Thursday, March 31, 2011

منظمة مجهولة تتبنى الخطف وسط تكتم في التحقيقات:
المداهمات مستمرة بقاعاً بحثاً عن الإستونيين وخاطفيهم
مداهمة عناصر من الجيش لأحد بيوت مجدل عنجر أمس (سامر الحسيني)
البقاع ـ «السفير»
تداعت أمس الآمال التي عقدت على قرب طيّ قضية المختطفين الإستونيين السبعة في اليوم الثامن على اختطافهم، في وقت أعلنت (من أطلقت على نفسها اسم) «حركة النهضة
والإصلاح» مسؤوليتها عن اختطافهم، وفق بيان أرسل إلى موقع «ليبانون فايلز» عبر رسالة الكترونيّة، تتبنى فيه، كما ورد في الرسالة، «خطف الإستونيين السبعة، وتفيد
بأنهم بحالة جيدة وستعلن الحركة عن مطالبها لاحقاً». وتضمّنت الرسالة صوراً عن بطاقات هويّات ثلاثة من المخطوفين، ليتحول الإستونيون إلى «رهائن»، يشير وزير
خارجيتهم أورماس بايت إلى «الغموض التام حول مكان وجودهم».
باستثناء ذلك الإعلان، وردود الأفعال عليه، لم يطرأ أي جديد على قضية اختطاف الإستونيين السبعة أمس، في ظل تواصل التحقيقات الأمنية التي يجريها فرع المعلومات
وسط تكتم شديد. وأفيد عن توقيف ثلاثة أشخاص من بلدة غزة في البقاع الغربي، الذي شهد صباحاً مداهمات وعمليات بحث قامت بها القوة الضاربة في فرع المعلومات. وشملت
المزارع والأبنية المهجورة في سهل جب جنين. وجدد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي طلبه أمس، ممن سماه، «الزعيم الظاهر لعصابة الخطف و. ع. تسليم
نفسه للقوى الأمنية، مع من تبقى معه، إضافة إلى الرهائن سالمين»، لافتاً إلى أن «عباس لم يكن من أصحاب السوابق».
وكان فرع المعلومات قد أوقف أمس كلاً من ع. د. ص.، وع. م.، وع. ص.، من بلدة غزة البقاعية، بعد توقيفه شخصاً رابعاً، يدعى م. ح. (25 عاماً) من عرب الفاعور، للاشتباه
بهم في القضية. كما داهم الجيش اللبناني ومديرية المخابرات منطقة المسيل في مجدل عنجر (سامر الحسيني). وصودرت سيارة تعود للمطلوب و. ع. وداهم منزلا آخر في المجدل
من دون توقيف أحد. وأظهرت التحقيقات المتابعة لقضية خطف الإستونيين أن السيارات المستعملة في عملية الخطف، كانت سيارات من دون أرقام رسمية، ولا أوراق ثبوتية
لها. وأفيد مساء أمس عن مداهمة مغاوير الجيش لمنزل ج. أ. ض. من بلدة القرعون، من دون العثور عليه.
وقلصت القوى الأمنية في منطقة البقاع الغربي وراشيا (شوقي الحاج)، من تحركاتها العسكرية الميدانية، مخففة من القبضة الأمنية والطوق المحكم الذي فرضته قبل أيام
على بعض المناطق، التي كانت مسرحاً لعمليات دهم وتفتيش، بحثاً عن المختطفين. واستبدلت المداهمات برفع مستوى جهوزية المراقبة والرصد، والدفع باتجاه «سياسة العين
المفتوحة، من أجل استخدام عنصر المباغتة عند الحاجة لتنفيذ الأوامر التي قد تصدر عن القيادة، إذا طرأت مستجدات»، وفق مصادر أمنية على صلة بمتابعة الملف.
ولفتت المصادر إلى «استمرار عملية تقييم المعلومات والخيوط، التي تمكنت القيادة المخولة متابعة الملف من جمعها، من خلال استجوابات موقوفين يشتبه بضلوعهم بعملية
الخطف، تمهيداً لدراستها وتوليفها مع معلومات أخرى، كانت قد استقتها الأجهزة من شهود عيان، وممّا حوته أشرطة كاميرات المراقبة، ومن مضامين وحيثيات التخابر الهاتفي
التي قد تكون عناصر المجموعة الخاطفة قد أجرته في ما بين أفرادها ومع آخرين على علاقة بهم»، مشيرة إلى أن «الانتهاء من عملية تقييم المعلومات سيتم في غضون وقت
قصير، للتأكد من صحة مطابقة تلك المعلومات وموالفتها بعضها مع بعض». ورفضت المصادر الإفصاح عن مكوّنات ما توصلت إليه، في انتظار استكمال كل التحريات المتعلقة
بالقضية، لتتمكن من تحديد مكان احتجاز المختطفين، والعمل للإفراج عنهم، وإلقاء القبض على الخاطفين والمشاركين والمخططين. وأكدت المصادر أن «الاستمهال هو من
باب الحرص على ضرورة وصول الأمور إلى خواتيمها المنشودة، حفاظاً على سلامة المخطوفين وتوقيف الفاعلين».
وأصدرت وزارة الخارجية الإستونية بياناً أمس، أعلنت فيه أنها «تبلغت خبر تبني مجموعة المسؤولية عن عملية الخطف»، مشيرة إلى مواصلة «التعاون مع المسؤولين اللبنانيين،
والتحقق من الوقائع». وناقش وزير الخارجية الإستوني أورماس بايت القضية مع عدد من وزراء الخارجية، على هامش اجتماع لندن، مشدّدا على «أهمية التعاون الدولي في
الجهود المبذولة من أجل الإفراج عن المخطوفين». وأعلن ان «الخاطفين لم يعربوا عن أي مطالب»، مشيراً إلى «الغموض التام حول مكان وجودهم». وقد استعانت إستونيا
بأحد القضاة الفرنسيين البارزين لمتابعة القضية مع المسؤولين اللبنانيين بقصد تحرير المختطفين.
تداعيات اقتصادية
إلى ذلك، لم تعد تداعيات قضية الإستونيين السبعة محصورة بأبعادها الأمنية والعسكرية، بل باتت تطرق بمفاعيلها السلبية الواقع الاقتصادي في منطقة البقاع الأوسط
(سامر الحسيني)، الذي تعرض لضربة جديدة تضاف إلى سلسلة النكسات المعيشية المتتالية في المنطقة، بفعل الأحداث الأمنية التي تكفلت بازدياد صعوبات الواقع الاقتصادي،
الذي كان ينتظر دفعة إيجابية وليس عملية أمنية تكفلت بتحجيم حركة العبور بين البقاع الأوسط وبيروت.
ويتحدث عدد كبير من أصحاب المؤسسات السياحية عن حجوزات ألغيت وعن حفلات أجلت، إلى أجل غير مسمى، معيدين السبب إلى الإجراءات الأمنية التي ترافق عملية البحث
عن الإستونيين المختطفين، إضافة إلى الخوف الذي تولد بعد حادثة تفجير كنيسة السيدة في زحلة المدينة الصناعية. وتلك الأحداث أدّت إلى شلل في حركة السير، والعبور،
والسياحة الداخلية بين بيروت والبقاع.
إضافة إلى التأثير السلبي للأحداث الأمنية في البقاع الأوسط، «تعرضت المنطقة لنكسة بسبب أحداث سوريا مع جمود في حــركة العبور بينها وبين لبنان»، كما أشــار
مصدر حدودي في نقطة المصــنع اللبناني، متحدثاً عن «شلل غير مسبوق في الحركة عند الحــدود من الجانبين، التي باتت تشــبه منطــقة مهجورة».
عين الحلوة: معركة بين «فتح» و«فتح الإسلام»!
محمد صالح
صيدا :
دخل مخيم عين الحلوة مجدداً في أتون الصراعات والأحداث الأمنية من بابها العريض. وعادت الاشتباكات بين حركة «فتح» من جهة و«فتح الإسلام» و«جند الشام» من جهة
ثانية، بعدما ظنّ الأهالي أنهم ارتاحوا من هذا النوع البائس من الترويع.
فقد اندلعت فجر امس اشتباكات عنيفة استمرت من الساعة الثالثة والنصف فجراً حتى الخامسة والنصف صباحاً وإن بشكل متقطع، وأسفرت عن سقوط خمسة جرحى وأضرار مادية.

وأبدت مصادر فلسطينية قلقاً شديداً من المعركة التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والاستنفارات والانتشار المسلح. هذه المعارك انفجرت بعد توتر الأيام الماضية
إثر محاولة اغتيال الفتحاوي أيمن التيجاني. وتردّد أن «فتح» تتهم من يعتقد أنه امير «فتح الإسلام» غير المعلن الشيخ اسامة الشهابي بأنه وراء المحاولة كما بإخفاء
المتهم بتنفيذ العملية وعدم تسليمه الى الكفاح المسلح. كما تشير المعلومات إلى أن الشهابي استلم امارة الحركة خلفاً لعبد الرحمن عوض الذي قتله الجيش اللبناني
في عملية أمنية في شتورا في البقاع.
وكانت أحياء الصفصاف وطيطبا والبركسات في مخيم عين الحلوة قد شهدت حوالى الثالثة والنصف من فجر أمس اشتباكات عنيفة بدأت بحسب شهود عيان عندما انفجرت ثلاث قنابل
يدوية دفعة واحدة مستهدفة منزل الشهابي في المخيم، وعلى الأثر اندلعت المعارك في ظل انتشار واستنفار مسلح.
وقد أسفرت المعركة عن سقوط خمسة جرحى معظمهم من آل الشهابي بينهم قاسم الشهابي وهو شقيق اسامة الشهابي إضافة الى عصام الشهابي وجراحه خطرة وتمّ نقله الى مستشفى
الأقصى في المخيم وايمن الشهابي وشخص من آل الرفاعي، وتردّد ان اسامة الشهابي قد أصيب في هذه المعركة.
وقد عملت لجنة المتابعة الفلسطينية واللجان الشعبية حتى ساعة متقدمة من الصباح على محاولة منع تمدّد الاشتباك وحصره في مكانه.
وعقدت لجنة المتابعة الفلسطينية لاحقاً اجتماعاً طارئاً في مكتب الصاعقة، وأصدرت بياناً أكد ان «هناك سلسلة أحداث أمنية مشبوهة، من قبل عناصر مشبوهة وقعت في
المخيم في الآونة الأخيرة وقد بدأت هذه الأحداث بالتزايد في الفترة الأخيرة من أجل النيل من أمن ووحدة المخيم واستقراره وأن الأطراف والقوى الفلسطينية كافة
في المخيم تقف متضامنة ومتماسكة في ما بينها من أجل التصدي لكل أشكال الفتنة».
من جهتها، اتصلت النائبة بهية الحريري بكل من نائب مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد عباس ابراهيم ومدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور
وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي وعضو لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية ابو أحمد فضل والقائد العام للكفاح المسلح العقيد
«اللينو»، واطلعت منهم على الوضع الأمني، مؤكدة على أهمية بذل جميع الأطراف في المخيم اقصى الجهود المطلوبة لإعادة تثبيت الهدوء.
كما زار وفد مركزي من الصاعقة برئاسة غازي أبو حسن رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، الذي اكد ان استقرار الأوضاع الأمنية والاجتماعية والحياتية والخدماتية
في عين الحلوة والمخيمات جزء لا يتجزأ من الاستقرار الداخلي اللبناني.
بدوره، دعا تيار الفجر - المقاومة الإسلامية القوى في المخيم إلى إدراك المخاطر الناجمة عن الاختراقات الأمنية التي تهدّد أمن المخيم واستقراره.
السفير
..و«المستقبل» يرد
رد مصدر مسؤول في تيار «المستقبل» على كلام النائب الــسابق ناصــر قنديل، وقال في بيان مقتضب ان قنــديل أدلى «بمجموعة من المزاعم والسينــاريوهات التي اقل
ما يقــال عنها انها كاذبة وملفقة ولن تغير في الحقيقة شيئاً، وهو كلام يأتي في سياق تحريف الحقائق وتلفيق الاضاليل».
قنديل: للتحقيق في أدوار الحريري وحمادة وكبارة في التخريب بسوريا
طالب النائب السابق ناصر قنديل، خلال مؤتمر صحافي امس، بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية «توضح تورط النائبين مروان حمادة ومحمد كبارة في التخريب على سوريا، وتكشف
حقيقة دور (الرئيس) سعد الحريري في التحريض وإدارة التخريب على سوريا وصولا إلى رفع الحصانة والمحاكمة».
واعتبر أن المنطقة وفي قلبها سوريا «دخلتا مرحلة جديدة بعد التظاهرات المليونية وخطاب الرئيس بشار الأسد». ورأى ان «اللبنانيين هم أكثر العرب الذين يعنيهم ما
يجري في سوريا، خصوصا عندما يتصل الأمر بمحاولات دولية وإقليمية لتوظيف ما تشهده سوريا على المستوى الداخلي للضغط على خياراتها الكبرى».
وأشار الى انه «منذ بدء الثورة في تونس وتحرك إرهاصات الثورة في مصر بدأت التحضيرات لسوريا، فكانت في 13 كانون الثاني أول مواضيع التداول في زيارة سعد الحريري
لواشنطن، وبعدها لاجتماع مستشاره هاني حمود في 18 كانون الثاني في باريس، وخصص شهر شباط لتنظيم غرف العمليات ورسم الشعارات وتشكيل المنصات الإعلامية، وتنظيم
الجماعات الأمنية وتسليحها».
كما طالب بـ«تقديم تقرير مفصل عن محاضر ومناقشات ـ رئيس شعبة المعلومات ـ وسام الحسن في القاهرة أمام وزير الداخلية، وتحقيق عسكري في النيابة العامة العسكرية
لمضمون ما قام به في مهمة لم يكلف بها رسميا وذات طابع يمس أمن دولة شقيقة، وتوقيف فريد الغادري ومأمون الحمصي وريبال الأسد وسوقهم الى المحاكمة وتسليمهم للسلطات
السورية كرجال استخبارات يستخدمون الأراضي اللبنانية للتخريب على دولة شقيقة».
لحود ومراد للإسراع بالحكومة
رحّب رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود، امام زواره، بـ«الخطاب الجريء والصريح الذي القاه الرئيس الدكتور بشار الاسد في مجلس الشعب السوري والذي شرح فيه
الفتنة الامنية التي تعرضت لها سوريا من منطلق طائفي لاضعافها وزعزعة مواقفها القومية التي تشرّف كل سوري وكل عربي».
واعتبر أن ردة الفعل الشعبية في سوريا تدل على أن «الشعب السوري يكن لرئيسه ثقة بقيادته الرشيدة وبسعيه الى الاصلاح الحقيقي الذي حال دونه التآمر المستمر على
سوريا».
من جهة ثانية، استنكر لحود «الأحداث الأمنية الاخيرة من خطف اجانب والقاء متفجرات على دور عبادة». وربط تلك الأحداث بمسلسل المؤامرة على سوريا «لاسيما انها
جرت على خاصرتها الاصلب».
وبالنسبة للحكومة، دعا لحود إلى تمثيل أطياف الاكثرية الجديدة كاملة من دون استبعاد اي طيف منها. واعتبر أن «من ضحى في سبيل خيارات الاكثرية الجديدة في اصعب
الظروف واقساها وتصدى لمحاولات التمذهب الحاد وذهب الى الخيارات الوطنية الخالصة والعابرة للطوائف، يستحق ان يشترك في الحكم» .
وكان لحود استقبل في مكتبه في «برج الغزال» رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد وعضو المكتب السياسي للحزب هشام طبارة بحضور النائب السابق اميل لحود.
ودعا مراد إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة»، واستغرب «الكلام الذي يطرحه الرئيس المكلف من انه لا يريد أشخاصا مستفزين، إذا كان هناك من مستفز فهو المستفز الأول
لفريق 14 آذار وتيار المستقبل، ومن الخطأ أن يأتي بوزراء سنة ليس لهم حيثيات شعبية».
سـليمان يلـتـقـي جنـبلاط: مـرتاحـون لاسـتقرار سـوريا
سليمان وجنبلاط (دالاتي ونهرا)
أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارتياحه لمسار الاوضاع في سوريا. وشدد أمام زواره في القصر الجمهوري في بعبدا على «أهمية الاستقرار فيها وانعكاسه الايجابي
على الوضعين الاقتصادي والامني في كل من البلدين»، متمنيا «عودة الامور الى طبيعتها كي يتم استكمال المسيرة الاصلاحية وفق الاولويات الاساسية»، ومجددا ثقته
بـ«قدرة القيادة السورية على تجاوز ما حصل وببقائها في خط الممانعة».
واستقبل رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط وعرض معه الأوضـاع السـياسـية السائدة على الساحة الداخلية.
وقال مصدر مطلع لـ«السفير» ان البحث الذي استكمل على غداء في جناح الرئيس تطرق الى الاوضاع في المنطقة لا سيما العربية منها، وكان الارتياح مشتركا لسلامة الوضع
في سوريا وقدرة القيادة السورية على الحفاظ على الاستقرار ومنع أي اختراق يتهدد أمنها الذي ينعكس تلقائيا على لبنان، مضيفا ان الرأي كان متفقا على ضرورة الاسراع
في تشكيل الحكومة وتجاوز كل العقبات لان التحديات الماثلة أمام لبنان كبيرة وخطيرة، لافتا الانتباه الى ان «جنبلاط أطلع سليمان على نتائج محادثاته مع الرئيس
السوري بشار الاسد وعلى الدور الذي يقوم به على صعيد تهيئة الظروف التي تسرع تشكيل الحكومة».
وزار القصر الجمهوري النائب نوار الساحلي مع وفد نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في البقاع لدعوة سليمان الى رعاية المهرجان السنوي للسياحة والتسوق الذي
يقام في الاول من تموز المقبل في بعلبك.
ارتياح سوري للعلاقات مع مصرزوار دمشق: تفكيك شبكة التآمر وأسـئلة عـن أدوار لبـنانيـة!
داود رمال
ينقل زوار العاصمة السورية ارتياح القيادة السورية وعدم خوفها «على المصير الوطني من جهة ومسار الممانعة والمقاومة من جهة ثانية، وأن قوتها من قوة الشعب السوري
وتماسكه ووحدته الوطنية، الذي عبر عن رفضه لكل محاولات أخذه في مسارات التمذهب والتطييف والفتنة، وإصراره على البقاء منسجماً مع الخيارات الوطنية والقومية التي
برهنت التجارب أنها الأسلم والأصوب لسوريا وللعرب».
وينقل الزوار عن قياديين في دمشق معلومات تشير إلى «حجم الاستهداف الذي أريد له أن يلبس باللبوس الدموي الخالص ليكرس عبر نزاعات طائفية ومذهبية»، إذ ان «مسار
الأحداث في كل من محافظتي درعا واللاذقية كان يراد منه أن يتطور دراماتيكياً، عبر قيام شبكة تآمرية بسفك الدماء وإلحاق الدمار والتخريب بالمنشآت والممتلكات
العامة والخاصة حيث تعمدت المجموعات التابعة لهذه الشبكة، وخاصة في اللاذقية، استهداف القوى العسكرية والمواطنين الآمنين في آن معا، لزرع الرعب والهلع والمتاريس،
فكان العسكريون ورجال الشرطة يسقطون شهداء من دون أن يقابل ذلك برد من قبلهم، حتى أن بعض الشهداء العسكريين قتلوا بالسواطير والسكاكين في اللاذقية، وحافظ الجيش
والقوى الأمنية على رباطة جأشهم والتزموا إلى أبعد الحدود بالقرار المركزي للقيادة السورية بعدم الرد بالنار مهما كانت التضحيات ووجوب استيعاب الأحداث».
ويشير زوار دمشق إلى أن رد القيادة السورية سياسيا وعسكريا، فاجأ من يدير شبكة التآمر، إذ كانوا يتوقعون أن تندفع القيادة السورية إلى الرد بعنف وبأسلوب دموي،
لكن الرد كان من منطلق القادر والواثق وبأسلوب استيعابي مسؤول بدليل نهوض الناس بمسؤولياتهم في اللاذقية في مواجهة بعض العصابات المعروفة التوجهات وذات التاريخ
الإجرامي العريق».
يضيف الزوار «أن رهانات المخططين والداعمين من دول وجهات على أن يتم إسقاط النظام السوري في سياق الموجة التي تجتاح المنطقة العربية لم يكن في محله، ومن يحاول
تعويض خسارته بسقوط نظام حسني مبارك في مصر باعتباره الداعم الأساسي له عبر إسقاط النظام في سوريا والمجيء بنظام دمية في يده لا يتمتع بأدنى مقومات النضوج السياسي
ـ الاستراتيجي، لأنه مع الزلزال المصري الإيجابي فإن هؤلاء سيجدون مصر الثورة الجديدة أو المتجددة صفاً واحداً إلى جانب سوريا في المسار والمصير بدليل الصفحة
الجديدة في العلاقات السورية المصرية من جهة والخطاب المصري الجديد في لبنان وقرار الانفتاح على إيران».
ويستشهد الزوار «بزيارة مدير المخابرات المصري الجديد مراد محمد موافي إلى سوريا، ولقائه الرئيس بشار الأسد، في ظل تقييم إيجابي جدا للزيارة حيث جرى خلالها
التأكيد على الثوابت العربية، لا سيما في مسألة الصراع العربي - الإسرائيلي والدور المركزي لمصر في حفظ الحقوق العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني».
ويشير الزوار نقلاً عن المسؤولين السوريين «أن الشارع العربي الممتد من المحيط إلى الخليج خرج من دائرة الخوف، وأصبح نبض هذا الشارع في العواصم المختلفة مع
نبض الشارع السوري، بعدما تحررت هذه الشوارع والساحات من عقدة الخوف، وبالتالي فإنه رغم حجم الاستهدافات التي لن تتوقف فإن النظام السوري مرتاح إلى حاضره ومستقبله».

