Friday, January 21, 2011

«رفيق الحريري قال إنه ليس مع نزع سلاح «حزب الله» بحسب 1559 أما أنا فمع القرار» (1)
المر في شريط «الجديد»: اختاروا سليمان قائداً للجيش لأنه كان الضابط الأضعف فيه

تنشر السفير النص الحرفي للجزء الاول التقرير الذي بثه تلفزيون «الجديد» أمس لاستجواب لجنة التحقيق الدولية لوزير الدفاع الياس المر:
- المرّ: أولا، كان (الرئيس رفيق الحريري) يملك سيطرة كاملة على تلفزيون وصحيفة المستقبل كما كان يدفع الأموال لصحيفة «الديار» لأن ذاك المدعو شارل أيوب رجل
رخيص لا يتمتع بأي شرف ولأنه كان يقبض المال من الحريري وعندما كان ينفق المال في الكازينو يعود لإهانته على صفحات جريدته بغية الحصول على المزيد من المال ،
هذه هي قصته. ثم كان لديه صحيفة الشرق التي يملكها عوني الكعكي الذي كان أيضاً من أتباعه. كانت صحيفة «اللواء» بين يديه، كما كان يملك 30 أو 35 في المئة من
الأسهم في صحيفة «النهار». بالنسبة للـ «مؤسسة اللبنانية للارسال» كان بيار الضاهر وأنطوان الشويري المسؤول عن الاعلانات وفريق معين مناهضين للحريري في حين
إن مارسيل وجورج غانم كانا مع الحريري كونهما صديقيه وبالتالي اذا ما اخذت وسائل الاعلام في تلك الفترة ستجد أن الحريري كان يسيطر على 80 في المئة منها وكانت
تهاجم الرئيس لحود على أوسع نطاق.
الوليد بن طلال
-المحقق: استنادا إلى معلوماتك، ما كانت المشكلة (بين الحريري والوليد بن طلال)
- المرّ: لقد فكر الوليد بن طلال في لحظة معينة أنه يرغب بالانخراط في العمل السياسي في لبنان، لذا حصل على الهوية اللبنانية لقد منحه الرئيس إلياس الهراوي
هوية لبنانية وفكر في مرحلة معينة بدخول العمل السياسي اللبناني أو دفعه البعض إلى دخول هذا المعترك لذلك كان الحريري يراقبه كما تعلم هذا من طبيعة البشر ولا
شيء أكثر.
- المحقق: حسنا، من الذي كان يحث الأمير الوليد بن طلال للانخراط في السياسة اللبنانية؟
- المر: سؤال وجيه. لأكون صريحاً، لا أظنني أمتلك معلومات مؤكدة غير أنني سمعت بأن علاقته بسوريا كانت وطيدة في ذلك الوقت.
- المحقق: أنت تتحدث عن العام 2004.
- المر: لا ، أنا اتحدث عن الأعوام 2002 و 2003 و 2004 . فلنقل إن هذه اللعبة استمرت لسنتين وعندما كنت وزيراً للداخلية أراد البطريرك صفير إعادة فتح ملف المجنسين
الذين حازوا على الجنسية اللبنانية بدون مسوغ، وبالتالي عندما عاودت فتح ملف هؤلاء المجنسين اكتشفت أن الهوية اللبنانية التي منحت للوليد بن طلال لم تكن صالحة.
لقد كانت مزورة.
- المحقق: مزورة؟
- المر: لأن كنيته الواردة في الهوية كان وليد الصلح على إسم جده لأمه، فاتصل بي الحريري في ذلك الوقت وطلب مني أن اسلمه الملف. رفضت قائلا إنه ملك للحكومة
اللبنانية. وهناك محكمة وسأشكل لجنة من 10 قضاة وشكلتها بالفعل. حصلت على قرار حكومي وشكلت فريقاً مؤلفاً من 10 قضاة.
بداية المر ـ الحريري: رشوة
- المر: في العام 2002 اتصل بي، ولأكن صريحاً وواضحاً اتصل بي السيد فادي فواز. توليت وزارة الداخلية في تشرين الأول من العام 2000 وبعد شهر واحد اتصل بي السيد
فواز وأبلغني أن السيد الحريري يسألني، إذا ما كنت مهتماً، بما انني أمتلك شركة كبيرة للأشغال العامة في لبنان بالتعامل مع مجلس الإنماء والإعمار، فيمكنه أن
يطلب من رئيس مجلس الإنماء والإعمار الاهتمام بشركتي. فقلت له إن والدي وجدي منحاني إرثاً يكفي لإعالتي أنا وعائلتي دونما الحاجة للتسوّل.
