Wednesday, January 19, 2011

خوف في بيروت يرافقه تمسك أقوى بالمحكمة وبـ«الشيخ سعد»
لافتات مؤيدة للحريري في الطريق الجديدة أمس (بلال قبلان)
جهينة خالدية
كلامهم أمس الأول، لا يشبه كلامهم يوم أمس.
ازدادت أسئلة المواطنين: الحرب الباردة القائمة، متى تنتهي؟ ومتى تتخلى عن برودتها؟ علقت؟ هجموا؟ صرّحوا؟
في اليوم الواحد، تُسمع تلك الكلمات مراراً، ويخف منسوب الأمل كلما ظهر شريط خبر عاجل جديد فوق شاشات التلفزة، أو نُقل عبر خدمات الخبر السريع إلى الهواتف المحمولة
للمواطنين الذين يمضون أيامهم على وقع تصريحات متتالية: وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يقول إن «المملكة رفعت يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل
الازمة في لبنان»، الرئيس الإيراني يرى أن لبنان يمر بمرحلة تاريخية ويطالب الغرب بـ «وقف التحريض على الفتنة فيه»، وغيرهما من التصريحات التي تجعل المواطنين
يرددون «الوضع عاطل»، «خربت»، أكلناها».
بالأمس، بدا كأن جزءا منهم استفاق على هول صدمة اختبار التجمعات المنظمة لقوى المعارضة في شوارع العاصمة. وانطلقت تحليلات كل منهم، بحسب موقعه، وانتمائه، وحزبه.

يعتبر صاحب محل للحلويات عند الملعب البلدي في الطريق الجديدة، أن «أبناء الطائفة السنية، هم وحدهم بخطر، وهم أول المستهدفين من كل ما يشهده لبنان من تصعيد،
وهم المستهدفون من مناورة الفجر لحزب الله، وبالتالي لا بد من إعادة توحيد الشارع السني، وإلا نُسفت المحكمة الدولية تماماً، وهُشمت صورة رئيسنا، رئيس الحكومة
سعد الدين الحريري».
وفيما كان الكلام أمس الأول يتركّز بمعظمه على الخوف على الأمن والأرزاق، أضيفت الى الخوف على كلام اليوم نبرة مغايرة تفيد بأن: المناورة المنظمة، المهددة لمناطقنا
ولعاصمتنا، لن تنسينا أن الموضوع الأهم الذي يجب ألا نشيح تركيزنا عليه هو تسليم القرار الاتهامي، وبالتالي قرب ظهور الحقيقة، التي بذلوا كل قواهم ليشوهوها
ونظموا حربا دعائية - إعلامية سوداء لجعلها حقيقة صهيونية، لكن لن ينجحوا باختراق الرأي العام السني الذي لطالما انتظر هذه اللحظة»، بحسب حسام، الطالب في جامعة
بيروت العربية.
يوم أمس، عاد أبناء العاصمة نسبياً إلى حياتهم الطبيعة، وإن كانوا يختلفون الآن على تعريف «الحياة الطبيعية»، التي لا تعني بالنسبة إلى سلام، وهي مدرّسة مادة
العلوم الاجتماعية في إحدى ثانويات منطقة الطريق الجديدة، «أكثر من العودة إلى البيت سالمين، وضمان المدخول الذي يعيشني وأولادي»، مضيفة «لا يهمني الآن عودة
الحياة الطبيعية الى السياسة في لبنان، ولا عودة العلاقات بين الرؤساء إلى مجراها، ولا الدعم السعودي للطائفة السنية، أنا أريد أن أضمن أنه عند الثالثة من عصر
كل يوم، سأكون بين أطفالي الى مائدة واحدة، وسأضمهم إلى صدري وأنا مطمئنة من أن جنون الشارع والسياسيين لن يأخذهم مني يوما».