ويؤكد الزوار «أن الاختراقات الأمنية التي حصلت للساحة السورية، من دول بعيدة وقريبة، أصبحت كلها تحت السيطرة والعمل جارٍ على تفكيكها وتحديد مراميها وأدواتها،
لأن النتائج الأولية تُظهر، للأسف، تورطاً لأشقاء في اسـتعادة لسيناريوهات سـابقة».
وعما إذا كانت سوريا ستكشف عن هذا التورط، يؤكد زوارها «أن سوريا تتعاطى كدولة وكل شيء سيعلن في حينه بعد اكتمال كل العناصر، إن عبر وثائق ومراسلات رسمية للجهات
المعنية في لبنان أو خلال لقاءات بين مسؤولي البلدين، وأيضاً عبر وسائل الإعلام، وتسأل عن تزامن أحداث سوريا مع اجتماع أحد المسؤولين في تيار سياسي لبناني بارز
مع معارضين سوريين ورموز من «الحرس السوري القديم» في أوروبا والدور التحريضي لبعض الشخصيات في مناطق التماس الحدودية الشمالية، وكل ذلك بتغطية من جناح متشدد
في دولة عربية كبرى، وهذا الأمر محل متابعة دقيقة من القيادة السورية التي تدرس الموقف لتبني على النتائج المقتضى الواجب لحفظ سوريا وعلاقاتها».
إسرائيل: الأرجنتين ملتزمة بالتحقيق في تفجيري التسعينيات
قال مسؤول اسرائيلي أمس، إن وزير الخارجية الارجنتيني قدم ضمانات بأن حكومته ملتزمة بالتحقيق في تفجيرين استهدفا مواقع إسرائيلية في الارجنتين في العامين 1994
و1996. وكانت الحكومة الاسرائيلية قد طالبت الارجنتين بذلك بعدما نشرت صحيفة تقريراً عن أن بوينس ايرس قد عرضت وقف التحقيقات مقابل تحسين العلاقات مع ايران.

وقال مدير الوكالة اليهودية ناتان شرانسكي إن وزير الخارجية الارجنتيني هيكتور تيمرمان صرّح بـ«التزامه العميق في التحقيق»، فيما أصدرت وزارة الخارجية الارجنتينية
تصريحاً أكدت فيه لقاء تيمرمان بشارانسكي، لكنها لم تتطرق إلى قضية التحقيقات أو العلاقات مع ايران.
وكانت صحيفة «برفيل» الارجنتينية قد ذكرت أنها حصلت على مذكرة دبلوماسية إيرانية تفصّل عرضاً أرجنتينياً بإسقاط التحقيقات في التفجيرين مقابل تحسين العلاقات
التجارية مع طهران. وفيما لم تذكر «برفيل» طريقة حصولها على المذكرة، إلا أنها نقلت عن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي قوله إن «الارجنتين لم تعد مهتمة
بحلّ قضية الهجومين، لكنها في المقابل تفضل تحسين العلاقات الاقتصادية مع ايران». وأضافت الصحيفة أن تيمرمان قدّم العرض لإيران عبر الرئيس السوري بشار الأسد
ووزير خارجيته وليد المعلم خلال لقاء في مدينة حلب في كانون الثاني الماضي.
(أ ب)
تركيا تبلغ مجلس الأمن بمصادرة شحنة أسلحة إيرانية
أظهرت وثيقة أن تركيا أبلغت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي أنها صادرت أسلحة كانت إيران تحاول تصديرها إلى سوريا، في انتهاك لحظر للأسلحة فرضته الأمم المتحدة.

وقال التقرير، الذي رفع إلى لجنة عقوبات إيران التابعة لمجلس الأمن الدولي والتي تشرف على امتثال طهران لأربع مجموعات من العقوبات، إن عملية تفتيش جرت في 21
آذار الماضي كشفت الأسلحة التي كانت مسجلة في وثائق الطائرة على أنها قطع غيار سيارات.
وأضاف التقرير أن الطائرة كانت متجهة إلى حلب في سوريا وسمح لها بعبور المجال الجوي التركي بشرط قيامها «بتوقف فني» في مطار ديار بكر. وتابع أن تفتيش الطائرة
كشف عن وجود عدد من «المعدات العسكرية المحظورة» وشملت 60 بندقية كلاشينكوف و14 رشاشا آليا ونحو 8 آلاف طلقة ذخيرة و560 قذيفة عيار 60 ملم و1288 قذيفة عيار
120 ملم. وتابع إنه «تم مصادرة المعدات وجرى تخزينها في مستودع للجيش في ديار بكر». (رويترز)
أميركا وبريطانيا تعملان استخباراتياً على الأرض ثورة ليبيا: جمـود ميداني ينذر بتكريس التقسيم
القـذافي يحـذر مـن حـرب تخـرج عن السـيطرة
ثائر ليبي في أحد شوارع مصراتة أمس (أ ف ب)
تواصلت عمليات الكر والفر بين الثوار الليبيين وقوات الرئيس معمر القذافي بين مدينتي البريقة، التي دخلتها الكتائب الأمنية الموالية للنظام وأجدابيا، التي ما
زال الثوار يحكمون السيطرة عليها، في مؤشر إلى جمود ميداني عند خط المواجهة الجديد يمثل جغرافياً حداً فاصلاً بين شرق ليبيا وغربها، ما ينذر بتكريس التقسيم،
لا سيما بعد انتقال العملية العسكرية الغربية إلى حلف شمال الأطلسي، الذي ما زالت الدول الأعضاء فيه على خلاف حول سبل تنفيذ قرار فرض الحظر الجوي، وبعد قيام
الولايات المتحدة وبريطانيا بإرسال عملائهما الاستخباراتيين إلى ليبيا، واستعدادهما، إلى جانب فرنسا، لتسليح الثوار وتدريبهم، في وقت حذر القذافي الغرب من «حرب
صليبية حقيقية» قائلا انهم «بدأوا شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه».
وخاض الثوار الليبيون، أمس، قتالا عنيفاً للسيطرة على بلدة البريقة النفطية بعد يوم من نجاح قوات القذافي في دفعهم للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران
الصواريخ. وتراجعت بعض قوات المعارضة حتى بلدة اجدابيا الإستراتيجية، خط الدفاع الأخير عن معقلها في مدينة بنغازي، فيما سعت وحدات أخرى لمنع قوات القذافي من
إحكام السيطرة على البريقة.
وقال شهود عيان إن الثوار تعرضوا لقصف عنيف استخدمت فيه قوات القذافي قذائف الهاون وصواريخ الـ«غراد»، ما دفعهم إلى التقهقر بضعة كيلومترات عن البريقة قبل أن
يعيدوا تجميع أنفسهم ويتحركوا إلى الأمام مجددا.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للثوار العقيد أحمد باني، خلال مؤتمر صحافي عقده في بنغازي، إن القذافي يستطيع نشر أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية والدبابات
ومنصات إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن قوات المعارضة بحاجة إلى عتاد يمكن استخدامه لتدمير مثل هذه الأسلحة.
وأضاف باني أنه مهما بلغت حماسة أو شجاعة أي فرد، فإن البندقية «إيه كيه 47» لا يمكن أن تواجه مثل هذا العتاد الثقيل، مشيراً إلى أن الثوار بانتظار الحصول على
عتاد عسكري، لكنه لم يوضح من أي دول.
ولفت باني إلى أن المعارضة تواجه صعوبات في الاتصالات، مشيرا إلى حاجتها إلى أجهزة اتصالات أكثر تطورا. وتعتمد الاتصالات في خط القتال الأمامي في ما يبدو على
الهواتف المحمولة، لكن تغطية الشبكة تكون متقطعة في معظم الأحيان.
وفي الغرب الليبي، قال متحدث باسم المعارضة إن القوات الموالية للقذافي قصفت مدينة مصراتة، الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، لافتاً إلى أن
العشرات قتلوا خلال الأيام الماضية عندما أصيبت منازلهم في القصف.
وتخضع مصراتة وهي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة في الغرب، لحصار القوات الموالية للقذافي منذ أسابيع، ولم تفلح الغارات الجوية الغربية المتكررة في وقف الهجمات.
وقال مصدر من المعارضة إن «مذابح ترتكب في مصراتة»، مشدداً على أن «الألوية (الموالية للقذافي) لم تتمكن من دخول البلدة لكنها تطوقها».
الأطلسي
في هذا الوقت، حذر حلف شمال الأطلسي، الذي تولى قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، قوات القذافي من مواصلة استهداف المدنيين. وقال قائد عملية «الحامي الواحد»
الجنرال الكندي شارل بوشار، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقره العام في نابولي في جنوبي إيطاليا، «لمن يستهدفون المدنيين والتجمعات السكنية، حري بكم التوقف، وأنصحكم
بالكف عن ذلك».
وأضاف بوشار أن «عملية الانتقال (من التحالف الغربي إلى الحلف الأطلسي) تمت بسلاسة ومن دون أي ثغرات»، مشيراً إلى أن «الحلف يتولى المسؤولية الكاملة». ولفت
إلى أن تحت تصرف الحلف نحو مئة من الطائرات المقاتلة وطائرات المساندة بالإضافة إلى 12 فرقاطة لمراقبة البحر المتوسط، موضحاً ان طائرات الحلف نفذت أكثر من 90
طلعة جوية منذ تسلمها المهمة في ليبيا.
وأعلن بوشار فتح تحقيق بشأن ضلوع التحالف في غارات قد تكون أوقعت ضحايا مدنيين، بعد ورود معلومات صحافية بهذا المعنى، مشدداً على أن «قواعد الاشتباك التي نعتمدها
صارمة جدا».
من جهته، قال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسين إن «جميع موارد الحلف في مكانها لإتمام مهامه في اطار عملية الحامي الموحد، وهي حظر الأسلحة وفرض منطقة
الحظر الجوي وحماية المدنيين والمراكز المدنية». وأشار راسموسين إلى أن «الحلف الأطلسي سيركز على حماية المدنيين والتجمعات السكنية من الهجمات».
وفيما توقع مسؤولون في الحلف الأطلسي أن تستمر العمليات العسكرية في ليبيا 90 يوما، قال راسموسين «متى نستطيع أن نقول أنجزت المهمة؟ الجواب هو عندما لن تبقى
تهديدات ضد المدنيين. هذا هو الجواب باختصار... ولكن إذا ما سألتموني: متى يحصل ذلك؟ فإنني لا استطيع أن أجيب».
تسليح الثوار
وشدد راسموسين على أن الحلف الأطلسي لن يقوم بتسليح الثوار الليبيين، قائلاً «سوف نركز على فرض الحظر على الأسلحة، والغرض من حظر الأسلحة هو وقف تدفق الأسلحة
إلى ليبيا... نحن هناك لحماية الشعب الليبي وليس لتسليح الشعب». وجاءت تصريحات راسموسين في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير صحافية عن أن الرئيس الأميركي باراك
أوباما وقع قبل أسبوعين أو ثلاثة أمراً رئاسياً لتقديم دعم سري للثوار.
وذكرت تقارير صحافية أن الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بدس عملاء استخبارات سريين في ليبيا. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية
«سي آي إيه» أرسلت عملاء سريين إلى ليبيا لجمع معلومات من اجل توجيه الضربات الجوية ولإقامة اتصالات مع الثوار، كما نقلت عن مسؤولين بريطانيين حاليين وسابقين
أن عشرات من عناصر القوات البريطانية الخاصة وعناصر جهاز الاستخبارات «أم آي 6» موجودون أيضا في ليبيا
بدورها، أشارت شبكة «ايه بي سي نيوز» إلى أن المذكرة التي وقعها اوباما تجيز القيام بعمليات سرية للـ«سي آي ايه» وذلك بهدف «مساعدة الجهود» في ليبيا.
وبعد امتناع عن التعليق على هذه التقارير، أكد مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة «نيويورك تايمز» أن عملاء الاستخبارات الأميركية متواجدون على الأرض في ليبيا «لتوفير
المعلومات حول الأهداف ولتقييم قدرة وتركيبة الثوار».
لكن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أحجم عن التعليق على أي نشاط لوكالة الاستخبارات الأميركية في ليبيا، غير أنه طمأن الكونغرس الأميركي إلى أن أوباما «كان
واضحا انه في ما يتعلق بجيش الولايات المتحدة... لن تكون هناك قوات برية على الأرض».
وأشار غيتس إلى أن الثوار الليبيين «بحاجة لكل تدريب وقيادة وتنظيم»، معتبراً أن الثوار عملوا حتى الآن بصورة ارتجالية، لكنه قال إن «عددا كبيرا من الدول» يمكن
أن تقدم لهم هذه المساعدة، موضحاً أن التدريب «ليس قدرة فريدة في الولايات المتحدة، وفي ما يخصني، ينبغي تكليف طرف آخر بذلك».
من جهته، لفت رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مايكل مولن الخميس إلى أن الجيش الليبي ليس على حافة الانهيار مع أن ضربات التحالف شلت حركة ربع قوات العقيد القذافي.
وقال مولن لأعضاء في الكونغرس الأميركي «قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة قدراته العسكرية، وأضعفنا قواته بشكل عام إلى مستوى بين نحو 20 و25 في المئة.... وهذا لا
يعني أنه على وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية لأن الأمر ليس كذلك».
القذافي
في هذا الوقت، حذر القذافي من أن الضربات الجوية المتصاعدة ضد بلاده قد جرت حربا بين المسيحيين والمسلمين يمكن أن تخرج عن السيطرة. وجاء في كلمة مكتوبة للقذافي
تليت في التلفزيون الحكومي «إذا استمروا فان العالم سيدخل في حرب صليبية حقيقية. لقد بدأوا شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه».
وأضاف القذافي أن «الحكام الذين قرروا شن حرب صليبية بين المسلمين والمسيحيين عبر البحر الأبيض المتوسط، والذين خرجوا عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
تسببوا في دمار البحر المتوسط وشمال أفريقيا وقتلوا أعدادا كبيرة جدا من المدنيين في ليبيا... هؤلاء أصيبوا بجنون القوة ويريدون فرض قانون القوة على قوة القانون».

