Tuesday, March 29, 2011

________________________________________
اللاذقية تشيّع ضحاياها ومجلس الشعب يدعو الأسد لتوضيح إجراءاته

هدوء حذر في مختلف محافظات سوريا (أنور عمرو - أ ف ب)
آخر تحديث 4:50PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع
عاد الهدوء اليوم الى مدينة اللاذقية الساحلية السورية التي تشيّع ضحاياها بعد أيام من أعمال عنف أدّت منذ الجمعة الماضي، إلى مقتل 15 شخصاً وسقوط نحو 185 جريحاً، بحسب مصادر طبية. في حين نقلت قناة "الجزيرة" عن شاهد عيان خبر تجدّد التظاهرات في درعا وسط انتشار أمني كثيف، حيث استخدمت القوى الأمنية الغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأكد منسّق مركز التنمية البيئية والاجتماعية عصام خوري أن «الحياة بدأت تدبّ تدريجاً في مدينة اللاذقية، وبعض المدارس فتحت أبوابها»، مشيراً إلى أن «الأهل ما زالوا متخوفين من إرسال أطفالهم إليها».
وأضاف «إن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها وشوهدت حركة لبعض السيارات في مختلف الأحياء». وفي حي الشيخ ضاهر، في قلب المدينة التجاري، ظهرت آثار الدمار والحريق غداة الاشتباكات العنيفة التي شهدتها أحياء المدينة.
ويروي شاهد عيان يملك متجراً في المدينة ويبلغ من العمر 32 عاماً «جاءت مجموعة من الشباب من شارع القوتلي باتجاه ساحة الشيخ ضاهر وبدأوا بتكسير المحال والسيارات وحطموا الهواتف العمومية واللوحات الإعلانية، كذلك أحرقوا باصين كبيرين كانا مركونين في وسط الساحة».

مئات الجرحى في مستشفيات محافظة اللاذقية (حسين ملا - أ ب)
وبحسب هذا الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فقد عمد المعتدون بعد ذلك إلى «محاولة اقتحام مكتب شركة الاتصالات سيرياتيل، وعند عدم نجاحهم بذلك أحرقوها».وأضاف أنهم أحرقوا العيادات الطبية التي تقع في الطبقة التي تعلو المكتب. وتابع «مضت عشر دقائق قبل أن تتدخل قوى الأمن التي لم تكن ترغب بالتدخل في بادئ الأمر».
كذلك أُحبطت محاولات لاقتحام المستشفى الوطني ليل السبت الأحد، بحسب مدير المستشفى منذر بغداد. وقال بغداد «سدّت مجموعة من الشباب عند الثامنة مساء الطرق المؤدية الى المستشفى بواسطة حاويات، وعند تدخّل الأمن فروا باتجاه البناء المهجور بالقرب من المستشفى، وحدث إطلاق للنار، وقيل لي إنه ألقي القبض على اثنين منهم». وأضاف «بعد ساعة سمعت إطلاق أعيرة نارية من الجهة الجنوبية للمستشفى، في محاولة لأخذ سيارة إسعاف، إلّا أن الأمن تمكّن من الإمساك بأحدهم، كما أمسك بآخر يحمل خنجراً على سور المستشفى»، مشيراً إلى أن «سيارة أطلقت النار على جدار المستشفى عند منتصف الليل».

إستفاق سكان اللاذقية اليوم على مشاهد الدمار الذي لحق ببعض أحيائهم (حسين ملا - أ ب )
ووصلت تعزيزات عسكرية ليلة السبت الأحد إلى اللاذقية حيث لوحظ انتشار عدد كبير من وحدات الجيش على مفارق الطرق الرئيسية، وانتشرت القوّات الأمنية والعسكرية بكثافة في ساحة الشيخ ضاهر التي شهدت أعنف الأحداث في المدينة.
وأنشأ السكان «لجاناً لحماية أحيائهم بوضع سواتر معدنية وإطارات ونصبوا عدداً من الأعمدة الخشبية عند نهاية الأزقّة لاستخدامها حواجز» حسب خوري.
ورأى ناشط فضّل عدم الكشف عن اسمه أن «ما يجري في اللاذقية الآن لا علاقة له بما جرى في بداية الاعتصامات التي نُفّذت في البلاد»، لافتاً إلى أن "هذا لا يعني أن المشكلة الطائفية محصورة في اللاذقية».
وقال إن أهم سلاح لزعزعة الأمن والاستقرار هو الفتنة الطائفية، ومن يقومون على إدارة هذا المشروع يدركون أن تحقيق مطالب الناس ليس الغاية ولا يعنيهم».
وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد، قد حمّلت الأحد الأصوليين الإسلاميين مسؤولية أعمال العنف التي وقعت في سوريا أخيراً، موضحةً أنها أعمال عنف تستهدف ضرب التعايش الديني في البلاد، ومؤكّدة أن هذه المحاولة ستفشل «كما فشلت محاولات أخرى في السابق».

انتشار أمني كثيف في شوارع اللاذقية (حسين ملا - أ ب)
من جهة ثانية، دعا مجلس الشعب الرئيس السوري بشار الأسد الى توضيح إجراءات تعزيز الديموقراطية التي وعد بها بعد الوقوف دقيقة حداد على أرواح قتلى تظاهرات الأيام الأخيرة. وأكّد النائب محمد حبش أن أعضاء مجلس الشعب «تحدثوا بتقدير واحترام عن موقف الرئيس والاستجابة لمطالب الناس». وأضاف «في الوقت نفسه طلبنا توضيحاً من القيادة بخصوص الإجراءات التي ستتخذ، وطلبنا أن يأتي الرئيس الى البرلمان ويشرح الخطوات المطلوبة». وتابع أن النواب «وقفوا دقيقة صمت لأرواح الشهداء وهي بمثابة احترام للاحتجاجات والمطالب الشعبية».
وأفادت منظّمات حقوق الإنسان بأن نحو 130 شخصاً قتلوا، وعلى الأخص في درعا جنوب البلاد.
دولياً، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان اليوم، إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يردّ عليه «بسلبية» عندما حثّه على الاستماع إلى شعب سوريا في مكالمتين هاتفيتين على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة. وصرّح اردوغان في مطار أنقرة بأنه اقترح على الأسد أن يلبّي مطالب آلاف السوريين الذين شاركوا في تظاهرات تنادي بالديموقراطية في أنحاء مختلفة من سوريا.
(أ ف ب، رويترز)
[1] [1]

No comments:

Post a Comment