Tuesday, January 25, 2011

عون لـ«حكومة أقطاب».. وأولوية الإصلاح
غراسيا بيطار
وقف العماد ميشال عون أمس بعد ترؤسه اجتماع تكتله النيابي «وقفة صاحب الرؤية الصائبة». فهو يعتبر أنه أعطى أكثر من فرصة للرئيس «الشاب» سعد الحريري لكي ينعتق
من أسر انتماءات داخلية وارتباطات خارجية أبعدته عن «مصلحة لبنان». في أيام التواصل «الحريري ـ العوني» وعد سعد بأنه «سيحاول تدريجيا» لكنه لم يقدم الا ما اعتبره
تيار «التغيير والإصلاح» «مناورات» ضمن جلسات الحكومة والتعاطي مع الوزراء والمحكمة الدولية وملف شهود الزور. وهي المناورات إياها التي جعلته «يغسل يديه» من
التزاماته مع السين السين... «الى أن وصلنا الى هنا».
قالها «الجنرال» قبلا لفؤاد السنيورة وكررها لسعد الحريري بطريقة غير مباشرة: «إذا تكلمت معك أميركا هذا لا يعني أنك أصبحت أنت أميركا».
على وقع الاستقالة والتكليف والتأليف الآتي دارت مناقشات اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» في الرابية أمس، فالأحداث الامنية، يقول أحد المجتمعين، «تريحنا وتقلقنا
في الوقت عينه. تريحنا لأنها تظهر الصورة واضحة أمام الرأي العام أن لا شيء يميز سعد الحريري عن أي طالب سلطة، وتقلقنا للأضرار النفسية والمادية التي تحدثها
والتي تؤكد أن هذا الفريق لا يعمل من أجل العبور الى الدولة كما يدعي».
أما في الخطوات المستقبلية فجرى الحديث خلال الاجتماع عن شكل الحكومة المقبلة والملفات العالقة. فرئيس التكتل «البرتقالي» يركز على تشكيل حكومة أقطاب أو إنقاذ
وطني وإعطاء الأولوية الى الإصلاح المالي. الأبواب مفتوحة للجميع لدخول هذه الحكومة «لكن المشكلة لدى الفريق الذي قد يرفض ورفضه يعني أنه لا يريد إلا السلطة
لنفسه».
ولعل ما قاله «الجنرال» بعد الاجتماع هو أبلغ تعبير عن المشهد السياسي كما تراه المعارضة في مقارنته «بين منطقي الخامس من شباط والسادس منه أي منطق الحرق ومنطق
البناء. التصادم والانفتاح». وإذ لفت الانتباه الى أن رئيس الحكومة هو «الوحيد الذي يجب أن يكون عليه توافق وطني»، عاد بالذاكرة الى الحملة التي شنّت عليه في
المعركة الرئاسية واتهم بشعار «أنا أو لا أحد» فقال: لقد زعموا أنني حملت مثل هذا الشعار علما أنني عزفت حينها عن الترشح ولم نلجأ الى بكركي للبكاء والشكوى
ولم نطلب من الناس النزول الى الشارع على عكس اليوم، حيث طلبت دار الإفتاء من المرشح أن ينسحب لصالح الحريري وإلا وقعت الفتنة وهذا منطق غير ديموقراطي ويناقض
التعايش السلمي. ودعا الى الكف عن التحريض المذهبي فالتجاوزات فاقت الحدود على قاعدة «إما أحكم أو أحرق البلد، على ما يقول المثل، من اجل عينيها».
وكان عون استهل كلمته بتهنئة الجيش اللبناني لرباطة الجأش التي تمتع بها ولعدم استعماله السلاح رغم كل ما تعرض له، رافعا لواء الاستنكار «لا بل الإدانة لما
تعرض له الإعلاميون»، وقال: إن الكاميرا لا تصوّر إلا ما تقومون به.
وسئل عن التحذيرات الأميركية من خسارة الحريري وانعكاس ذلك على الإقتصاد، فأجاب: ليأخذوه ويحسن لهم اقتصادههم. مطمئنا الى سعر السهم في «سوليدير» «ولا خطر على
وضع الليرة فهي بألف خير فكل من بإمكانهم أن يؤثروا على الاقتصاد مصالحهم في لبنان ولن يقبلوا بالتالي بذلك وهؤلاء هم وليس أنا من تحدث عنهم (رئيس الهيئة التنفيذية
لـ«القوات اللبنانية») سمير جعجع بأنهم ينشرون الغصن الذي يقفون عليه»، مؤكدا ان «لا فتنة في لبنان فالفتنة تحتاج الى اثنين ونحن لا نريدها... ما من دولة في
العالم تدعم الحريري إلا ولديها مصلحة ومصلحتها هذه ضد لبنان والعلاقة بين شخصي الحريري الأب وجاك شيراك خير دليل».

No comments:

Post a Comment