Sunday, March 27, 2011

الأسد يعلن إلغاء الطوارئ غداً ... ويتلقى دعماً عربياً واسعاً سوريا: التوتر يتراجع ... بانتظار الإصلاحات
مناصرون لبشار الأسد في حلب أمس (رويترز)
زياد حيدر
انخفضت وتيرة التوتر في سوريا أمس، بعد احتقان شديد ومخاوف انتشرت على مستوى سوريا، خصوصا في ما يتعلق بمواجهات اللاذقية التي بدت ساحة لتحريض طائفي لم يستجب
له السكان، لكنه روّع البيئة المحيطة وباقي البلاد وشد العصب القومي والوطني في أنحاء سوريا.
وظلت ساحات اللاذقية وشوارعها حتى صباح أمس، في شدّ وجذب بين وحدات من الجيش السوري الذي دخل المدينة مساء بناء على نداءات استغاثة من الأهالي، وبين مجموعات
مسلحة كانت اللجان الشعبية تلاحقهم وتنشر أرقام سياراتهم ومواصفاتهم على التلفزيونات وشبكات التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية.
في هذا الوقت، استبعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا بالطريقة التي تدخلت بها في ليبيا، موضحة أن كل انتفاضة
في دولة عربية لها خصوصيتها.
من جهة أخرى، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعما خليجيا من ثلاث دول هي الكويت والبحرين وقطر. وكان اللقاء مع ولي عهد قطر تميم بن حمد بن جاسم آل ثاني، الذي
لم يعلن عنه رسميا، بمثابة «تهدئة خواطر» على ما يبدو بعد خطاب الداعية الإسلامي يوسف

القرضاوي على تلفزيون قطر، والذي اتهمته السلطات السورية بالتحريض الصريح على الفتنة في البلاد.
وتلقى الأسد اتصالا هاتفيا من أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، أعرب خلاله الأمير عن دعم الكويت لسوريا في وجه ما تتعرض له من محاولات لزعزعة أمنها،
حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
كما تلقى الأسد اتصالا هاتفيا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أعرب فيه «عن وقوف بلاده إلى جانب سوريا قيادة وشعبا في وجه المؤامرة التي تتعرض لها والتي
تستهدف أمنها واستقرارها». وعبّر الملك حمد وفق «سانا» عن ثقته بوعي الشعب السوري لهذه المؤامرة وقدرته على تجاوزها. كما تلقى الأسد اتصالا من أمير قطر الشيخ
حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال الطالباني.
وذكر التلفزيون التركي أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كرّر، في اتصال هاتفي بالاسد، دعوته القيادة السورية الى إجراء إصلاحات سريعة في البلاد للخروج من الأزمة
الحالية التي تمر بها البلاد.
من جهتها وفي تصريح لوكالة «فرانس برس» أعلنت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان أن الأسد سيتوجه بكلمة إلى الشعب السوري «قريبا لشرح الوضع وتوضيح الإصلاحات التي
يعتزم القيام بها في البلاد».
كما أوضحت أن السلطات السورية قد اتخذت قرار رفع قانون الطوارئ الساري في البلاد منذ 1963. وقالت إن «قرار رفع قانون الطوارئ قد اتخذ لكنني لا أعلم متى سيدخل
حيز التطبيق».
وفي السياق قال مسؤول سوري رفيع المستوى لـ«السفير» إن قرار رفع حالة الطوارئ يخضع لصياغة قانونية وإنه سيرفع «خلال فترة وجيزة» للأسد لإصداره في مرسوم رئاسي.
وسألت «السفير» إن كانت الحكومة ستتغير في وقت قريب، فأكد المصدر أن حكومة محمد ناجي عطري ستستقيل في وقت قريب.
ونقلت وكالة «أسوشييتدبرس» عن النائب السوري محمد حبش قوله إن مجلس الشعب (البرلمان) ناقش موضوع قانون الطوارئ في جلسة عقدها مساء أمس، وأن الأسد قد يتحدث عن
الموضوع غداً الثلاثاء.
وحول ما أشيع عن إلغاء المادة الثامنة من الدستور لحزب البعث العربي الاشتراكي والتي تحدد «البعث قائدا للدولة والمجتمع» قال إن مناقشة هذه المادة ستكون ضمن
إطار طرح قانون الأحزاب للنقاش السياسي العام.
وحمّلت شعبان الأصوليين الإسلاميين مسؤولية أعمال العنف التي وقعت في سوريا، والتي اعتبرت انها تستهدف ضرب التعايش الديني فيها، مؤكدة أن هذه المحاولة ستفشل
«كما فشلت محاولات اخرى في السابق».
وقالت إن «الاخوان المسلمين لا ينسون ويعتقدون أنهم يستطيعون اعادة الكرّة مستفيدين مما حصل في تونس ومصر إلا أن الوضع مختلف في سوريا، وسيفشلون مرة جديدة».
واضافت أن «دوافعهم مختلفة تماما ولا علاقة لها على الاطلاق بالمطالب المشروعة للشعب السوري».
وكانت شعبان اتهمت أمس الأول، الشيخ القرضاوي بالتحريض على الفتنة، مشيرة إلى أن «هناك انزعاجا كبيرا من قوله». وقالت» ليس لرجل دين أن يثير فتنة بأي منطق قرآني
أو إيماني وهذا ليس من مهمات رجل الدين على الإطلاق».
وحذّرت شعبان من المساس بأمن سوريا، قائلة «ليس مسموحا على الإطلاق العبث بأمن سوريا»، لافتة إلى أن ما أعلنته القيادة الخميس الماضي هو مشروع إصلاحي سوف يشهد
هذا الأسبوع بعض الخطوات التنفيذية، وكل الأمور على الطاولة وقيد البحث، ولا يوجد أي شيء محرّم تحت سقف الوطن، عندما تكون النية عزة سوريا وتقدمها ومنعتها وازدهارها.