وتابع أن هؤلاء «تسببوا في تدمير المصالح المشتركة بين الشعب الليبي وشعوبهم وقوضوا السلام وأبادوا مدنيين ويريدون أن يعيدونا إلى العصور الوسطى».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا لم تؤد إلا إلى توحيد قيادتها العليا ضد «عدو واضح». وأضاف «اطمئنوا
كلنا هنا، وسنظل حتى النهاية، فهذه بلادنا»، مشيراً إلى أن الحكومة الليبية قوية على كل الجبهات، وأنها لا تعتمد على الأشخاص لقيادة الكفاح لأنه «كفاح الأمة
كلها ولا يعتمد على أفراد أو مسؤولين»، في ما بدا إشارة إلى انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا عن نظام القذافي.
وفي وقت لاحق، أكد إبراهيم استقالة كوسا، قائلاً إن الأخير «طلب التوجه إلى تونس لتلقي العلاج الطبي. ولقد حصل على الإذن. ثم سمعنا أنه قرر الاستقالة من منصبه.
هذا قراره الشخصي. ليبيا لا تعتمد على أفراد ولن تتأثر» بهذا الانشقاق. ونفى إبراهيم معلومات تحدثت عن انشقاق شخصيات أخرى ومغادرتها البلاد إلى تونس، أمثال
رئيس الاستخبارات الليبية أبو زيد دوردة، ورئيس البرلمان محمد زوي.
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن انشقاق كوسا سيشجع آخرين من المقربين إلى القذافي على التخلي عنه، مشدداً على أن كوسا لن يحصل على حصانة
من المحاكمة في بريطانيا.
وأعلنت السلطات الاسكتلندية إنها ترغب في مقابلة كوسا بشأن تفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي في العام 1988 .
واعتبر متحدث باسم البيت الأبيض أن انشقاق كوسا يشكل «ضربة قاسية» لمعمر القذافي ويؤكد ان المحيطين بالزعيم الليبي فقدوا ثقتهم بنظامه، فيما اعتبرت وزارة الخارجية
الفرنسية أن انشقاقه يدل على «العزلة المتزايدة» التي يعاني منها القذافي.
وأعلن علي عبد السلام التريكي، الذي اختاره القذافي لرئاسة بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة، أمس، استقالته من منصبه وفر الى مصر. وكتب التريكي على أحد المواقع
الإلكترونية الخاصة بالمعارضة الليبية إنه «لا ينبغي أن تترك ليبيا لمصير مجهول فليبيا لها الحق في أن تحيا وأن تتمتع بالحرية والديموقراطية والرخاء».
(أ ف ب، رويترز، أب، د ب أ)
إسـرائيـل: منـاورة عسـكرية افتراضيـة لحـرب شـاملـة على الجبـهة الشـماليـة

بني غينتس خلال قيادته المناورة («السفير»)
قاد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، الجنرال بني غينتس، أمس، أول حرب افتراضية له في مناورة قيادية ارتكزت إلى فكرة نشوب حرب شاملة في الجبهة الشمالية تمتد
إلى جبهات أخرى، وتحوي الكثير من «المفاجآت» والتعقيد. وليس صدفة أن يتم الإعلان عن هذه المناورة بعد يوم واحد من تسريب خريطة «بنك الأهداف» الإسرائيلية في
الجنوب اللبناني ما يعني إطلاق رسائل في أكثر من اتجاه.
وأشار موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إلى إن الجيش الإسرائيلي أنهى «الحرب» الأولى لرئيس الأركان الجديد. وتمثلت هذه «الحرب» في مناورة قيادية واسعة النطاق،
تعاملت القوات خلالها مع «تصعيد أمني» يقود إلى مواجهة عسكرية في القاطع الشمالي، وإلى تسخين الجبهات الأخرى.
وللمرة الأولى يتم إدراج الجنرال غينتس في المناورة حيث تعامل مع سلسلة من القرارات العملياتية المهمة. وأثناء المناورة أثيرت مسائل عملياتية بالغة الأهمية
بالنسبة لطريقة إدارة الحرب المستقبلية، الأمر الذي من شأنه مساعدة قيادة الجيش على التعامل في الحرب الحقيقية.
وأشارت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن المناورة كانت بالغة الصعوبة لأنها تتعامل مع حرب شاملة في عدة جبهات، وخصوصا الجبهتين الشمالية والداخلية.
وتتعامل المناورة التي أسميت «أفني 13» مع تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لصواريخ من كل من «حزب الله» وحماس وسوريا وإيران.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قد دشن يوم أمس نشر أول بطارية صواريخ مضادة للصواريخ من طراز «القبة الحديدية» في بئر السبع. وأشار المراسل العسكري
للقناة العاشرة إلى أن حربا في الشمال تتطلب من إسرائيل نشر الكثير من مثيلات هذه البطارية التي لا تملك منها إسرائيل سوى اثنتين.
وأشار المراسل العسكري للقناة الثانية إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستدرس الأحد المقبل أمر شراء أربع بطاريات أخرى من «القبة الحديدية» بقيمة 250 مليون دولار.
وكانت إسرائيل حتى الآن تحاول الحصول من الولايات المتحدة على تمويل لشراء هذه البطاريات ونشرها. ومع ذلك يحتاج الحصول على هذه البطاريات الأربع ما بين عام
وثلاثة أعوام.
وأوضحت «يديعوت» أن هذه المناورة سنوية، وقد تم التخطيط لها وفق جدول العمليات، وفي إطارها جرى التعامل مع سيناريوهات عملياتية مختلفة، وشارك فيها الكثير من
جنود وضباط القوات الاحتياطية. وفي نطاق المناورة تم اختبار أساليب قتال وأنماط تعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية. كذلك اختبرت قدرات التواصل الأدائي
للقيادات، في أوضاع مختلفة. وإلى جانب ذلك، تم اختبار طرق إدارة الحرب في جبهات مختلفة بشكل متزامن، بدعم من منظومات الإمداد والاستخبارات والإعلام والجبهة
الداخلية، وتواصل دائم مع المستوى السياسي. وفي نطاق المناورة تم تنفيذ العبر المستخلصة من المناورات السابقة، وتلك المستخلصة من حرب لبنان الثانية وعملية «الرصاص
المسكوب» على غزة.
وبحسب «يديعوت» فإن الجنرال غينتس أدار من مقر القيادة العليا تقديرات موقف مشتركة. كما زار بؤر مناورة الأذرع المختلفة. وفضلا عن ذلك، فقد أقدم على اتخاذ قرارات
معقدة بشأن التطورات المختلفة في «الأحداث القتالية». وقال غينتس إن «هذه المناورات مستمدة من اضطرارنا للحفاظ على جهوزية الجيش الإسرائيلي وتأهبه الدائم».

وبنيت المناورة على أساس سيناريو والكثير من «المفاجآت» العملياتية من جانب العدو. وقال قائد المناورة، الجنرال غرشون هكوهين، إن المناورة رمت إلى إعداد الجيش
للحرب. وأضاف أنه بدا أن «الجيش ينفذ المناورة كرافعة للتدرب على أنماط عمل وبلورة مفاهيم جديدة».
وأوضح المراسل العسكري للقناة الثانية أن نتائج المناورة تبين المصاعب التي تواجهها إسرائيل في تصديها للمخاطر من جانب حزب الله وسوريا في أي حرب مقبلة. وأشار
إلى 260 قرية لبنانية فيها مواضع إطلاق لخمسة وأربعين ألف صاروخ يتجاوز مدى بعضها تل أبيب.
عموما لم يشارك المستوى السياسي بفعالية في المناورة عدا زيارة وزير الدفاع إيهود باراك وأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست لموقع إجرائها. وقال باراك إن
«أهمية المناورة تكمن في أنها توفر فرصة للقيادات لاختبار أنفسهم، والاستعداد وخلق لغة مشتركة مع المستوى السياسي. فمشاركة رجال الاحتياط في المناورة تسهم في
التواصل ونقل الخبرات وتحمل أعباء الاستعداد للاختبار الذي نأمل ألا يقع، لكننا مضطرون لمعرفة كيف ننتصر، إذا وقع».
الى ذلك، وزعت إسرائيل على سفاراتها ان «حــزب الله انشأ الف ملجأ في جنــوب لبنان بالاضافة الى مستودعات أسلحة تحت الأرض أيضاً في مناطق مدنية».
(«السفير»)
بري متفائل.. «حزب الله»: التأليف يتطلب تنازلات ميقاتي يدخل مربع الحقائب والأسماء
لا مؤشرات لولادة قريبة للحكومة الافتراضية للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لكن الساعات الثماني والأربعين المقبلة، ستشكل منعطفا على صعيد الانتقال من مربع الأرقام
والنسب، إلى مربع الحقائب والأسماء، من دون وضع سقف زمني لإنجاز هذه المهمة، في ظل توافق مكونات الحكومة الجديدة، على وجوب السرعة ولكن ليس التسرع، سعيا الى
حكومة تضم نخبة من الوزراء السياسيين والتكنوقراط قد تصل الى 32 وزيرا، ومن شأنها أن تحدث صدمة إيجابية تعوض الاستنزاف الذي أحاط بالتكليف والتأليف.
وفيما أكد «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «أن مساعي تشكيل الحكومة تسير بوتيرة فعّالة»، لافتا الانتباه الى «ان تأليفها لا يمكن ان يتم
إلاَّ ببعض التنازلات والتساهل لمصلحة الخطوط العامة والقضايا الأساسية»، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن رئيس الحكومة المكلف أوفد، أمس، شقيقه طه ميقاتي
وابن شقيقه عزمي إلى دمشق، حيث عقدا لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، جرى في خلاله اتصال بين الأخير والرئيس المكلف بحثا خلاله «في الأوضاع الراهنة في الشرق
الأوسط»، ونوّه ميقاتي «بالتفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس الأسد وتفويته الفرصة على مشاريع الفتنة». وعلمت «السفير» أنه تم خلال اللقاء التشديد على أهمية
تشكيل حكومة لبنانية تلبي تطلعات الشعب اللبناني وموجبات الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي.
وزار الرئيس المكلف عصر أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعيدا عن الإعلام في إطار التشاور المفتوح بينهما في مقترحات التشكيلة الحكومية، وتوافق الإثنان على
وجوب الاستعجال في تأليف الحكومة. كما تلقى الرئيس المكلف اتصالا مطولا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ«السفير» إنه تقدم باقتراح لحل العقد المستعصية
أمام تشكيل الحكومة، رافضاً الخوض في تفاصيله. كما كرر رفضه ما يقال عن عقد خارجية تؤخر تشكيلها، جازماً أن التشكيلة الميقاتية تسير إلى بر الأمان وهي ستصل
حكماً. وعلى طريقته قال بري: «سيري فعين الله ترعاك».
وفيما وصفت أوساط ميقاتي نتائج اتصالات أمس بأنها إيجابية، نفت ما تردد أمس عبر بعض التسريبات أو الرسائل القصيرة الهاتفية، حول نيته الاعتذار أو التراجع عن
تشكيل الحكومة، وقالت إنه ماض في اتصالاته وهو متفائل بقرب تشكيل حكومة ترضي معظم اللبنانيين.
واستغربت الأوساط «ما يقال عن أن ميقاتي متردد ومربك»، وقالت إن «الجميع يعرف الظروف التي يعمل فيها الرئيس المكلف، وهو يعطي الاتصالات مزيداً من الوقت لمعالجة
كل الأمور العالقة». كما استغربت ما يقال عن «أزمة تمثيل سنّة المعارضة السابقة»، مشيرة الى أن هذه النقطة متفاهم عليها وستجد مخرجا مرضيا للجميع.
وبينما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يزيح الستار عن نصب تذكاري للرئيس الشهيد رفيق الحريري قرب السرايا ويستكمل هجومه على سلاح المقاومة، كان النائب
وليد جنبلاط يعقد «لقاءً ممتازاً»، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، داعياً، حسب مصادر رئاسية، إلى التعجيل في تشكيل الحكومة لنوفر على البلد الكثير من السلبيات
والتعقيدات، خاصة أن الظروف الداخلية بكل مستوياتها السياسية والاقتصادية والمعيشية تعاني وضعاً رديئاً، ما يستدعي مغادرة حالة المراوحة الراهنة التي لا يتأتى
عنها سوى المزيد من السلبية.
من جهة ثانية، واصلت القوى الأمنية والعسكرية المشتركة من جيش وقوى أمن داخلي عمليات التفتيش والمداهمة في البقاعين الأوسط والغربي، بحثا عن الأستونيين السبعة
المخطوفين. وأكد مصدر أمني لبناني بارز لـ«السفير» أن القوى الأمنية تتابع مهمتها في البحث عن مصير المخطوفين بعدما تمكنت من تحديد الرقعة الجغرافية المرجح
وجودهم فيها، ولكن حتى الآن لم يتم العثور عليهم. وقال إن «الأولوية هي للقيام بمداهمات موضعية لا عشوائية وقد تمكنّا بفعل ذلك من إلقاء القبض على بعض المشاركين
في عملية الخطف ويبقى ثلاثة أشخاص بينهم الرأس المدبر الذي ما يزال متواريا عن الأنظار والبحث جار لإلقاء القبض عليه».