- المحقق: دون طلب الاستجداء.
- المرّ: نعم، لذا أبلغ رئيسك بأنني لست من هذا النوع وإن كان يسعى لإقامة علاقة طيبة معي يمكنه الحصول عليها بسهولة وبلا مقابل عبر إظهار الاحترام والاستقامة،
وأنا بدوري سأكون محترماً ومستقيماً. أريد الفوز بصداقته ولا شيء آخر. من أجل صالح وزارتي ووظيفتي. فاتصل بي الحريري على الفور ودعاني إلى العشاء قائلا إن فواز
تصرف من تلقاء نفسه ولم يكلفه أحد بذلك.
لحود والتمديد
المر: قال لي إنه لا يرغب بالتمديد لثلاث سنوات إضافية كما حصل مع الرئيس الهراوي. إن شرفه يأبى عليه أن يفعل ذلك. إن ذلك مهين جداً بالنسبة لي. حدث ذلك يوم
الجمعة. يوم الثلاثاء وقبل ثلاثة أيام من موعد انعقاد الجلسة الحكومية أدرك أن التمديد لثلاث سنوات إضافية سيحصل فقصد منزلي قرب الشاطئ لتناول العشاء وقال لي:
تعلم أنه سيتم التمديد لي لثلاث سنوات إضافية كما حصل مع الرئيس الهراوي. قلت نعم أدرك ذلك فسألني عن رأيي في الأمر فقلت له بأنني أرغب بالتحدث إليك أمام عائلتك
من أجل التاريخ. لو كنت في مكانك لما قبلت. لقد انتصرت على الحريري سياسياً لأننا حصلنا على قرار الحكومة وعندما نحوّله إلى مجلس النواب ستقصد البرلمان وتقول
أمام جميع النواب أنا لا أريد التمديد شكراً لكم وإذا قبلت بالتعديل الدستوري والتمديد لثلاث سنوات ستكون تلك نهاية عائلتك السياسية، لأنك ستتعرض لإهانات وسائل
الاعلام على مدى السنوات الثلاث سيهاجمك الحريري عبر وسائل الاعلام بشكل كامل. إنه مدعوم من الرئيس جاك شيراك والسعوديين والجميع. لا تستطيع مجابهته. إن سوريا
ضعيفة للغاية وبشار الأسد حديث العهد في السياسة لم يكتسب شيئاً من والده لذا لا تعول على دعم سوري قوي. إنهم لا يمثلون شيئاً في المجتمع الدولي. أرجوك قم بذلك.
فقال لحود: أنا مقتنع بذلك لكنهم سيقولون بأنني ناكر للجميل. لا يسعني فعل ذلك. هذا غير لائق من جانبي وما إلى ذلك وستكتشف في المستقبل عندما تصبح في مثل سني
إذا ما واجهت موقفاً مماثلاً حيث يتعذر عليك أي قرار سيكون هذا القرار الذي ستتخذه.
واضاف المر: إنما لسوء الحظ وليباركني الرب لقد اتخذت القرار عينه بعد مرور أسبوعين واستقلت من الحكومة.
- المحقق: إذاً تعتقد أن الحجة التي استخدمت سياسيا، الحجة السياسية التي استخدمها حول المنطقة وشعوره عما سيحصل في المنطقة ولبنان لدى مغادرته. هل تعتقد أنها
الوحيدة؟
- المر: لا، لا. أنا شخصياً أعتقد أنها كانت حجة تسمح للحود أن يبدو أمامي مسترخياً، لأنه قبل بضعة أيام كان يبلغني عن رفضه، لذا كان يشعر بالخجل بطريقة ما
ليقول بأنه أجبر على قبول هذه المهمة، لكنني واثق بأن العلاقة بين الأسد ولحود لم تكن يوماً.. فلنقل بالإرغام.
- المحقق: حسناً.
- المر: حتى استقالتي.
