Thursday, March 31, 2011

ارتياح سوري للعلاقات مع مصرزوار دمشق: تفكيك شبكة التآمر وأسـئلة عـن أدوار لبـنانيـة!
داود رمال
ينقل زوار العاصمة السورية ارتياح القيادة السورية وعدم خوفها «على المصير الوطني من جهة ومسار الممانعة والمقاومة من جهة ثانية، وأن قوتها من قوة الشعب السوري
وتماسكه ووحدته الوطنية، الذي عبر عن رفضه لكل محاولات أخذه في مسارات التمذهب والتطييف والفتنة، وإصراره على البقاء منسجماً مع الخيارات الوطنية والقومية التي
برهنت التجارب أنها الأسلم والأصوب لسوريا وللعرب».
وينقل الزوار عن قياديين في دمشق معلومات تشير إلى «حجم الاستهداف الذي أريد له أن يلبس باللبوس الدموي الخالص ليكرس عبر نزاعات طائفية ومذهبية»، إذ ان «مسار
الأحداث في كل من محافظتي درعا واللاذقية كان يراد منه أن يتطور دراماتيكياً، عبر قيام شبكة تآمرية بسفك الدماء وإلحاق الدمار والتخريب بالمنشآت والممتلكات
العامة والخاصة حيث تعمدت المجموعات التابعة لهذه الشبكة، وخاصة في اللاذقية، استهداف القوى العسكرية والمواطنين الآمنين في آن معا، لزرع الرعب والهلع والمتاريس،
فكان العسكريون ورجال الشرطة يسقطون شهداء من دون أن يقابل ذلك برد من قبلهم، حتى أن بعض الشهداء العسكريين قتلوا بالسواطير والسكاكين في اللاذقية، وحافظ الجيش
والقوى الأمنية على رباطة جأشهم والتزموا إلى أبعد الحدود بالقرار المركزي للقيادة السورية بعدم الرد بالنار مهما كانت التضحيات ووجوب استيعاب الأحداث».
ويشير زوار دمشق إلى أن رد القيادة السورية سياسيا وعسكريا، فاجأ من يدير شبكة التآمر، إذ كانوا يتوقعون أن تندفع القيادة السورية إلى الرد بعنف وبأسلوب دموي،
لكن الرد كان من منطلق القادر والواثق وبأسلوب استيعابي مسؤول بدليل نهوض الناس بمسؤولياتهم في اللاذقية في مواجهة بعض العصابات المعروفة التوجهات وذات التاريخ
الإجرامي العريق».
يضيف الزوار «أن رهانات المخططين والداعمين من دول وجهات على أن يتم إسقاط النظام السوري في سياق الموجة التي تجتاح المنطقة العربية لم يكن في محله، ومن يحاول
تعويض خسارته بسقوط نظام حسني مبارك في مصر باعتباره الداعم الأساسي له عبر إسقاط النظام في سوريا والمجيء بنظام دمية في يده لا يتمتع بأدنى مقومات النضوج السياسي
ـ الاستراتيجي، لأنه مع الزلزال المصري الإيجابي فإن هؤلاء سيجدون مصر الثورة الجديدة أو المتجددة صفاً واحداً إلى جانب سوريا في المسار والمصير بدليل الصفحة
الجديدة في العلاقات السورية المصرية من جهة والخطاب المصري الجديد في لبنان وقرار الانفتاح على إيران».
ويستشهد الزوار «بزيارة مدير المخابرات المصري الجديد مراد محمد موافي إلى سوريا، ولقائه الرئيس بشار الأسد، في ظل تقييم إيجابي جدا للزيارة حيث جرى خلالها
التأكيد على الثوابت العربية، لا سيما في مسألة الصراع العربي - الإسرائيلي والدور المركزي لمصر في حفظ الحقوق العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني».
ويشير الزوار نقلاً عن المسؤولين السوريين «أن الشارع العربي الممتد من المحيط إلى الخليج خرج من دائرة الخوف، وأصبح نبض هذا الشارع في العواصم المختلفة مع
نبض الشارع السوري، بعدما تحررت هذه الشوارع والساحات من عقدة الخوف، وبالتالي فإنه رغم حجم الاستهدافات التي لن تتوقف فإن النظام السوري مرتاح إلى حاضره ومستقبله».

ويؤكد الزوار «أن الاختراقات الأمنية التي حصلت للساحة السورية، من دول بعيدة وقريبة، أصبحت كلها تحت السيطرة والعمل جارٍ على تفكيكها وتحديد مراميها وأدواتها،
لأن النتائج الأولية تُظهر، للأسف، تورطاً لأشقاء في اسـتعادة لسيناريوهات سـابقة».
وعما إذا كانت سوريا ستكشف عن هذا التورط، يؤكد زوارها «أن سوريا تتعاطى كدولة وكل شيء سيعلن في حينه بعد اكتمال كل العناصر، إن عبر وثائق ومراسلات رسمية للجهات
المعنية في لبنان أو خلال لقاءات بين مسؤولي البلدين، وأيضاً عبر وسائل الإعلام، وتسأل عن تزامن أحداث سوريا مع اجتماع أحد المسؤولين في تيار سياسي لبناني بارز
مع معارضين سوريين ورموز من «الحرس السوري القديم» في أوروبا والدور التحريضي لبعض الشخصيات في مناطق التماس الحدودية الشمالية، وكل ذلك بتغطية من جناح متشدد
في دولة عربية كبرى، وهذا الأمر محل متابعة دقيقة من القيادة السورية التي تدرس الموقف لتبني على النتائج المقتضى الواجب لحفظ سوريا وعلاقاتها».

No comments:

Post a Comment