أولويات سلام، مشتركة لدى كثيرين من أبناء العاصمة، وتتردد على ألسنة معظم أبنائها في كل من عائشة بكار، ووطى المصيطبة، وتلة الخياط، والطريق الجديدة ورأس بيروت
والأشرفية. إنما السياسة تعود لتحضر بقوة، لا سيما في اهتمامات مناصري «تيار المستقبل»، الذين «يعيدون ترتيب أفكارهم بعد الخضات المتتالية التي طالت وما زالت
تطال الشارع السني في الأيام الأخيرة، وأبرزها نشر حلقات من التحقيق السري مع الرئيس الحريري في تقارير «حقيقة ليكس» عبر تلفزيون «الجديد»، التي يُراد منها
هز صورة الحريري بين مؤيديه»، كما يذكر بشير، الموظف في متجر للثياب في منطقة عائشة بكار، قبل أن يعود ليصوب «إنما ما لا يعرفه إخواننا في الوطن هو أن ثقتنا
مطلقة بالشيخ سعد، وما قاله كانت له ظروفه، ما يهمنا الآن هو أن نعيد توحيد صفوفنا وخلق قوة دعم معنوية للطائفة، في الظرف الحرج الذي تمر فيه، وثقتنا كبيرة
بالعدالة وبالسلم، وهو ما أورثنا إياه الرئيس الشهيد ولن ننجر إلى التخلي عنه الآن، لا سيما أننا بتنا نعرف من قتل رئيسنا. لا نملك الآن إلا الانتظار، والدعاء
إلى الله».
نسرين تنتظر أيضاً، إنما «أنا أنتظر اللاشيء، لأن كل شيء بات واضحاً. هناك طرف أثبت وجهة نظره بقوة العديد ولاحقا السلاح: نحكم لبنان ونبسط رجالنا (بتجمع عفوي!)
خلال ساعتين كحد أقصى». تقول نسرين، ثم تسأل «بعد كل هذا، ما الذي علينا أن ننتظر؟ أن يأكلونا؟ فليفعلوا. فلا شيء يُتعبنا إلا التقاتل على من سيأكل أكثر، فليستسلم
فريق الرابع عشر من آذار، ويلتفت إلى مشاريعه التجارية وليتفرد فريق الثامن من آذار والسوريون بحكم لبنان، وخلصونا».
تعود الشابة التي تعمل في مركز للدراسات لتجزم «هذا الموقف، لا يُعدّ استسلاماً، بل هو واقع، وبكلمات أخرى، هو الحقيقة التي يجب أن يتقبلها الجميع، لا سيما
أجيال 14 آذار، عليهم أن يضعوها نصب أعينهم بدلا من انتظار حقيقة لاهاي، التي كانت واضحة منذ البداية: كل المجتمع الدولي قتل شهيدنا رفيق الحريري، بتواطؤ وتعاون
سوري - لبنان، والمجتمع الدولي عينه، يستغلها فرصة الآن، ليضع حزب الله في الواجهة، وليكون كبش محرقة حتى عن السوريين أنفسهم». بهذا المعنى، تقول نسرين «وضعونا
أمام خيارين، ورسموا لنا خطة محكمة: السلم أو العدالة، أما خيار الاثنين معاً، فلن يرضي أحدا».
الخطة التي تتحدث عنها الشابة، يفصلّها جريس، وهو صاحب مكتبة في الأشرفية، فيقول ان «كل فريق الثامن من آذار جُيّش لتنفيذها، وانطلقت بالهجوم لتشويه سمعة المحكمة
الدولية من كل الأطراف، بل قاموا بتحضير ملفاتهم جيدا وفتحوا ملفات قديمة لفريق 14 آذار، ليشتتوا اهتمامنا، مثل ملفات وزارة المالية، وابتزونا بملف شهود الزور..
وماذا فعل فريق 14 آذار بالمقابل؟ لا شيء، لم يتنبه إلى أن أحزابا في المعارضة لديها سجل طويل من نهب البلد، ولم يبذل المجهود اللازم ليُسكتها، بالقرائن».
ويوضح أن «توجيه سلاح (المعارضة) إلى رؤوسنا، وتحديداً إلى رأس رئيس الحكومة سعد الحريري، لن يجعلنا نتخلى عن المحكمة، لكن هذا لا يعني أننا لسنا خائفين، فرسالة
أشباح الفجر وصلت: لا محرمات لدينا: نخرق الطائف، والدوحة، والتسوية السورية السعودية، وبالقوة نضعكم أمام خيارين: إما رفض الحقيقة، أو نخرب السلم الأهلي، وطبعاً
نعود لنحملكم مسؤولية هذا الخراب».