استقالة المر وقلق لحود
المر يتابع: قلت للحود لا تشعر بالقلق. إن أردت أن يعاودوا الاتصال بك. إبعث برسالة عبر جميل السيد بأنك تقبل بسليمان (فرنجية) فتتلقى اتصالاً في غضون 5 دقائق.
قال لن أوقع على المرسوم.
فقلت: لا أريد أن أزعجك وصدقني لا أرغب بالبقاء. إنني تعب. لأنني اردت أن أحرره لاحظت أنه كان قلقا. كنت استحمّ عندما جاءت زوجتي السابقة (كارين) وقالت لي إن
والدي يريد التحدث إليك بصورة ملحة. تناولت الهاتف وقال لي: أنا هنا مع الرئيس عمر كرامي لقد ألفنا الحكومة، لكنني أريد أن أراك قبل أن اوقع المرسوم إن كنت
تستطيع المجيء. شعرت من نبرة صوته أنه كان يشعر بالقلق. غادرت منزلي واتصلت بملحقي الاعلامي السيد جورج سولاج وطلبت منه صياغة بيان يضمّنه رفضي لأي حقيبة قبل
وصولي إلى القصر الرئاسي. شغلت الراديو وبعد خمس دقائق أذاعت محطات التلفزة والاذاعة كافة بأن إلياس المر لن يقبل بأي حقيبة وزارية دخلت القصر فاستقبلني المستشار
الاعلامي رفيق شلالا وسألني: «ما هذا التصريح»؟ فلم أرد عليه. دخلت إلى المكتب ورأيت الرئيس واللواء جميل السيد والجنرال سالم أبو ضاهر فألقيت التحية عليهما
وعلى الرئيس الذي طلب مني الجلوس. وقال لي إن الرئيس الأسد اتصل به اليوم وأبلغه بأنه وعد سليمان فرنجية منذ وقت طويل بأنه سيصبح وزيراً للداخلية ولا يستطيع
أن ينكث بالتزامه. وتابع لحود مخاطباً المر: لذا، رجاء أن تختار إما منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وهذا أعلى منزلة أو تختار وزارة العدل أو الدفاع كما تشاء.

فاجاب المر لحود: المعذرة، لن أقبل أي شيء. لا يسعني العمل مع هكذا فريق. وهكذا نوع من الناس. هذه الحكومة ستدمر لبنان وأنا أتحدث أمام اللواء جميل السيد وآمل
أن ينقل الرسالة بأنه لا يزال في لبنان قلة من الناس لا يدوسون على كرامتهم للحصول على حقائب وزارية. أهكذا تكافئون شخصاً ضحى بحياته من أجل بلده؟ ضحى بحياة
أولاده؟ أهذا ما تريده سوريا من لبنان؟ سليمان فرنجية الذي سيدمر البلد مع عمر كرامي وهؤلاء اللصوص في هذه الحكومة؟ فنظر إليّ جميل السيد قائلاً لطالما قلت
لنفسي بأنك شخص شريف ونبيل، لكنني لم أعتقد أنك قد تصل الى هذا المدى.
سليمان فرنجية
- المر: في اليوم التالي، حكومة جديدة اتصلت بسليمان فرنجية وقلت له اريد أن أعرفك على المدراء والمسؤولين كي أغادر الوزارة. مكثت مع سليمان في مكتبي وكنت أجهز
له جميع الأقراص المدمجة الخاصة بالإدارة وكل ما يلزم لإعطائه صورة موجزة، وسألته عما يريد أن يعرفه او يستعلم عنه قائلاً له: توخ الحذر إن هذه الوزارة حساسة
جداً. بات لدينا اليوم أمناً عالمياً: فقال فرنجية لي لا أبالي، لدي ثلاثة أسئلة فقلت له ما هي؟ فأجاب فرنجية لي كيف نصدر تراخيص «البينغو» و«الألعاب»؟
- المحقق: المقامرة.
- المر: قلت له لا أعرف ... لا أعرف لأنني سلمت هذه الصلاحية إلى وزارة المالية منذ سنتين أو ثلاث، لأنني لا أريد هذا النوع من الصلاحيات في وزارتي. فقال فرنجية:
لا بأس. ثانياً: كيف نمنح تراخيص الكسارات؟ فقلت له: لا أعلم لأنني نقلت هذه الصلاحية منذ ثلاث سنوات إلى وزارة البيئة. فقال حسناً. السؤال الثالث كان عن توزيع
أرقام لوحات السيارات. الأرقام المميزة من ثلاثة أعداد وهكذا. فأجبته يمكنك أن تسأل المدير.
