Tuesday, March 29, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 29 آذار/مارس 2011
الثلاثاء الرابع من الصوم الكبير

في الكنيسة المارونيّة اليوم :مار كيرلّس الشمّاس البعلبكيّ والشهيد
إنجيل القدّيس مرقس .26-22:8

ووَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى بَيْتَ صَيْدَا، فجَاؤُوا إِلَيْهِ بِأَعْمَى وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ.
فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى، وقَادَهُ إِلى خَارِجِ القَرْيَة، وتَفَلَ في عَيْنَيْه، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وسأَلَهُ: «هَلْ تُبْصِرُ شَيئًا؟».
فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: «أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!».
فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح.
فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لا تَدْخُلِ القَرْيَة!».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

عظة منسوبة للقدّيس فولجنتيوس (467 - 532)، أسقف روسب في إفريقيا الشماليّة

"ووضع يسوع يديه على عينيّ الأعمى"


المرآة تمرّ؛ المرآة تمحي... الواقع هو أنّ ذاك الذي هو "النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم" (يو1: 9) هو المرآة الحقيقيّة للآب. إنّ المسيح هو "شُعاعُ مَجْدِ الآب وصُورةُ جَوهَرِه" (عب1: 3)، فهو يزيل العمى من أعين الذين لا يرون. المسيح النازل من السماء، يمرّ، حتّى يراه كلّ حيّ بحسب الكلام النبوي لسمعان الشيخ الذي حمل بين ذراعيه الكلمة المولود الجديد، وتأمّله بابتهاج قائلاً: "الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ" (لو2: 29-30).

وحده الأعمى لم يكن يستطيع أن يرى المسيح، مرآة الآب. ما أعظمها إذًا تلك الأمانة التي أعلنها الأنبياء: "حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمْيان وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح وحينَئذٍ يَقفِزُ الأَعرَجُ كالأَيِّل ويَهتِفُ لِسانُ الأَبكَم فقَدِ انفَجَرَتِ المِياهُ في البَرِّيَّة والأَنْهارُ في البادِيَة" (أش35: 5-6). لقد شفى المسيح عينيّ الأعمى الذي رأى صورة الآب في المسيح. دواء مدهش ضدّ الطبيعة!...

لقد خلق اللهُ الإنسانَ الأوّل مبصرًا، ولكنّه أصبح أعمى عندما ترك الحيّة: هذا الأعمى بدأ يولد من جديد عندما أخذ يؤمن. كان جسده معاقًا، لكنّ طبيعته كانت أيضًا فاسدة. كان بحاجة إلى النور بشكل مضاعف... لقد مرّ الحرفي، خالقه، وعكس في المرآة صورة الإنسان الساقط، مشاهدًا عذاب الأعمى. معجزة قوّة الله التي تشفي ما تراه وتنير مَن تزور.

No comments:

Post a Comment