ويلفت جريس إلى أن الواقع هو تماماً كما يصفه الوزير ميشال فرعون من «أن فريق 8 آذار يهدد المؤسسات ومصالح الناس ومعيشتهم كما يهدد عبر رسائل أمنية، كأنه يريد
الانتقام من الشعب اللبناني الذي جلَّ ما يطلبه هو الدولة والعدالة».
ويذكر جريس أن «المشكلة الأبرز هي الآن لدى جمهور سعد الحريري تحديداً، الذي ينتظر منه موقفاً صارماً وحازماً يرفع معنوياتهم وإلا خسرهم، فمنذ اللحظة نسمع عن
إحباطهم وخوفهم والأهم: ضياعهم. فهؤلاء لا يعرفون حتى إن كانوا سيقاتلون، أم سيستسلمون، أم سيُهجرون؟».
التقاتل على السلطة، أو حتى على وحدة البلد، لم يعد يعني كل اللبنانيين، إذ يُسمع في الشارع صوت فئة متعبة وربما مستسلمة. فئة تحدد أقصى أمنياتها بالأمان، بغض
النظر من يمنحها إياه. يقول هيثم وهو متخرج حقوق - عاطل عن العمل، «كفوا عن الكذب علينا، نحن جيل مثقف، وندرك أنكم كلما قلتم «حكومة وحدة وطنية»، تكذبون، وكلما
قلتم ائتلاف، تكذبون. في لبنان تجارب أثبتت أنه في كل فترة تسيطر طائفة بلا منازع، كان الموارنة في الواجهة، ثم جاء السنة، والآن دور الشيعة.. ولن ينافسهم أحد
إلا إذا امتلك ترسانة أسلحة توازي حجم ترسانة حزب الله، أو بعضا من جمهوره الوفي». خوف في بيروت يرافقه تمسك أقوى بالمحكمة وبـ«الشيخ سعد»
لافتات مؤيدة للحريري في الطريق الجديدة أمس (بلال قبلان)
جهينة خالدية
كلامهم أمس الأول، لا يشبه كلامهم يوم أمس.
ازدادت أسئلة المواطنين: الحرب الباردة القائمة، متى تنتهي؟ ومتى تتخلى عن برودتها؟ علقت؟ هجموا؟ صرّحوا؟
في اليوم الواحد، تُسمع تلك الكلمات مراراً، ويخف منسوب الأمل كلما ظهر شريط خبر عاجل جديد فوق شاشات التلفزة، أو نُقل عبر خدمات الخبر السريع إلى الهواتف المحمولة
للمواطنين الذين يمضون أيامهم على وقع تصريحات متتالية: وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يقول إن «المملكة رفعت يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل
الازمة في لبنان»، الرئيس الإيراني يرى أن لبنان يمر بمرحلة تاريخية ويطالب الغرب بـ «وقف التحريض على الفتنة فيه»، وغيرهما من التصريحات التي تجعل المواطنين
يرددون «الوضع عاطل»، «خربت»، أكلناها».
بالأمس، بدا كأن جزءا منهم استفاق على هول صدمة اختبار التجمعات المنظمة لقوى المعارضة في شوارع العاصمة. وانطلقت تحليلات كل منهم، بحسب موقعه، وانتمائه، وحزبه.

يعتبر صاحب محل للحلويات عند الملعب البلدي في الطريق الجديدة، أن «أبناء الطائفة السنية، هم وحدهم بخطر، وهم أول المستهدفين من كل ما يشهده لبنان من تصعيد،
وهم المستهدفون من مناورة الفجر لحزب الله، وبالتالي لا بد من إعادة توحيد الشارع السني، وإلا نُسفت المحكمة الدولية تماماً، وهُشمت صورة رئيسنا، رئيس الحكومة
سعد الدين الحريري».