لحود ليس سوبرمان
وميشال سليمان ضعيف
- المر: ما كان بين الرئيس اميل لحود وعائلة الأسد لا تحاول أن تجد أحداً في لبنان يعلم عن هذه العلاقة. ولا حتى زوجته ولا إبنه لأن الرئيس لحود كان رجلاً كتوماً
للغاية. لا يتحدث عن اجتماعاته أو المعلومات التي بحوزته. يمكنه أن يهين نائباً أو وزيراً أو حتى رفيق الحريري نفسه، أو يمكنه القول إن عمر كرامي غبي أمام 10
صحافيين أو 10 نواب. وهذه ليست مشكلة إلا انك لا تستطيع أن تجري معه أي نقاش جدي. تلك هي شخصية هذا الرجل. لكنني على يقين بأن الرئيس لحود لأنني أعرفه وأعرف
طريقة تفكيره لن يسمح للسوريين أن يأخذوا ممسكاً عليه. أنا عرفه. لكن لا أستطيع أن أقول بأن صورة الرئيس لحود كـ «سوبرمان» هي حقيقية. لا إنها ليست كذلك. لقد
صنعوا منه «سوبرمان» والمعارضة (قوى 14 آذار) جعلت منه «سوبرمان» بمهاجمتها إياه
وتصويره على أنه الوحش وهو محارب إلخ. وعندما كان قائد الجيش، سمحت له سوريا بتأدية دور المسيطر على الجيش وبأنه أقوى رجل في العالم، لكنهم كانوا يسيطرون على
الجيش من خلال جميل السيد مباشرة وكان الرئيس لحود يشكل غطاء لهذا النظام. إن سألته كان ليقول لك أنا من كان يعطي الأوامر. ولم يطلب مني أحدٌ شيئاً. نعم هذا
صحيح، إنما لمن كان يعطي الأوامر؟ إلى ضابط من اجل تسيير دورية في الشارع، ليس أكثر. لذا عندما اختاروا اللواء ميشال سليمان (قائداً للجيش) هل وقع اختيارهم
عليه لأنه كان «سوبرمان»؟ لقد اختاروه لأنه كان أضعف ضابط في الجيش. لذا إن كنت تريد إجابة غير مباشرة عن السؤال الذي طرحته: ما هو الضغط الحقيقي الذي مورس
على الرئيس لحود؟ إن الضغط الحقيقي أنه لا يمكنك العثور على أشخاص كثر يقولون «لا» بوجه من يحكمونهم بطريقة ديكتاتورية. لا يسهل العثور على أشخاص يقولون «لا».
حين قال الحريري «لا»، كان مدعوماً من الرئيس شيراك والملك فهد وحين قلت أنا لا، كنت على قناعة كبيرة بأنني لا أودّ أن أعيش هذا الموقف الدرامي بعد الآن ولا
أريد أن يحصل هذا القتال في الشوارع كي أستعيد منصبي، لذا قلت «لقد عشت في سويسرا فترة طويلة وكنت سعيداً جداً. لقد أثبت نفسي وبت أملك سيرة ذاتية جيدة الآن
لأعد إلى مزاولة عملي وأنتهي من ذلك. حتى الرئيس الحريري عندما قال «لا»، قال «لا» و«نعم» إذ كان في لبنان وعلاقته سيئة مع رستم غزالي، لكنه أرسل له المال عبر
عبد اللطيف الشماع قبل مقتله بيوم واحد. هذا ما أطلعني عليه عبد اللطيف.
علاقة لحود بآل الأسد ساعدتني
- المحقق: ما كان موقفك.. نظراً للوجود السوري في لبنان ما كان موقفك الشخصي؟
المر: لقد ساعدتني العلاقة القائمة بين الرئيس لحود وبشار الأسد وإميل إميل لحود وماهر الأسد كثيراً. لنقل على مستوى الرأي السوري الخاطئ عن المسؤولين في لبنان.
إذ عندما يعلم غازي كنعان مثلاً أنني تناولت الغداء مع الرئيس لحود والرئيس الأسد كنت أحظى بفترة من الهدوء لستة أشهر من دون أي تدخل غير مباشر لتغيير أي ضابط.