السفير
بري متفائل.. «حزب الله»: التأليف يتطلب تنازلات ميقاتي يدخل مربع الحقائب والأسماء
لا مؤشرات لولادة قريبة للحكومة الافتراضية للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لكن الساعات الثماني والأربعين المقبلة، ستشكل منعطفا على صعيد الانتقال من مربع الأرقام
والنسب، إلى مربع الحقائب والأسماء، من دون وضع سقف زمني لإنجاز هذه المهمة، في ظل توافق مكونات الحكومة الجديدة، على وجوب السرعة ولكن ليس التسرع، سعيا الى
حكومة تضم نخبة من الوزراء السياسيين والتكنوقراط قد تصل الى 32 وزيرا، ومن شأنها أن تحدث صدمة إيجابية تعوض الاستنزاف الذي أحاط بالتكليف والتأليف.
وفيما أكد «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «أن مساعي تشكيل الحكومة تسير بوتيرة فعّالة»، لافتا الانتباه الى «ان تأليفها لا يمكن ان يتم
إلاَّ ببعض التنازلات والتساهل لمصلحة الخطوط العامة والقضايا الأساسية»، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن رئيس الحكومة المكلف أوفد، أمس، شقيقه طه ميقاتي
وابن شقيقه عزمي إلى دمشق، حيث عقدا لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، جرى في خلاله اتصال بين الأخير والرئيس المكلف بحثا خلاله «في الأوضاع الراهنة في الشرق
الأوسط»، ونوّه ميقاتي «بالتفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس الأسد وتفويته الفرصة على مشاريع الفتنة». وعلمت «السفير» أنه تم خلال اللقاء التشديد على أهمية
تشكيل حكومة لبنانية تلبي تطلعات الشعب اللبناني وموجبات الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي.
وزار الرئيس المكلف عصر أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعيدا عن الإعلام في إطار التشاور المفتوح بينهما في مقترحات التشكيلة الحكومية، وتوافق الإثنان على
وجوب الاستعجال في تأليف الحكومة. كما تلقى الرئيس المكلف اتصالا مطولا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ«السفير» إنه تقدم باقتراح لحل العقد المستعصية
أمام تشكيل الحكومة، رافضاً الخوض في تفاصيله. كما كرر رفضه ما يقال عن عقد خارجية تؤخر تشكيلها، جازماً أن التشكيلة الميقاتية تسير إلى بر الأمان وهي ستصل
حكماً. وعلى طريقته قال بري: «سيري فعين الله ترعاك».
وفيما وصفت أوساط ميقاتي نتائج اتصالات أمس بأنها إيجابية، نفت ما تردد أمس عبر بعض التسريبات أو الرسائل القصيرة الهاتفية، حول نيته الاعتذار أو التراجع عن
تشكيل الحكومة، وقالت إنه ماض في اتصالاته وهو متفائل بقرب تشكيل حكومة ترضي معظم اللبنانيين.
واستغربت الأوساط «ما يقال عن أن ميقاتي متردد ومربك»، وقالت إن «الجميع يعرف الظروف التي يعمل فيها الرئيس المكلف، وهو يعطي الاتصالات مزيداً من الوقت لمعالجة
كل الأمور العالقة». كما استغربت ما يقال عن «أزمة تمثيل سنّة المعارضة السابقة»، مشيرة الى أن هذه النقطة متفاهم عليها وستجد مخرجا مرضيا للجميع.
وبينما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يزيح الستار عن نصب تذكاري للرئيس الشهيد رفيق الحريري قرب السرايا ويستكمل هجومه على سلاح المقاومة، كان النائب
وليد جنبلاط يعقد «لقاءً ممتازاً»، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، داعياً، حسب مصادر رئاسية، إلى التعجيل في تشكيل الحكومة لنوفر على البلد الكثير من السلبيات
والتعقيدات، خاصة أن الظروف الداخلية بكل مستوياتها السياسية والاقتصادية والمعيشية تعاني وضعاً رديئاً، ما يستدعي مغادرة حالة المراوحة الراهنة التي لا يتأتى
عنها سوى المزيد من السلبية.
من جهة ثانية، واصلت القوى الأمنية والعسكرية المشتركة من جيش وقوى أمن داخلي عمليات التفتيش والمداهمة في البقاعين الأوسط والغربي، بحثا عن الأستونيين السبعة
المخطوفين. وأكد مصدر أمني لبناني بارز لـ«السفير» أن القوى الأمنية تتابع مهمتها في البحث عن مصير المخطوفين بعدما تمكنت من تحديد الرقعة الجغرافية المرجح
وجودهم فيها، ولكن حتى الآن لم يتم العثور عليهم. وقال إن «الأولوية هي للقيام بمداهمات موضعية لا عشوائية وقد تمكنّا بفعل ذلك من إلقاء القبض على بعض المشاركين
في عملية الخطف ويبقى ثلاثة أشخاص بينهم الرأس المدبر الذي ما يزال متواريا عن الأنظار والبحث جار لإلقاء القبض عليه».

السفير
الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الجمعة 01 نيسان/أبريل 2011
يوم الجمعة الرابع من الصوم الكبير

في الكنيسة المارونيّة اليوم :القدّيسة مريم المصريّة المعترفة

إنجيل القدّيس متّى .35-27:9

وفيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: «إِرْحَمْنَا، يَا ٱبْنَ دَاوُد!».
ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ».
حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!».
فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا».
ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا.
ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس.
وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: «لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل».
أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أنسيلم (1033 - 1109)، راهب وأسقف وملفان الكنيسة

"فيكَ قالَ قلبي: ((اِلتَمِسْ وَجهَه)) وَجهَكَ يا رَبِّ أَلتَمِس"


تكلّم أيّها القلب، افتح نفسك بالكامل وقلْ للربّ: "أبحث عن وجهك، وَجهَكَ يا رَبِّ أَلتَمِس" (مز27(26): 8). وأنت سيّدي إلهي، علّم قلبي أين وكيف يبحث عنك، أين وكيف يجدك. ربّي، إن لم تكن هنا، إن كنت غائبًا، أين إذًا أبحث عنك؟ وإن كنت حاضرًا في كلّ مكان، لمَ لا يمكنني أن أراك؟ لا شكّ في أنّك تسكن النور الذي لا يمكن الوصول إليه. لكن أين هو النور الذي لا يمكن الوصول إليه وكيف يسعني الوصول إليه؟ مَن سيقود خطواتي ويغرقني في هذا النور حتّى أراك؟ من ثمّ، أيّ إشارات أتبع ومن أيّ طريق أذهب؟ لم أرك قطّ، ربيّ وإلهي، ولا أعرف وجهك. ماذا يمكنه أن يفعل، أيّها السيّد العليّ، ماذا يمكنه أن يفعل هذا المنفي البعيد عنك؟ ماذا يمكنه أن يفعل خادمك الذي يبغي حبّك والبعيد عن وجهك؟ يريد أن يجدك، ولا يعرف أين أنت. يقوم بالبحث عنك ويجهل وجهك.
ربّي، أنت إلهي، أنت سيّدي ولم أرك قط. خلقتني مرّة ثمّ خلقتني من جديد، أعطيتني كلّ ما أملك، ولا أعرفك بعد. صنعتني حتّى أراك ولم أدرك بعد مصيري. مصير الإنسان الذي فقد معنى وجوده هو البؤس... سأبحث عنك برغبتي الخاصّة وسأرغبك في بحثي. سأجدك وأنا أحبّك وسأحبّك حين أجدك.
The Persecution of the Shia in Yemen and the Regional Sunni-Shia Divide
Currently you have many political and religious convulsions throughout North Africa and the Middle East. However, for the Shia of Yemen it is apparent that the nation state of Yemen is at odds with many Shia Muslims who suffer systematic persecution.
Saudi Arabia is worried about the power base change in Iraq because after the demise of Saddam Hussein the Arab Sunni stranglehold was broken and now the main power brokers are the Shia and Kurds in the north. Therefore, recent political tensions in Bahrain and Yemen are causing alarm in Saudi Arabia because the leaders of this nation desire to preserve a dominant Sunni political power structure throughout the region.
If we focus on Afghanistan then the Sunni Islamic fanatics of the Taliban and Al Qaeda shared the same Sunni Islamic theme of power and control. This policy of victimizing and persecuting the Shia was factual and you had many massacres of the Shia by the forces of the Taliban and Al Qaeda before the invasion of Afghanistan.
Sunni Islamic extremists deem the Shia to be heretics and non-Muslim and the same hatred towards the Shia can be found in Pakistan. Even in so-called moderate Malaysia the government is anti-Shia. However, unlike the massacres of the Shia which have taken place in other nations it is state sanctioned discrimination in Malaysia which holds the Shia at bay and forbids their religious buildings.
The Sunni-Shia issue is very potent and the Shia are second class citizens in Saudi Arabia because they face centralized policies which discriminate against them. Therefore, Saudi Arabia is meddling in many nations and the people who suffer from this policy are the Shia and in Yemen many massacres have taken place in the past but most of these went unreported.
Also, while truces have been agreed upon in Yemen these truces rarely last and often it appears that the centralized state is just making the most of the breathing space in order to unleash more violence against the Shia minority.
James Haider, Middle East correspondent for The Times (UK), stated on November 5, 2009, that the Shia "…accuse Saudi Arabia, a conservative Sunni Muslim country, of backing the Yemeni army, fearing the emergence of a strong Shia militia similar to Hezbollah in Lebanon."
"In turn, the Yemeni Government in Sanaa has accused Iran, a Shia theocracy, of supporting the Huthi rebels as part of a campaign to spread Tehran's influence across the region. The Government said last week that Yemeni troops had seized five Iranians on a boat loaded with arms in the Red Sea".
James Haider also comments about the fleeing Shia during a major military assault in late 2009. This military assault led to 150,000 Shia Muslims fleeing their homes in order to escape the military clampdown against their community.
The military bombardments led to the killing of many innocent Shia Muslims who were caught up in the fighting. Therefore, many civilians were killed and the blood flowed.
If we concentrate on the bigger picture it would appear that Sunni Islamic elites do not desire to build bridges with the followers of the Shia faith. Instead the Sunni Islamic elites desire either the status quo or to maintain power by further marginalizing the Shia throughout the region.
Rannie Amiri's, whose article was published in the weekend edition of Counterpunch, (Feb 19-21, 2010) called The Shia Crescent Revisited, commented that "Should the Arab Shia be prohibited from freely airing their grievances and demanding accountability for past injustices? Stopped from speaking out against the crimes perpetrated against them under Saddam (in which many in the Arab world were complicit)? Prevented from attempting to lift the heavy hand of institutionalized discrimination levied against them in Saudi Arabia? Barred from seeking an end to their disenfranchisement in Bahrain -- where they make up at least 70 percent of the population yet constitute no part of the government or security services? Forbidden from asking why the language of sectarianism was used to justify and amplify the carnage in north Yemen?"
It is a fair question and despite the "Iranian card" which is being manipulated and used in Saudi Arabia it is apparent that the global jihadist network is based on the followers of radical Sunni Islam. After all, the terrorist attacks behind September 11, Madrid, Kenya, Bali, Uganda, and other global jihadist attacks, were all done by Sunni Islamic extremists.
Despite the Mahdi Army under Muqtada al-Sadr who attacked American forces in Iraq; it is clear that the Shia in Afghanistan and Iraq have gained from outside military forces taking action against Sunni Islamic zealots in Afghanistan and against the regime of Saddam Hussein which also played the anti-Shia card.
Therefore, will Yemen become the next brutal war which will drag in outside forces and lead to the growth of radical Sunni Islam? After all, it is clear that the al-Shabaab in Somalia desire to turn Somalia into a fundamentalist nation and this extremist Sunni Islamic organization often beheads the followers of Christianity and women also face being stoned to death for adultery.
The Somalia syndrome may happen in Yemen because it is obvious that outside Sunni Islamists have used Somalia in order to spread their version of Islam. However, for the Shia of Yemen then they may face a "dual policy" whereby Sunni Islamic fanatics are allowed to enter the fray from many nations but at the same time the centralized state in Saudi Arabia will boost the nation state of Yemen.
Sudarsan Raghavan, Washington Post, February 11, 2010, stated that "Even as it fights a U.S.-supported war against al-Qaeda militants here, the Yemeni government is engaging Islamist extremists who share an ideology similar to Osama bin Laden's in its own civil war, adding new complications to efforts to fight terrorism."
The writer continues by stating that "Yemen's army is allying with radical Sunnis and former jihadists in the fight against Shiite rebels in the country's north. The harsh tactics of those forces, such as destroying Shiite mosques and building Sunni ones, are breeding resentment among many residents, analysts said, and given the tangle of evolving allegiances could build support for al-Qaeda's Yemeni branch, which plotted the Christmas Day attempt to bomb a U.S. airliner."
Abdel-Karim al-Iriyani, a former prime minister is clearly alarmed by current events in Yemen. He states that "Using these extremist people, if they are with you today, they are prone to be against you tomorrow."
Therefore, the Shia inYemen will continue to suffer and Western nations will do little to challenge Saudi Arabia and the same applies to Bahrain because Saudi Arabia will do everything it can in order to prop-up the Sunni elites.
Saudi Arabia will use any means possible in order to preserve Sunni Muslim power and this also applies to state sanctioned policies which will encourage the forces of radical Sunni Islam in Yemen and boosting the military of Yemen. Therefore, the Shia in Yemen will be attacked by Sunni Islamic militant organizations and by the military of Yemen and this dual policy will be used in order to crush the Shia but in the past the Shia have been tenacious and events are unpredictable.
Iran Burns Bibles, Condemns Quran Burning
Iran's official Fars news agency reports that the Iranian Foreign Ministry "strongly condemned the recent insult to the Muslims' holy book in the US state of Florida, and warned that Washington attempts to spread Islamophobia in the world." Ministry spokesman Ramin Mehman-Parast condemned the "abhorrent" crime as "contributing to US hegemonic plots, which seek to create a rift between divine religions."
The event in question occurred last Sunday, when preacher Wayne Sapp set fire to a copy of the Quran in Florida. Sapp is a member of the Dove World Outreach Center, headed by Pastor Terry Jones, who famously threatened to burn a Quran last September 11, and achieved short-lived fame.
NRO readers may remember that Iran recently suspended Hohabet News after it reported that the Iranian government itself had seized and burned 600 New Testaments in Salmas.
What's the Farsi word for chutzpah?
Iran's own Bible-burnings are only one part of its ongoing repression of Christians, Baha'is, Sufis, and others. Christian Solidarity Worldwide reports that, in two weeks, five Iranian Christians, who were recently sentenced in Shiraz to one year's imprisonment for "crimes against the Islamic Order," will be tried for blasphemy.
However, there is also good news. Iran's actions have been so egregious that even the nefarious U.N. Human Rights Council today voted to appoint a special rapporteur "on the situation of human rights in the Islamic Republic of Iran." The 22-to-7 vote, with 14 abstentions, ended a nine-year hiatus in scrutinizing the country.
It is also good news that, unlike the outrage and media and political circus surrounding Terry Jones' proposed Quran burning last September, preacher Sapp's shenanigans received almost no coverage with the U.S.
Hopefully, this is a sign that we have realized that, in a free country, free people say and do many bad things, including things that others may regard as blasphemous or insulting. Our best response is to belittle or ignore them, and to tell foreign countries to do likewise.
________________________________________
حقوق المحتجَز: حبر على ورق

