Wednesday, March 30, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 31 آذار/مارس 2011
الخميس الرابع من الصوم الكبير


إنجيل القدّيس متّى .39-29:15

وٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وأَتَى إِلى نَاحِيَةِ بَحْرِ الجَليل، وصَعِدَ إِلى الجَبَلِ فَجَلَسَ هُنَاك.
ودَنَا مِنْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، ومَعَهُم عُرْجٌ، وعُمْيَان، ومُقْعَدُون، وخُرْسٌ، ومَرْضَى كَثِيْرُون. وطَرَحُوهُم عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ فَشَفَاهُم،
حَتَّى تَعَجَّبَ الجَمْعُ لَمَّا رَأَوا الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِ²يْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون. فَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيل.
ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ وقَال: «أَتَحَنَّنُ على هذَا الجَمْع، لأَنَّهُم يُلازِمُونَنِي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، ولَيْسَ لَهُم مَا يَأْكُلُون. ولا أُرِيْدُ أَنْ أَصْرِفَهُم صَائِمِينَ لِئَلاَّ تَخُورَ قُوَاهُم في الطَّريق».
فقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا في البَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا المِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ هذَا الجَمْعَ الغَفِيْر؟».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «كَمْ رَغِيْفًا لَدَيْكُم؟». فَقَالُوا: «سَبْعَةُ أَرْغِفَة، وبَعْضُ سَمَكَاتٍ صِغَار».
وأَمَرَ يَسُوعُ الجَمْعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلى الأَرْض.
وأَخَذَ الأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ والسَّمَكَات، وشَكرَ وكَسَرَ وبَدَأَ يُنَاوِلُ التَّلامِيْذ، والتَّلامِيْذُ يُنَاوِلُونَ الجُمُوع.
فَأَكَلُوا جَمِيْعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مِنْ فَضَلاتِ الكِسَرِ سَبْعَةَ سِلالٍ مَمْلُوءَة.
وكَانَ الآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلافِ رَجُل، ما عَدَا النِّسَاءَ والأَطْفَال.
وبَعْدَ أَنْ صَرَفَ الجُمُوعَ ركِبَ السَّفِيْنَة، وجَاءَ إِلى نَوَاحِي مَجْدَلْ.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
12 تأمّل للجمعة العظيمة
"أُشفِقُ على هذا الجَمْع"


قال لنا الكتاب الملهَم: "لكِنَّكَ تَرحَمُ جَميعَ النَّاس لأنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا. فإِنَّكَ تُحِبّ جَميعَ الكائنات ولا تَمقُتُ شَيئًا مِمَّا صَنَعتَ فإِنَّكَ لَو أَبغَضتَ شَيئًا لَما كوّنتَه ولأنَ كُلَ شيَء لَكَ أيُّها السّيدُ المُحِب لِلحَياة" (حك11: 23-24، 26). هذا ما جعله ينزل من السماء ويحمل اسم يسوع...: "وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (متى1: 21). حبّه الكبير للإنسان ورحمته تجاه الخطأة: هذا ما جعله ينزل من السماء.

لماذا إذًا قبل بأن يحجب مجده في جسد قابل للموت، لو لم يكن يرغب بشدّة في أن يخلّص أولئك الذين تاهوا، والذين فقدوا كلّ أمل بالخلاص؟ لقد قال ذلك بنفسه: "لأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" (لو19: 10). عوضًا عن تركنا نهلك، فعل كلّ ما يمكن أن يفعله الإله العليّ القدير بحسب صفاته الإلهيّة: لقد قرّب نفسه. وهو أحبّنا جميعًا إلى حدّ أنّه أراد أن يمنح حياته لكلّ شخص منّا، بشكل كامل وبالملء، كما لو لم يكن هنالك سوى إنسان واحد ليخلّصه. إنّه أفضل صديق لنا...إنّه الصديق الوحيد الحقيقي، وهو يعرض الأساليب الممكنة كلّها ليحصل على حبّنا في المقابل. هو لا يرفض لنا شيئًا، إن قبلنا أن نحبّه.

يا ربّي ومخلّصي، أنا بين يديك في أمان. إن حرستني، فليس هناك ما أخشاه؛ لكن، إن تركتني، أفقد الأمل بكلّ شيء. لا أعرف شيئًا عمّ سيحصل لي من الآن حتّى ساعة مماتي، لا أعرف شيئًا عن المستقبل، لكنّني أتكّل عليك... أسلّم لك نفسي بشكل كامل، لأنّك تعرف ما هو خير لي، وأنا أجهل ذلك.

No comments:

Post a Comment