Wednesday, January 19, 2011

تساؤلات عن احتمال تراجعه عن أولويات السياسة الخارجية.. وعن مصير المساعدات

الكونغرس الجديد ومستقبل السياسة الأميركية في لبنان
نيك رحال
تشارلز بستاني
اليانا ليهتينين في اجتماع مع لارسن
جو معكرون
واشنطن :
كان المشهد معبراً عند انتقال رئاسة مجلس النواب رسمياً من الديموقراطية نانسي بيلوسي الى الجمهوري جون باينر، بحيث وقف النائب الاميركي من أصل لبناني نيك رحال
طوال الوقت الى جانب بيلوسي خلال هذا الحفل الرسمي، بينما زميله رئيس لجنة الرقابة داريل عيسى هو وجه الجمهوريين في النزاع التشريعي مع البيت الابيض.
يقول رحّال لـ«السفير» عن هذا المشهد «في ما يتعلق بلبنان نحن لسنا ديموقراطيين أو جمهوريين، نحن أميركيون من جذور لبنانية نجتمع معا للحفاظ على روابط قوية
مع أرض أجدادنا»، لكنه يؤكد: لدينا اختلافاتنا الخاصة في السياسة الاميركية، ليس هناك شك في ذلك. ويتطرق في هذا السياق الى دور عيسى في مواجهة إدارة أوباما،
قائلا «أتوقع منه أن يكون عقلانيا في دوره في الرقابة، آمل بأنه لن يدخل في مطاردة، هذا لن يكون جيدا للشعب الاميركي. هدفنا الاول هو استعادة اقتصادنا وفرص
العمل وليس الاستمرار بالنظر الى الوراء ومحاولة العثور على شخص لشنقه بدون داع لما قد حدث ربما في الماضي».
أما النائب الآخر من أصل لبناني تشارلز بستاني، المقرب من جون باينر في القيادة الجمهورية، فيقول لـ«السفير» ان نتائج انتخابات الكونغرس «تعني حكومة منقسمة
وفرصة متاحة للتسوية وايضا إمكانية للجمود»، مشيرا الى اعتقاده ان هذا الجمود لن يكون عائقا في قضايا السياسة الخارجية حيث يحظى أوباما بدعم الجمهوريين في حرب
أفغانستان. وقال بستاني «يحدوني الامل في ان انقساماتنا الحزبية ستتوقف عند شواطئ بلدنا».
لم يحدث أي تغييرات رئيسية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لكن شهدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وصول النائبة الجمهورية اليانا روس ليهتينين
الى رئاستها بدلا من النائب الديموقراطي هوارد بيرمان، وتسلم النائب الجمهوري ستيف شابوت رئاسة اللجنة الفرعية حول الشرق الاوسط وجنوب آسيا بدلاً من غاري اكيرمان.
ويأتي شابوت الضعيف انتخابيا ضمن لائحة من 55 نائبا جمهوريا، نشرها موقع «رول كول» الذي يتابع شؤون الكونغرس، سيسعى الحزب الديموقراطي لاستهدافهم في المرحلة
المقبلة لأنهم فازوا في الانتخابات النصفية الاخيرة بأقل من 55 بالمئة من الاصوات في دوائرهم الانتخابية.
باستثناء بعض أعضاء مجلس النواب المتابعين للملف اللبناني، يكاد يكون الكونغرس الاميركي الجديد بعيدا عن الازمة اللبنانية نظرا للمشاكل الاقتصادية الاميركية
ولوجود قضايا دولية أكثر إلحاحا في الوقت الراهن. المعلومات المتوفرة لـ«السفير» من مصادر أميركية ان التطورات الاخيرة في بيروت لم تترك حتى الساعة أثرا سلبيا
كان أم ايجابيا على برامج المساعدات الاميركية، أي لا يوجد أي دور سلبي من أطراف في الكونغرس حتى الآن لعرقلة هذه المساعدات التي تواجه بالاصل صعوبات ومعوقات
