Tuesday, March 29, 2011

كثّف اتصالاته بالأسد واهتم بأوضاع الجاليات اللبنانيةسليمان: لا نقبل بتهديد أمن سوريا من لبنان
سليمان يحيي المشاركين في حفل تنصيب الراعي الجمعة الفائت (علي علوش)
داود رمال
رغم الانشغال الرسمي والسياسي اللبناني بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، والتي تتفاوت بورصة التفاؤل حيال ولادتها بين ساعة وأخرى، إلا أن ذلك لم يمنع رئيس البلاد
العماد ميشال سليمان من الاهتمام بقضايا أخرى ذات بعد وطني تتصل بعلاقات لبنان بالدول الشقيقة في ظل الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية وانعكاس ذلك على
الجاليات اللبنانية في هذه الدول.
وأكدت مصادر رئاسية لبنانية لـ«السفير» أن «الرئيس ميشال سليمان كان السبّاق في الاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مرة، معربا عن وقوف لبنان إلى جانب
سوريا في وجه أي مؤامرة تتهدد أمنها واستقرارها وخياراتها الوطنية والقومية».
وأضافت المصادر «أن سليمان أعرب عن الثقة بمقدرة القيادة السورية، بما تتمتع به من حكمة ودراية وعزم على المضي قدما في تنفيذ السياسات الهادفة لتعزيز مقومات
صمود سوريا وسيادتها وعزتها وكرامتها وهناء شعبها».
وشددت المصادر على «عدم قبول لبنان الرسمي والشعبي بتهديد أمن سوريا من لبنان ونحرص على هذا الأمن مع القوى والأجهزة الأمنية المعنية».
ولفتت المصادر الانتباه «إلى أن التواصل والتشاور بين سليمان والأسد مستمر ومتواصل في الظروف العادية وهو تكثف في الأيام الأخيرة نظرا للتطورات العربية المتسارعة
وللمتابعة المشتركة لهذه التطورات».
وفي خضم هذه التطورات، أفرد رئيس الجمهورية حيزا كبيرا من اهتماماته لمتابعة أوضاع اللبنانيين في الدول العربية التي شهدت تحركات شعبية، «منطلقا من السياق التاريخي
للدور اللبناني في رأب الصدع ولم الشمل والتوفيق بين الأشقاء، والطابع الحضاري للجاليات اللبنانية في العالم عموما والوطن العربي على وجه التحديد، وهي الجاليات
التي ساهمت في نهضة وتنمية اقتصاديات هذه الدول وتطورها على أكثر من مستوى».
وانطلاقا من الدبلوماسية الرئاسية التي «دأب على تنشيطها وتفعيلها رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الحكم معيدا الحضور اللبناني الى المحافل الدولية والاقليمية
والعربية، والتي كان ابرز ثمراتها انتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي، عمد الرئيس سليمان الى اجراء سلسلة اتصالات مع الملوك والرؤساء والامراء
العرب، ركزت على الاطمئنان على سلامة الاوضاع الداخلية في هذه الدول من جهة وأوضاع الجاليات اللبنانية في الدول العربية ككل وفي البحرين بشكل خاص من جهة ثانية».

ولفتت اوساط متابعة الانتباه الى انه «سبق لرئيس الجمهورية منذ اكثر من سنة ان اولى اوضاع الجالية اللبنانية في دولة الامارات العربية المتحدة الاهتمام الاستثنائي
بعد ابعاد عدد من افرادها وقام بإيفاد ممثل عنه للاطلاع عن قرب على اسباب الابعاد والبحث عن كثب في سبل تفادي وقوع اشكالات مماثلة من منطلق حرص لبنان على افضل
العلاقات مع الدول الشقيقة، وعلى ان يكون الحضور اللبناني حضورا مسالما وفاعلا في مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن اي ملامسة للجوانب السياسية
او الامنية».
واوضحت الاوساط «ان الهدف من الاتصالات التي اجراها سليمان مع القادة العرب هو الاطلاع على الوضع في هذه الدول، والاعراب عن الاهتمام بما يجري وتمني الاستقرار
لها وتعزيز مقومات الهناء والازدهار لشعوبها، بالتزامن مع الاطلاع على اوضاع الجاليات اللبنانية والاهتمام بما يطمئنها ويحمي مصالحها».
وأشارت الاوساط الى ان «سليمان لقي التجاوب والتفاعل الايجابي من نظرائه العرب، خصوصا في ظل ما يسود علاقات لبنان وهذه الدول منذ عقود لا بل قرون من مودة وتعاون
وإخاء»، واصفة اجواء الاتصالات بأنها «جيدة».
وذكّرت الاوساط «بأن رئيس الجمهورية كان السباق في استشراف مخاطر ان تكون الجاليات اللبنانية محط استهداف او توريط في امور لا ناقة لها فيها ولا جمل، نظرا لنجاحاتها
الكبيرة في عالم الانتشار، ففي خلال زياراته للدول العربية والاجنبية كان يحرص على تضمين جدول أعمال زياراته، عقد لقاءات موسعة مع ابناء الجاليات اللبنانية،
وكان يتعمد ان يكرر خلال حديثه امامهم دعوته لهم بأن يكونوا المثال الذي يحتذى، وأن يساهموا في نهضة وتطور هذه الدول انطلاقا من ثابتة اساسية وهي احترام قوانين
وأنظمة الدول التي يقيمون فيها باعتبار هذه الدول وطنهم الثاني، والعبرة في هذا التوجه هو ابعاد المخاطر عن ابناء الجاليات انطلاقا من تجارب عاشها لبنانيون
في عدة دول لا سيما في افريقيا، بحيث تحول نجاحهم الى عدو لهم، ولا سبيل لتحصين وجودهم الا بالالتزام بالقانون والنظام العام».
السفير

No comments:

Post a Comment