً في طرابلس كان أمس منفعلاً بأسى لتشويه صورة المدينة، وهو يعرف أن «القائد الميداني» ابن شقيقه أحمد الصفدي يمسك بمفاتيح الشارع،
ويعرف أن أبناء طرابلس لا يمكن أن يكونوا مسؤولين عن الشغب المنظّم الذي استهدف أحد مكاتب مؤسسته التي انشغلت لسنوات في مهمة «محو الأمية المعلوماتية» وتأهيل
الكادرات البشرية في مناطق البؤس ليحصلوا على فرصة عمل تساهم في رفع المستوى المعيشي للأسر.
غادر محمد الصفدي يوم أمس نهائياً موقعه السابق في «14 آذار» بعد أن كانت «شعرة معاوية» قائمة لسنوات برغم ما كان يبوح به في محيطه من انتقادات لقياداتها. لكنه
يعتبر أن «الحليف السابق» الرئيس سعد الحريري هو الذي كان البادئ بالخصومة منذ الانتخابات النيابية الفرعية عن المنية ـ الضنية حين اعتبر أن الصفدي جاء إلى
النيابة بأصوات تيار المستقبل، في حين أنه على يقين من قوة حضوره وتمثيله في طرابلس التي غادرها يوماً بحثاً عن المستقبل وعاد إليها بأفكار لمستقبلها.
لم يكن موقف محمد الصفدي رداً على «الإساءة» التي تعرّض لها من الرئيس الحريري على قاعدة أن «البادئ أظلم»، وإنما من باب عودة طرابلس عاصمة ثانية في السياسة
وشريكة في القرار ومستقلّة في الهوية، وليصوغ لنفسه صفحة جديدة في الموقع السياسي.
عشية الاستشارات، قرر الصفدي، زيارة سعد الحريري لعرض موقفه أمامه حتى لا يفاجأ به خلال الاستشارات. قال له سعد الحريري معاتبا: «كنت أظنك يا محمد معي. بصراحة
أنا كنت أنوي طرح اسمك لرئاسة الحكومة باعتبارك توافقيا»، فرد عليه الصفدي: «ولكنك لم تقل لي ذلك مرة واحدة»؟
برر سعد موقفه وقال للصفدي: «أكيد أنك لن تصوت لنجيب ميقاتي». رد عليه الصفدي «بلى دولة الرئيس سأصوت له»... عندها رد سعد الحريري بكلام تضمن نبرة تهديد قائلا
للصفدي: «سأحاربك يا محمد بكل قوتي وبكل الوسائل المتاحة...». وغادر الصفدي دارة الحريري وهو يعلم أن ما بعد الاستشارات ليس كما قبلها في حساباته مع رئيس فريق
المعارضة الذي كان زعيما سابقا لفريق الأغلبية.
السفير 26 كانون الثاني 2011

No comments:

Post a Comment