إن هذه العلاقة مجرد علاقة اجتماعية، لكن مصلحة السوريين في حقيقة الأمر تعلو كل شيء. هذا ما أدركته بعد مرور سنتين.
- المحقق: أتيت على ذكر ماهر الأسد ، هل تعرفه؟
المر: نعم بالطبع.
المحقق: هل تربطك به علاقة حميمة، بما أنكما متقاربان في السن؟
المر: لا، أنا أكبر منه سناً.
المحقق: حسناً، آسف.
- المرّ: بسبع أو ثماني سنوات. تعرفت عليه عن طريق إميل إميل لحود، ولم تربطني به أي علاقة مباشرة ولا حتى لمرة واحدة. كان الأمر يتم دائماً عبر إميل إميل لحود.
لقد دعاني إلى الغداء في منزله لنقل 10 مرات خلال أربع سنوات. لطالما كان مستقيماً جداً وشديد التهذيب. كان يطرح دائماً أسئلة عن الحياة الاجتماعية في لبنان.
ونضحك قليلاً. إنما لم نكن نتداول أموراً جدية أبداً. لم يتطرق إلى السياسة أبداً ولم يكن يتدخل في شؤوني. ولم يكن يطرح أي سؤال.
- المحقق: ماذا عن موقفك إزاء الوجود السوري؟
- المرّ: إزاء مَن؟
- المحقق: السوريون، الوجود السوري خلال عامي 2004/ 2005 في لبنان. ما كان موقفك؟ هل كنت تعارض الوجود السوري في لبنان؟ هل كنت تؤيده؟
- المر: بعد مشكلة عنجر كنت مقتنعاً بأنه يتعين عليهم الخروج من لبنان، كانت رؤيتي واضحة جداً. وسبب قناعتي بأن وجودهم مفيد للبنان يعود إلى أن الولايات المتحدة
وأوروبا والرئيس شيراك كانوا يقنعوننا بأن هذا النظام هو الضامن الوحيد للمتطرفين السنّة في سوريا ولبنان وفي المنطقة، وبأن هذا النظام يحارب الارهابيين مئة
في المئة وبأن هذا النظام لا يمكنه أن يحيا في وجود الارهابيين. كنا نعمل معهم على ملفات 600 ألف إرهابي. الآن يسعني القول، من وجهة نظري، بأنهم كانوا يسوقون
هذه الفكرة لدى العام بأسره. كيف يمكن لهذه الخلية أن تكون في عنجر على مسافة قريبة جداً من مكتب رستم غزالي، وبأنها تضم متطرفين إرهابيين؟ لذا كيف يمكن لهذا
النظام أن يجمع هاتين الفكرتين بين مكافحة الارهاب والسماح بوجود الإرهابيين؟
عصام فارس
- المر: وكنا نتحادث ودائماً ما كان يردد لي (لحود) انه بعد الانتخابات ستعود وزيراً للداخلية ونائباً لرئيس الوزراء هذه المرة. لم يكن يريد سماع اي شيء عن
عودة عصام فارس الى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء لأنه كان على خلاف دائم داخل مجلس الوزراء.
لحود يبادر تجاه الحريري
- المر: مرة اتصل بي الحريري وقال لي هل تعلم إنهم سحبوا عناصر الأمن الداخلي من جهاز أمني. اجبته: نعم، وانا ايضاً. قال: هل الرئيس على علم بالأمر. اجبته:
لست ادري. اتصلت بالرئيس لحود وقلت له اريد مقابلتك. ذهبت واخبرته ان الرئيس الحريري اتصل بي وأخبرته بالمشكلة. قال سأرسل له مباشرة من حراسي الشخصيين ودعه
يختار الضباط والعناصر التي يريدها. اتصلت بالرئيس الحريري وقلت له اني برفقة الرئيس لحود وانه يريد التكلم معه. تكلم معه وقال له اختر العناصر التي تريدها
وخذ ما تشاء من حراسي الشخصيين. فأجابه الرئيس الحريري: لا شكراً لا اريد الحراس الشخصيين، فأنا استطيع ان ادفع للحراس الشخصيين لكني اسألك ان كنت على علم بأن
علي الحاج ورستم غزالي قاما بذلك قال له: لا إطلاقاً وهذا امر غير مقبول، ولذلك انا اطلب منك ان تختار الضباط والحراس الشخصيين الذين تريدهم من القصر الرئاسي
وان تأخذهم. لقد حصل ذلك امامي. وكان الحريري حساساً تجاه هذه المسألة. لأن الحريري كان حقاً كالجرافة «بولدوزر» في كل الأمور. لكنه كان رجلاً طيب القلب كالطفل
تماماً. عندما تقوم بمبادرة صغيرة تجاه فإنه لن ينساها أبداً.