وفيما كان الكلام أمس الأول يتركّز بمعظمه على الخوف على الأمن والأرزاق، أضيفت الى الخوف على كلام اليوم نبرة مغايرة تفيد بأن: المناورة المنظمة، المهددة لمناطقنا
ولعاصمتنا، لن تنسينا أن الموضوع الأهم الذي يجب ألا نشيح تركيزنا عليه هو تسليم القرار الاتهامي، وبالتالي قرب ظهور الحقيقة، التي بذلوا كل قواهم ليشوهوها
ونظموا حربا دعائية - إعلامية سوداء لجعلها حقيقة صهيونية، لكن لن ينجحوا باختراق الرأي العام السني الذي لطالما انتظر هذه اللحظة»، بحسب حسام، الطالب في جامعة
بيروت العربية.
يوم أمس، عاد أبناء العاصمة نسبياً إلى حياتهم الطبيعة، وإن كانوا يختلفون الآن على تعريف «الحياة الطبيعية»، التي لا تعني بالنسبة إلى سلام، وهي مدرّسة مادة
العلوم الاجتماعية في إحدى ثانويات منطقة الطريق الجديدة، «أكثر من العودة إلى البيت سالمين، وضمان المدخول الذي يعيشني وأولادي»، مضيفة «لا يهمني الآن عودة
الحياة الطبيعية الى السياسة في لبنان، ولا عودة العلاقات بين الرؤساء إلى مجراها، ولا الدعم السعودي للطائفة السنية، أنا أريد أن أضمن أنه عند الثالثة من عصر
كل يوم، سأكون بين أطفالي الى مائدة واحدة، وسأضمهم إلى صدري وأنا مطمئنة من أن جنون الشارع والسياسيين لن يأخذهم مني يوما».
أولويات سلام، مشتركة لدى كثيرين من أبناء العاصمة، وتتردد على ألسنة معظم أبنائها في كل من عائشة بكار، ووطى المصيطبة، وتلة الخياط، والطريق الجديدة ورأس بيروت
والأشرفية. إنما السياسة تعود لتحضر بقوة، لا سيما في اهتمامات مناصري «تيار المستقبل»، الذين «يعيدون ترتيب أفكارهم بعد الخضات المتتالية التي طالت وما زالت
تطال الشارع السني في الأيام الأخيرة، وأبرزها نشر حلقات من التحقيق السري مع الرئيس الحريري في تقارير «حقيقة ليكس» عبر تلفزيون «الجديد»، التي يُراد منها
هز صورة الحريري بين مؤيديه»، كما يذكر بشير، الموظف في متجر للثياب في منطقة عائشة بكار، قبل أن يعود ليصوب «إنما ما لا يعرفه إخواننا في الوطن هو أن ثقتنا
مطلقة بالشيخ سعد، وما قاله كانت له ظروفه، ما يهمنا الآن هو أن نعيد توحيد صفوفنا وخلق قوة دعم معنوية للطائفة، في الظرف الحرج الذي تمر فيه، وثقتنا كبيرة
بالعدالة وبالسلم، وهو ما أورثنا إياه الرئيس الشهيد ولن ننجر إلى التخلي عنه الآن، لا سيما أننا بتنا نعرف من قتل رئيسنا. لا نملك الآن إلا الانتظار، والدعاء
إلى الله».
نسرين تنتظر أيضاً، إنما «أنا أنتظر اللاشيء، لأن كل شيء بات واضحاً. هناك طرف أثبت وجهة نظره بقوة العديد ولاحقا السلاح: نحكم لبنان ونبسط رجالنا (بتجمع عفوي!)
خلال ساعتين كحد أقصى». تقول نسرين، ثم تسأل «بعد كل هذا، ما الذي علينا أن ننتظر؟ أن يأكلونا؟ فليفعلوا. فلا شيء يُتعبنا إلا التقاتل على من سيأكل أكثر، فليستسلم
فريق الرابع عشر من آذار، ويلتفت إلى مشاريعه التجارية وليتفرد فريق الثامن من آذار والسوريون بحكم لبنان، وخلصونا».