كرم أثناء إلقائه محاضرة في «بيت المحامي» أمس (بلال جاويش)
كان «بيت المحامي» أمس منبراً للحديث عن حقوق الإنسان. حديث فقط. ألقى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان محاضرة بعنوان «حماية حقوق الإنسان في مرحلة الاحتجاز». عدّد هذه الحقوق التي قد لا يعرفها كثير من المواطنين. أما بعض الضبّاط العدليين، فليست عندهم سوى حبر على ورق
محمد نزال
«الكثير من القضايا تبدأ في المخفر وتنتهي في المخفر». عبارة تنسب إلى نقيب المحامين الأسبق شكيب قرطباوي، في إشارة إلى مخالفة القانون طوال مدّة الاحتجاز. عبارة رددها عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت المحامي ناضر كسبار، أمس، في معرض تقديمه النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، الذي ألقى محاضرة مسهبة بعنوان «حماية حقوق الإنسان في مرحلة الاحتجاز».
«أين نحن من التوفيق بين مقتضيات التحقيق والاحتجاز من جهة، وحماية حقوق الإنسان من جهة أخرى؟». سؤال طرحه القاضي كرم في محاضرته أمس، لكن من دون إجابة.
إلا أنه يعلم، كما كل القضاة، ومعهم المحامون، أن مخافر لبنان ونظاراته وأماكن الاحتجاز تضج بالمخالفات الصارخة لحقوق الإنسان، ليس أقلها الأذى الجسدي وحجز الحرية لأسابيع من دون أي مسوغ قانوني.
تطرّق القاضي كرم إلى نص المادة 41 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، التي تنص على أن المشتبه فيه «يستجوب شرط أن يدلي بأقواله بإرادة واعية حرّة، ودون استعمال أي وجه من وجوه الإكراه ضده. وإذا التزم بالصمت، فلا يجوز إكراهه على الكلام». محاضرة القاضي كانت محض أكاديمية، وليست مخصصة لمقارنة النصوص بالواقع. إلا أن الشهادات الحية لكثير من المواطنين، والمدّعمة بتقارير طبيبة رسمية، تشير إلى أن «حق الصمت» في المخافر ليس سوى «مزحة سمجة» لدى بعض رجال الأمن، الذين باتوا «مدرسة في فنون التعذيب»، على حد تعبير أحد المحامين. وفي سياق متصل، ذكر القاضي كرم أن للمشتبه فيهم الحق بالصمت وعدم إكراهم، تحت طائلة بطلان إفاداتهم، طبعاً بحسب القانون.
ماذا لو خالف الضابط العدلي الأصول المتعلقة بالاحتجاز؟ من يحاسبه؟ الجواب كان في المحاضرة ضمناً؛ فبحسب المادة 48 من القانون المذكور، يتعرض الضابط العدلي «للملاحقة بجريمة حجز الحرية، المنصوص والمعاقب عليها في المادة 367 عقوبات (أشغال شاقة مؤقتة)، إضافة إلى العقوبة المسلكية». هكذا، القانون ينص على معاقبة الضابط العدلي. لكن في لبنان يندر وجود أحكام قضائية من هذا النوع في مقابل الكم الهائل من الشكاوى. وفي دلالة على هذه الندرة، حكم صادر في عام 2007 بمعاقبة رجل أمن (حكم الفروج ـــــ القاضي هاني عبد المنعم الحجّار) أصبح محفوراً في ذاكرة المتابعين للشؤون القضائية. في هذ الإطار، لفت القاضي كرم إلى أن ممارسة العنف والإكراه على المشتبه فيه، هي «أبشع صور مخالفة النصوص، وأمر منبوذ يقتضي ردعه عند ثبوته». أما وسيلة الإثبات الأنجع، بحسب القاضي، فهي اللجوء إلى المعاينة الطبية بطلب من المحتجز أو من أحد أفراد عائلته، حيث تعمد النيابة العامة إلى تكليف طبيب شرعي لمعاينته وتقديم تقرير في مهلة 24 ساعة. تظهر هذه النصوص أن المشترع أراد للمواطن أن تكون لديه دراية بحقوقه، فلا يسكت ولا يخاف من «بطش» بعض رجال الأمن، بل يطالب بحقوقه ويسعى إلى تثبيت ما جرى عليه من تعذيب ومخالفات.
مسألة أخرى تطرق إليها القاضي كرم، هي على درجة كبيرة من الأهمية في مجال حقوق الإنسان، تتمثل بعدم وجود نص قانوني يتيح للمحامي وكيل الموقوف الحضور مع موكله في أماكن الاحتجاز. علماً بأن هذه المسألة هي حق ثابت في أغلب الدول؛ ففي فرنسا أبطل المجلس الدستوري في قرار له العام الماضي 4 نصوص من قانون أصول المحاكمات الجزائية الفرنسي، تتعلق بالاحتحجاز، وذلك بغية تمكين المحامي من الحضور مع موكله المشتبه فيه طوال فترة احتجازه. وضع القاضي كرم هذه المسألة في محاضرة ضمن فقرة بعنوان: «معالجة بعض الثُّغَر المتعلقة بحقوق المشتبه فيه». إذاً، المشكلة هذه المرة في نصوص القانون؛ إذ يخشى البعض أن ينبّه المحامي موكله إلى مخاطر الإقرار بجريمته، إلا أن البعض الآخر يرى في حضور المحامي «ضمانة لعدم تعرّضه لأي ضغط أثناء استجوابه أو لأي معاملة سيئة».
________________________________________
قانون
تنص المادة الـ47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، المدون نصها على لوحات وضعت في السنوات الأخيرة داخل المخافر والنظارات في لبنان، على أنه «يحظر على الضبّاط العدليين احتجاز المشتبه فيه في نظاراتهم إلا بقرار من النيابة العامة، وضمن مدة لا تزيد على 48 ساعة، يمكن تمديدها مدة مماثلة فقط بناءً على موافقة النيابة العامة». وفي فقرة أخرى من المادة المذكورة، إشارة إلى المشتبه فيه «يتمتع فور احتجازه لضرورات التحقيق بالحقوق الآتية: الاتصال بأحد أفراد عائلته أو بصاحب العمل أو بمحام يختاره أو بأحد معارفه. مقابلة محام يعينه بتصريح يدون على المحضر دون الحاجة إلى وكالة منظمة وفقاً للأصول (لا يحضر التحقيق). الاستعانة بمترجم محلف إذا لم يكن يحسن اللغة العربية. تقديم طلب بعرضه على طبيب لمعاينته، دون حضور أي من الضباط العدليين. وعلى الضابطة العدلية أن تبلغ المشتبه فيه فور احتجازه بحقوقه المدونة آنفاً، وأن يدون هذا الإجراء في المحضر».
مقالات أ
الاخبار
________________________________________
البحث مستمرّ عن الأستونيّين و ... الحكومة
كما في موضوع تأليف الحكومة، كذلك في قضية المخطوفين الأستونيين السبعة، تضارب بين التفاؤل والتشاؤم، مع أرجحية لتحقيق تقدم في القضية الثانية يعززه ارتفاع عدد الموقوفين وتوسيع الإطار الجغرافي لعمليات البحث
حتى لا تعتب السياسة على الأمن، أو العكس، بات موضوع اختطاف الأستونيين السبعة يشبه تأليف الحكومة، ما إن يظهر خبر جديد حتى يعود الموضوع إلى الجمود، ووضع كامل تعقيدات التأخير على عاتق العماد ميشال عون، يوازيه التصويب على مجدل عنجر، ليتبيّن لاحقاً أن إنجاز ملف الحكومة لا يقف فقط عند باب الرابية، وأن «حملات» التفتيش عن المخطوفين لم تتجاوز إلا باب بيت واحد في البلدة البقاعية.
ففي موضوع الحكومة، تبيّن أنه حتى اللقاء الخماسي أول من أمس في فردان، لم يكن لحلحلة العقد وتحريك مسار التأليف، بل أتى، بحسب النائب سليم سلهب، لـ«تصحيح المسار بعدما أوحت بعض المسارات بأن الحكومة قد تؤلف من دون حلحلة بعض العقد»، في وقت أكد فيه زميله النائب فريد الخازن مطلب تكتل التغيير والإصلاح بالحصول على «حجمه ودوره في تأليف التأليف»، مشدداً على عدم وجود سبب لعدم إعطاء التكتل وزارة الداخلية. ثم جاء موقف لافت للحزب الديموقراطي اللبناني، الذي ينضوي نوابه في إطار هذا التكتل، إذ حذر من «أي محاولة لتهميش موقعه في التمثيل الحكومي وفي المشاركة في دوره الوطني»، رافضاً «منحه وزارة دولة أو أي حقيبة من دون التفاهم والمناقشة معه»، تحت طائلة حجب الثقة عن الحكومة.
وإذ شاءت الظروف الصحية أن يلتقى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والعماد عون في المستشفى، حيث زار الأول الثاني للاطمئنان إلى صحته، فإن هذه الظروف لم تحرك أي ساكن حكومي أو بروتوكولي حتى. فعدا زيارة ميقاتي التي لا يتوقع أن تكون قد تجاوزت هدف الاطمئنان نظراً إلى الظرف والمكان، فإن هاتف «أوتيل ديو» لم يتلقّ إلا اتصالات من رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ومن عدد من الحلفاء، فيما لم يعلن قصر بعبدا أي اتصال، وتفرغ خصوم عون للهجوم عليه وتحميله مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة، حتى قبل أن يغادر المستشفى أمس.
وسط هذه الأجواء، بقي بري المتفائل الوحيد في شأن الحكومة، حيث نقل عنه النواب الذين التقاهم في إطار لقاء الأربعاء النيابي، أن هذه الحكومة «سائرة في طريقها نحو التأليف والمؤلفة قلوبهم»، مع الإشارة إلى أن لقاء أمس شهد خرق النائبة بهية الحريري لمقاطعة نواب 14 آذار غير المعلنة لعين التينة.
وفي ما عدا بري، فإن الانتقادات لتأخير التأليف اتسعت لتشمل، إلى المعارضة، شخصيات في الأكثرية الجديدة، ووصلت إلى بكركي، حيث ردّ البطريرك الماروني الجديد على سؤال عن التأخير بالقول: «الشعب اللبناني كله لم يعد يقبل هذا الواقع، كل شيء معطّل، التعيينات متوقفة ومعظم المسؤولين الإداريين أصبحوا بالوكالة، والحياة السياسية والتشريعية والإجرائية متوقفة في انتظار تصريف الأعمال». وإذ رفض تأليف حكومة «من لون واحد»، وتمنى «حكومة ترضي الجميع»، رأى أنه «إذا كان متعثراً إرضاء الفئات التي تكوّن اليوم الطبقات السياسية في لبنان لجهة المحاصصة، فلتؤلف حكومة تكنوقراط تسيّر الأمور الى حين يتفق فيه السياسيون على هذه المشاركة المنصفة في الحكم والإدارة».
وبدا أمس أن عدداً من شخصيات الفريقين المتعارضين يتفقون على نقطة واحدة، وإن لأسباب مختلفة. فرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي نبّه إلى أن التأخير «يفقد فريق الموالاة الجديدة الصدقية، والأمر ينعكس سلباً»، قال: «الأمر أصبح يستدعي تأليف حكومة أو البحث عن خيارات أخرى». ولهدف آخر، قال النائب إيلي ماروني إن أمام ميقاتي «إما أن يستجيب كلياً لحزب الله وإما أن يتنحّى ويفتح المجال لمجيء رئيس حكومة يحظى بالدعم الإسلامي والمسيحي»، متحدثاً عن اتصالات بدأت لـ«تعويم حكومة الرئيس سعد الحريري (الذي عاد أمس من زيارة للسعودية وقطر) أو تأليف حكومة جديدة برئاسته». وتوقع النائب عاصم عراجي أن يصل الرئيس المكلف «إلى مرحلة يقدم فيها اعتذاره»، فيما توقع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن يطول انتظار الحكومة «كثيراً»، وقسّم فريق الأكثرية الجديدة إلى بعض «يسعى للعودة الى نظام الوصاية، والبعض الآخر لاستعادة نفوذه في لبنان. وهناك من يبحث عن دوره المفقود في سبيل القيام بدور ما على حساب أي كان».
7 مخطوفين و6 موقوفين
على صعيد قضية الأستونيين السبعة، في ما عدا ارتفاع عدد الموقوفين إلى 6 أشخاص، لم يسجل طوال نهار أمس (عفيف دياب) أي تقدم يذكر في عملية البحث الميداني عنهم. التقدم الوحيد الذي حصل هو بيان مديرية التوجيه في الجيش التي أعلنت لأول مرة رسمياً، منذ اختطافهم قبل 8 أيام قرب مدينة زحلة، أن مديرية الاستخبارات تواصل بالتعاون مع الوحدات العسكرية المنتشرة في البقاع، ومع الأجهزة الأمنية، عمليات التحري والبحث. وأشارت إلى تسيير دوريات وتركيز نقاط تفتيش وتنفيذ عمليات دهم واسعة لأماكن مشبوهة في قرى البقاعين الأوسط والغربي وبلداتهما وجرودهما.
ورغم تسابق المصادر الأمنية على إعطاء معلومات لوسائل إعلام محلية وأجنبية عن الموقوفين وعمليات التفتيش، تؤكد المعطيات الميدانية حتى الآن حقيقة أن الأجهزة جميعها لم تتوصل بعد إلى ما ينهي «أحجية» اختطاف راكبي الدراجات الأستونيين، ولا مكان إخفائهم. وهذا ما تعزوه مصادر أمنية إلى أن ما توتفر حتى الآن «بدأ يعطي صورة واضحة عن الجهة التي تقف خلف العملية، لكن لا نريد استباق الأمور»، موضحة لـ«الأخبار» أن أعمال التفتيش والدهم مستمرة على مدار الساعة في أكثر من منطقة بقاعية، و«وسّعنا دائرة البحث والتحري الميداني إلى خارج منطقة البقاع الأوسط الجنوبي وبعض قرى البقاع الغربي، إلى نقاط أخرى». إلا أنها رفضت الكشف عن المناطق التي يجري فيه التحرّي الأمني.
وفي جولة ميدانية لـ«الأخبار»، تبيّن أن وحدات الجيش وفرع المعلومات خففت من انتشارها الأمني والعسكري حول مجدل عنجر ومحيط بلدة الصويري في البقاع الغربي، فيما سجّلت عملية دهم واحدة لمنزل في المجدل.
وقد نوّه رئيس الجمهورية «بالجهود التي بذلتها القوى والأجهزة العسكرية والأمنية المعنية بملاحقة المتورطين في خطف الأستونيين السبعة في البقاع، وكذلك مرتكبي جريمة تفجير كنيسة السريان الأرثوذكس وتقديمهم إلى القضاء»، وقوله إن «الأمن والحفاظ على السلم الأهلي وعلى صورة لبنان الخارجية خطّ أحمر، يجب على المسؤولين العسكريين والأمنيين عدم التساهل في شأنه».
[1] [1]
العدد ١٣٧٦ الخميس ٣١ آذار ٢٠١١
سياسة
الاخبار
________________________________________
بشار الأسد في أمر اليوم: مواجهة «الفتنة» ثم الإصلاح