وتحدثت شعبان عن أحداث الصنمين ودرعا الجمعة الماضي والتي ذهب ضحيتها 10 أشخاص كحد أدنى، مشيرة إلى أن التجمعات التي خرجت استهدفت فرعا للأمن العسكري وحاولت
اقتحامه مما قاد للمواجهة التي تلت. كما أشارت إلى أنه خلال تشييع القتلى في طفس جرى حرق مخفر شرطة ومكتب لحزب البعث.
على المستوى الميداني، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول قوله أمس، إن 10 من رجال الأمن قتلوا في اعتداءات شنت عليهم من قبل مجموعات مسلحة في اللاذقية
خلال اليومين الماضيين. كما قتل اثنان من العناصر المسلحة «التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائيا على المواطنين وبثت الذعر
بين الأهالي». وأضاف المصدر أن «نحو 200 شخص، معظمهم من قوى الأمن أصيبوا في هذه الاعتداءات»، مشيرا إلى أن العناصر المسلحة اعتدت على المنشآت والممتلكات العامة
والخاصة والمؤسسات الخدمية وكسرت المحال التجارية في مدينة اللاذقية واقتحمت بعض المنازل وروعت المواطنين في بيوتهم. وأوضح المصدر أن العناصر المسلحة هاجمت
أيضا المستشفى الوطني وحطمت عددا من سيارات الإسعاف واعتدت على طواقمها الطبية.
من جهة أخرى، أفرج القضاء عن 17 ناشطا اعتقلوا في 16 آذار الحالي خلال الاعتصام أمام وزارة الداخلية الداعي إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين. والأربعاء الماضي
تم الإفراج عن ست نساء شاركن في هذا الاعتصام، كما أفرج مساء الجمعة عن 260 سجينا سياسيا من سجن صيدنايا.
ونظم آلاف المؤيدين للأسد مسيرات وتحركوا في دمشق ومدن سورية أخرى ملوحين بالأعلام معلنين ولاءهم لحزب البعث الحاكم. وذكرت وسائل اعلام سورية أنه تم اعتقال
مواطن مصري يحمل الجنسية الاميركية في دمشق شجع على تحركات احتجاجية ضد النظام.
وذكرت قناة «ANB» أن القوات السورية صادرت 7 زوارق محمّلة بالأسلحة كانت قد وصلت إلى شواطئها آتية من مدينة طرابلس شمال لبنان.
إلى ذلك، قالت كلينتون، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية، إن الولايات المتحدة تأسف بشدة للعنف في سوريا لكن الظروف مختلفة في ليبيا حيث استخدم الرئيس
معمر القذافي قواته الجوية ومدرعاته الثقيلة ضد المدنيين.
وعما إذا كان من المتوقع تدخل واشنطن في سوريا على غرار الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى على ليبيا، قالت كلينتون «لا». وأضافت «كل من
هذه الأوضاع له خصوصيته... المؤكد أننا نأسف بشدة للعنف في سوريا وندعو مثلما دعونا كل هذه الحكومات إلى الاستجابة لاحتياجات الشعوب وعدم اللجوء للعنف والسماح
بالاحتجاجات السلمية وبدء عملية للإصلاح الاقتصادي والسياسي».
وأضافت كلينتون «لو كان هناك تحالف في المجتمع الدولي ولو صدر قرار لمجلس الأمن الدولي ولو كانت هناك دعوة من الجامعة العربية ولو كان هناك تنديد عالمي... لكن
هذا لن يحدث لأنني لا أعتقد أنه اتضح بعد ماذا سيحدث وما ستتطور اليه الأمور» في سوريا. وتابعت «ما يحدث هناك في الأسابيع القليلة الماضية مثير لقلق عميق، لكن
يوجد فرق بين الاستعانة بالطيران وإلقاء القنابل على مدنك من دون تمييز (كما في ليبيا) وبين تصرفات الشرطة التي تجاوزت بصراحة استخدام القوة التي لا يريد أي
منا أن يراها».
وابدت كلينتون تفاؤلا، قائلة «هناك اليوم في سوريا رئيس مختلف. كثيرون من اعضاء الكونغرس الذين زاروا سوريا في الاشهر الاخيرة قالوا انهم يعتقدون انه اصلاحي».

وادان عمليات «القمع» كل من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والمفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ولندن وباريس، فيما دعا
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتـفي مع الاسد، الى التزام «اقصى درجات ضبط النفس».

السفير

No comments:

Post a Comment