Friday, January 21, 2011

رئيس الأركان السوري في بيروت قريباً

زيـارة قهوجـي إلى دمشق: التنسيق في مجابهة خطري إسرائيل والإرهاب
داود رمال
كثرت التحليلات حول زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي، يوم الثلاثاء الماضي لسوريا، وحاول البعض ان يدرجها في سياق الأزمة السياسية المستمرة والمتفاقمة، وصولا
إلى تحميلها أكثر مما تحتمل. إلا أن المثبت ان هذه الزيارة، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إنما جاءت تلبية لدعوة سابقة من رئيس الأركان في الجيش السوري
للبحث في العلاقات على مختلف الصعد بين جيشي البلدين. وكما في كل الزيارات للخارج التي يقوم بها قائد الجيش، فانه فور عودته وضع رئيس الجمهورية ميشال سليمان
ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في أجواء محصلتها انطلاقا من ثابتة أن الجيش يخضع لسلطة مجلس الوزراء مجتمعا، ولرئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى
للقوات المسلحة.
ويقول مصدر مواكب إن التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري «لم يتوقف حتى في أقسى الظروف التي مرت على لبنان. وهناك ملفات مشتركة تتابع دوريا لا سيما في مجال
الارهاب الذي لم يعد تصنيفه محليا إنما بات إقليميا ودوليا والامور مترابطة في هذا الامر ناهيك بان لبنان وسوريا يشتركان بحدود طويلة، ويتعرضان للتهديدات نفسها
من العدو الاسرائيلي والارهاب».
وأضاف المصدر ان الموعد كان محددا سلفا، وطغت على المحادثات مع القيادتين العسكرية والسياسية الجوانب الامنية والعسكرية والدور الذي يمكن ان يلعبه كلا الجيشين
في حماية الاستقرار والذود عن الوطن، واللقاء مع الرئيس بشار الاسد يأتي في سياقه الطبيعي، إذ ان ايا من القيادتين العسكريتين في كلا البلدين عندما تزور احداهما
الاخرى لا بد من ان يكون هناك لقاء مع رئيس الدولة القائد الاعلى للقوات المسلحة.
واوضح المصدر ان البحث تركز على علاقات التعاون بين جيشي البلدين الشقيقين بما يخدم مصالحهما المشتركة ووجوب الاستمرار في تطوير هذه العلاقة بما يلائم التطورات
على الصعيد الاقليمي، حيث كان تأكيد سوري عبر عنه الرئيس الاسد على دور الجيش اللبناني في تحصين امن لبنان واستقراره، وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة
وتشهد تطورات متسارعة على غير صعيد.
واكد المصدر انه جرى بحث معمق في السبل الكفيلة بتحصين قدرة الجيشين الشقيقين على مواجهة الاخطار المحدقة لا سيما الخطر الاسرائيلي، الامر الذي يوجب التنسيق
على صعيد الاجراءات الميدانية المتخذة.
واشار المصدر الى انه جرى الاتفاق على تطوير آلية تبادل المعلومات المرتبطة بمكافحة الارهاب الذي هو التوأم لمكافحة العدوانية الاسرائيلية، وضبط الحدود التي
هي جزء اساسي من عملية مكافحة الارهاب والارهابيين الذين يتسللون عبر الحدود في الاتجاهين، فضلا عن الحد من عمليات التهريب على انواعها.
ولفت المصدر الانتباه الى ان جانبا من المحادثات ركز على تفعيل التعاون في المجال التدريبي واللوجستي، وتبادل الخبرات على اختلافها، لا سيما في مجال التكنولوجيا
العسكرية وتقنية المعلومات وتقاطعها وكل ما من شأنه المساعدة في كشف شبكات التجسس الاسرائيلية، والحد من تغلغلها وصولا إلى خنق حركتها وقدرتها على القيام بعمليات
ذات طابع معلوماتي - لوجستي او تنفيذي - ارهابي.
وقال المصدر انه تم الاتفاق على استمرار التواصل واللقاءات وتكثيفها استنادا الى الاتفاق الموقع بين البلدين في اطار معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق اللبنانية
- السورية، ووفق ما تقتضيه الظروف والضرورات على ان يقوم رئيس الاركان في الجيش العربي السوري بزيارة للبنان لاستكمال البحث في كل الامور ذات الاهتمام المشترك،
وذلك في اقرب فرصة ممكنة.
السفير الجمعة 21 كانون الثاني 2011

No comments:

Post a Comment