الاسد في البرلمان أمس (أ ب)
رغم ترداد الرئيس بشار الأسد 48 مرة في خطابه أمس كلمة «إصلاح»، و17 مرة فقط كلمة «فتنة»، يؤكد الانطباع بعد التجوال في دمشق، إثر انتهاء الخطاب، أن أمام سوريا متّسعاً من الوقت، مستقبلاً، للإصلاح. وعنوان المرحلة بالنسبة إلى القيادة السورية هو مواجهة الفتنة
غسان سعود
دمشق | عند التاسعة صباحاً من يوم أمس، وصلت إلى هواتف أعضاء مجلس الشعب السوري رسالة هاتفية «أس أم أس» تذكّرهم بوجوب حجز كراسيهم في المجلس قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً. بعض هؤلاء كان قد وصل قبل التاسعة أصلاً ليتمرّن قليلاً على ترداد بيتي الشعر اللذين حفظهما للمناسبة. لكن النواب لم يضجروا في انتظارهم الرئيس ثلاث ساعات، شاغلين أنفسهم بالتلويح لعشرات المؤيدين الذين ترقبوا وصول الرئيس السوري بشار الأسد، قبالة المجلس النيابي، وسط حشد من عناصر الاستخبارات الذين نظموا الهتاف وطردوا من افترضوا أن ليس لديه عمل هناك.
قبل الخطاب، كانت التوقعات في مختلف الأوساط أنه سيمثل انعطافة في قيادة سوريا. المقرّبون من الرئيس كانوا يتحدثون عن خطاب يطمئن السوريين إلى انطلاق عجلة الإصلاح، ويدفع المصريين والليبيين وغيرهم من الشعوب العربية إلى الترحّم على أنفسهم، لأن الله لم يمنّ عليهم ببشار الأسد. أما المواطنون في فنادق دمشق الرخيصة ومطاعمها وسيارات الأجرة، فكانوا يحلمون بطيّ «السيّد الرئيس» نهائياً لصفحات «بيت الخالة» و«الفلقة» وغيرها.
ورغم استعادة النظام لثقته بنفسه إثر التظاهرات الحاشدة، ولا سيما في محافظات يعدّها البعض نقاط ضعف للنظام السوري، مثل دير الزور وحلب، كان معظم المطّلعين يرجّحون عدم سكر القيادة والتصرف كأن الثورة الشعبية باتت وراءها، في ظل معرفة الصغير والكبير في سوريا أن النيات الإيجابية للرئيس لا تكفي وحدها، وأن قرار مواكبة الشعوب العربية في تطلعاتها التحررية يستوجب خطوات هي أقرب إلى المعجزات منها إلى أي شيء آخر، ولا سيما أن معظم المقرّبين من الأسد يستفيدون من الوضع القائم وسيسعون جاهدين إلى تعطيل أي خروج عن هذا الستاتيكو، مع الأخذ في الاعتبار أن فصل الأمن عن السياسة، والاثنين عن الاقتصاد أو القضاء أو الإعلام أمر يكاد يكون مستحيلاً. وقد عمد الأسد، في ظل حرصه على استقطاب كل من يمكن أن يمثّل تهديداً لنظامه من الداخل في يوم من الأيام، لا إلى استيعاب فقط من يتهمهم الشعب بالفساد والإفساد واحتكار مقدرات البلد، بل من تقاعدوا وباتوا يستصعبون نقل السيجارة من شفاههم إلى «المنفضة»، وأيضاً أصدقاء والده، موزعاً عليهم ألقاب المستشارين.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام، ومن خلفه حزب البعث، لعب في الأيام القليلة الماضية ما يفترض أن يكون آخر ورقة في تهدئة الرأي العام السوري أو طلب مؤازرته، وهو شخص الرئيس بشار الأسد. فمنذ نحو أسبوع، أنزل الأسد إلى الشارع، وكان يمكن الشعب أن يشتم كل من يشاء ويتهم بالفساد والإفساد كل من يشاء أيضاً، شرط أن يرفع صورة الأسد ويجاهر باستعداده لافتداء الرئيس بالدم والروح. وكثيرون ممن نزلوا بعفوية، لا خوفاً من الاستخبارات، إلى الشوارع، إنما فعلوا ذلك إيماناً منهم بأن الرئيس الأسد يفهمهم وأنه يشاركهم الحلم بسوريا حرّة من سطوة الأمن وحرّة من الفساد.
المشهد الأول، حراسة الاستخبارات لأفواه التلامذة والطلاب (المحبين مئة في المئة للرئيس بشار الأسد) قبالة مجلس الشعب، لم يكن موفقاً في التعبير عن تصالح النظام السوري مع شعبه.
المشهد الثاني، أولئك النواب الذين تثبت محاضر العمل التشريعي في سوريا أن معظمهم لا يتقن غير التصفيق، لم يكن موفقاً أيضاً في التعبير عن تصالح الشعب السوري مع ممثليه. فالرئيس الذي يتحدث عن تواصل مباشر مع المواطنين يفترض أنه يبحث عن نائب يناقشه لا عن نائب «يبخّر» له، وقاعة تأخذ وتعطي لا قاعة تهتف ببلاهة «بالروح بالدم نفديك يا بشار». كأن هناك (في العالم لا في سوريا) من يتشكّك في أن ولاء مجلس الشعب السوري مطلق للرئيس الأسد، ما دام هو الممسك بالسلطة، مع الأخذ في الاعتبار أن تكرار التصفيق والزجل أربكا الأسد أكثر من مرة، فبدا محتاراً في ما يجب عليه فعله.
المشهد الثالث، مخرج التلفزيون السوري الذي راح يتنقل داخل المجلس التشريعي، حيث يتحدث الأسد بهدوء إلى الحشد في الخارج الذي بدا في الصورة غير مبالٍ بالكلمة، همّه أن يظهر على التلفزيون هاتفاً: الله سوريا بشار وبس.
أما المشهد الرابع، وهو مضمون خطاب الرئيس بشار الأسد، فتأثر سلباً بالمشاهد الثلاثة التي شدّته نزولاً. كذلك تأثر سلباً بما سبقه من رفع للتوقعات والآمال. كانت غالبية المواطنين السوريين تتوقع خطاباً تغييرياً، الأمر الذي لم يحصل. ويكاد يمكن القول إن الجزء الأكبر من الخطاب ورد في المؤتمر الصحافي لمستشارة الرئيس السوري الإعلامية بثينة شعبان، قبل أقل من أسبوع. ولعل نقطة الضعف الأبرز في الخطاب إظهاره الصراع الذي يعيشه نظام يودّ قول كل شيء ولا يقول شيئاً، ويودّ فعل كل شيء ولا يفعل شيئاً.
البداية كانت نثراً أدبياً يتغنى بعظمة سوريا وشموخها، على طريقة التلفزيون السوري. ثم كان الحديث عن اللحظة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، مع اعتراف ضمني من الرئيس بأنه لا يخاطب شعبه إلا عند مرور الوطن السوري بامتحانات ومؤامرات. ولاحقاً، يشير الأسد إلى نيته الابتعاد عن الإنشاء العاطفي، بحثاً عن خطاب يبدل ويؤثر على صعيد حماية استقرار سوريا. لكن الخطاب سينتهي من دون أن يتضح ماذا قدم ليبدل ويؤثر، في ظل اقتناع الشعب السوري، كما أظهرت تظاهرات الثلاثاء الماضي، بأن هناك من يريد الإصلاح وهناك من يريد الفتنة.
وبعيداً عن تأكيد الأسد أن الشعب السوري، خلافاً لكل شعوب العالم وأفراده، يتعلم من نجاحه لا من فشله، يمكن التوقف عند ثلاث نقاط سلبية وأربع إيجابية تضمنها خطاب الأسد.
أولى النقاط السلبية: عدم شرح الأسد ماهية الفتنة التي يهدد بقمعها، ومباركة المطالبة بالإصلاح قبل سحب مطالبة كهذه من التداول على اعتبار «أن الكل إصلاحي» وأن «من السهل التغرير بكثير من الأشخاص الذي يخرجون في البداية عن حسن نيّة».
ثانيتها، ظهور الأسد بمظهر مَن يخجل بالإقدام على الإصلاحات نتيجة ضغط الشارع، مع العلم بأن السبب الرئيسي للتظاهرات المؤيدة للنظام في الأيام القليلة الماضية كان القول إن الرئيس الأسد سيبدأ الإصلاح والتغيير وهو في موقع قوة، لا ضعف. ويشار هنا إلى أن الأسد، في معرض «تبريره» الإصلاحات التي سيتبناها النظام، عاد وقال إن هناك سببين لتبني هذه الإصلاحات، أحدهما يرتبط بالأزمة الحالية.
ثالثتها، مروره المختصر والسريع جداً على الإصلاحات التي ينوي تحقيقها. وهو حدد الخطوط العريضة لأهم الإصلاحات التي يفترض أن تشرف عليها الحكومة المقبلة، وهي: إنهاء العمل بقانون الطوارئ، إقرار قانون أحزاب جديد، إضافة إلى إجراءات أخرى تتعلق بمكافحة الفساد وبالإعلام وزيادة فرص العمل.
في المقابل، أبرز النقاط الإيجابية هي اعتراف الأسد بأن سوريا «ليست بلداً منعزلاً عما يحصل في العالم العربي، ونحن بلد جزء من هذه المنطقة نؤثر ونتأثر»، مع أخذه في الاعتبار أيضاً أن لكل دولة خصوصيتها على صعيد التفاعل مع قضايا الإصلاح والتحرر.
ثانيتها، التأكيد أن وجود مؤامرة أجنبية لا يعني أبداً عدم وجود مشكلة داخلية. لكن إيجابية هذا التأكيد سرعان ما تبددت حين تحدث الأسد عن «وجود بعض الخيوط للمؤامرة الكبيرة» داخل الوطن، وبالتالي إن باب الاتهام بمساندة المؤامرات الخارجية مفتوح.
ثالثتها، الاعتذار الضمني لأهل درعا عن الاتهامات التي وجهت إليهم عبر مسؤولين وإعلاميين رسميين. وقد خاطب الأسد أهالي محافظة درعا بذكاء، من دون أن يضطر إلى تقديم اعتذار واضح عما حصل هناك. لكنه لم ينجح في إظهار جديته في التحقيق ومحاسبة المسؤولين.
رابعتها، الاعتراف بأن النظام تأخر في الإصلاح المنتظر منذ عام ألفين، وتعداده مبررات لتأخر عملية الإصلاح، يمكن وصفها بالمنطقية.
خلال إلقاء الأسد كلمته، لم يكن من الممكن سماع صوت في دمشق غير هديل الحمام المتنقل من شرفة إلى أخرى في دمشق القديمة، ووقع «نضوات» البغال تسرع بأصحابها فوق العربات إلى منازلهم. أما بعد الكلمة، فبدت دمشق كعادتها، صاخبة ووحيدة: كثر لم يفهموا شيئاً، وكثر فهموا وتمنوا لو لم يفهموا.
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى وصف الخطاب بأنه «يفتقر إلى المحتوى»، مشيرة إلى أنّ «من السهل للغاية البحث عن نظريات المؤامرة» من «الاستجابة بطريقة ذات معنى للدعوة إلى الإصلاح». وأضاف المتحدث، مارك تونر، «نتوقع أنهم (الشعب السوري) سيكونون محبطين. نشعر بأن الخطاب يقصر عن نوع الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري وما أشار مستشارو الرئيس الأسد أنفسهم إلى أنه آت».
________________________________________
صدامات في اللاذقية
نقلت وكالات الأنباء أمس عن شهود عيان قولهم إن شخصاً قتل وأصيب ستة بجروح في صدامات اندلعت في مدينة اللاذقية على الساحل السوري بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد. وقال أحد الشهود لـ«يونايتد برس إنترناشونال» «إن مواجهات اندلعت في منطقة السكتنوري قرب ساحة اليمن» في المدينة بعد خطاب الأسد، «وتدخلت قوات الأمن وأطلقت النار لفض الاشتباك». وأضاف أن شخصاً لقي مصرعه وأصيب 6 آخرون بجراح، بينهم فتاة.
وأفاد الصحافي عصام خوري لوكالة «فرانس برس» بأنه «سمعت طلقات نارية في حي الصليبة (جنوب اللاذقية) لكن لم يكن من الممكن معرفة تفاصيل» إضافية. وأفاد أحد الشهود بأن قوات الأمن فتحت النار لتفريق متظاهرين كانوا يعربون عن استيائهم بعد خطاب الأسد، مشيراً إلى إطلاق نار غزير في حي الصليبة.
التلفزيون الرسمي، من جهته، أشار إلى إطلاق «مسلحين» النار من دون إضافة أي تفاصيل. وكان 300 محتج قد نفذوا في وقت سابق اعتصاماً، رافعين لافتة تطالب بـ«السلام والحرية».
وقال شهود عيان إن الجيش كان على مقربة من المكان ولم يتدخل. وأفاد بعض السكان بأن سيارة مرت على مقربة من التجمع وفتحت النار عليه، لكن لم يكن من الممكن تأكيد هذا الخبر.
(أ ف ب، يو بي آي)
________________________________________
«نريد الإسراع لا التسرّع... ونتعرّض لمؤامرة كبيرة»
وعد الرئيس السوري بشار الإسد، في خطاب أمام البرلمان أمس، بإجراء إصلاحات «بسرعة من دون تسرع»، مشيراً إلى أن سوريا تتعرض لمؤامرة «تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية».
وقال الأسد إن البقاء من دون إصلاح «مدمر»، لكنه حذر من أن الضغط للتسرع فيه «سيكون على حساب النوعية». وأضاف: «نريد أن نسرع وألا نتسرع». وتابع قائلاً إن «التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه، وبالتالي علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية». وقال: «نحن مع الإصلاح والحاجات، هذا واجب الدولة، لكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة»، معتبراً أن «وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي، وكل من يستطيع أن يساعد في وأدها ولا يفعل فهو يشارك فيها».
وأرجع الرئيس السوري تأخر الإصلاح في الجانب السياسي إلى الاهتمام بالجانب الإنساني. وقال: «نستطيع أن نؤجل بياناً يصدره حزب، لكن لا نستطيع أن تؤجل طعاماً يريد أن يأكله طفل في الصباح، نستطيع أن نؤجل أحياناً معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ... لكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه».
وأكد الأسد أن حزمة الإجراءات التي أُعلنت الخميس «لم تبدأ من الصفر»، مشيراً إلى أن «القيادة القطرية أعدت مسودات قوانين، سواء في ما يتعلق بقانوني الأحزاب أو الطوارئ منذ أكثر من عام». وأشار إلى «قوانين أخرى ستُعرَض على النقاش العام». وأكد أنه «لا عقبات في الإصلاح، بل تأخير، ولا أحد يعارض الإصلاح، ومن يعارضون هم أصحاب المصالح والفساد».
ورأى الأسد أن «سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن». لكنه استدرك قائلاً: «لا نقول إن كل من خرج متآمر... المتآمرون قلة»، مقرّاً بأن «معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب».
ولفت الرئيس السوري إلى أن «المتآمرين ابتدأوا بمحافظة درعا» لكونها حدودية. وتابع «بعدها نقلوا المخطط إلى مدن أخرى، وكما تعرفون انتقل إلى مدينة اللاذقية». ولفت إلى أن «الدماء التي نزفت هي دماء سورية... ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب».
مقالات أخرى لغسان سعود:
• استنفار شعبي سوري دعماً لبشار [1]
• الأسد: أنا أيضاً أريد إصلاح النظام [2]
• رزمة تفاهمات تحصّن الحكم وتفتح باب الإصلاحات [3]
• دمشــق: النظــام يعبــر الاختبــار الأوّل [4]
• درعا مدينة أشباح: رحلة في وقائع ثورة لم تولَد بعد [5]
[6] [6]
العدد ١٣٧٦ الخميس ٣١ آذار ٢٠١١
سياسة
الاخبار
"True Democracy in Muslim Countries Only If Christians Are Equal Citizens," Says Assyrian Bishop
Würzburg -- "Aid to the Church in Need" organised a world conference titled "Welt Kirche in Würzburg", in Germany on 18-20 March 2011, on the situation of Christians in Muslim counties. Many bishops from Egypt, Pakistan, Iraq and Nigeria and elsewhere took part in the event. Mgr Louis Sako, archbishop of Kirkuk, was among them. He expressed serious concerns about how 'Jasmine Revolutions' were developing in many countries of North Africa and the Middle East.
The Chaldean prelate saw few signs of optimism in the events now unfolding in Arab countries, like mass protests and popular unrest, which have front-page in newscasts, newspapers, magazines and websites. The sight of crowds praying or shouting slogans gives the impression of a wave of extremism.
Media are always talking about Islamic parties. Many Muslims want an Islamic state. After the collapse of regime that lacked a direction and vision, questions abound. Will things improve? Will there be security? Who comes next? Who is pushing these masses of young people? Who is funding the movement? I hope things will evolved differently in Iraq.
The bishop described the situation in Iraq, where for the past eight years, "we have lived with different kinds of oppression. Establishing freedom and democracy takes time and education, especially a separation between politics, which is based on interests, and religion, which is based on ideals that cannot be compromised."
"Democracy cannot function if Islam is not updated. We must work together for a civilian state in which the only criterion is citizenship," he said.
"In Iraq, the post-Saddam government, and the people, have proclaimed democracy, but democracy cannot be imposed by pushing a magic button. Eight years after the US invasion, we do not have democracy in Iraq. Indeed, we have groups fighting each. Instead of democracy, we have a growing sectarian problem, with expulsions, abductions and attacks."
"We Christians are at a disadvantage, socially and religiously discriminated. More than half of the country's Christians have left, but others are leaving as well. The exodus is never-ending. If Islamisation continues, there will be no Christians left. A million Christians used to live here; now 400,000 are left. Christians certainly respect Muslims, but Muslims must also recognise Christians are real citizens, not as second-class citizens. There must be a clear and courageous decision by the state, as well as Muslim authorities."
In fact, Mgr Sako issued an appeal to Muslim authorities. "It is necessary," he said, "that Muslim religious leaders get involved in dialogue to build a multicultural and multi-religious society and reduce inter-religious tensions and conflicts so as to build true coexistence. Sectarian and provocative speeches do not help humanity's development and are contrary to the universal religious message of 'Peace on earth'."
"We must work together for a civilian state in which the only criterion is citizenship. The government, police, army, courts and all institutions should uphold the law and maintain order among all citizens."

Wednesday, March 30, 2011

لقاء بين ميقاتي ونصر الله يناقش أفكاراً للتأليف خريطة إسـرائيلية للحرب المقبلـة:
950 موقعاً مستهدفاً في الجنوب
الخريطة التي سرّبها الجيش الإسرائيلي لـ«واشنطن بوست» وتظهر ما يقول إنها مواقع لـ«حزب الله» في الجنوب («السفير»)
لم يطرأ أي تطور نوعي أمس على مسار تشكيل الحكومة الذي ظل يسير على إيقاع السلحفاة، بينما أزمات البلد المعيشية والاجتماعية تسير بسرعة قياسية، لا تنافسها إلا
سرعة التحولات والتطورات في محيطنا العربي. ومع ذلك، فإن الرئيس المكلف وأطراف الاكثرية الجديدة ما زالوا «أسرى» الحسابات التقليدية في تأليف الحكومات، الامر
الذي بدأ يستنزف رصيدهم السياسي شيئا فشيئا، وهو نزف مرشح للمزيد من الاتساع كلما أضيف يوم إضافي الى عمر «الفراغ» الذي يكاد يلامس حدود الأزمة السياسية.
وقالت أوساط مطلعة على كواليس المفاوضات لـ«السفير» إنها تستبعد إنجاز عملية التأليف هذا الاسبوع، مشيرة الى ان إنضاج التسوية الحكومية ما زال يحتاج الى وقت
إضافي، وبالتالي فلا ولادة متوقعة قبل الاسبوع المقبل، على الاقل، علما ان زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى العماد ميشال عون في المستشفى للاطمئنان الى صحته ساهمت
في إضفاء لمسة إيجابية على العلاقة الشخصية بين الرجلين بعد فترة من «الجفاء»، وإن تكن الزيارة ظلت محصورة في إطارها الاجتماعي. وأوضحت الأوساط ان اللقاء الخماسي
الذي عقد أمس الاول بين الرئيس ميقاتي وممثلي الاكثرية الجديدة وضع «خريطة طريق» للتعامل مع العقد التي تعترض تأليف الحكومة، مشيرة الى ان الوزير غازي العريضي
و«الخليلين» يتحركون في مختلف الاتجاهات بالتنسيق مع ميقاتي ترجمة لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، سعيا الى إيجاد المخرج المناسب لعقدتي «الداخلية» وتمثيل
المعارضة السنية السابقة.
وقد التقى الرئيس المكلف أمس، في اطار التشاور المستمر، العريضي والنائب علي حسن خليل، والحاج حسين الخليل، كل على حدة، فيما تردد انه التقى أمس الاول الامين
العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وناقشا أفكارا ومخارج للتأليف الحكومي.
بري: سائرون نحو التأليف
الى ذلك، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري قوله خلال «لقاء الاربعاء» ان الحكومة «سائرة في طريقها نحو التأليف، والمؤلفة قلوبهم»، بينما قال رئيس الحزب الديموقراطي
طلال ارسلان لـ«السفير» ان موقفه ثابت منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وهو انه «يجب ان تكون لنا حقيبة «محترمة» وإلا فلا يحسبوا حسابنا بشيء، وساعتها نتجه لمعارضة
الحكومة وسنحجب الثقة عنها في جلسة البرلمان».
في هذه الاثناء، صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي أول موقف من نوعه حيال الحكومة المفترض تشكيلها، مؤكدا انه يعارض ان تكون من لون واحد لأنها تخالف الدستور،
مطالبا بحكومة تكنوقراط تتولى تسيير الامور إلى حين اتفاق المسؤولين في ما بينهم، وإذا تعذر ذلك، فلا بد من حكومة تضم الجميع.
الى ذلك عاد الى بيروت امس رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد زيارتين الى السعودية وقطر.
بنك أهداف إسرائيلية
وبينما يهدر لبنان الوقت في التفتيش عن إبرة الحكومة في قش التجاذبات الداخلية، تُعد إسرائيل العدة للحرب المقبلة، حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية،
خريطة اسرائيلية ، يقول القادة العسكريون للعدو إنها تظهر مواقع عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في الجنوب.
ونقلت الصحيفة الاميركية عن المسؤولين الاسرائيليين قولهم ان معظم الأسلحة التي يخزنها «حزب الله» في الجنوب منذ حرب العام 2006 سورية الصنع أو تمّ تزويده بها
عبر دمشق، بما فيها صواريخ «سكود» قصيرة المدى، وصواريخ من عيار 302 ملم، والتي قد تبلغ تل أبيب في حال تم إطلاقها من الجنوب.
وكان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وخلال زيارة إلى موسكو خلال الشهر الحالي، طلب من روسيا تجميد صفقة بيع أسلحة مضادة للزوارق الى سوريا خوفاً من نقلها
إلى «حزب الله»، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقد تم رفض طلبه.
وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، فقد بنى «حزب الله» مئات الخنادق وملأها بأسلحة سورية منذ العام 2006. وتظهر الخريطة التي نشرتها «واشنطن بوست»، ما تقول اسرائيل
انها نقاط التخزين التابعة لـ«حزب الله»، أكثر من 550 نفقا محصنا، 300 موقع مراقبة، بالإضافة إلى 100 موقع لاستخدامات مختلفة.
وبحسب الصحيفة الاميركية، يبدو أن القيادة العسكرية الإسرائيلية وعبر نشر هذه الخريطة، تحاول تجنّب أي انتقاد دولي في حال قامت بمهاجمة أحد هذه المواقع، والتي
تقول اسرائيل ان معظمها يقع في قرى سكنية وقرب مستشفيات ومدارس ومنازل مدنيين.
ويصرح القادة العسكريون بأنهم يريدون تجنّب أي استنكار دولي من النوع الذي طال عملياتهم في أواخر العام 2008 خلال حرب «الرصاص المسكوب» في غزة لمنع المقاتلين
من إطلاق الصواريخ. ونقلت «واشنطن بوست» عن قائد عسكري اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «من مصلحتنا أن نظهر للعالم أن حزب الله حوّل هذه القرى إلى أرض معركة».