- المحقق: نعم. لكن سؤالي الاساسي هنا: من تظنه حقاً وراء ذلك؟
- المر: غباء رستم غزالي.
1701 ـ 1559
- المحقق: عندما شرحت عن القرار 1701 سابقاً وكيف أعددت مسودة القرار 1701 ذكرت مساهمتك والسيد..
- المر: فؤاد السنيورة وبيدرسون ولارسن.
- المحقق: نعم، كل هؤلاء الاشخاص، اذاً كان هناك نظير لبناني، وهو انت والسيد السنيورة، لكني بالنسبة الى القرار 1559 من كان النظير اللبناني؟
- المر: ليس الموقف مماثلاً. كنا في خضم الحرب، كنا نعيش حرباً، كنت ولا ازال وزيراً للدفاع والسنيورة كان رئيساً للوزراء، من اجل ذلك شاركنا بالامر لأنه كان
علي ان اقول: نعم، استطيع ارسال خمسة عشر الف عنصر الى الجنوب وثمانية آلاف عنصر الى الحدود اللبنانية – السورية. لكننا كنا نناضل على كلمة من هنا وكلمة من
هناك لذلك وجدنا انفسنا في خضم الامر، لكن برأيي الشخصي اذا كان الرئيس شيراك وراء القرار 1559، فليس ذلك بسبب ضغط الحريري. هذه وجهة نظري.
كانت المسألة اكبر من ذلك بكثير. السيد الحريري كان سعيداً؟ نعم، السيد الحريري ربما تحدث مع شيراك لتأمين عدم ايصال الامور الى اميل لحود، ربما، وربما جعله
تدخله هنا اللاعب الرئيسي في القرار 1559. ربما في هذا التدخل او لنقل مثلاً انك عندما تطلع على القرار1559 وترى اولاً عدم التمديد للحود، ترى الحريري بكل تأكيد.
لكن ان تقول ان القرار 1559 وُجد بسبب الحريري، كلا، بكل تأكيد. تدخل الحريري مع شيراك لاضافة بند الانتخابات الرئاسية على القرار 1559، ربما، ليس لدي المعلومات
على اي حال كان ينكر الامر. الحريري كان رئيساً للوزراء، وفي فكره، مثلنا جميعاً، كان عائداً كرئيس للوزراء. فعرف اذاً انه لن يستطيع تطبيق القرار 1559، لن
يستطيع.
- المحقق: في جزئه الاول أو الاخير.
- المر: في كل أجزائه على ما أظن (يضحك).. كل الأجزاء.
حزب الله
- المر: بالنسبة الى مسألة قضية حزب الله، وقضية نزع سلاحه، الحريري كان ضد ذلك لم يكن يريد ذلك. قال: لن أنزع سلاح حزب الله بالقوة، كما هو منصوص في القرار
1559. لا يمكننا القيام بذلك، علينا ادخالهم في الحكومة والبرلمان والمفاوضات. وقبل التوصل الى حل اقليمي مع اسرائيل: على هذه الاسلحة ان تبقى. كان هذا رأيه،
لذلك عندما يتكلم عن القرار 1559 كان واضحاً بشأن عدة فقرات. قال لي: انا عربي تقدمي في توجهي ولن أسمح لأي كان بالمساس بالمقاومة، وهذه الاسلحة من اجل العملية
بأكملها في المنطقة. اذاً كيف له ان يكون متورطاً في كتابة القرار 1559، وهو يناهض العديد من فقراته، والفقرة الرئيسة، الانسحاب السوري «حتى البقاع»؟ القرار
1559 كان «من لبنان» ثانياً: لا تمديد للحود، وقد حصل التمديد. كان الاتفاق المناهض للمقايضة مع سوريا بشأن لحود.
- المحقق: نعم، شكراً، لكن على ذكر القرار 1559 الذي نتكلم عنه بشكل كامل، واشكرك جزيلاً على ذلك، لكن ما هو موقفك منه؟ هل انت مع القرار 1559 في حينها وحتى
اليوم؟
- المر: نعم.
