Wednesday, March 30, 2011

لقاء بين ميقاتي ونصر الله يناقش أفكاراً للتأليف خريطة إسـرائيلية للحرب المقبلـة:
950 موقعاً مستهدفاً في الجنوب
الخريطة التي سرّبها الجيش الإسرائيلي لـ«واشنطن بوست» وتظهر ما يقول إنها مواقع لـ«حزب الله» في الجنوب («السفير»)
لم يطرأ أي تطور نوعي أمس على مسار تشكيل الحكومة الذي ظل يسير على إيقاع السلحفاة، بينما أزمات البلد المعيشية والاجتماعية تسير بسرعة قياسية، لا تنافسها إلا
سرعة التحولات والتطورات في محيطنا العربي. ومع ذلك، فإن الرئيس المكلف وأطراف الاكثرية الجديدة ما زالوا «أسرى» الحسابات التقليدية في تأليف الحكومات، الامر
الذي بدأ يستنزف رصيدهم السياسي شيئا فشيئا، وهو نزف مرشح للمزيد من الاتساع كلما أضيف يوم إضافي الى عمر «الفراغ» الذي يكاد يلامس حدود الأزمة السياسية.
وقالت أوساط مطلعة على كواليس المفاوضات لـ«السفير» إنها تستبعد إنجاز عملية التأليف هذا الاسبوع، مشيرة الى ان إنضاج التسوية الحكومية ما زال يحتاج الى وقت
إضافي، وبالتالي فلا ولادة متوقعة قبل الاسبوع المقبل، على الاقل، علما ان زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى العماد ميشال عون في المستشفى للاطمئنان الى صحته ساهمت
في إضفاء لمسة إيجابية على العلاقة الشخصية بين الرجلين بعد فترة من «الجفاء»، وإن تكن الزيارة ظلت محصورة في إطارها الاجتماعي. وأوضحت الأوساط ان اللقاء الخماسي
الذي عقد أمس الاول بين الرئيس ميقاتي وممثلي الاكثرية الجديدة وضع «خريطة طريق» للتعامل مع العقد التي تعترض تأليف الحكومة، مشيرة الى ان الوزير غازي العريضي
و«الخليلين» يتحركون في مختلف الاتجاهات بالتنسيق مع ميقاتي ترجمة لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، سعيا الى إيجاد المخرج المناسب لعقدتي «الداخلية» وتمثيل
المعارضة السنية السابقة.
وقد التقى الرئيس المكلف أمس، في اطار التشاور المستمر، العريضي والنائب علي حسن خليل، والحاج حسين الخليل، كل على حدة، فيما تردد انه التقى أمس الاول الامين
العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وناقشا أفكارا ومخارج للتأليف الحكومي.
بري: سائرون نحو التأليف
الى ذلك، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري قوله خلال «لقاء الاربعاء» ان الحكومة «سائرة في طريقها نحو التأليف، والمؤلفة قلوبهم»، بينما قال رئيس الحزب الديموقراطي
طلال ارسلان لـ«السفير» ان موقفه ثابت منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وهو انه «يجب ان تكون لنا حقيبة «محترمة» وإلا فلا يحسبوا حسابنا بشيء، وساعتها نتجه لمعارضة
الحكومة وسنحجب الثقة عنها في جلسة البرلمان».
في هذه الاثناء، صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي أول موقف من نوعه حيال الحكومة المفترض تشكيلها، مؤكدا انه يعارض ان تكون من لون واحد لأنها تخالف الدستور،
مطالبا بحكومة تكنوقراط تتولى تسيير الامور إلى حين اتفاق المسؤولين في ما بينهم، وإذا تعذر ذلك، فلا بد من حكومة تضم الجميع.
الى ذلك عاد الى بيروت امس رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد زيارتين الى السعودية وقطر.
بنك أهداف إسرائيلية
وبينما يهدر لبنان الوقت في التفتيش عن إبرة الحكومة في قش التجاذبات الداخلية، تُعد إسرائيل العدة للحرب المقبلة، حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية،
خريطة اسرائيلية ، يقول القادة العسكريون للعدو إنها تظهر مواقع عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في الجنوب.
ونقلت الصحيفة الاميركية عن المسؤولين الاسرائيليين قولهم ان معظم الأسلحة التي يخزنها «حزب الله» في الجنوب منذ حرب العام 2006 سورية الصنع أو تمّ تزويده بها
عبر دمشق، بما فيها صواريخ «سكود» قصيرة المدى، وصواريخ من عيار 302 ملم، والتي قد تبلغ تل أبيب في حال تم إطلاقها من الجنوب.
وكان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وخلال زيارة إلى موسكو خلال الشهر الحالي، طلب من روسيا تجميد صفقة بيع أسلحة مضادة للزوارق الى سوريا خوفاً من نقلها
إلى «حزب الله»، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقد تم رفض طلبه.
وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، فقد بنى «حزب الله» مئات الخنادق وملأها بأسلحة سورية منذ العام 2006. وتظهر الخريطة التي نشرتها «واشنطن بوست»، ما تقول اسرائيل
انها نقاط التخزين التابعة لـ«حزب الله»، أكثر من 550 نفقا محصنا، 300 موقع مراقبة، بالإضافة إلى 100 موقع لاستخدامات مختلفة.
وبحسب الصحيفة الاميركية، يبدو أن القيادة العسكرية الإسرائيلية وعبر نشر هذه الخريطة، تحاول تجنّب أي انتقاد دولي في حال قامت بمهاجمة أحد هذه المواقع، والتي
تقول اسرائيل ان معظمها يقع في قرى سكنية وقرب مستشفيات ومدارس ومنازل مدنيين.
ويصرح القادة العسكريون بأنهم يريدون تجنّب أي استنكار دولي من النوع الذي طال عملياتهم في أواخر العام 2008 خلال حرب «الرصاص المسكوب» في غزة لمنع المقاتلين
من إطلاق الصواريخ. ونقلت «واشنطن بوست» عن قائد عسكري اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «من مصلحتنا أن نظهر للعالم أن حزب الله حوّل هذه القرى إلى أرض معركة».

لغز الأستونيين المخطوفين
على صعيد آخر، واصلت القوى الامنية والعسكرية أمس عمليات التفتيش والمداهمة في البقاعين الاوسط والغربي، بحثا عن الأستونيين السبعة المخطوفين، بعدما تمكنت من
تحديد الحيز الجغرافي الذي يرجح تواجدهم فيه، فيما أبلغت مراجع أمنية رفيعة «السفير» ان عدد الموقوفين في هذه القضية ارتفع الى خمسة ممن شاركوا في تنفيذ عملية
الخطف وأن هؤلاء أدلوا باعترافات ساعدت على تحديد هوية الخاطفين. وأشارت المراجع الى ان الدوافع النهائية الكامنة خلف الاختطاف لم تحسم بعد، وإن تكن المؤشرات
التي تجمعت حتى الآن لدى الاجهزة المختصة تدل على وجود أبعاد سياسية للحادث، تتصل بتطورات الوضع في المنطقة.
وعلمت «السفير» ان الاتحاد الاوروبي أوفد محققا أستونيا وآخر فرنسيا لمواكبة التحقيق الجاري مع الموقوفين، ووقائع المداهمات والملاحقات الجارية، باعتبار ان
أستونيا هي جزء من الاتحاد. وفي المعلومات، ان المحققين أبديا ارتياحهما الى الجهد المبذول للعثور على المخطوفين، سواء في ما يتعلق بـ«داتا » الاتصالات او في
ما يتصل بمستوى المراقبة والتمشيط الميداني.
السفير

No comments:

Post a Comment