لغز الأستونيين المخطوفين
على صعيد آخر، واصلت القوى الامنية والعسكرية أمس عمليات التفتيش والمداهمة في البقاعين الاوسط والغربي، بحثا عن الأستونيين السبعة المخطوفين، بعدما تمكنت من
تحديد الحيز الجغرافي الذي يرجح تواجدهم فيه، فيما أبلغت مراجع أمنية رفيعة «السفير» ان عدد الموقوفين في هذه القضية ارتفع الى خمسة ممن شاركوا في تنفيذ عملية
الخطف وأن هؤلاء أدلوا باعترافات ساعدت على تحديد هوية الخاطفين. وأشارت المراجع الى ان الدوافع النهائية الكامنة خلف الاختطاف لم تحسم بعد، وإن تكن المؤشرات
التي تجمعت حتى الآن لدى الاجهزة المختصة تدل على وجود أبعاد سياسية للحادث، تتصل بتطورات الوضع في المنطقة.
وعلمت «السفير» ان الاتحاد الاوروبي أوفد محققا أستونيا وآخر فرنسيا لمواكبة التحقيق الجاري مع الموقوفين، ووقائع المداهمات والملاحقات الجارية، باعتبار ان
أستونيا هي جزء من الاتحاد. وفي المعلومات، ان المحققين أبديا ارتياحهما الى الجهد المبذول للعثور على المخطوفين، سواء في ما يتعلق بـ«داتا » الاتصالات او في
ما يتصل بمستوى المراقبة والتمشيط الميداني.
السفير
بطريرك ما بعد موت ذلك النمط من "اللبنانية"
30 آذار 2011 جهاد الزين - "النهار"




حمل انهيار عام 1975 بين المعاني والوقائع التي حملها، معنى سقوط لبنان كمشروع "دولة - أمة" كما اراده الجيل الاول من القياديين الموارنة والمسيحيين الذين ساهموا مع فرنسا في تأسيسه بعد الحرب العالمية الاولى. كان على رأس ذلك الجيل، كما هو معروف، البطريرك حويك.
كان ذلك الزمن... امتداداً لزمن قيادة كنائس لمشاريع كيانات "دولة - امة" او تماهي كنائس مع ذلك النوع من الكيانات.
في الفئة الاولى... كان حوالى القرن قد مضى على قيادة الكنيسة الارثوذكسية اليونانية وتنفيذها الناجح لـ"الدولة - الامة" اليونانية، اول استقلال سياسي ناجز وخطير عن الدولة العثمانية في البلقان "قريب" من العاصمة اسطنبول. تلت ذلك على مدى عقود سلسلة من التشكلات السياسية بقيادة الكنيسة الوطنية في صربيا ورومانيا وبلغاريا... حتى الحرب الاولى التي شهدت فشل الكنيسة الارمنية في الشرق الاناضولي وكيليكيا الغربية (ومعها حزب الطاشناق بصورة خاصة) في بناء "دولة - امة" ستتأخر ولادتها حتى اواخر القرن العشرين... وعلى انقاض جغرافيا الامبراطورية الروسية (السوفياتية) لا الجغرافيا العثمانية التركية هذه المرة!
وُلد الكيان اللبناني، "لبنان الكبير" بدعم فرنسي عام 1920، لم يستطع يومها رغم جهوده العسكرية الكبيرة، بل خسائره الباهظة، ان ينقذ الدويلة المسيحية الاخرى (الارمنية) التي تحطمت على المرتفعات القريبة من البحر المتوسط والممتدة الى شرق الاناضول امام هجوم قوات كمال اتاتورك المنخرطة يومها في حروب ضروس مع اليونان في الشمال الاناضولي ومع الفرنسيين وحلفائهم الارمن في ما سيصبح الجنوب التركي بعد عام 1923.
واذا كان ذلك الجيل من الموارنة، بقيادة البطريرك حويك قد اختار عامدا وليس سهوا، "لبنان الكبير" كـ"وطن للمسيحيين" يضم هذه النسبة الكبيرة المقلقة منذ تلك الايام من المسلمين في محيط جبل لبنان، فانه ايضا، اي ذلك الجيل حاول تحويل هذا الكيان الى "دولة - امة" عبر مسلميه وليس مسيحييه فقط... ليقتنع خلفاؤه من الجيل الثالث باستحالة هذا النوع من "اللبننة" بين المسلمين شيعة وسنة ودروزا، "لبنان الدولة - الامة". كان موعد الاقتناع النهائي بفشل المشروع، هو عام 1975.
البطريرك الراعي، هو اذن، البطريرك الثالث للموارنة في مرحلة ما بعد سقوط مشروع لبنان الدولة - الامة، بعد البطريرك خريش، والبطريرك صفير.
بهذا المعنى ايضا، فهو، بحكم "التدريب" الطويل في مرحلة ما بعد موت ذلك النوع من اللبنانية او "اللبنانوية"، لا يحمل رأسه أوهاما كثيرة حول مضمون ذلك النوع (الميت سياسيا) من الرومنطيقية الكيانية اللبنانية.
لكنها بطريركية الموارنة... فقبولها بواقعية التركيبة التي تجعل لبنان "بلا داخل" او على الاقل بـ"داخل مفتوح" سياسيا بشكل وثيق على قوى العالم العربي عبر طائفتيه السنية - الشيعية لا يعني انها بطريركية التسليم بموازين القوى العربية والمسلمة. فبحكم الدور والتكوين، احتفظ بطاركة مرحلة ما بعد "اللبنانوية" بالقدرة على الممانعة الداخلية كما على بعض الداخل العربي... وهو - أي هذا الداخل - منذ فترة طويلة سوريا بعد ان تلاشى مركز الثقل السياسي الفلسطيني، وإن لم يتراجع، بالنسبة للبطريركية مركز الخطر الديموغرافي الذي تمثله المخيمات الفلسطينية، انما هذه البطريركية، على رأس الجماعة المارونية، امام هموم انكشافات الكيان الذي "أخطأ" عمليا الجيل الماروني في الربع الاول من القرن بدعم "تكبيره"، أصبحت تنظر - كما العقل السياسي للجماعة نفسها - الى الانكشافات الديموغرافية باعتبارها متعددة المصادر الداخلية وليست ذات مصدر واحد...
واذا كان سلف البطريرك الراعي قد عايش في العقد المنصرم حقبة تطور الصراع الايراني - السعودي في المنطقة وعلى لبنان، واختار عبر موازنة دقيقة - ولكن أحيانا صارخة بحكم البعد الانتي سوري - المحور السعودي المتصل وثيقا بالسياسة الغربية، فان البطريرك الجديد الذي يأتي حاملا كلمة السر الفاتيكانية - بل الذي اختير ربما بسبب كلمة السر هذه - سيرسل من اليوم الاول لظهوره بطريركا اشارة لا تحتمل الالتباس:
وضع الأساس لتغيير نمط السياسة البطريركية حيال سوريا.
فبإعلانه المفاجئ - لأقرب المقربين الى البطريرك السابق - انه سيزور أبرشيات سوريا من ضمن جولاته على الابرشيات خارج لبنان ينهي نمطا من المقاطعة البطريركية التي أرساها البطريرك صفير.
ولعله من الضروري عند هذه النقطة الاشارة أن بعض أهم وأطرف ما حملته مذكرات الجنرال غورو (الذي أصدر قرار انشاء لبنان الكبير) هو شكوى البطريرك الماروني للجنرال ان الادارة الفرنسية في المفوضية السامية تولي مصالح سوريا في مكاتبها في دمشق اهتماما أكبر مما توليه للمصالح اللبنانية... كانت الحساسية الى هذا الحد!
لقد رفع البطريرك صفير - في زمن اعتبر فيه الصراع الرئيسي هو مع المرجعية السورية على لبنان التي دعمت تغيير ميزان القوى في التسعينات لصالح الطائفيات المسلمة - رفع مقاطعة زيارة سوريا الى مرتبة استراتيجية. وبهذا كان الكاردينال صفير يعتقد أنه يدعم إرثا تقليديا بدأ مع ولادة لبنان الكبير، هو إرث اعتبار الحساسية الكيانية الاساسية عند المسيحيين اللبنانيين هي مع سوريا كونها حساسية المنشأ نفسه... أي ولادة لبنان كواحدة من خمس دويلات ولدت معا في الانتداب الفرنسي هي دويلات: دمشق، حلب، العلويين، الدروز، لبنان. واذا كان صراع الحركة الوطنية السورية مع فرنسا قد تمكن من توحيد الدويلات الاربع خلال عشرين عاما ونيف في الدولة السورية الواحدة التي نعرفها حاليا، فان تطور "الواقعية الوطنية السورية" جعل المشكلة مع لبنان محصورة ليس بوجوده نفسه، وانما بـ"ضم الاقضية الاربعة" اليه... هذا الضم الذي كان الوطنيون السوريون يطالبون بالغائه ثم تخلوا عنه تدريجيا (أقضية حاصبيا، راشيا، البقاع - أي اليوم البقاعان الغربي الأوسط - وبعلبك).
لا أشك - من حيث التقدير السياسي - أن تصريح البطريرك الراعي بزيارة سوريا يأتي ضمن سياسة يريدها الفاتيكان. ولذلك هو ليس عفويا أو حتى متسرعا وانما عنوان من عناوين توجه جديد سيعكسه البطريرك.
بالمقابل علينا من الآن فصاعدا - اذا ساعدت ظروف الوضع الداخلي السوري المستجدة على ذلك - أن نرى الحدود التي يمكن لهذا "التوجه الجديد" ان يكون قادرا على رسمها... فهي لا شك ستتطور اذا كان بدا الخيار الغربي الاميركي - الفرنسي - الاوروبي متواصلا في دعم نظرية التمييز بين القابليات الايجابية للنظام السوري مقابل الموقع السلبي للنظام الايراني ضمن التحالف السوري - الايراني؟
لكن ايضا، بمجرد انهاء "استراتيجية القطيعة" بين البطريرك، الذي ينظر الى نفسه كمسؤول أعلى تاريخي عن الكيانية اللبنانية، وبين سوريا، فهذا يعني قدرا كثيفا من اللمسة الفاتيكانية المعنية عميقا بوضع الموارنة ومسيحيي لبنان كجزء (أشدد كجزء) من الوجود المسيحي المشرقي عموما، وبصورة خاصة في سوريا التي تشهد منذ عقود نوعا من ازدهار "مسيحية اجتماعية" مقابل هذا التراجع، الخطير لأنه انقراضي في العراق، وتدهوري في اسرائيل، ومتفاقم في فلسطين الضفة والقطاع والقدس على الرغم من الدور الفخور والعميق تقليديا للنخبة المسيحية في الحركة الوطنية الفلسطينية، (علينا ان نضيف الطابع الثابت سياسيا للكتلة المسيحية الأقلاوية الاردنية بحكم "كوتا" النظام الهاشمي، والمبنية على وشيج اجتماعي بل عشائري متين مع المسلمين).
واذا كانت لا زالت هناك "فجوة" جادة في نمط الخطاب البطريركي الماروني حيال الصراع العربي - الاسرائيلي، وتحديدا الفلسطيني - الاسرائيلي - وهي فجوة لا نظن ان "علاجها" الخطابي سريع بحكم الرؤية الفاتيكانية ايضا - إلا أن البطريرك الراعي وهو يحضر الى نوع من الحركية المشرقية، وتحديدا حيال سوريا، هل سيتمكن من بناء برنامج "مشرقي" لا يخرج الكنيسة المارونية من موقعها كمسؤولة من وجهة نظر تاريخها عن "الكيان اللبناني"، وانما يعيدها ذات دور قيادي على المستوى المشرقي؟
أما في الداخل اللبناني، فنقترح على البطريرك الجديد برنامجا حواريا يتخطى الدور الطبيعي الذي للكنيسة بين النخب والمجموعات المسيحية، الى برنامج حواري مع النخب والجماعات اللبنانية الاخرى، ليس بالمعنى السياسي الضيق - فصالون البطريرك صفير كان مفتوحا - ولكن ضمن ما يسمى حواراً وطنياً تقوده كنيسة... لم يعد لدى بطاركتها أوهام لبنانوية رومنطيقية، وانما تصميم على بيئة لبنانية مستقرة ومتقدمة في زمن تتغير فيه المنطقة... الى الافضل وفقاً للتفاؤل الذي تدفعنا إليه الثورة المصرية؟
________________________________________
لا فيتو على توزير بارود
حافظت عملية تأليف الحكومة أمس على عناصرها وراوحت مكانها، فيما كان لافتاً انضمام الوزير غازي العريضي إلى الثلاثي المفاوض في الأكثرية الجديدة، حيث عُقد أمس اجتماع خماسي في دارة الرئيس المكلف، من دون أن ينتج من اللقاء أي جديد
لم يتغيّر شيء على مشهد تأليف الحكومة أمس، فحافظ المتفائلون على نظرتهم الإيجابية تجاه اقتراب موعد التأليف، وتمسّك المتشائمون بملاحظاتهم وحالة المراوحة التي استمرّت رغم الاجتماع الخماسي الذي عقد أمس في دارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وأهم ما طرأ على المشاورات دخول الوزير غازي العريضي على خط المشاورات الموسعة بين الرئيس ميقاتي والمفاوضين الأساسيين، النائب علي حسن خليل والوزير جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل. ويمكن القول إنّ تطوّر المشاورات حصل في الشكل عبر مشاركة العريضي، إذ إن مصادر المشاركين في اجتماع فردان أكدت أنه «لم يتم التوصّل إلى أي جديد، والنقاش لا يزال في مكانه».
حالة المراوحة في عملية تأليف الحكومة دفعت النائب ميشال عون أمس إلى القول إن «وضع تأليف الحكومة ما زال على حاله، الأسباب نفسها والنتائج نفسها والعثرات ما زالت هي نفسها. سمعنا اليوم الكثير من الأخبار، لكن ما من شيء يستحق التعليق عليه». والأهم في موقف عون أمس تعليقه على إمكان تأليف الرئيس ميقاتي حكومة أمر واقع، فقال عون: «لا أحد يربط له زنده». وانتقد الأجواء المتفائلة بتأليف الحكومة، مشيراً في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل الإصلاح والتغيير إلى أنَّ «العثرات التي ظهرت في اللقاء الأول لا تزال هي نفسها، وهي ليست عندنا». وأكد أنّ «ما ندافع عنه نحن هو حقوق أساسية كانت ضائعة، ونحن نعمل على إعادتها. نسبة 50% من الحكومة ومن مجلس النواب تعود للمسيحيين». ولفت عون إلى أنّ على من يتهمه بعرقلة الحكومة قول الأسباب التي تدفعه إلى ذلك، وقال: «يقصدون وزارة الداخلية؟ من الذي يمثل المسيحيين في وزارة الداخلية؟ هذا المركز الماروني الثاني في الدولة اللبنانية. رئيس الجمهورية في المرة الأولى وأخذ المركز الأول وأخذ أيضاً مركزين من المراكز الثانية لدى المسيحيين، أي وزارتين سياديتين من الوزارات السيادية الأربع، ونحن وقفنا يومها في الصف الثالث، لكن الآن ليس هناك من صف ثان وثالث، هناك صف أول وهناك نحن من بعده. لذلك نحن لنا الحق في التمثيل في وزارة الداخلية». ورأى عون أن الوزير زياد بارود لا يمكن أن يكون في وزارة الداخلية؛ «لأن أداءه كان سيئاً، ويعود السبب إلى المرجعية التي كان يمثلها». وفي الوقت نفسه، أكد عون أنه «لا فيتو على توزير بارود، يريدون تحويل المعركة بيننا وبين بارود وبيننا وبين البطريرك «فشروا»، لن يكون هناك أي نزاع بيننا وبين البطريرك، وهو يحظى باحترامنا ودعمنا».
وفي السياق الحكومي أيضاً، كتب مراسل «الأخبار» في الشمال عبد الكافي الصمد، عن أجواء ارتياح تسود أوساط الرئيس عمر كرامي ونجله فيصل في طرابلس، غداة تلقيهما طمأنات من حلفائهما في المعارضة السابقة عن تمسكها بضم فيصل كرامي إلى الحكومة العتيدة، وهذا الارتياح هو نتيجة تلقي كرامي الأب مساء أول من أمس اتصالاً من قيادة حزب الله، التي أكدت رفضها تأليف الحكومة إذا لم يكن اسم نجله فيصل وارداً فيها، والحزب لن يشارك في أي حكومة لن تتمثل فيها المعارضة السُّنية. وأفادت أوساط كرامي بأنّ الرئيس ميشال سليمان أبلغ الرئيس الطرابلسي السابق بأنه «يتمسّك بتوزير نجله فيصل في الحكومة المقبلة، وأنه لن يوقع مرسوم التأليف إذا خلا اسمه منه».
وفي الأجواء الطرابلسية أيضاً، من المتوقع أن يطلق الوزير محمد الصفدي اليوم موقفاً مهماً خلال حفل تكريم له، من دون أن يوضح المطّلعون ما إذا كان موقف الصفدي سيتمحور حول تأليف الحكومة.
على صعيد آخر، تمنّى أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان، مايكل وليامز، تأليف الحكومة «في أسرع وقت ممكن، نظراً إلى التأثيرات الإقليمية المحيطة»، مشيراً إلى أنه نقل إلى الرئيس ميقاتي حرصه على أن تحترم الحكومة العتيدة واجباتها الدولية ولا سيما تلك التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وقال وليامز خلال مؤتمر صحافي عقده بعد مشاورات مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس، إن ميقاتي أكد حرصه على ذلك، مشيراً إلى أن «الوضع في لبنان ليس بالغ السوء ويمكن أن تستمر الدولة على الوضع الحالي برعاية حكومة تصريف الأعمال وقيام الدوائر الحكومية بدورها».
«المستقبل» وسوريا
وقد لفت أمس تمنّي كتلة تيار المستقبل بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة النائب فؤاد السنيورة، «للشقيقة سوريا أن تجتاز هذه المرحلة سريعاً في ظل الأمن والسلام والخير والتقدم»، مشيرةً في بيان صدر عنها إلى وجود «محاولات لزج لبنان في ما يجري في المنطقة العربية والادعاء زوراً، أن بعض القوى السياسية فيه تشكل مصدراً للسلاح أو التحريض لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا». ونفت الكتلة «هذه الادعاءات»، معتبرة أنه قد يكون الغرض منها «استعمالها في التجاذبات السياسة الداخلية اللبنانية».
وفي موقف متّصل، أشارت أمس النائبة بهية الحريري إلى أن التعرض لسوريا «ولو بكلمة هو أمر مستنكر ومرفوض رفضاً باتاً لأنها دولة نحترمها»، مؤكدةً رفضها أي خلل يؤدّي إلى فتنة باعتبار أن «سلامة الناس وسلامة البلد وسلامة العلاقة السنية – الشيعية والعلاقة المسيحية – الإسلامية هي قبل كل شيء».
[1] [1]
العدد ١٣٧٥ الاربعاء ٣٠ آذار ٢٠١١
سياسة
الاخبار
الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 31 آذار/مارس 2011
الخميس الرابع من الصوم الكبير