منذ عام على الاقل. وقد يكون أمام هذا الكونغرس الجديد مهمة حسم مسألة طلب الادارة الاميركية إقرار مبلغ 246 مليون دولار من المساعدات العسكرية والامنية للعام
الحالي، اذا ما تراجعت الادارة الاميركية عن هذا الطلب.
يؤكد رحال أن دعم لبنان في الكونغرس الجديد سيتواصل «وحتى سيزداد أكثر» لأن الكونغرس «يدرك أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين ويدرك ايضا سيادة لبنان وسلامة
أراضيه». وتطرق الى رئاسة ليهتينن للجنة الشؤون الخارجية، مشيرا الى انها تشاطره الهواجس ذاتها حول لبنان و«تريد تطوير علاقتنا مع لبنان، لكن ربما في بعض الاحيان
هناك شعور غير مؤكد من جانبها حول كيف نصل الى الغاية ذاتها». وأكّد ان لبنان سيبقى أولوية بالنسبة الى الكونغرس وانه «لا يتفق 100 بالمئة مع كل موقف من ليهتينن
حول لبنان»، لكن بالحوار والحجج «ستعالج الهواجس التي قد تكون عندها».
وأعرب رحال عن ثقته بقدرة الشعب اللبناني على تجاوز أزمته الداخلية قائلا «لدي قلق من الوضع في لبنان مهما كان اتجاه المحكمة، لكني أشعر ان القوة الداخلية والشجاعة
اللبنانية ستسود بغض النظر عن النتيجة وحل سلمي للقضايا العالقة سيتم التوصل اليه من قبل أفراد عقلانيين». وقال رحال ان لديه ثقة كبيرة برئيس حكومة تصريف الاعمال
سعد الحريري معربا عن أمله بأن يبقى في منصبه، داعيا الى التعقل مع بدء اجراءات ومشاورات تشكيل الحكومة الجديدة. وأشار الى انه من المبكر معرفة ماذا سيحصل،
لكن «لدي ثقة بأن حكومتنا ستواصل دعم حكومة الحريري». وعن احتمال طرح أسماء بديلة من الحريري، يقول رحال «هذا الامر يعتمد على من هو هذا الشخص ومن هم داعموه
أو داعموها الرئيسيون».
من جهته، أكد بستاني انه من المهم للجمهوريين التعبير عن وجهات نظرهم في السياسة الخارجية «لكن يجب أن تكون وجهة نظرهم مطلعة»، لا سيما في شؤون الشرق الاوسط،
قائلا «لقد كان موقفي دائما انه من مصلحة الولايات المتحدة القومية توفير دعم أكبر للجيش اللبناني وتشجيع سيادة لبنان واستقلاله». وذكر ان «هناك ربما في لجنة
الشؤون الخارجية من يختلف مع وجهة النظر هذه لكنني سأتحدث علنا وبقوة حول هذه القضايا». وقال بستاني انه تحدث مع ليهتينن حول الموضوع اللبناني وحثها على الاطلاع
على إبعاد هذه القضية قبل اتخاذ قرارها. وتخوف بستاني من احتمال ان لا يكون لبنان بين أولويات الكونغرس في المرحلة المقبلة لكنه أكد انه سيفعل كل شيء ممكن مع
زملائه ليبقى لبنان في دائرة الاهتمام في مبنى «الكابيتول هيل».
كما تشير دائرة البحوث في الكونغرس في تقريرها ان السياسة الاميركية حيال لبنان حاليا هي «الحد من النفوذ الايراني والسوري واحتواء» حزب الله. وذكرت في تقرير
لها قبيل استقالة وزراء المعارضة بأن «شرعية حكومة الحريري تعتمد جزئيا على نجاح المحكمة الخاصة بلبنان، لكن حزب الله والمعارضة قد يجعلان من المستحيل على الحريري
البقاء في السلطة اذا استمرت المحكمة الخاصة بلبنان بالقرارات الاتهامية. أي تغييرات في الحكومة اللبنانية قد تؤثر على مسار السياسة الاميركية والمساعدة الاميركية
الى لبنان، لا سيما اذا شملت دورا موسعا لحزب الله».
السفير الخميس 20 كانون الثاني 2011

No comments:

Post a Comment