تعود الشابة التي تعمل في مركز للدراسات لتجزم «هذا الموقف، لا يُعدّ استسلاماً، بل هو واقع، وبكلمات أخرى، هو الحقيقة التي يجب أن يتقبلها الجميع، لا سيما
أجيال 14 آذار، عليهم أن يضعوها نصب أعينهم بدلا من انتظار حقيقة لاهاي، التي كانت واضحة منذ البداية: كل المجتمع الدولي قتل شهيدنا رفيق الحريري، بتواطؤ وتعاون
سوري - لبنان، والمجتمع الدولي عينه، يستغلها فرصة الآن، ليضع حزب الله في الواجهة، وليكون كبش محرقة حتى عن السوريين أنفسهم». بهذا المعنى، تقول نسرين «وضعونا
أمام خيارين، ورسموا لنا خطة محكمة: السلم أو العدالة، أما خيار الاثنين معاً، فلن يرضي أحدا».
الخطة التي تتحدث عنها الشابة، يفصلّها جريس، وهو صاحب مكتبة في الأشرفية، فيقول ان «كل فريق الثامن من آذار جُيّش لتنفيذها، وانطلقت بالهجوم لتشويه سمعة المحكمة
الدولية من كل الأطراف، بل قاموا بتحضير ملفاتهم جيدا وفتحوا ملفات قديمة لفريق 14 آذار، ليشتتوا اهتمامنا، مثل ملفات وزارة المالية، وابتزونا بملف شهود الزور..
وماذا فعل فريق 14 آذار بالمقابل؟ لا شيء، لم يتنبه إلى أن أحزابا في المعارضة لديها سجل طويل من نهب البلد، ولم يبذل المجهود اللازم ليُسكتها، بالقرائن».
ويوضح أن «توجيه سلاح (المعارضة) إلى رؤوسنا، وتحديداً إلى رأس رئيس الحكومة سعد الحريري، لن يجعلنا نتخلى عن المحكمة، لكن هذا لا يعني أننا لسنا خائفين، فرسالة
أشباح الفجر وصلت: لا محرمات لدينا: نخرق الطائف، والدوحة، والتسوية السورية السعودية، وبالقوة نضعكم أمام خيارين: إما رفض الحقيقة، أو نخرب السلم الأهلي، وطبعاً
نعود لنحملكم مسؤولية هذا الخراب».
ويلفت جريس إلى أن الواقع هو تماماً كما يصفه الوزير ميشال فرعون من «أن فريق 8 آذار يهدد المؤسسات ومصالح الناس ومعيشتهم كما يهدد عبر رسائل أمنية، كأنه يريد
الانتقام من الشعب اللبناني الذي جلَّ ما يطلبه هو الدولة والعدالة».
ويذكر جريس أن «المشكلة الأبرز هي الآن لدى جمهور سعد الحريري تحديداً، الذي ينتظر منه موقفاً صارماً وحازماً يرفع معنوياتهم وإلا خسرهم، فمنذ اللحظة نسمع عن
إحباطهم وخوفهم والأهم: ضياعهم. فهؤلاء لا يعرفون حتى إن كانوا سيقاتلون، أم سيستسلمون، أم سيُهجرون؟».
التقاتل على السلطة، أو حتى على وحدة البلد، لم يعد يعني كل اللبنانيين، إذ يُسمع في الشارع صوت فئة متعبة وربما مستسلمة. فئة تحدد أقصى أمنياتها بالأمان، بغض
النظر من يمنحها إياه. يقول هيثم وهو متخرج حقوق - عاطل عن العمل، «كفوا عن الكذب علينا، نحن جيل مثقف، وندرك أنكم كلما قلتم «حكومة وحدة وطنية»، تكذبون، وكلما
قلتم ائتلاف، تكذبون. في لبنان تجارب أثبتت أنه في كل فترة تسيطر طائفة بلا منازع، كان الموارنة في الواجهة، ثم جاء السنة، والآن دور الشيعة.. ولن ينافسهم أحد
إلا إذا امتلك ترسانة أسلحة توازي حجم ترسانة حزب الله، أو بعضا من جمهوره الوفي».
السفير الخميس 20 كانون الثاني 2011

No comments:

Post a Comment