إنجيل القدّيس متّى .39-29:15

وٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وأَتَى إِلى نَاحِيَةِ بَحْرِ الجَليل، وصَعِدَ إِلى الجَبَلِ فَجَلَسَ هُنَاك.
ودَنَا مِنْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، ومَعَهُم عُرْجٌ، وعُمْيَان، ومُقْعَدُون، وخُرْسٌ، ومَرْضَى كَثِيْرُون. وطَرَحُوهُم عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ فَشَفَاهُم،
حَتَّى تَعَجَّبَ الجَمْعُ لَمَّا رَأَوا الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِ²يْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون. فَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيل.
ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ وقَال: «أَتَحَنَّنُ على هذَا الجَمْع، لأَنَّهُم يُلازِمُونَنِي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، ولَيْسَ لَهُم مَا يَأْكُلُون. ولا أُرِيْدُ أَنْ أَصْرِفَهُم صَائِمِينَ لِئَلاَّ تَخُورَ قُوَاهُم في الطَّريق».
فقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا في البَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا المِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ هذَا الجَمْعَ الغَفِيْر؟».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «كَمْ رَغِيْفًا لَدَيْكُم؟». فَقَالُوا: «سَبْعَةُ أَرْغِفَة، وبَعْضُ سَمَكَاتٍ صِغَار».
وأَمَرَ يَسُوعُ الجَمْعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلى الأَرْض.
وأَخَذَ الأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ والسَّمَكَات، وشَكرَ وكَسَرَ وبَدَأَ يُنَاوِلُ التَّلامِيْذ، والتَّلامِيْذُ يُنَاوِلُونَ الجُمُوع.
فَأَكَلُوا جَمِيْعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مِنْ فَضَلاتِ الكِسَرِ سَبْعَةَ سِلالٍ مَمْلُوءَة.
وكَانَ الآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلافِ رَجُل، ما عَدَا النِّسَاءَ والأَطْفَال.
وبَعْدَ أَنْ صَرَفَ الجُمُوعَ ركِبَ السَّفِيْنَة، وجَاءَ إِلى نَوَاحِي مَجْدَلْ.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
12 تأمّل للجمعة العظيمة
"أُشفِقُ على هذا الجَمْع"


قال لنا الكتاب الملهَم: "لكِنَّكَ تَرحَمُ جَميعَ النَّاس لأنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا. فإِنَّكَ تُحِبّ جَميعَ الكائنات ولا تَمقُتُ شَيئًا مِمَّا صَنَعتَ فإِنَّكَ لَو أَبغَضتَ شَيئًا لَما كوّنتَه ولأنَ كُلَ شيَء لَكَ أيُّها السّيدُ المُحِب لِلحَياة" (حك11: 23-24، 26). هذا ما جعله ينزل من السماء ويحمل اسم يسوع...: "وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (متى1: 21). حبّه الكبير للإنسان ورحمته تجاه الخطأة: هذا ما جعله ينزل من السماء.

لماذا إذًا قبل بأن يحجب مجده في جسد قابل للموت، لو لم يكن يرغب بشدّة في أن يخلّص أولئك الذين تاهوا، والذين فقدوا كلّ أمل بالخلاص؟ لقد قال ذلك بنفسه: "لأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" (لو19: 10). عوضًا عن تركنا نهلك، فعل كلّ ما يمكن أن يفعله الإله العليّ القدير بحسب صفاته الإلهيّة: لقد قرّب نفسه. وهو أحبّنا جميعًا إلى حدّ أنّه أراد أن يمنح حياته لكلّ شخص منّا، بشكل كامل وبالملء، كما لو لم يكن هنالك سوى إنسان واحد ليخلّصه. إنّه أفضل صديق لنا...إنّه الصديق الوحيد الحقيقي، وهو يعرض الأساليب الممكنة كلّها ليحصل على حبّنا في المقابل. هو لا يرفض لنا شيئًا، إن قبلنا أن نحبّه.

يا ربّي ومخلّصي، أنا بين يديك في أمان. إن حرستني، فليس هناك ما أخشاه؛ لكن، إن تركتني، أفقد الأمل بكلّ شيء. لا أعرف شيئًا عمّ سيحصل لي من الآن حتّى ساعة مماتي، لا أعرف شيئًا عن المستقبل، لكنّني أتكّل عليك... أسلّم لك نفسي بشكل كامل، لأنّك تعرف ما هو خير لي، وأنا أجهل ذلك.
البطريرك: حكومة اللون الواحد تخالف الدستور
--------------------------------------------------------------------------------

اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رفضه «حكومة اللون الواحد»، مؤكداً الاستمرار في شرعة العمل السياسي على ضوء ثوابت بكركي والتي هي ثوابت لبنان السيادة والاستقلال والقرار الحر»، لافتاً الى ان زيارة سورية تأتي في اطار جولته الرعوية على الابرشيات في الخارج. كلام الرعي، جاء في خلال مأدبة غداء اقامها تكريماً للإعلاميين المعتمدين في الصرح، حضرها الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ومطارنة واعلاميون تحدث بإسمهم مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، فنوّه بالتغطية الاعلامية التي مكنت الاغتراب اللبناني وجميع اللبنانيين من متابعتها بأدق تفاصيلها.



الحقيقة من دون تشويه

اما الراعي فثمن دور الاعلاميين في نقل اخبار الصرح بدقة وامانة، متمنياً «ان يبقى هذا البلد الذي هو ارض حرية الرأي والتعبير حاجة لجميع شعوب الارض شرقاً وغرباً»، مؤكداً ان دور بكري هو نقل الحقيقة من دون تشويه لأن دورها الاساس خدمة الكلمة التي تبني وتحرر، مشيداً بما بذله الكاردينال صفير، وقال:«نحن سنظل في امسّ الحاجة لتوجيهاته وحضوره».



افتتاح غرفة الصحافة

وخلال افتتاحية غرفة الصحافة في بكركي أكد الراعي الاستمرار في شرعة العمل السياسي وان بكركي لديها ثوابت لا يمكن أن تتخلى عنها في سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر، مشيراً الى ان بكركي لا تتدخل مع السياسيين في تطبيق هذه المقررات ولكنها تتحدث معهم في حال لم يتم تطبيقها كما يجب وتقول لهم نحن لا نقبل بما تقومون به. وشدد على ضرورة ألا يكون هناك خلافات بين السياسيين وقال بالنسبة الى موضوع المصالحة السياسية نحن لا نقول لهم تعالوا لنصالحكم انما نقول لهم اتفقوا مع بعضكم بعض وعندما يتفقون على المبادىء والثوابت عندها ستحل كل القضايا. وعن زيارته لسورية جدد الراعي التأكيد ان هذه الزيارة هي رعوية، مشيرا الى انه سيزور دمشق ضمن اطار جولته على الدول العربية لأن هذا الموضوع يعود الى كون البطريرك عليه ان يزور الأبرشيات التي يوجد فيها موارنة وسورية يوجد فيها ثلاثاً.



حكومة تكنوقراط

ودعا الراعي الى تشكيل حكومة تكنوقراط يتفق عليها أهل السياسة في ظل التعثر القائم في عملية التأليف، مشدداً على انه «لا يجب الا يكون هناك حكومة من لون واحد.



استقبالات

وواصل الراعي استقبال المهنئين، فأستقبل الشيخ نزيه العريضي ممثلا الشيخ نصر الدين الغريب، على رأس وفد من مشايخ الطائفة، ووفدا من الحزب «الديموقراطي اللبناني» برئاسة النائب طلال ارسلان، يرافقه النائب فادي الاعور والقاضي المذهبي الدرزي نزيه ابراهيم ورؤساء بلديات ومخاتير واهالي قضاء عاليه، في زيارة تهنية.

وتحدث ارسلان، مثنياً على حرص الراعي الصادق على احلال الوفاق ونشر المحبة والتآخري الصادق بين ابناء البيت اللبناني الواحد».

ورد الراعي، مرحباً بأهل الجبل،. وقال ما سمعته اخترق قلبي وعقلي، ورددت ما اجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا (...) لا يستطيع اللبنانيون ان يعيشوا من دون تاريخ، ولا يستطيع احد ان يمحي تاريخه فالتاريخ هو الاساس لاي بنيان كبير، البنيان الكبير العالي، ولبنان بنيان كبير في هذه المنطقة المشرقية وفي وسط الاسرة الدولية لانه قائم على اساس ثابت ومتين وهذا الاساس ان حاول احد اقتلاعه يعني هدم كل البنيان».



الدولة المدنية

اضاف الراعي: «(...) نعم، نحن في أمس الحاجة الى ان نجمع الدين والدنيا في دولة مدنية، نحن مع الدولة المدنية التي تحترم الدين والدنيا في دولة مدنية، نحن مع الدولة المدنية التي تحترم الدين والتي تستلهم الاديان، نحن لا نريد دولة دينية في لبنان فالدين لا يسيس والسياسة لا تدين، لانه ينبغي الفصل تماما بين الاثنين لا على الطريقة الغربية، الغرب فصل بين الدين والدولة، لكنه فصل معه ايضا بين الدولة والله(...)».

وختم الراعي «اننا مع كل ما يجري اليوم بالمطالبة بالغاء الطائفة السياسية، لكن علينا التفاهم على المفاهيم، ماذا نعني بالطائفية السياسية؟ وماذا نعني بإلغائها، وعندما نلغي ما هو البديل؟ هذه عناوين نحن في حاجة اليها فلا يجوز في لبنان ان نتكلم بتعابير غير مفهومة المضامين. لبنان وطن مدني يحترم القيم الدينية».



زوار

ومن زوار بكركي: وفد من كنيسة المشرق الاشورية برئاسة الارشمندريت عمانوئيل يوحنا، العلاّمة السيد علي فضل الله على رأس وفد ، مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل، فالوزير السابق جان لوي قرداحي، مطران حيفا والاراضي المقدسة بولس الصياح.



مراسيم وتعميم

واصدر الراعي، ثلاثة مراسيم وتعميماً ليتورجيا الاول قضى بتعيين المحامي وليد غياض مسؤولاً عن البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي، والثاني قضى بتعيين المونسنيور جوزف معوض، النائب العام لأبرشية جبيل مديراً بطريركياً لهذه الابرشية، والثالث قضى بتعيين المطران رولان ابو جودة النائب البطريركي العام، مشرفاً عاماً على توزيع العدالة وبالتالي، رئيس لمحكمة السينودس الاساقفة واللجنة القانونية حتى انتخاب مشرف عام اصيل في دورة سينودس الاساقفة المقبلة. وجاء في التعميم الليتورجي: «بناء على ما تم الاتفاق عليه بشأن المطران المستقيل، وأدرج مواد قانونية في مشروع الشرع الخاص بالكنيسة المارونية (المواد 77-83) بطلب من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين أن يذكروا في القداس الالهي وسائر التذكارات الليتورجية، بعد ذكر البطريرك المستقبل، وبعد ذكر مطران الابرشية، مطرانها المستقيل ما دام المستقيلون على قيد الحياة.
"True Democracy in Muslim Countries Only If Christians Are Equal Citizens," Says Assyrian Bishop
Würzburg -- "Aid to the Church in Need" organised a world conference titled "Welt Kirche in Würzburg", in Germany on 18-20 March 2011, on the situation of Christians in Muslim counties. Many bishops from Egypt, Pakistan, Iraq and Nigeria and elsewhere took part in the event. Mgr Louis Sako, archbishop of Kirkuk, was among them. He expressed serious concerns about how 'Jasmine Revolutions' were developing in many countries of North Africa and the Middle East.
The Chaldean prelate saw few signs of optimism in the events now unfolding in Arab countries, like mass protests and popular unrest, which have front-page in newscasts, newspapers, magazines and websites. The sight of crowds praying or shouting slogans gives the impression of a wave of extremism.
Media are always talking about Islamic parties. Many Muslims want an Islamic state. After the collapse of regime that lacked a direction and vision, questions abound. Will things improve? Will there be security? Who comes next? Who is pushing these masses of young people? Who is funding the movement? I hope things will evolved differently in Iraq.
The bishop described the situation in Iraq, where for the past eight years, "we have lived with different kinds of oppression. Establishing freedom and democracy takes time and education, especially a separation between politics, which is based on interests, and religion, which is based on ideals that cannot be compromised."
"Democracy cannot function if Islam is not updated. We must work together for a civilian state in which the only criterion is citizenship," he said.
"In Iraq, the post-Saddam government, and the people, have proclaimed democracy, but democracy cannot be imposed by pushing a magic button. Eight years after the US invasion, we do not have democracy in Iraq. Indeed, we have groups fighting each. Instead of democracy, we have a growing sectarian problem, with expulsions, abductions and attacks."
"We Christians are at a disadvantage, socially and religiously discriminated. More than half of the country's Christians have left, but others are leaving as well. The exodus is never-ending. If Islamisation continues, there will be no Christians left. A million Christians used to live here; now 400,000 are left. Christians certainly respect Muslims, but Muslims must also recognise Christians are real citizens, not as second-class citizens. There must be a clear and courageous decision by the state, as well as Muslim authorities."
In fact, Mgr Sako issued an appeal to Muslim authorities. "It is necessary," he said, "that Muslim religious leaders get involved in dialogue to build a multicultural and multi-religious society and reduce inter-religious tensions and conflicts so as to build true coexistence. Sectarian and provocative speeches do not help humanity's development and are contrary to the universal religious message of 'Peace on earth'."
"We must work together for a civilian state in which the only criterion is citizenship. The government, police, army, courts and all institutions should uphold the law and maintain order among all citizens."