- المحقق: نعم؟
- المر: نعم.
- المحقق: هل كنت سابقاً معه؟
- المر: نعم، كنت معه، وانا معه الآن، وسأكون معه لاحقاً من اجل مستقبل اولادي. انا مع القرار 1701. انا من صنعه.
- المحقق: هذا (يضحك)
- المر: وسأدافع عنه طالما انا وزيراً للدفاع.
من وراء سحب أمن الحريري؟
- المحقق: قلت لنا ان الحريري اخبرك وسألك ان كان الرئيس لحود على علم انهم سحبوا من حول العناصر الامنية، من اتخذ قرار سحب العناصر الأمنية؟
- المر: رستم غزالي وعلي الحاج نفذا الامر.
- المحقق: نفذا؟
- المر: نعم، هذا ما قاله لي الحريري، لأنه عندما حصل الامر عرفت من الرئيس الحريري ان السوريين اتصلوا بوسام الحسن الذي كان حينها مسؤولاً عن امنه، ليقولوا
له: كلا، دعوهم، دعوهم، احتفظوا بهم، الى آخره، الى آخره. اذا ربما كانت تلك رسالة صغيرة ليجعلوه يتكلم معهم وان يطلب منهم.. ربما.
استقالة المر والحريري يحذره
- المحقق: السؤال هو: هل انت على علم بأي تطمينات وضمانات اعطيت للحريري؟
- المر: قال لي الرئيس الحريري: هل تعلم ماذا فعلت؟ قلت له: «عما تتكلم؟». قال: لقد قلت لا للإله. وسألته وانا اصلي بشكل يومي. قال: بشار الاسد يظن نفسه الإله.
لم يكن والده هكذا. كان (حافظ الاسد) بغاية الذكاء، لقد قلت لا للإله. اذا عليك ان تكون بمنتهى الحذر على أمنك، فأجبته: وانت ايضاً. قال: لا، لا تقلق بشأني.
لقد حذر المجتمع الدولي سوريا والرئيس شيراك حذر سوريا، اذا لمسوني فسيكون الأمر بغاية الخطورة.
- المحقق: وكان هذا في المعطم الصيني مع السيد حمود والسيد بساط.
- المر: والسيد فليحان، لست ادري ان كان السيد بساط مهتماً سياسياً، لكن السيد حمود كان يصغي بشدة.
علاقة الحريري ـ لحود
- المحقق: كيف تصفّ العلاقة بين لحود والحريري؟ لنقل من الاول من يناير 2004 وصاعداً؟
- المر: منذ العام 2000 حتى 2002، كانا يتخاصمان كل يوم، وكل الخصام كان يدور على الملفات الاقتصادية. لحود مناهض للسرقة، هذه هي نظريته، لا يريد ان يلمس احد
مال الدولة. هذه هي نظريته وهو يظن ان كل من اراد تمرير ملف في مجلس الوزراء فإنه يقوم بصفقة، ليس دائماً، هذه هي ثقافته. انه يكره المال. كان لديه حساسية وكان
يتواجه كل يوم معه على الملفات، كان ذلك حتى العام 2002، عندما طلب مني الحريري الدخول بينهما واصلاح الامور، جرت الامور على ما يرام لمدة سبعة او ثمانية اشهر.
قلت للحريري ارجوك ان تنسى هذه الملفات. هناك ألف مسألة في البلد، لدينا الكثير الكثير لنقوم به. كل شيء يزدهر حقاً. إلخ. انسَ هذه الملفات. لن يقوم هذا الرجل
بالخصخصة. فهو لا يريد ذلك انه يعتقد ان هذه الملف سيعود الى صهرك والى السيد ميقاتي. إلخ. وهو لا يريد ذلك. جرت الامور بخير، الى ان بدأت الصحف تهاجم الحريري،
وتهاجمني، الصحف المناصرة لسوريا، عندما قال الرئيس لحود للرئيس الحريري انه لم يعد يريد اي تدخل بينهما، وقال له: لنقوم بالامر دستورياً وسياسياً في مجلس الوزراء.

(غداً الجزء الثاني والأخير)
السفير الجمعة 21 كانون الثاني 2011

No comments:

Post a Comment